النشأة والهوية
مع بداية وصول الحواسيب الشخصية في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي أسَّس سماحة العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) شخصيًّا مشروع (مكتبة المدني للمعلومات)؛ إذ كان رحمه الله سابقًا لعصره في مجال الحوسبة والبرمجيات.
ففي العام 1987م أطلق سماحته مكتبة إلكترونية صغيرة تحت اسم (المدني بولتن بورد)؛ وكانت عبارة عن مركز لتخزين المعلومات الدينية العملية التي يحتاج إليها الناس في حياتهم اليومية، وجعل الاتصال بها وسحب ما يمكن سحبه من المعلومات مجانًا لمدة ساعة كاملة يوميًّا، وأعطاها سماحته من وقته في كل يوم ست ساعات، فجعل فيها معلومات متنوعة ونافعة لم يقصرها على الشؤون الإسلامية وحسب، وكان يجيب فيها عن الاستفتاءات الواردة إليه من مختلف دول العالم.
وفي منتصف التسعينيات من القرن العشرين، ومع بداية دخول شبكة الإنترنت إلى البحرين، أطلق سماحته رحمه الله موقعه الإلكتروني الشخصي تحت اسم (مكتبة المدني للمعلومات) ليكون من أوائل المواقع الإلكترونية في البحرين عمومًا، ومن أوائل المواقع الإسلامية في العالم كله. وكان الموقع يحتوي على خطب سماحته أيام الجمع والأعياد، مع مساحة خاصة للاستفتاءات الشرعية التي يمكن من خلالها إرسال الاستفتاءات والمسائل الشرعية إلى سماحته رحمه الله.
ومع مطلع الألفية الجديدة، ومع اتساع رقعة مستخدمي الشبكة العنكبوتية، دشَّن سماحته رحمه الله موقع (منتديات المدني) ليوفر مساحة للحوار الهادف، وتبادل المعلومات النافعة؛ فكانت هذه المنتديات مرفأً علميًّا وثقافيًّا ثريًّا وحيويًّا شجَّع على التبادل المسؤول للمعلومات المفيدة والحوارات المختلفة.
وبعد رحيل سماحته إلى جوار ربه في ربيع العام 2003م، اهتم أبناء العلامة المدني وتلامذته بطباعة الإرث الديني والعلمي الغزير الذي تركه شيخهم الراحل تحت مظلة (مكتبة المدني للمعلومات)، فكان من إصدارات المكتبة موسوعة (الكلمة الطيبة) التي جمعت خطب الجمعة والأعياد لسماحته، والتي صدرت في خمسة مجلدات، إلى جانب إصدار كتاب (دعوة الحق) الذي تضمن عددًا من محاضراته وكلماته الفقهية والدينية والثقافية والاجتماعية والسياسية، بالإضافة إلى كتاب (الغروب) الذي ترجم لحياة سماحته، وجمع بين دفتيه بعض ما قيل فيه نثرًا وشعرًا، وكتاب (غاية المرام في تاريخ الأعلام) الذي ترجم فيه الباحث والمؤرخ السيد هاشم سلمان باقر لحياة أئمة الجمعة في جامع جدحفص منذ إنشائه في العام 1912م وحتى العام 2003م الذي توفي فيه شيخنا رحمه الله؛ بدءًا من مؤسس الجامع العلامة الفقيه الشيخ أحمد آل حرز (قده)، وانتهاء بالفقيه العلامة المدني (قده)، مرورًا بفقهاء جدحفص وعلمائها الأعلام الذين تصدوا لإقامة صلاة الجمعة في هذا الجامع الشريف؛ وهم: الشيخ سليمان آل حرز، والسيد عدنان الموسوي، والشيخ محمد علي المدني، والشيخ عبدالحسن آل طفل، رحمهم الله جميعًا.
وكان آخر إصدارات المكتبة كتاب (صلة الأرحام) الذي صدر في العام 2017م، والذي تضمن سلسلة من المحاضرات التي ألقاها سماحته حول صلة الأرحام من منظور عقدي وفقهي وأخلاقي.
كما أقامت المكتبة عددًا من الفعاليات والمؤتمرات الدينية والعلمية شارك فيها عدد من أصحاب السماحة والفضيلة العلماء والباحثين من داخل البحرين وخارجها.
وبعد مضي أكثر من ثلاثة عقود من الزمان على التأسيس الأول للمكتبة، وتحديدًا في الحادي عشر من شهر ذي القعدة عام 1438هـ الموافق للثالث من شهر آب (أغسطس) عام 2017م، أسَّس نجله سماحة الشيخ الدكتور محمد طاهر المدني حفظه الله (مؤسسة العلامة المدني الإسلامية) التي ضمَّت تحت مظلتها مكتبة المدني للمعلومات.
وأخذت المؤسسة على عاتقها منذ تأسيسها العمل على طباعة كتب أخرى تتضمن بحوث سماحته رحمه الله ومحاضراته حول عدد من الموضوعات المتنوعة في العقيدة والفقه والسيرة والأخلاق والثقافة.
فقد وضعت المؤسسة نصب عينها حفظ تراث العلامة المدني (قده) ونشره ليستفيد منه طلاب المعرفة والعلوم الدينية المتصلة بعلوم أهل البيت عليهم السلام، إلى جانب الإرث الديني للمدرسة البحرانية التي نهل منها سماحته رحمه الله، والتي تتصل بتراث أهل البيت عليهم السلام.
الرسالة
المبادئ والقيم والثوابت التي تبنَّاها العلامة المدني (قده) ودافع عنها طوال حياته، وما تتصل به من تاريخ أصيل توارثه علماء البحرين رضوان الله عليهم عن أئمتهم عليهم السلام، ونشر ما يتصل بهذا المنهج الأصيل والصافي بمختلف الوسائل والسبل المتاحة والممكنة خدمةً للدين الحنيف، قربةً إلى الله تعالى.
الأهداف
-
نشر الإنتاج العلمي لسماحة العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) والمحافظة عليه.
-
نشر الفكر الديني والثقافة الأدبية التي أنتجها ودافع عنها العلامة المدني وتفعيل لغة الحوار التي تبَنَّاها.
-
نشر الوعي الديني الأصيل والعمل على خلق بيئة علمية وثقافية إيجابية.
-
نشر النتاج العلمي لعلماء البحرين وتوثيق كتبهم ومخطوطاتهم.
-
المحافظة على تراث علماء البحرين الديني والثقافي.
-
نشر ثقافة التسامح والتعايش وفقًا للثوابت الدينية والوطنية.