khutab aljumaa3

الدعوة إلى الوحدة في وجه الأطماع الغربية والأمريكية

الجمعة 01 ذو القعدة 1418هـ المصادف 27 شباط 1998م

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الكريم المانح، الذي لا ينال مدحته كادح، ولا يبلغ صفته مادح، العالم بما تضمره الجوانح، الخبير بما تكسبه الجوارح، فإليه يصعد الكلم الطيب والعمل الصالح، أقام بعزته أركان العرش، وأشرق بضوء قدرته شعاع الشمس، ثم تجلى فتمكن، ومَنَ فأحسن، وخلق فأتقن، أوجد الأرواح، ورَدّاها بدروع الأشباح، وهداها لنجدَّي الغي والفلاح، وسبب الأسباب، وفتح الأبواب، وقَبِلَ وأثاب، ممن رجع وأناب، وسمع واستجاب لمن آمن وأجاب.

نحمده وهو للحمد غاية ومقصد، وإليه في كل مهمٍ يشار ويقصد، وفي جميع الأمور يرتجى ويُعَمَدّ، ونشكره تعالى على ما أسبغ وأنعم، وتفضل وتكرم، ونلجأ إلى حمايته كلما غم خطب وأظلم، ونعوذ به من كل ما يوصل إلى جهنم، ونسأله أن يحشرنا مع من شَرَفه وكرم.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو العز الشامخ الذي أضحت له الجبابرة متذللة، والكبرياء الذي أصبحت في بيدائه العقول متغلغلة، فما أدركه أحد منها وما وصله، فسبحانه لا صاحبة ولا ولد له، ولا معين ولا ظهير له.

ونشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله أفضل من استعبده وأرسله، وأشرف من حباه بالمواهب وبجله، وفتح له كنوز الخير وبالخلق العظيم جلله، ابتعثه والدين منتكس الأعلام، منطمس الأحكام، والكفر منتشر في الأنام، ذو مقام وقوام، وجيوش وأقوام، والناس في مهاد الغفلة نيام، يعبدون الأصنام، ويكرعون كؤوس المُدام، ويتقاسمون بالأزلام، لا يوفون بعهد، لا يرعون ذمام، فلم يزل صلى الله عليه وآله يقشع الظُلَم، ويوسع العفو والكرم، ويرفع للحنيفية الراية والعلم، حتى ذلل الشوامس، وأرغم المعاطس، وأيقظ النائم وأفاق الناعس، وأنار الدامس.

صلى الله عليه وعلى ابن عمه عليٍ الذي شد ساعده، وفي الشدائد كافح عنه وساعده، ثم على المعصومين من الذرية والآل، ومن انحاز إليهم وآل، ما طلع هلال ولمع آل.

عباد الله أوصيكم وأبدأ بنفسي الجانية الأمارة، التائهة في أودية الخسارة، المولعة بحب هذه العَمارة، بتقوى الله سبحانه التي هي أربح تجارة، وأنجح وسيلة وأرجح بشارة، وهي وصيته تعالى لكم ولمن سبقكم من الأسلاف، فبها يزول كدر التشاجر والاختلاف، وينمو صفو الاتفاق والائتلاف، ويطيب لكم غدا بها لذيذ السُلاف، فخذوا بفاضل أذيالها، تسقيكم من معين زُلالها، واعتصموا بعروة وصلها, لتأمنوا من شرور الدنيا وزلزالها.

وحدوا بالاعتصام بكهفها صفوفكم، ونسقوا بأحكامها شؤونكم، تفوزا غداً عند بارئكم، وتنتصروا على من ناوأكم، ألا تنظرون إلى عدوكم كيف أجمع على حربكم، وأظهر بغضه لكم، فهو تارة يعمل على تفرقة صفوفكم، وإفشال كلمتكم، وحيناً يغريكم بحرب أوليائكم، وإضعاف أمركم، ويجعلكم تُرَوِجون مبادئه التي يبثها بين من يصغي إليه منكم، فاتقوا الله عباد الله، والتزموا شريعته، وادعوا إلى سبيله، وسيروا على صراطه، ولا تغتروا بتزيين الملحدين لكم ما يبعدكم عن ربكم، ويُذهِب ريحكم، فالذين تريدون أن تتشبهوا بهم، وتطبقوا نظمهم، ها أنتم ترونهم يصرون على حربكم، ويجلبون على إذلالكم، فهذه جيوش البلاد الديمقراطية المدافعة عن حقوق الإنسان المحاربة للإرهاب والداعية لنشر للسلام، تحيط بكم كما تحيط الخاتم بالإصبع، بحجة حرب صدام، وبحجة تنفيذ أوامر الأمم المتحدة وقراراتها، هل صدقتموهم فيما يقولون، فأين هم من قرارات الأمم المتحدة التي أصدرها مجلس حربهم – أستغفر الله مجلس أمنهم – ضد إسرائيل, ما سمعنا أن بريطانيا أوحفيدتها الولايات المتحدة تحركت في جسمهما شعرة واحدة من أجل تنفيذها، أين هم عن حقوق المستضعفين من الفلسطينيين، لماذا لم يجيئوا بهذه الجيوش للضغط على إسرائيل، يريدون أن يدمروا أسلحة الدمار الشامل عند صدام، هل هذا صحيح، فأين هم عن المشروع النووي الإسرائيلي الذي لا يخضع للتفتيش الدولي بفضل حماية بريطانيا والولايات المتحدة لحقوق الإنسان، يريدون أن يوقفوا الإرهاب فهل هناك إرهاب أشد مما هم له عاملون، أو ليسوا بجيوشهم وقوتهم لأعظم حماة الإرهاب وهي إسرائيل محامون، ولكن ما أصدق ما قال الشاعر المتغني في معظم قصائده بالديمقراطية وعلى فلتةٍ من فلتات لسانه عن هؤلاء الأقوام:

قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر        وقتل شعبٍ آمنٍ مسألة فيها نظر

يتخوفون من إيران أن تبغي على جيرانها، أن تعتدي على أراضيهم بجيوشها ولذلك فهم يخططون لضرب ما يزعمونه من مشروعاتها النووية، ومنعها من أن تكون قادرة قوية، لكنهم يؤيدون البغي الصهيوني بكل قوة، هذه إسرائيل تحتل الضفة الغربية، وتبني عليها المستوطنات، وتحتل جنوب لبنان, وتحتل الجولان ومنذ زمن بعيد، ولا تزال متغطرسة متجبرة بفضل قوتها التسليحية، فما بال بريطانيا والولايات المتحدة – حامية حرية الشعوب والمدافعة عن حقوق الإسلام والسلام العالمي – لا تطرحان أن تقوم الأمم المتحدة بتنفيذ قراراتها بالقوة تجاه تعنت إسرائيل وعنادها، كما تعامل العراق.

ينادون بحقوق الإنسان في المشاركة في القرار السياسي، لكن لا يهم أن يموت كل أطفال العراق بل لا يهم أن يموت كل شعب العراق من الجوع والمرض لأن الإدارة الأمريكية لا تريد أن تحدد وقتاً ينتهي به هذا الحصار على الشعب العراقي وليس على صدام ونظام صدام كما يدعون، الإنسان العراقي ليس إنسانا في عرف الإدارة الأمريكية أو الأحزاب الأمريكية والبريطانية حتى يتبنوا الدفاع عن حقوقه، الإنسان الذي يتبنون حقوقه ويدافعون عنه هو من يكون لهم عميلا، هو من يتبنى مصلحتهم، من يعمل على إخضاع شعبه لإرادتهم، من يتخلى عن دينه ومبدأه من أجل مبادئهم وأنظمتهم، ولقد قال الخالق تبارك وتعالى: ]وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ[[1]، يقولون أن ميثاق الأمم المتحدة ينص على حرية الإنسان في التدين والعبادة، لكن لا مانع عندهم أن يتعاونوا ويتستروا على دول تقمع من يخالفها في المذهب الديني وتعمل على منع كتبه الدينية من الدخول والانتشار، أما إذا قام أحد المرتدين عن الإسلام بالتخريب في عقيدة المسلمين خاصة إذا كان بابياً أو ملحداً فهذا يجب أن تُوفَر له الحرية في أن يعمل ما يريد وأن يقول ما يحلو له عن الإسلام وعن رسول الإسلام وعن كتاب الإسلام.

هؤلاء أعداؤكم الحقيقيون أيها المسلمون فلا تسمحوا لهم أن يفرقوا صفوفكم بإقناعكم بالتخلي عن دينكم وبالدعوة إلى مبادئهم، ونشر أفكارهم وتزيين نظمهم في أنفس ضعفائكم، وثقوا أن الديمقراطية لو طبقت في بلدانكم لن تسعدكم في الدنيا ولا في الآخرة، إذا أردتم السعادة في الآخرة، والعزة في الدنيا فاعملوا على تطبيق الإسلام، واحتكموا إليه في حَلِ مشاكلكم، وعندئذٍ ستصبحون عند حماة الديمقراطية مخربين وإرهابيين، وستعلمون أن ليس لكم من دون الله من ناصر ولا وال.

فاتقوا الله عباد الله وانبذوا من رؤوسكم هذه الأفكار المتعارضة مع مبادئكم، ولا تأمنوا إلا لمن اتبع دينكم، دََعوا عنكم الماركسيون, لا تتخذوهم أولياء تلقون إليهم بالمودة، ولا تعتمدوا عليهم أنصارا فإنهم يحقدون على دينكم ويهزئون بنبيكم، ويكذبون كتابكم، ]وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ[[2]، يوغلون خلالكم في نشر الفتنة والفرقة, فلا تركنوا إلى تلفيقاتهم، وتمسكوا بحبل الله جميعاً ]وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ[[3]، فما مثلهم إلا ]كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ[[4], فغدا سيكفرون بكم ويصمونكم بالإرهاب والعنجهية لأنهم ليسوا منكم ولستم منهم.

جعلنا الله وإياكم ممن تمسك بحبل ولاية الله، ومعاداة منكري وجود الله، ونجانا معكم من غوائل أعداء الله، ووفقنا معكم للعمل بأحكام الله، والدعوة إلى سبيل الله إنه بنا رحيم لطيف.

إن أبلغ الكلام كلام الله، وأفضل المواعظ مواعظ الله، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ & اللَّهُ الصَّمَدُ & لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ & وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ[[5].

وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم والمنان الكريم.

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله ذي المجد والكبرياء، والعزة والبهاء، خلق من الدخان أفلاك السماء، وصنع من الزبد أقاليم الغبراء، فطر العقول على معرفته، ولولا ذلك لتكأدت كثيراً من العناء، وفتح لها طريق النظر في بدائع صنعته، وأصناف مخلوقاته، لتدرك شيئاً من الحكمة، فلا تجحد أسمائه الحسنى.

نحمده على أن جعلنا من أمة سيد المرسلين، وشيعة علي أمير المؤمنين، الموالين للأئمة المعصومين، المؤدين لحق الرسالة في مودة أهله ما لم يكونوا عليه مخالفين، وله معاندين، ونسترشده لإتباع آثار الهداة الصادقين، الذين وصفهم في خطابه المبين، بقوله وهو أصدق القائلين: ]وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَات[[6]؛ فإنه مرشد المدلجين، ونستهديه لمعرفة ما اختلف فيه من الحق بإذنه فإنه يهدي من يشاء إلى الصراط القويم والنهج السليم.

ونشهد ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له، تفرد بالقدم في الوجود، فهو الأول في الابتداء، الباقي بعد فناء الأشياء، فطر عقول الخلق على إدراك أزليته وأبديته، وشرح نفوسهم للإيمان بربوبيته وألوهيته.

ونشهد أن محمدا صلى الله عليه وآله، عبده الذي إلى كافة الإنس والجن أرسله، وعلى من سواه من النبيين والمرسلين شرفه وفضله، وأنزل عليه الكتاب بالحق وجعله آيات مفصلة.

اللهم صل عليه وآله الذين هم ولاة عهده، والأئمة من بعده، خلفاؤه على دينه، وشركاؤه في يقينه، أولئك هم صفوة الملك العلام، وزعماء الإسلام، ومفاتيح دار السلام، وأولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون. 

اعلموا عباد الله أن الله سبحانه قد اختار هذا اليوم من بين سائر الأيام والشهور، وجعله عيداً لكم على ممر السنين والدهور، وجعل فيه هذه الفريضة الجليلة التي أوجب لها السعي والحضور، وخصها بسورة كاملة في الكتاب المسطور، وشبه من لا يحضرها من أمة محمد صلى الله عليه وآله مع استكمال شرائط وجوبها باليهود الذين فسقوا بترك العمل بالتوراة والزبور، وحرم في وقتها البيع وسائر الأعمال, وحث عليها النبي صلى الله عليه وآله وخلفاؤه الأطهار فيما تواتر عنهم من الأخبار، التي تجاوزت حد الاستفاضة في الكثرة والاعتبار, وحتى ورد على ألسنة بعضها أن من تركها ثلاث جمعٍ بدون عذر من الأعذار ختم على قلبه بخاتم النفاق[7]

فاستنوا في هذا اليوم الأغر بسنن نبيكم صلوات الله عليه وآله من تنظيف الجسد والإتيان بالغسل المستحب والمبادرة إلى الحضور في مكان الصلاة والإتيان هناك بما يقدر عليه من المندوبات, ومنها صلاة عشر ركعات قبل الزوال، وتلاوة القرآن والدعاء لنفسه وإخوانه حتى يحضر الإمام، وليَتَجَنب الجدال والكلام الفارغ ورفع الصوت على نحوٍ يشغل غيره ممن يريد التعبد والتهجد، ففي الخبر عن سادة البشر عليهم صلوات الله "أن الناس في إتيان الجمعة ثلاثة رجال، فرجل حضر الجمعة للغو والمراء فذلك حظه، ورجل جاء والإمام يخطب فصلى فإن شاء الله أعطاه وإن شاء حرمه, ورجل حضر قبل خروج الإمام فصلى ما قضي له ثم جلس في إنصاتٍ وسكونٍ حتى خرج الإمام, إلى أن قضيت, فهي كفارة لما بينها وبين الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيام وذلك، لأن الله يقول: ]مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا[[8]"[9].

فحاذروا أن تشغلكم الدنيا الدنية عن اكتساب الثواب والتحلي بصحيح الآداب، فلا ينبغي التشاغل بالعمل أو باللغو والكلام الفارغ حتى يصير وقت الصلاة وتتضيق الأماكن ثم يأتي الرجل يتخطى رقاب الناس, فعن سيد الوصيين عليه صلوات رب العالمين أنه قال: "لئن أحبس من الجمعة إلى الجمعة أحب إلي من أن أقعد حتى إذا جلس الإمام جئت أتخطى رقاب الناس".

واعلموا أن الهدف من كل ذلك هو الاجتماع لسماع الخطبتين, وما تشتمل عليه من المواعظ والزواجر عن المعاصي، والحث على الطاعات والتحلي بفاضل الأخلاق، والتخلي عن رديء الملكات، وما يتخلل الخطبة من ذكر لأحكام الدين في سائر الموضوعات.

فإذا حضرتم فأنصتوا في الخطبتين, ولا تلغوا بالكلام, بل لا ينبغي الاشتغال حتى بالذكر والدعاء وقراءة القرآن مع ما في ذلك من فضل في غير هذا الوقت من الأزمان. 

فعن سيد الوصيين وقائد الغر المحجلين عليه الصلات والسلام أنه قال: "إذا كان يوم الجمعة خرج أحلاف الشياطين يزينون أسواقهم ومعهم الروايات, وتقعد الملائكة على أبواب المساجد  فيكتبون الناس على منازلهم حتى يخرج الإمام, فمن دنى إلى الإمام وأنصت واستمع ولم يلغ, كان له كفلان من الأجر, ومن تباعد عنه  فاستمع وأنصت ولم يلغ, كان له كفل من الأجر, ومن دنى من الإمام فلغى ولم يستمع, كان عليه كفلان من الوزر, ومن قال لصاحبه: صه فقد تكلم, ومن تكلم فلا جمعة له" ثم قال عليه السلام: "هكذا سمعت نبيكم صلى الله عليه وآله"[10].

فحافظوا رحمكم الله على هذه الفريضة, وألزموا أنفسكم ما جعل لها من الآداب والسنن، واعلموا أن من أقوى أسباب قبول العبادات وحصول البركات وتكفير السيئات, الإكثار من الصلوات على محمد وآله الهداة.

اللهم صلِّ على النور المتجسد في الهياكل البشرية، الذي شرف بنعله بساط الربوبية, وأفيضت عليه الأنوار الإلهية في الحضرة القدسية, النبي العربي المؤيد والحصن الرباني المشيد أبي القاسم المصطفى محمد.

اللهم صلِّ على باب قلعة العلوم الربانية، المُشافه بالمعارف الإلهية، أخي النبي المصطفى بل نفسه الزكية بنص الآية القرءانية, فخر دوحة لوي ابن غالب أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب.

اللهم صلِّ على من فَطَمتَ محبيها من سقر، وجعلت لها الشفاعة في شيعة بعلها ووِلدِها يوم المحشر, الدرة النوراء والمعصومة الحوراء أم الحسنين فاطمة الزهراء.

اللهم صلِّ على السيد السري، والكوكب الدري، شمس سماء الإيمان وريحانة رسول الرحمان, السبط الممتحن الإمام بالنص أبي محمد الحسن.

اللهم صلِّ على القمر المنخسف بسيوف بني أمية، والسبط الذي فرطت في حفظه الأمة الشقية، ثمرة فؤاد فاطمة الزكية, ريحانة الرسول الأمين الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.

اللهم صلِّ على خير العُباد, وأفضل من تكرم وجاد، سيد الساجدين الإمام بالنص أبي محمد علي بن الحسين زين العابدين.

اللهم صلِّ على مظهر العلوم الربانية، وناشر المعارف السبحانية, ذي الذكر الطائر بين كل باد وحاضر، والصيت السائر في جميع المحاضر الإمام بالنص أبي جعفر محمد بن علي الباقر.

اللهم صلِّ على ممهد قواعد الدراية، ومحرر ضوابط الهداية، قناص شوارد الدقائق، ومفتض أبكار, الحقائق ضياء المغارب والمشارق الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق.

اللهم صلِّ على الشمس المحتجبة بغيوم التقية، والزكي المبتلى بكل رزية, بدر سماء المكارم الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم.

اللهم صلِّ على بضعة النبي المصطفى, وسليل عليٍ المرتضى,  المرتجى للشفاعة في يوم الجزاء الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا. 

اللهم صلِّ على خلف الأمجاد، وسليل الأجواد, معتمد المؤمنين في الإصدار والإيراد الأمام بالنص أبي جعفر الثاني محمد بن علي الجواد.

اللهم صلِّ على ضياء النادي وملجأ المستغيث يوم ينادي المنادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمد الهادي.

اللهم صلِّ على صاحب الفضل والكمال، المُتَرَدي برداء المجد والجلال, السيد السري والإمام العبقري أبي محمد الحسن بن علي العسكري.

اللهم صلِّ على المرتجى لنصر الملة المحمدية، المؤمل لكشف البلية، الآخذ بثار العترة النبوية, مقيم البرهان, والحجة على جميع أهل الأديان, شريك القرآن الإمام بالنص أبي القاسم مولانا المنتظر صاحب العصر والزمان.

عجل الله تعالى أيام دولته، ومتعنا بالنظر إلى طلعته, وكرمنا بنصرته، وشرفنا بخدمته إنه سميع مجيب.

إن أحسن خطاب وأبلغ كلام, كلام الله ذي الجلال والإكرام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[11].

وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفور رحيم وتواب حليم.

 

[1]  سورة البقرة: من الآية120

[2]  سورة آل عمران: من الآية118

[3]  سورة الأنفال: من الآية46

[4]  سورة الحشر: من الآية16

[5]  سورة الاخلاص

[6]  سورة الأنبياء: من الآية73

[7] "من ترك ثلاث جمع متعمدا من غير علة طبع الله على قلبه بخاتم النفاق"بحار الأنوار – ج86 ص166 – العلامة المجلسي

[8]  سورة الأنعام: من الآية160

[9]  بحار الأنوار-ج86-ص256-العلامة المجلسي

[10]   الحدائق-ج10-ص195-المحقق البحراني

[11]  سورة النحل:90

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 01 ذو القعدة 1418ه
قراءة 785 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)
آخر تعديل في الجمعة, 11 يونيو 2021

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.