بسم الله الرحمن الرحيم, والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين, واللعنة الدائمة على أعدائهم أجمعين إلى قيام يوم الدين.
قال سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ]هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُون[[1]، وقال النبي صلى الله عليه وآله: "فضل العالم على سائر الناس كفضلي على أدناكم".
والمقصود بالعالم في مجمل الآيات والروايات الواردة ليس مطلق العالم، وإنما العلماء أو العالم الذي يكون عالما بأحكام الله سبحانه وتعالى، أي العالم بالعلم الديني الإلهي سواء كان هذا العالم من علماء الفقه الأكبر أو من علماء الفقه الأصغر، ولا إشكال أن العلم أو العالم بالفقه الأكبر أفضل من العالم بالفقه الأصغر وأعتقد أننا شرحنا هذه المصطلحات في سنوات ماضية ولكن إيجازا نقول إن المقصود بالفقه الأكبر هو العلم المتعلق بمعرفة الله سبحانه وتعالى، والعلم أو الفقه الأصغر هو العلم المتعلق بأحكام الله سبحانه وتعالى، وسمي العلم المتعلق بمعرفة الله سبحانه وتعالى بالفقه الأكبر لأمرين: الأمر الأول لأنه الأساس الذي ينبني عليه الفقه الأصغر، وثانيا لأنه علم أخروي محض لا يمكن استئكال الدنيا به ولا استجلاب الدنيا به؛ فتجد أن العلم بالله سبحانه وتعالى ليس ميزة معروفة ظاهرة عند الناس أن فلاناً يعرف الله سبحانه وتعالى أكثر من معرفة زيد، أو أن بكراً يعرف الله معرفة أعمق من معرفة خالد، لا، العلم الأكبر يكون في القلب، ومن أجل ذلك لا يحصل عليه صاحبه في الدنيا جاها ولا مالا ولا منصبا ولا غير ذلك، ولأجل هذا صار العلم به سبحانه وتعالى علما أخرويا محضا، ولا إشكال أنه من هذه الناحية أيضا يكون فضله أعظم ويكون أكبر.
والنوع الثاني من العلم قلنا إنه الفقه الأصغر، وهو العلم بأحكامه سبحانه وتعالى؛ كالعلم بأحكام الطهارة بجميع أقسامها وأحكام العبادات من الصلاة والصوم والزكاة والحج وأحكام المعاملات من البيع والشراء، وأحكام العقود هذه كلها يطلق عليها في مصطلح المتكلمين بالفقه الأصغر، وسميت بالفقه الأصغر لأن منزلتها في الدين أقل من منزلة الفقه الأكبر من ناحية، ولأنها كالسكين والسيف يمكن أن يستعمل للخير ويمكن أن يستعمل للشر، فالسيف مثلا يمكن أن يستخدمه الإنسان ليدافع به عن الحق، ويمكن أن يستعمله الإنسان ويحارب به الحق، الفقه الأصغر كما يستجلب به رضا الله سبحانه وتعالى وكما تستجلب به الدار الآخرة, فكذلك ربما تستجلب به الزعامة والجاه في الدنيا، والمال في الدنيا، وغير ذلك، ومن أجل ذلك لا تكون درجته كدرجة الفقه الأكبر.
على أي حال فإنه يشترط في كلا العلمين أن يكون طلبه ودراسته متقربا به إلى الله، وإلا فلا يستحق طالب العلم أو العالم سواء بالفقه الأكبر أو الفقه الأصغر أن يسمى عالما، أو أن يسمى فقيها، وإنما يسمى بذلك في الحقيقة إذا كان طلبه لذلك العلم لطلب مرضاة الله سبحانه وتعالى، وبقصد حصول المثوبة من الله سبحانه وتعالى، والعالم سواء بهذا العلم أو هذا العلم يقول عنه النبي صلى الله عليه وآله: "فضله على سائر الناس كفضلي على أدناكم"، يعني كفضل النبي صلى الله عليه وآله على أقل الأمة.
ولهذا فإن للعالم موضعاً وحقا ألزم الإسلام الأمة به؛ من وجوب الاحترام والتقدير والتبجيل والطاعة وغير ذلك، يقول سبحانه وتعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إذا قِيلَ لَكُمْ تَفَسَّحُوا فِي الْمَجَالِسِ فَافْسَحُوا يَفْسَحِ اللَّهُ لَكُمْ وَإِذَا قِيلَ انْشُزُوا فَانْشُزُوا يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ[[2]، فمثلا في مقام الجلوس وفي المجالس يلزم الناس أن يجعلوا صدر المجلس للعلماء لأن الله سبحانه وتعالى أمر برفع درجتهم في مثل هذه الأمور، وهذا نوع من التكريم، والعلماء الحقيقيون هم ورثة الأنبياء، يقول النبي صلى الله عليه وآله: "إن الأنبياء لا يورثون درهما ولا دينارا ولكنهم تركوا علما فمن أخذ بشيء من هذا العلم أخذ به النصيب الأكبر". وفي رواية أخرى: "اللهم ارحم خلفاءنا..... قيل له: يا رسول الله وما خلفاؤك؟ قال: الذين يأتون بعدي يروون سنتي".
فإذاً العلماء باعتبارهم يروون سنة النبي صلى الله عليه وآله هم خلفاء النبي، وطبعا الخلافة-خلافة النبي صلى الله عليه وآله- درجات أبرزها مصداقا وأظهرها فردا هو العالم الحقيقي بالله وبأحكام الله وهو الإمام المعصوم، هذا هو أظهر مصاديق الخلفاء للنبي صلى الله عليه وآله، ويليه من بعده الأمثل فالأمثل من رواة حديثه وحملة سنته، فكلما كانت رواية العالم بسنة محمد صلى الله عليه وآله أكثر وكلما كان إدراكه وفقهه في كلام محمد صلى الله عليه وآله أعمق كلما كان أقرب في سلم الخلافة من غيره, فإذاَ مناط الخلافة هنا في الحقيقة هو مناط الرواية، فالرواية عن النبي صلى الله عليه وآله وحمل سنته ونقلها إلى الأجيال الآتية من أمته، وتغطية نفوس الناس في زمن ذلك العالم الذي يسمى خليفة بهذه السنة المحمدية هو معنى الخلافة عن النبي صلى الله عليه وآله، ومن أجل ذلك شبهه صلى الله عليه وآله بأنبياء بني إسرائيل فقال: "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل". ووجه التشبيه هنا يحتمل أن يكون بسبب كثرتهم يعني أن علماء الأمة في كثرتهم كأنبياء بني إسرائيل في الكثرة، ويحتمل أن يكون أن وظيفتهم في الأمة هي وظيفة الأنبياء في بني إسرائيل؛ لأن وظيفة الأنبياء في بني إسرائيل؛ هي حمل الرسالة العامة؛ يعني كرسالة موسى عليه السلام أو رسالة داوود عليه السلام أو رسالة عيسى عليه السلام وبثها في الناس وحفظها والحكم بها والعمل بها.
وطبعا إذا جئنا إلى الأمة الإسلامية نجد أن هذه الوظائف هي وظيفة العلماء فيها؛ فعليهم أن يحملوا رسالة محمد صلى الله عليه وآله، وأن يبثوها في الناس، وأن يحفظوها من التلاعب، ومن الضياع، ومن التحريف، ومن التزوير، وأن يحكموا بها بين الناس، فتكون المشابهة من هذه الجهة، أي من حيث الوظيفة، والحقيقة أن كلا الاحتمالين واقع، فالعلماء في الأمة الإسلامية بلغوا في الكثرة كأنبياء بني إسرائيل أو أكثر، ومن حيث الوظيفة هم متفقون، فتشبيهه صلى الله عليه وآله العلماء بأنهم كأنبياء بني إسرائيل منطبق على ذلك، وهنا ظريفة أود أن أذكرها ليست في مقام الاحتجاج ولكن خطرت ببالي هذه الظريفة، يقال إن أحد العلماء رأى فيما يرى النائم النبي صلى الله عليه وآله ومعه موسى بن عمران، فقال موسى بن عمران عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام للنبي صلى الله عليه وآله أهذا من علماء أمتك؟ قال: نعم، قال: أسأله بمسائل؟ قال: اسأله, فسأله في مسألة فقال ذلك العالم الجواب فقال له ما أكثر إطالتكم الجواب يا علماء أمة محمد، فقال: نحن نطيل الجواب ولكن ليس مع الله سبحانه وتعالى والحال أنك يا موسى سألك الله سؤالا صغيرا محدودا أطنبت له في الإجابة كأنه لا يعلم، سألك ماذا بيدك فلم تكتف أن تقول إنها عصاي حتى قلت: ]هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى[[3]، فإذن نحن نطيل الجواب مع الناس المخلوقين وأنت يا موسى أطلت الجواب في سؤالك مع الله سبحانه وتعالى.
على أي حال هذه مجرد ظريفة لتلطيف الجو، ومعروف أن أجوبة علماء أمة محمد فيها إطالة واستدلالات طويلة وعريضة، طبعا هذا إذا دل على شيء فإنما يدل على مدى عمق الإدراك للعلم، وعلى مدى التفتح على الموضوعات بحيث يطيل الإنسان فيها ويوضحها ويشرحها من جميع الجوانب محاولا أن يتلافى كل إشكال يحتمل، وكل إبهام يحتمل.
على أي حال والعلماء في هذه الأمة وظيفتهم ظاهرة وهي حمل سنة محمد صلى الله عليه وآله، وبثها إلى الناس، وكذلك الأئمة عليهم الصلاة والسلام أمروا بتقدير العلماء باعتبارهم حملة لهذه السنة، يقول الإمام الصادق عليه السلام: "اعرفوا منازل الرجال بقدر روايتهم عنا"، يعني كلما كان أكثر رواية عنهم كلما كان ينبغي أن يزيد فضله عند الناس، وكلما كان ينبغي أن يجل تقديره عند الناس، بل حتى أنهم صلوات الله وسلامه عليهم في إرجاع الناس إلى العلماء دائما يشترطون الرواية، وبدون الرواية لا يكون إرجاع، وحتى الإمام المهدي عليه السلام في توقيعه الصادر الذي قال فيه: "وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلى رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم وأنا حجة الله".
فإذن دور العالم في حقيقته وحتى يكون خليفة عن النبي صلى الله عليه وآله وخليفة عن الأئمة المعصومين عليهم السلام أن يكون راويا لحديثهم حاملا لسنتهم, عاملا بأحكامهم، هذه هي وظيفة العالم وطبعا وظيفة الأمة بالنسبة إلى هذا العالم هي الإجلال والإعزاز والالتفاف حوله وتقديره وطاعته, ولكن ينبغي دائما في هذه الحالة أن يكون العالم قائما بوظيفته حتى تقوم له الأمة بهذا الواجب، فمتى تخلى العالم – والعياذ بالله لو فرضنا – وإن كان ذلك لم يحصل عندنا ولله الحمد أن تخلى أي عالم عن وظيفته – ولكن نقول: لو حصل أن تخلى العالم عن وظيفته لا تبقى له تلك الحقوق التي اشترطها النبي صلى الله عليه وآله على أمته للعالم، بل هذا كما قال فيه الله سبحانه وتعالى: ]الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا[[4], وطبعا هذا الرجل من اليهود، وهذه الآية نزلت في شخص من اليهود كان أعطي بعض العلم، ويقال إن الله سبحانه وتعالى أعطاه حرفا واحدا من حروف الاسم الأعظم الذي إذا دعا به أي إنسان تستجاب له الدعوة فورا، فاتفق أن ملكا من بني إسرائيل فسق عن أمر ربه وأخذ يحارب الأنبياء الموجودين في دولته لأنهم يأمرونه بالمعروف وينهونه عن المنكر، ولأنه لا يستطيع أن يتغلب عليهم فجاء إلى هذا الرجل وقال له: ما رأيك أن تدعو على هؤلاء القوم، بما أن الله قد أعطاك حرفا من الاسم الأعظم فادع عليهم ربك وأرحنا منهم، فوافقه الرجل وقال: أخرج إنشاء الله بين الصفين وأدعو عليهم, فخرج فكلما أراد أن يدعو عليهم ترجع دعوته على الملك وأتباعه وتحل المصائب، فيقول له توقف فكلما أراد أن يقف لا يستطيع لأن لسانه قد انطلق بالدعوة إلى أن فني أولئك فأدخله الله النار بما آتاه من العلم، لأن العلم إذا لم يقم به العالم ينقلب حجة عليه، ولذلك في الدعاء ]اللهم اجعل علمي حجة لي ولا تجعل علمي حجة علي[.
والعالم الذي يستقيم بعلمه فإن نوره يسعى بين يديه يوم القيام، وعندما أقول العالم لا تظنوا أني أقصد خاصة من أظهر نفسه بصفة العالم بل كل واحد منا إذا علم مقداراً من العلم ورأى من يجهله ولم يعلمه يكون قد كتم العلم، وإذا علم شيئا من الدين ولم يعمل به وأهمله يكون كما قال الله سبحانه وتعالى: ]مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَاراً[[5], بل إن العلماء درجات، العالم الذي يعرف مسألة واحدة عالم بالنسبة لمن لا يعرفها وهكذا تترقى الحالات، وهذا الواجب، واجب القيام بدور العالم على كل من علم، وطبعا التعليم وبث الوعي فيه ثواب كبير، يقول الإمام الصادق عليه السلام: "من علّم شيئا كان له أجر من عمل به إلى يوم القيامة، قيل: وإن مات؟، قال: وإن مات جرى له مثل ذلك". فإذا علم الإنسان أو أفتى الفقيه بفتوى وعمل بها الناس، فإن هذا الفقيه يشارك كل فرد عمل بهذه الفتوى، حتى أنه إذا جاء إنسان بعد موت الفقيه بألف سنة وعمل بهذه الفتوى فإنه يشارك الفقيهُ العاملَ بعد ألف سنة في ثواب العمل بتلك الفتوى، لأن الإمام عليه السلام يقول: "من علّم شيئا كان له أجر من عمل به إلى يوم القيامة، وقال السائل:وإن مات ؟، قال: نعم وإن مات جرى له مثل ذلك".
وعن الصادق عليه السلام: "من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة كان عليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة"، ولأي إنسان أن يشكل على هذه الرواية، من باب أن الله يعطي ثواب العامل لمن سن السنة بعد موته تفضلا من الله، لكن أن يحمله وزر من عمل بتلك السنة بعد موت الذي سنها بأي مناط؟ والحال أنه مثلا لا يجوز تقليد الميت، نقول أن تحميله الوزر في من عمل بالبدعة التي أبدعها بعد موته دليل على جواز تقليده بعد موته، لأنه إذا كان لا يجوز تقليده بعد موته فإنه لا يحمل شيئا بعد موته، وربما أن الله يتفضل ويعطيه ثواب العاملين بفتواه لا بأس، ولكن المنافي للعدل هو أنه لا يجوز تقليده ثم يحمل وزر من عمل بتلك البدعة التي ابتدعها في فتواه!! كما لو ابتدع عبادة، أو ابتدع شيئا ثم يحمل بعد موته، كما ورد أن بعض الناس الذين كانوا في زمان النبي صلى الله عليه وآله يحملون عمل الأمة أو كل أخطاء الأمة يوم القيامة والحال أنه لا يجوز اتباعهم بعد موتهم.
على أي حال فإن العالم موقعه في الأمة خطير جدا، فكما أن باب الثواب وباب العمل مفتوح له بعد موته فكذلك المسؤولية على كاهله ولو بعد موته، وطبعا إنما صار العالم بهذه المثابة من بقاء الشخصية حية أبد الآبدين ودهر الداهرين تتحمل المسؤولية وتحصل الثواب فإنما هو لإكبار الله لها، ولإجلال الله لها، ولتعظيم الله لها جعلها حية – الناس موتى وأهل العلم أحياء – في بعض الروايات: "أجسادهم مفقودة وأعيانهم موجودة", يعني لا يفقد منه إلا جسده ولكن عينه موجود، ويقول النبي صلى الله عليه وآله: "يموت المرء إلا من ثلاث: ولد بار يستغفر له بعد مماته, وصدقة جارية له في حياته فهي تجري له بعد مماته، وكتاب علم ينتفع به". وفي لسان رواية أخرى "يعمل به"، فبقيت شخصيته حية مستديمة تحصل الثواب وتتحمل المسؤولية كما لو كان بين أظهر الناس، وهذا منصب خطير، ومقام جليل يضع الله سبحانه وتعالى ورسوله وأهل البيت فيه العالم.
وإذا كان بهذه المثابة عند الله سبحانه وتعالى وعند رسوله والأئمة فواجب الناس أيضا هو الالتفاف حول ذلك العالم، وطاعته، وتقديره، ليس لشخصه أنه زيد بن أرقم، ولكن لكونه خليفة من خلفاء رسول الله صلى الله عليه وآله، ولكونه خليفة من خلفاء أمير المؤمنين عليه السلام، ولكونه خليفة من خلفاء الأئمة المعصومين عليهم السلام ولكونه خليفة من خلفاء المهدي (عج)، –"فإنه خليفتي عليكم وأنا حجة الله"– فكما أن الإمام المهدي (عج) هو الحجة بيننا وبين الله فكذلك هذا العالم الذي يروي حديثهم ويعمل بأحكامهم ويثبت شيعتهم ويربي أيتامهم هو حجتهم على سائر الشيعة, الذي يكون حجة بينك وبين إمامك ينبغي أن توقره وأن تعزره، وأن تحبه، وأن لا تكون ضده، أو محاربا له، أو غير ذلك، بالإضافة إلى أنه بدون التفاف الأمة بالعلماء لا تستقيم للإسلام قائمة، أتظنون أن السواد على البياض –القرآن بذاته– يكفي؟، لا, لا يكفي، لو كان أن القرآن بذاته يكفي لكان جعل الإمام وتنصيب الإمام عبثاً بعد إكمال إنزال القرآن، فالإسلام لا يستقيم إلا بالخليفة المعصوم، ولا يستقيم إلا بالعالم الذي هو الخليفة غير المعصوم حتى يحصل التفاف الناس بالإمام عن طريق التفافهم بالعلماء الذين يحملون أحكام الإمام وروايات الإمام وما يريده الإمام.
وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.
* محاضرة ألقاها الشيخ سليمان المدني في 11 شهر رمضان 1413هـ المصادف 5 / 4 / 1993م
[1] الزمر: من الآية9
[2] المجادلة:11
[3] طـه: من الآية18
[4] الأعراف: من الآية175
[5] الجمعة: من الآية5