khutab aljumaa3

فتنة البحرين

الجمعة 14 ذو القعدة 1415هـ المصادف 14 نيسان 1995م

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب, وأفاض من حكمته على من اتبع هداه فأناب, وأوضح لذوي البصائر طرق السلامة والصواب، فتح لعباده أبواب الهداية والرشاد, وأنار لقاصدي الخير سبل الإصابة والسداد, فميزوا بين منطق الصلاح ومنطق الإفساد.

أحمده سبحانه في السراء والضراء, وأشكره في حالتي الشدة والرخاء, وألتزم بشريعته وإن عم البلاء, وأقتفي آثار أوليائه وإن طم الابتلاء, وأعتمد حراسته جلَّ ذكره في النجاة من تهديد الجهلاء, وأستدفعه تعالى غائلة ما يبيِّت الأعداء, وأستكفيه شر ما أبرم من القضاء.

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادةً أرغم بها أنوف الملحدين, وأخرج باعتقاد مُصاصها من صفوف المشبهين, وأُكتَب بإعلانها في زمرة المؤمنين, الذين يرجون رحمته ويخافون عذابه وهم بلقائه من الموقنين, ]إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ & نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الأخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ & نُزُلاً مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ & وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحاً وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ & وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ & وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ[[1].

وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله, جاء بالحق من عند ربه وصدَّق المرسلين, وصدع بالدعوة ناصحاً لعباده معرضاً عن الجاهلين, وقام بالنذارة لخلقه متحملاً أذى المكذبين, فكان خلقه الطيب هو الدعامة الكبرى التي استقام عليها أود الدين.

صلى الله عليه وآله الهداة الميامين, خلفاء رب العالمين, وأوصياء رسوله الأمين, الذين أمر بالتمسك بحبلهم, وأوصى بملازمة نهجهم, فمن أطاعه فيهم فاز بخير الدارين.

عباد الله أوصيكم ونفسي الجانية قبلكم بتقوى الله سبحانه, والتمسك بحبله, فإن الله سبحانه لم يؤكد على عباده شيئاً كما أكد عليهم لزوم طاعته, وتجنب معصيته, واستشعار خشيته, التي تدل على معرفته, وحقيقة التقوى أن يكون الإنسان ذاكراً لربه في كل حركاته وسكناته, ولقد قال سبحانه وتعالى في كتابه في بيان أثر الصلاة, وأنها تمنع صاحبها من المخالفة: ]إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ[[2]، فجعل ذكره تعالى مجده أكبر من الصلاة في المنع من ارتكاب الفواحش والمنكرات, بل إن الصلاة ذاتها ما كانت لتمنع صاحبها وتقيِّده عن ارتكاب المحظورات إلا إذا كانت ذكراً لله سبحانه, فالصلاة التي تؤدى حركاتها وأفعالها من دون حضور القلب فيها وتوجهه إلى الباري جلَّ اسمه لا تمنع فاعلها من شيئاً من المعاصي, ومن ثم نجد الإنسان يصلي ويصوم ويفعل كل العبادات وهو لا يترك لله محرماً إلا ارتكبه, ولا يدع لله حريماً إلا اقتحمه, مثل هذا الإنسان إيمانه مستعار, فهو مستعدٌ للمخالفة كلما غلبته دواعي الهوى, مستعدٌ للمعصية كلما عركت عزيمته الرغبة, بل لا يبالي أن يصيِّر شهوته دينا, ورغبته شرعا, وفي هذا هلاك الإنسان فرداً كان أو جماعة, شعباً كان أو أمة. إذا نسي الناس ذكر الله تعالى هان عليهم فعل أي شيء لأنهم يفلتون من القيود الشرعية التي تجعل الإنسان إنسانا.

تفكروا في هذه المحنة التي تعيشها بلادنا, الأزمة التي يحياها شعبنا هل بقي فيها منكرٌ لم يرتكب, هل بقي محرمٌ لم يفعل, انطلقت الألسن من عقالها وقالت ما لا يرضى الرب بقوله من الألفاظ المحقدة للقلوب, المغيظة للصدور، المشعلة للعداوات, انطلقت الألسن من عقالها بالبذيء من القول، والمضر من الكلام, لأن عقالها وهو الخشية من الله والتمسك بأدبه قد زال عنها, انطلقت الألسن بالافتراء على المخلصين, والغيبة للمؤمنين, والتشويه على العاملين, وهل يخشى الله سبحانه متكلمٌ وقد نسي ذكره وأمن من أخذه ومقته. وبسبب عدم ذكر الله سبحانه انفلتت الأيدي مما يمسك بها عن المخالفة فاعتدت على كل شيء صادفها, أتلفت الأموال, أحرقت المنجزات, انتهكت المحرمات, اقتحمت البيوت, أسيلت الدماء، ورجع الإنسان الذي كان يفترض فيه متحضراً, حيواناً متوحشاً غاضبا، لماذا كل هذا؟ لأننا نسينا ذكر الله سبحانه, ولم نرقبه في ما نقول وما نفعل, ولم نقدر العواقب وما يؤول إليه الأمر، ففقد الأمن من الجميع، وأصبح الخوف يعتري الجميع، لا أحاشي في ذلك رئيساً ولا مرؤوسا,  ولا حاكماً ولا محكوما, ولا صغيراً ولا كبيرا, انظروا إلى هذه المهزلة كيف تجعل الواحد منا يخالف كل ما يقول, ويناقض ما يدعوا إليه, الدعاة لحرية الرأي والديمقراطية لا يتحملون أي اختلاف معهم, فهم على من خالفهم يفترون, وله يهددون, بل عليه أن يصفق لهم وإلا فله الويل مما يفعلون، والذين ندبوا لحماية القانون له يخالفون فإذا بهم للمنازل يقتحمون, ولدور العبادة لا يحترمون، ويأبون أن يعترفوا بأنهم لم يتمكنوا من إلقاء القبض على المخالف للقانون فيخلطون البريء بالمجرم فيما يسوقون، الذين كانوا بالدعوة إلى التزام الدين يتبجحون أصبحوا للأحكام الشرعية يخالفون, بل إذا ذكِّروا بما يرتكبون من المحرمات يثورون, وعلى الحكم الشرعي يتطاولون, لماذا كل هذا لأننا نسينا ذكر الله فزال خوفه من قلوبنا, وأقفرت من حقيقة الإيمان به نفوسنا, وتهدمت معالم الدين من أفئدتنا, وأصبح الحق في أنظارنا ما وافق أهواءنا, والصحيح هو خصوص ما يحقق هذه الرغبة لنا, أما ما عند الله سبحانه فقد جاهرنا بأنه لا يفيدنا, والغريب في الأمر أننا لا نزال نلهج باسم الإسلام على ألسنتنا, فمتى سنفيق من هذه الغشوة فنلجأ إلى شريعة الله في حل مشاكلنا, متى سننتبه من هذا السبات الذي ما برح يغمض عن رؤية الطريق الصحيح أبصارنا.

عباد الله اتقوا الله في أنفسكم ولا تجعلوا الدنيا كل همكم, والدين لعق على ألسنتكم, إن الله سبحانه وتعالى يقول: ]وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[[3], وها قد رأيتم أخذ الله لما لم نتقيه كيف تركنا لأنفسنا فأصبحنا نقطع أرحامنا، ونهدم بنياننا, ونقتل أنفسنا. عودوا إلى الله, عودوا إلى بارئكم واستغفروه, ولا تفرقوا ذات بينكم, وعلى هداه فوحدوا كلمتَكم, وبالرفق في الأمور كما أمركم فحُلوا خلافاتكم, فإن أصررتم على ما أنتم عليه فابشروا بعذاب من الله شديد, فهذا قانون عام بنى الله عليه سبحانه بنيان هذا الكون وما كان لسنة الله تبديلا يقول سبحانه في كتابه: ]أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتاً وَهُمْ نَائِمُونَ & أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحىً وَهُمْ يَلْعَبُونَ & أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ[[4].

فيا قومي استجيبوا لداعي الله إذا دعاكم لما يحييكم, وتجنبوا خطوات الشيطان الذي يريد أن يشعل بينكم العداوة والبغضاء, تقيدوا بأحكام الله سبحانه, التزموا بشرائعه, ينزل عليكم من بركاته, ويشملكم برحمته, ويهدِكم للتي هي أقوم سبيلا.

أسأل الله سبحانه أن يمنَّ علينا جميعاً برحمته, وينقذنا مما صنعناه بأنفسنا بسبب معصيته, ويلهمنا رشدنا بتوفيقنا لطاعته إنه على ما يشاء قدير.

إن خير ما ختم به الكلام, وتمثله ذووا الأفهام, كلام الملك العلام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]وَالْعَصْر & إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ & إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[[5].

وأستغفر الله لي ولكم إنه غفور رحيم وتواب كريم.

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله دخولاً في حياطته, ولواذاً بقدرته, واستسلاماً لعزته, واستتماماً لنعمته, واستعصاماً من معصيته, وطلباً لمثوبته, الذي أبدع أجناس الخلائق بمشيئته, ونشر الرياح برحمته, وجعل الشمس والقمر دائبين في طاعته, وخالف بين الليل والنهار بحكمته, وشرَع الدين بلطفه وعنايته.

نحمده سبحانه حمداً يجلب المزيد من قِسَمِه, وبربط العديد من نعمه, ويدفع الشديد من نقمه.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, اعترافاً بوحدانية الرحمن, وإعلاناً لشعار الإيمان, ودحراً للشيطان, شهادة نتمسك بها أبداً ما أبقانا, وندخرها لأهاويل ما يلقانا.

ونشهد أنّ محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله, أرسله بين يدَي رحمته, إنقاذاً لبريته, ودعوةً لطاعته, وتحذيراً لمعصيته, فبعثه بالضياء اللامع, والنور الساطع, والأمر الجامع.

صلى الله عليه وآله أساس الدين, وعماد اليقين, وحفظة الشرع المبين, من انتحال المبطلين, وتأويل الجاهلين, وتحريف العابثين, صلاةً تنفعنا يوم الدين, يوم يقوم الناس لرب العالمين.

عباد الله, اعلموا إن أبواب الخيرات متسعة المجال, وأنواع القُربات لا يعدُّها الحصر والمثال, وإنّ ربكم سبحانه للطفه وكرمه يقنع مِن عباده باليسير من الطّاعات, ويجزيهم عليه الكثير من المثوبات, ويمحوا به عنهم العظيم من الخطيئات, ويدفع به عنهم الخطير من العقوبات, فالتعامل معه من أربح التجارات, عباد الله إن طريق الجنة محفوف بالمكاره والصعوبات, وإن طريق النار مفروشةٌ بالشهوات, فمن صبر في هذه الدنيا عن المحرم من الرَغبات, قرت عينه في أخراه بأعلى الدرجات, وسعُد في دار القرار بجوار الأبرار, ومن أعطى نفسه قيادها في طريق الهوى والشهوات, ولم يبال بارتكاب الشبهات, أعقبه في ذلك عظيم الحسَرات, وهوى لأسفل الدرجات, فعلى المؤمن أن يصبِر في هذه الحياة الدنيا نفسه على ما يلقاه فيها من المكاره والمحن, فإنها له ليست إلا محبساً وسجنا, ففي الخبر عن الصادق عليه السلام "أن رجلا شكا إليه الحاجة، فأمره فقال له إصبر فإن الله سيجعل لك فرجا، ثم سكت ساعة، ثم أقبل على الرجل فقال: أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو فقال: ضيق نتن وأهله بأسوأ حال، فقال: إنما أنت في السجن فتريد أن تكون في سعة، أما علمت أن الدنيا سجن المؤمن"[6]، وعنه عليه السلام قال: "إن في كتاب علي عليه السلام من أشد الناس بلاءً النبيون ثم الوصيون، ثم المثل فالأمثل، ومن سخف دينه وضعف عمله  قلّ بلاؤه"[7], وإنما يبتلى المؤمن على قدر أعماله الحسنة, فمن صح دينه وحسن عمله اشتد بلاؤه, فإن الله سبحانه لم يجعل الدنيا ثواباً لمؤمن ولا عقاباً لكافر, ومن سخُف دينه وضعف عمله قل ابتلاؤه, فالواجب على من تمسك بذيل هؤلاء الأخيار, واعتقد بصحة ورُود هذه الأخبار, أن لا يطمح ببصره إلى شيء من لذات هذه الدار, ولا يبالي بما وقع عليه فيها من المصائب والأكدار, بل يحسب نفسه من المسجونين في ذلك السجن الضيق كما ورد عن الصادق المصدَّق, ألا وأن من أجزل البضائع في ذلك اليوم الذي لا يغني فيه حميم ولا شافع, وأكمل المنافع لدفع تلك الشدائد التي ليس عنها واق ولا مانع, الصلاة والسلام على سادات العباد, وشفعاء يوم المعاد, محمد وآله الأمجاد.

اللهم صلِّ على المصطفى في عالم الظِلال, المعصوم من وصمة الضلال, الفائز في القرب بمنزلة قاب قوسين, المعبر عنه في الذكر الحكيم بياسين, الدائس بساط القدس بالنعلين محمد بن عبد الله الصادق الأمين.

اللهم صلِّ على نجيه ووزيره, وصفيه وظهيره, باب علمه وحكمته, وخليفته في أمته, قاضي دينه والناطق بحجته, فخر بني نزار وآل غالب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

اللهم صلِّ على البضعة الأحمدية, والمضغة المحمدية, ذات الأحزان السرمدية, والمصائب الأبدية في النفس والذرية, الزكية النوراء أم الحسنين فاطمة الزهراء.

اللهم صلِّ على فرعَي دوحة الرسول, وقمري دار البتول, ووارثي الأسد الصئول, النورين الأنورين, والفرقدين الأزهرين, سيدي شباب المسلمين, الأمامين بالنص أبي محمد الحسن وأخيه أبي عبد الله الشهيد الحسين.

اللهم صلِّ على قطب رحى الرشاد, ومركز دائرة السداد, ومن رفع معالم الدين وشاد, ابن ياسين وص, ذروة العباد, وملاذ العباد الإمام بالنص علي بن الحسين السجاد.

اللهم صلِّ على غواص بحار الجفر والجامعة, ومستخرج لآلئهما بقوته القدسية اللامعة, زِينة المحافل والمحاضر, وارث الخلافة كابراً عن كابر الإمام بالنص أبي جعفر محمد بن علي الباقر.

اللهم صلِّ على قابوس الشريعة, ومؤسس حصونها المنيعة, كشاف أستار الحقائق, ونيقد دقائق الدقائق, الفجر الصادق في ليل الجهل الغاسق الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق.

اللهم صلِّ على الصابر على نوائب الحدِثان, وعظائم الهوان, الكاظم على مصائب الزمان, مجدد المعاهد النبوية والمعالم, ومشيد أسس المفاخر والمكارم الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم.

اللهم صلِّ على ممهِّد القواعد الشرعية, ومجدد المعاهد النبوية, وناشر العلوم المصطفوية, سيف الله المنتضى, الراضي بالقدر والقضا الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.

اللهم صلِّ على غاية الوفّاد, وطالب الهدى والرشاد, ورافع علم الحق والسداد, جواد الأجواد وسليل السادة الأمجاد, أبي جعفر الثاني محمد بن علي الجواد.

اللهم صلِّ على ذي الأيادي المنتشرة في كل وادي, والفضائل المشتهرة في كل نادي, والمكارم التي تغنَّى بها كل حادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمد الهادي.

اللهم صلِّ على الليث الهُمام, خليفة الملك العلام, المؤتمن على الحلال والحرام, والمبين لأحكام الإسلام, النور القمري في الهيكل البشري, الإمام بالنص أبي محمد الحسن العسكري.

اللهم صلِّ على وارث الأئمة الهداة, وقامع الكفرة الطغاة, ومبير الظلمة العتاة, صاحب السيف الإلهي, المؤزر بالنصر السماوي, باهر البرهان, وشريك القرءان, مولانا المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان.

عجل الله تعالى فرجه, ونشر على بسيط الأرض منهجه, وجعلنا من أتباعه وشيعته, إنه سميع مجيب.

إن خير ما خُتم به الكلام, ووُعظ به الأنام, كلام الله الملك العلام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[8].

 وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين إنه غفور رحيم.

 

 

[1]  فصلت: 30 - 35

[2]  العنكبوت: من الآية45

[3]  سورة الأعراف: 96

[4]  سورة الأعراف: 97 - 99

[5]  سورة العصر

[6]  الكافي – ج2 ص250 – الشيخ الكليني

[7]  الكافي – ج2 ص259 – الشيخ الكليني

[8]  سورة النحل: 90

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 14 ذو القعدة 1415
قراءة 789 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.