ذكر الله على أي حال والإشارة إلى من يرفضون التذكير بالله وأحكامه وأنهم يؤذون من يذكرهم بالله ويحاربونه
الجمعة 27 ربيع الاول 1421هـ المصادف 30 حزيران 2000م
الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي دلَّ على غناه بفقر الممكنات, وعلى قِدَمه بإيجاد الحادثات, وعلى قدرته بعجز المخلوقات, تسربل بالوحدانية فهو الواحد الأحد, الفرد الصمد, تردى بالجبروت والكبرياء, وقهر مَن دونه بالموت والفناء, اتصف بالرحمة والإحسان, والتجاوز والامتنان, فمن لطفه ورحمته وضع الشرائع والأديان, وإنزال الكتب وبعث الرسل لهداية بني الإنسان, وانتشالهم من شباك الشيطان, ]لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ[[1].
فله الحمد كما يحب ربنا ويرضى على عميم النعم المتواترة, التي من أعظهما نصب الآيات الباهرة, العاصمة لذوي الألباب من غلبة الأوهام الخاطرة, ومن أتمها جعل الدلالات الظاهرة, الهادية إلى سبل النجاة من شُبَه الزمر الفاجرة, وتمويهات الأحزاب الكافرة, وله الشكر على أياديه المتكاثرة, وآلائه المتضافرة, شكر مستزيدٍ من فيض دِيَم جوده الهامرة, ونسأله الحشر مع النبي والأئمة الهداة يوم نخرج من الحافرة.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, ولا ندَّ ولا ضدَّ له, ولا صاحبة ولا ولد له, لا الذي تصوره وصله, ولا من أسبغ عليه صفاته حصله, ولم يعرفه مَنْ عطَّله, ]وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبِيراً[[2].
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله, عبده المبعوث بالأنوار الساطعة, ورسوله المؤيَّد بالحجج والبراهين القاطعة, الصادع بالشريعة الحقة والقوانين النافعة, الداعي إلى ارتداء حلل التقوى, ودروع الخيرات الواقية الدافعة, ]هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[[3].
صلى الله عليه وآله ذوي المجد والكمال, والنبل والأفضال, والكرم والاعتدال, الذين استودعهم أسرار رسالته, واستخلفم في أمته, وعهد إليه بوصيته, صلاةً دائمةً زكية, طيبةً ناميةً ذكية.
عباد الله, أوصيكم ونفسي الجانية قبلكم بتقوى الله سبحانه, وتتبع ما يرضيه, والعمل بشرائعه وأحكامه, وأحذركم ونفسي قبلكم من التمادي فيما يسخطه, والإصرار على معاصيه, فإنه لا نجاة إلا بالتقوى, ولا أمن ولا أمان إلا بالخوف من الله وخشيته, فإن من خاف مؤاخذة الله راقبه في جميع حركاته وسكناته, وأقواله وأفعاله, فكفَّ عما حرم الله سبحانه وتعالى جوارحه, وعمل جاهداً للفرار من عذابه وبطشه ونقمته, وكان ذاكراً لله في جميع أوقاته, فلا يغيب الحق تعالى عن باله, وهذا معنى الذكر الحقيقي المطلوب من المؤمنين, والذي عناه الباري جلَّ وعزَّ بقوله تعالى: ]وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ[[4], بخلاف من أمن المؤاخذة, وزال من قلبه خوف الله تعالى وخشيته -إما بسبب شدة الأمل والرجاء في عفوه تعالى, أو لكونه لاهياً عن الله سبحانه بالشهوات- وأصبح يسهل لنفسه ارتكاب المحرمات, ويبرر لها فعل الموبقات, فإنه لا يمر ذكر الله على قلبه إلا في أحوالٍ نادرة, وأوقاتٍ قليلة, بل يبقى عن الآخرة وعن الحساب والنار من الغافلين, فتراه لا يتورع عن قول كلمةٍ يريد قولها ولو كان فيها هلاك المؤمنين, ولا يتوقف عن فعلٍ يرغب في تحقيقه ولو كان من أعظم ما يُغضب رب العالمين, وعن هذا القسم من الناس يقول سبحانه وتعالى: ]وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلِيلاً[[5], لأنهم يكونون طيلة أوقاتهم من اللاهين في تدبير دنياهم, فهم لا ينظرون إلا ما يرفعهم فيها, أو يُمتِّعهم بنعيمهما, ولا يحسبون لله سبحانه حسابا, فهو في نظرهم محبوبٌ ما دام يحقق لهم رغباتهم في هذه الحياة, ولكنهم ليسوا مستعدين لطاعته, والانصياع لأوامره, والالتزام بما فرضه سبحانه من أحكامٍ إذا خالفت رغباتهم ومشتهياتهم, ليسوا مستعدين للعمل بالشريعة إذا كانت أحكامها تغل أيديهم عن فعل ما يريدون, إنهم الذين يجب أن يُترك لهم حق وضع الأنظمة والقوانين وفق ما يتصورون, إنه يحقق لهم طموحاتهم في هذه الحياة, ولذلك يعتبرون الأحكام الشرعية قيوداً وأغلالاً يجب على من يريد التحرر التخلص منها ونبذها, ولذلك لا يرضى الفرد من هذا الصنف من الناس أن تُذكِّره بالله سبحانه وتعالى, يقول لك دع الله جانبا, دع الشرع في هذا الوقت لأنه ليس وقت الكلام عنه, يحاربك ويعاديك إذا قلت له اتق الله سبحانه ولا تُضلل عباده, ولا تحرفهم عن طاعته, واعلم أنك لست بمخلدٍ في هذه الدنيا, بل يحاربك ويعاديك إذا قلت للناس عامة: أيها الناس اتقوا الله وأطيعوا ربكم وتوبوا إليه والتزموا بدينه قبل أن يحل بكم غضبه, لأنه استمرأ رقاد الغفلة, واستلذ أحلامها, فهو يثور على كل من يريد تنبيهه من هذا الرقاد المريح, وجعله يصحو من هذا الحلم, ويفكر فيما سيئول إليه في اليوم الآخر, ويراه مزعجاً له, فهو في نظره يريد أن يفوت عليه هذه النشوة التي يعيشها, لماذا يقول له اتق الله؟ لماذا يقول له حاذر من مؤاخذة الله وعذابه وناره؟ لا تخالف أوامره, لا تعص رسله, إن هذا النداء في نظر هذا الصنف من الناس وقوفٌ ضده, بل وقوفٌ ضد الناس أجمعين, التذكير بوجوب الالتزام بشرع الله وقوفٌ ضد طموحات الناس, وقوفٌ ضد الشعب وترقيته, التذكير باليوم الآخر معارضةٌ للناس, في أن يفعلوا ما يردون أو ما يريده هو منهم أن يفعلوه, وقديماً قيل لشعيبٍ عليه السلام لما دعا الناس لعبادة الله وترك الظلم في البيع والشراء: ]يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ إِنَّكَ لَأَنْتَ الْحَلِيمُ الرَّشِيدُ[[6], ولذلك يجب في نظر هذا الصنف من الناس تأديب هذا الإنسان الثقيل الدم, الذي لم يتأدب, والذي لا يزال يصر على تذكيرنا في هذا الوقت بالذات بالله, وبالتقوى, وبالتزام شرع الله, يجب أن نشوِّه عليه, يجب أن نهدِّده, وأن نقاطع كل من يتصل به, أو يحضر عنده, حتى لا يسري هذا الداء الوبيل, داء الخوف من الله, داء الخوف من الآخرة في الناس, إن هذا يُفسد علينا ما نريد, فإذا تذكر الناس ربهم, إذا أطاع الناس خالقهم, ]قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ[[7] لن نجد من نركب ظهره في تحقيق رغباتنا إذا بقي هناك من يرفع صوته بتذكيرهم بالله, ولذلك يجب حرب هؤلاء المهووسين, الذين يصرون على المناداة على الناس بالرجوع إلى الله سبحانه, الذين يأبون إلا دعوة الناس إلى مراقبة الله تعالى والالتزام بأمره.
هذا الصنف من الناس في الأعم الأغلب لا يستفيدون من نصح الناصحين, ولا يستمعون لوعظ المخلصين, بل يرون في الناصح عدوا, وفي الواعظ معرقلا, ولذلك يقول الحق سبحانه عنهم: ]وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ[[8], لأنهم كما يقول جل شأنه: ]بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ[[9], وكيف يعقلون وقد سيطر حب الدنيا على العقول, وغشى بريق مناصبها على البصائر, وران لذة زعامتها ورفعتها على القلوب, غير أن واجب المؤمن أن يقول لمشاركه في العقيدة اتق الله, وإنْ شتمه أو كرهه, أو كذب عليه وشوهه, ولا يتوقف عن ذلك لأنه يعلم أن هذا الإنسان لا يستفيد من الوعظ والتذكير, لأن واجب المؤمن أن يقوم بما يقدر عليه من وظيفة النبي المرسَل صلى الله عليه وآله, وقد حددها الله له بقوله وهو أصدق القائلين: ]فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ & لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ[[10], وبقوله تعالى مجده: ]وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ[[11].
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذاكرين, وينقذنا من كبوة الغافلين, وينبهنا من رقدة المقصرين, ويأخذ بأيدينا لما فيه سعادة الدارين, إنه بنا رؤوفٌ رحيم.
إن خير ما ختم به خطيب, وتأمله عاقلٌ لبيب, كلام الله الحسيب الرقيب, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا & وَأَخْرَجَتِ الأرْضُ أَثْقَالَهَا & وَقَالَ الأنْسَانُ مَا لَهَا & يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا & بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا & يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ & فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ & وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ[[12].
وأستغفر الله لي ولكم إنه هو غفورٌ رحيم, وتوابٌ حليم.
الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله القوي القدير, المستغني عن المعين والنصير, واتخاذ الجند والظهير, العالم بما يجري من الأمور قبل أن يحدث ويصير, اخترع الخلق بقدرته اختراعاً لم يُسبق إليه, فمنه مبدؤهم ومآلهم إليه, تنزه عن ملاحظة الأبصار, وجل عن إدراك الخواطر والأفكار, خلق الإنسان فسواه وعدله, وعلى كثير ممن خلق فضله, قرب من الأشياء لا بمداخلةٍ والتصاق, وبعد عنها لا بحيلولةٍ وافتراق, فسبحانه يعلم ما تجترحه الجوارح وما يخطر في الخواطر, ولا يعزب عنه ما توسوس به الصدور وما تُكنُّه الضمائر.
نحمده سبحانه على تضاعف جوده وعطائه, وترادف نعمه وآلائه, ونشكره تعالى على تتابع أياديه التي لا يحصرها عدٌ ولا إحصاء, ولا يحصيها تتبعٌ ولا استقصاء, رغبةً في المزيد من مواهبه الفاخرة, ورهبةً من عذابه الأليم في الدنيا والآخرة.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له فاطر العقول على الإذعان بوحدانيته, وثاقب الإذهان على الانقياد لصمديته, شهادةً نقر بها عيوناً إذا برقت الأبصار, وتبيض بها وجوهنا إذا اسودت الأبشار.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله بواب قدسه ولاهوته, وحاجب عظمته وجبروته, أقرب المقربين إليه في مقام الصدق والوفا, وأفضل المخصوصين من لدنه بالاجتباء والاصطفاء, عبده ورسوله, وأن علياً عليه الصلاة والسلام أمير المؤمنين والد أسباطه الأحد عشر خليفته على كافة البشر, والصراط الذي بين الجنة وسقر.
صلى الله عليهما وعلى آلهما مهابط الوحي والتنزيل, ومن كان يفتخر بخدمتهم جبرئيل, صلاةً تدوم بدوام تعاقب النهار والليل, وتنقذنا من مقاساة العذاب والويل.
عباد الله, أوصيكم ونفسي الجانية الآثمة قبلكم بتقوى الله سبحانه, الذي إليه معادكم, وعليه في جميع الأمور اعتمادكم, فإن الأعمار قد آذنت بالانصرام, ودواعي الموت قد طوت في الوصول إليكم الليالي والأيام, فها هي على الأبواب منتظرةٌ للجواب, ولا حاجبٌ يمنعها ولا بواب, إلا الأجل الموقت لكم من الملك الديان, الذي إذا أراد شيئاً قال له كن فكان, فإما إلى نعيم الجنان, وإما إلى عذاب النيران, وما برحنا في أودية الجهالة هائمين, وعلى سرر الغفلة نائمين, لا ندري ما نصبح عليه إذا طرق طارق المنية, وما نصير إليه إذا حلَّت بنا تلكم الرزية, فيا لله من يومٍ يخذل فيه الصديق, ويتبرأ فيه الحميم الشفيق, يومٌ يكثر واتره, ويقل ناصره, وتطم وقائعه, وتعم فجائعه, يوم تصبح فيه جيفة منتنة, بعد أن كنت بهذه الصورة الحسنة, يوم تنقل من القصور المشيدة, إلى القبور الملحدة, يوم تتحول من الفرش الناعمة, والخدم والجوار, إلى الحفرة المظلمة, ذات الصخور والأحجار, فتصبح بعد العز ذليلا, وبعد الأكل مأكولا, يوم يتبرأ منك الصاحب والولد, ولا يُغني عنك غير عملك أحد, فإن قدمته صالحاً فيا بشراك, وبالسعادة والنجاح ما أحقك وأحراك, وإن قدمته طالحاً فالويل لك في سفرك ومسراك, والعذاب الشديد في عاقبتك وأخراك, فبادر لإصلاح العمل, قبل انقطاع الأجل, وتبين كاذب الأمل, فإن السير طويل, وحادي الرحيل نادى العجل العجل, وكم من هولٍ ستلقى تنسى عنده أهوال الموت مع كونها شديدة, وكم من مصيبةٍ تنزل بك فتنسيك هاتيك المصائب العديدة.
فيا من إليه المرجع والمآب, ويامن وعد بالعفو من رجع إليه وأناب, ويامن سمى نفسه بالغفور التواب, ارحم من أسلمته إليك أيدي الأقارب والأحباب, وتغلقت عليه دون بابك الأبواب, وانقطعت منه إلا إليك الأسباب.
ألا وإن الله تعالى قد خص محمداً صلى الله عليه وآله بمزايا عظيمة لم يجعلها لسواه, وشرفه بخصائص جليلة وحباه, فجعل من تلك الصفايا الجسام, أن الصلاة عليه وآله من الكفارات العظام, لمحو الذنوب والآثام.
اللهم صلِّ على النور الإلهي المشرق في طخياء الديجور, والجوهر القدسي المتجرد عن دار الغرور, الذي لا يحيط بقدر منزلته إلاك, ولا يعلم حقيقة ذاته أحدٌ سواك, الرسول العربي المسدَّد, والنبي الأمي المؤيَّد, أبي القاسم المصطفى محمد.
اللهم صلِّ على من صفيته معه واصطفيته, وجعلته أخاه بل نفسه وارتضيته, وأشركته فيما عدى النبوة مما قد حبوته, ميزان معرفة الفائز لديك من العاطب, ونورك المشرق في المشارق والمغارب, الإمام بالنص أبي الحسنين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
اللهم صلِّ على السيدة الحوراء, والدرة النوراء, الصديقة الكبرى, أم الحسنين بضعة نبينا فاطمة الزهراء.
اللهم صلِّ على الإمامين الهمامين, والبطلين الضرغامين, ريحانتي الرسول, وقرتي عين المرتضى والبتول, السيدين السندين, والكهفين المعتمدين, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن وأخيه الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.
اللهم صلِّ على حجتك على العباد, ونورك المنبسط في كل واد, صاحب المناجاة والأوراد, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين السجاد.
اللهم صلِّ على شمس فلك المجد والجلال, ومنبع فيوض العلم والكمال, ذي الصيت الطائر في البوادي والحواضر, والذكر السائر في المحافل والمحاضر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.
اللهم صلِّ على الوميض الشعشاني البارق, وقمر العلم الطالع في المغارب والمشارق, لسان الحق الناطق, وفجر الحقائق الصادق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.
اللهم صلِّ على المجلي في حلبة المكارم, بلا مقارنٍ ولا مزاحم, عنوان صحيفة الأكابر والأعاظم, والحجة من الله على جميع سكان العوالم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.
اللهم صلِّ على صاحب الفصل والقضاء, ذي الفضائل الذي غصت بها فجاج الأرض والفضاء, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.
اللهم صلِّ على أفضل من تكرم وجاد, ناهج سبل الرشاد والسداد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.
اللهم صلِّ على ضياء النادي, ومغيث المنادي, وموئل الحاضر والبادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.
اللهم صلِّ على اللليث الجري, والسيد السري, الطالع شرفاً على الزهرة والمشتري, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن بن عليٍ العسكري.
اللهم صلِّ على محيي شرائع النبي الأمين, وناشر طرق المرسلين, ومبير الطغاة والكافرين, وقامع أهل الفجور والملحدين, المؤيَّد بالنصر المؤزر, مولانا الإمام بالنص المهدي بن الحسن المنتظر.
عجَّل الله تعالى فرجه, وسهَّل مخرجه, وجعلنا من شيعته, المنتظرين لطلعته, المستعدين لخدمته إنه سميعٌ مجيب.
إن أبلغ أشرف خطابٍ بالإجماع, وأبلغ ما وعته الأذهان والأسماع, كلام الله الملك المطاع, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[13].
وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفورٌ رحيم, وتوابٌ كريم.
[1] سورة الأنفال: من الآية42
[2] سورة الإسراء: 111
[3] سورة التوبة: 33
[4] العنكبوت: من الآية45
[5] سورة النساء: من الآية142
[6] هود: من الآية87
[7] هود: من الآية91
[8] سورة يوسف: 103
[9] العنكبوت: من الآية63
[10] الغاشية: 21 - 22
[11] الذريات: 55
[12] سورة الزلزلة
[13] سورة النحل: 90
معلومات إضافية
- التاريخ الهجري: 27 ربيع الاول 1421هـ
