khutab aljumaa3

الحث على الحج وزيارة الحسين عليه السلام والتصدق على فقراء المؤمنين

الجمعة 5 ذو الحجة 1423هـ المصادف 7  شباط 2003م

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي أبدع طبائع الأشياء بمقتضى حكمته الشاملة الأزلية, ورتب أجزاء الكون على نظامي التضائف والعلية, لينير السبيل أمام العقول لإدراك وجوب وجود ذاته المقدسة العلية. صنع ما صنع من الأشياء من دون احتذاء مثالٍ أو إجالة روية. فتق السماوات والأرض بعد أن كانتا رتقاً بقدرته الإلهية, ورفع الخضراء بدون عمدٍ مرئية, وجعلها عوالم ومجراتٍ لا يعلم عددها ولا حقيقة ما فيها أحدٌ ممن سكن الوطية, وبسط الغبراء على الماء لتصبح ملائمةً لمن شاء أن يسكنهم عليها من أصناف البرية, جلَّ مجده عن الاتحاد والحلول والزمان والمكان, وتقدست عظمته عن مقارنة الأجسام والأكوان.

نحمده سبحانه على عميم نعمته, ونشكره تعالى على جميل رفده ومنحته, ونستهديه صراطه الموصل إلى جنته, ونسترشده السير على منهج وحيه وشرعته, ونستكفيه شر كل ذي شرٍ ممن خلق من أصناف بريته, ونعوذ به من تخييلات الشيطان ووسوسته.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, فاتق العقول على معرفته وتوحيده, وفاطر النفوس على إدراك وجوب وجوده, خفيت على العقول ذاته, وظهرت لذوي الألباب براهينه وآياته, وملأت أرجاء الوجود كلماته.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده المبعوث بالأنوار الساطعة, ورسوله المؤيَّد بالحجج والبراهين القاطعة, الصادع بالشريعة الحقة والقوانين النافعة, الداعي إلى ارتداء حلل التقوى ودروع الإيمان الواقية الدافعة, أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون.

صلى الله عليه وآله سفن النجاة السائرة في اللجج الغامرة, الأقمار النيِّرة والكواكب الزاهرة, خلفاء الله في الدنيا والمشفَّعين لديه في الآخرة, الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيرا.

عباد الله, أوصيكم وأوصي نفسي الفانية الجانية قبلكم بتقوى الله سبحانه, التي هي الدرع الحصينة والواقية, والذخيرة الفاخرة الباقية, فاتقوا الله حق تقاته, ووجهوا بصائركم تلقاء مرضاته, وتنافسوا في اكتساب فنون طاعاته, وإياكم والإصرار على الذنوب والآثام, ومقارفة المعاصي والإجرام, ومبارزة الملك العلام بالخطايا الجسام, التي تمنعكم من استحقاق الدرجات العظام في دار السلام, بل ربما تُخرج المصرّ عليها من كمال الإيمان, وتمام الإسلام, فإن الذنوب إذا تلاطمت على القلوب أمواجها, وتدافعت على الأفئدة أفواجها, أظلمت صفحات تلك القلوب من تراكم أكدارها, فتعوجُّ سليقتها بعد أن كانت مستقيمة, وتنعكس بعد أن كانت قويمة, فلا تعود إلى طريق الخيرات أبدا, ولا تصيب بعد ذلك رشدا, بل تأخذ الشقاوة بزمامها, وتقودها إلى مطلبها ومرامها, وربما أدى ذلك والعياذ بالله إلى موت شجرة الإيمان, والدخول في زمرة أولياء الشيطان, وأهل الخذلان والخسران, فعن أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق عليه السلام أنه قال: "كان أبي عليه السلام يقول: ما من شيءٍ أفسد على القلب من الخطيئة، إن القلب ليواقع الخطيئة فلا تزال به حتى تغلب عليه فيصير أعلاه أسفله"[1], ويكفيك في هذا قوله تعالى: ]بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[[2], وقوله سبحانه في وصفه للمنافقين: ]ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لا يَفْقَهُونَ[[3].

فنقُّوا قلوبكم من خبث ما يصيبها من آثار المعاصي, بالمداومة على الاستغفار, والإكثار من الحسنات, فإن الحسنات يذهبن السيئات, وخاصةً الإكثار من الدعاء وطلب العفو من الباري جلَّ اسمه, وتكرار السؤال مع الندم على ما فرط الإنسان في جنب الله, فإن ذلك يغسل القلب من الأدران التي أصابته من الذنوب, بل يطهره من النجاسات المعنوية التي حلت به فيعود إليه نقاؤه وصفاؤه.

ومن أعظم المواسم التي فتحها الله لعباده ليتوبوا إليه, ويتزلفوا نحوه, ويرجعوا عن طريق مخالفته, والسير في مسالك عدوه, هو الوفادة على بيته الكريم, والوقوف في تلك المشاعر العظيمة, خاصةً موقف عرفة, الذي ما وقفه مؤمنٌ ولا كافرٌ إلا وأعطاه الله من بره وتفضله, وأن المسيء إذا تاب ووقف ذلك الموقف خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه, كما ورد في الروايات عن أهل العصمة عليهم السلام, وكذلك زيارة الحسين عليه السلام يوم عرفة, التي تضافرت في فضلها والحث عليها الروايات الصحيحة عن النبي وعترته الطاهرة, وحتى ورد في ألسنة بعضها: إن الله ينظر لزوار قبر الحسين عليه السلام قبل أن ينظر لأهل الموقف في عرفة[4], ولا عجب في ذلك, فإنه لا يقصد قبر الحسين عليه السلام إلا المؤمن, وأما عرفة فيؤمها المؤمن والمنافق, بل ربما وقف في عرصتها الوثنيُّ والملحد. وإذا كان الإنسان لا يتمكن من الوصول إلى هذه المواضع المقدسة بسبب الموانع التي منعته فليغتنم سعادة الزمان وفضله, وليتقرب إلى الله فيه بما يقدر عليه من الصلوات والصدقات, وليقم بالدعاء والتوسل إلى الله سبحانه ويسأله فكاك رقبته من النار, فليقرأ دعاء ليلة عرفة ولو في بيته إن لم يكن يستطيع الخروج إلى المسجد, وقد وردت الرواية الصحيحة عن أهل العصمة عليهم السلام أنه يستحب لمن عجز عن الذهاب إلى الحج أن يوصي أحد إخوانه المؤمنين ممن وفق للذهاب إلى الديار المقدسة أن يذبح عنه أضحية في منى وإذا صار يوم التاسع من شهر ذي الحجة صام ذلك اليوم فإذا زالت الشمس اغتسل وتشبَّه بالمحرمين وخرج إلى المسجد وقرأ دعاء الحسين في يوم عرف أو دعاء زين العابدين عليهما السلام أو غيرهما من الأدعية, وبقي في المسجد يدعوا الله ويسأله فكاك رقبته حتى غروب الشمس, فإنه يُكتب له ثواب من حج البيت.

ويستطيع الإنسان أن يحصل على ثواب من حج البيت أو أفضل من ثواب من حج البيت بالقيام بشئون أهل بيتٍ من المسلمين والتصدق عليهم بالكسوة أو الطعام أو غير ذلك مما يحتاجون, فعن أبي عبد الله الصادق عليه السلام أنه قال: لئن أقوم بنفقة أهل بيتٍ من المسلمين أحب إلي من سبعين حجة[5], إلى غيرها من الروايات الحاضة على التكافل والتآزر.

واعلموا يا إخوة الإيمان أن كل أعمال البر والخير والحسنات لا تفيد فاعلها ما لم تقترن بالتوبة النصوح, والندم على ما فرَّط الإنسان, وليس مجرد فعل الخير بمنقٍ للقلب من أدرانه, ومطهرٍ له من أخباثه ونجاسته, ما دام يستحل معصية الباري ويصر على مخالفته.

فتنبهوا يا إخوة الإيمان لأنفسكم, وبادروا بالإقلاع عن المعاصي والخطايا ما دام الأمر بيدكم, وخاصةً ما يوجب النار مما توعد عليه الله بالعذاب في كتابه المجيد, مثل الغيبة والنميمة والبهتان, والإبداع في الدين, بأن يُدخل في دين الإسلام ما ليس فيه, ويروِّج ذلك على البسطاء والسذج من الناس, وكذلك ترويج رموز أهل الضلال من الملحدين والفسقة والدعاة إلى البدع والأعمال المخالفة للشريعة, لأن التوبة من أمثال هذه الذنوب عسيرٌ أمرها, صعبٌ شروطها, خاصةً فيما يتعلق بإضلال الناس, وتوجيههم وجهةً لا يرضاها الله سبحانه لهم, ولم يُنزلها في كتابه, أو يوحي بها لرسله, فمن أضل مؤمناً أو غيَّر فطرته, أو أوهمه بكون ما يقوله ويدعو إليه أنه من الإسلام, فليس له توبة إلا أن يرجع من اعتقد ما قاله إلى الدين الحق, وقد لا يتمكن من ذلك, إما لأن من أغراهم قد انتقل بعضهم عن هذه الحياة, وإما لأن البدعة تشربت في أنفسهم فيرفضوا قوله وتنصله, فعندئذٍ لا تُقبل توبته.

فليتق العبد ربه, ولا يعمل ما يؤدي به إلى النار, ومجاورة الفجار, وليبادر إلى التوبة من كل صغيرةٍ وكبيرة, وإنْ كان قد أوهم أحداً بشيءٍ أنه من الدين وهو ليس منه فليسارع لإخباره بأن هذا الأمر ليس من دين الإسلام, فإن الخجل ساعةً من تخطئة النفس أولى من التخليد في العذاب المهين, وكذلك إذا كان قد زيَّن شخصيةً من شخصيات أهل الضلال أو رموز الأحزاب المضلة في نظر أحدٍ من أبناء المؤمنين وحبَّبه له فإن عليه أن يبادر لإنقاذ من زيَّن له هذا الأمر بالخطأ الذي وقع فيه, فلعل الله سبحانه وتعالى إذا وجده مخلصاً في توبته يسهِّل عليه الوصول إلى شاطئ الأمان, فإنه سبحانه بعباده رؤوفٌ رحيم.

جعلنا وإياكم من الموفَّقين, الذين إذا عملوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم تذكروا فاستغفروا لذنوبهم, ورزقنا وإياكم الاجتماع مع النبي والأئمة المعصومين والشهداء والصديقين في ديار المقربين, ومنازل أهل عليين, إنه لطيفٌ كريم.

إن أبلغ الخطاب خطاب العزيز التواب, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ     

]الْقَارِعَةُ & مَا الْقَارِعَةُ & وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ & يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ & وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ & فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ & فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ & وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ & فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ & وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ & نَارٌ حَامِيَةٌ[[6].

وأستغفر الله لي ولكم إنه هو التواب الحليم.

 

 

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله ذي العزة والجبروت, والعظمة واللاهوت, والملك والملكوت, متوحدٌ بوجوب وجود ذاته, متفردٌ بكمال صفاته, دلَّ على قدرته بغرائب مخترعاته, وعلى قِدَمه بتجدد مصنوعاته, لا تدركه الشواهد, ولا تحويه المشاهد, ولا تلاحظه النواظر, ولا تحجبه السواتر, واحد لا بعدد, قائم لا بعمد, دائم لا بأمد, بل هو الفرد الصمد, الذي لم يلد فيكون في العز مشاركا, ولم يولد فيكون موروثاً هالكا.

نحمده على جليل نعمه, والحمد من نعمه العظمى, ونشكره على عطاياه وقسمه, والشكر من آلائه الكبرى, ونعوذ به من وسوسة الشيطان ولُمَمة, وتزييناته النُكرى.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, محيطٌ علمه بما تحت الأرض وما فوق السماء, فلا يغيب عنه شيءٌ من الأشياء, ولا تخفى عليه خافيةٌ في قعر البحر أو على أمواج الهواء, يدبِّر الأمر كما يشاء, فلا يصير إلا ما يشاء.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله, دافع ترهات الباطل بالنواميس الحقة, ودامغ شبهات الأضاليل بالبراهين المحقة.

صلى الله عليه وآله الذين أوضحوا من منهجه السبيل, وكشفوا زيف أوهام ذوي المنطق العليل, وشفوا ببلسم الحقيقة لطالب الهداية كل غليل, صلاةً دائمةً مستمرةً باستمرار الصباح والأصيل.

عباد الله, أوصيكم ونفسي الجانية قبلكم بتقوى الله سبحانه في جميع الأمور, ومراقبته جل شأنه في الورود والصدور, والعمل بأوامره, وتجنب مناهيه وزواجره, وتتبع مراضيه, وقهر النفس على الانقياد بزمام طاعاته, والمحافظة على جملة واجباته ومندوباته, والقيام بوظائف عباداته, وشرائف قرباته, سيما ملازمة الجماعات, والحضور في الجمعات, والإصغاء إلى ما يقال فيها من العظات, والتأمل فيما يلقى فيها من التوجيهات, ومصاحبة العلماء الأعلام, والتعلم منهم مسائل الحلال والحرام, وحدود الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, وكيفية تطبيق ذلك, فإنه من أعظم فرائض الإسلام, وكذلك المحافظة على إخراج الحقوق من الأخماس والزكوات, وإطعام الفقراء والأيتام, والحج والعمرة لبيته الحرام, فإن ذلك كله هو الزاد ليوم التناد, والعماد يوم المعاد, ]يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ & إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ[[7], ]وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ[[8].

واعلموا أن من أفضل ما يحط الخطايا الجسام, وينقذ من تلك الأهوال العظام, هو الإكثار من الصلاة والسلام على محمدٍ وآله الخلفاء الكرام.

اللهم صلِّ على نَوْر حديقة المرسلين, ونُور حدقة الحق واليقين, خاتم النبيين وشفيع المذنبين, الرسول الأمي المؤيَّد, والحصن الإلهي المشيَّد, أبي القاسم المصطفى محمد.

اللهم صلِّ على مفتاح غوامض الكنوز المحمدية, وباب مدينة العلوم النبوية, الذي استوثقت عرى الإسلام بعلمه, وانجلت غياهب الإبهام بفهمه, حبل الله المتين, وحجته في العالمين, الإمام بالنص أبي الحسن علي بن أبي طالبٍ أمير المؤمنين.

اللهم صلِّ على البضعة المحمدية, والنبعة النبوية, والوديعة الأحمدية, البتول العذراء, والعقيلة الحوراء, أم الحسنين فاطمة الزهراء.

اللهم صلِّ على نجمي النبوة والإمامة, وميزاني العدل والاستقامة, سيدي شباب أهل الجنة, ومن حبهما من العذاب جُنَّة, السيدين السندين, والكهفين المعتمدين, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن وأخيه الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.

اللهم صلِّ على سراج الظلمة, ووالد الأئمة, وعالي الهمة, سيد الساجدين, وزين العابدين, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين.

اللهم صلِّ على البدر الزاهر في سماء المجد والمفاخر, والنور المنبثق من مشكاة الشرف الفاخر, عنوان صحيفة الأعاظم والأكابر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.

اللهم صلِّ على قاموس اللطائف والحقائق, وقابوس الغوامض والدقائق, ذي الصيت الطائر في المغارب والمشارق, كتاب الله الناطق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.

اللهم صلِّ على العالم بما حوته العوالم, والمتربع على عرش المفاخر والمكارم, صاحب المآثر والمراحم, الإمام بالنص أبي الحسن الأول موسى بن جعفرٍ الكاظم.

اللهم صلِّ على مُجدِّد المعالم النبوية بعد الاندراس, ومُحيي الشريعة المحمدية بعد الانطماس, الرضي المرتضى, والحجة على من تأخر ومضى, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.

اللهم صلِّ على مُبيِّن طرائق الحق والرشاد, ومُوضِّح أساليب الهداية والسداد, جواد الأجواد, والمرجى للشفاعة يوم التناد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.

اللهم صلِّ على زينة المحافل والنوادي, وسيد أهل الحضر والبوادي, وصاحب المكارم المنتشرة في كل وادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.

اللهم صلِّ على الكوكب الدري في الجسم العنصري, والنور الإلهي في الهيكل البشري, والقائم رغم الصعاب بأسرار العلم الحيدري, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن بن عليٍ العسكري.

اللهم صلِّ على المدَّخر لإزالة البلية عن الشيعة العلوية, ونشر العدالة الإلهية بين سكان الوطية, سلالة الأطهار, وحجة الملك الجبار, المنهي عن ذكر اسمه في صريح الأخبار, المؤيَّد بالنصر المؤزر, الإمام بالنص مولانا المهدي بن الحسن المنتظر.

عجَّل الله تعالى له الفرج, وسهَّل له المخرج, وكشف به الرتج, وأوسع به المنهج, وجعلنا من المنتظرين لأوبته, المصدقين بدعوته, إنه سميعٌ مجيب.

إن خير ما تلاه التالون, واهتدى بضوئه السارون, كلام من يقول للشيء كن فيكون, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[9].

وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

[1]  الكافي - ج2 - ص268 - الشيخ الكليني

[2]  سورة المطففين: من الآية14

[3]  سورة المنافقون: 3

[4] ورد في تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي – ج6 ص46 – حديث رقم 116 -  31 وهو "عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال: قلت له: إن الله يبدأ بالنظر إلى زوار قبر الحسين بن علي عليهما السلام عشية عرفة قبل نظره إلى أهل الموقف؟ قال: نعم، قلت: وكيف ذلك؟! قال: لأن في أولئك أولاد زنا وليس في هؤلاء أولاد زنا"؛ وكذا في من لا يحضره الفقيه – ج2 ص392 – حديث رقم 3171 – الشيخ الصدوق.

[5] "... ولأن أعول أهل بيت من المسلمين أشبع جوعتهم وأكس عورتهم وأكف وجوههم عن الناس أحب إلي من أن أحج حجة وحجة وحجة حتى انتهى إلى عشر وعشر وعشر ومثلها ومثلها حتى انتهى إلى سبعين" الكافي – ج4 ص2 – الحديث الثالث -  الشيخ الكليني

[6]  سورة القارعة

[7]  سورة الشعراء: 88 - 89

[8]  سورة النمل: 87

[9]  سورة النحل: 90

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 5 ذو الحجة 1423هـ
قراءة 790 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)
آخر تعديل في السبت, 29 يناير 2022

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.