khutab aljumaa3

ذكر الله حقيقته وفضله

الجمعة 17‏ ربيع الثاني 1423هـ المصادف ‏28‏ حزيران 2002م

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي اعتز بملكوته, وتكبَّر بجبروته, وهيمن بقدرته, أبدع الموجودات بإرادته, وبرأ الكائنات وفق مشيئته, ورتَّب نظم المخلوقات بمقتضى علمه وحكمته, فهو الأول في الابتداء, وبه استقام وجود الأشياء, وإليه تعود الأمور في الإبرام والإمضاء, انقادت لصارم قدرته الأرضون والسماوات, وشهدت له بالربوبية كل الكائنات, وخضعت لسيف سطوته جميع الموجودات.

نحمده سبحانه حمداً ترجح به كفة الميزان, وتُفتح لنا به أبواب الجنان, ويستر وجوهنا من لفحات النيران, ونشكره تعالى شكراً يُضاعف لنا عطاياه الحِسان, ويرفع درجاتنا في دار الأمن والأمان, ونعوذ به جلَّ اسمه من مكائد أتباع الشيطان, ونلوذ بظله تقدس مجده من نوائب الزمان, ومصائب الحدثان, ونسأله وهو اللطيف أن يرحمنا يوم نُدرج في الأكفان, ويتفرق عنا الأحبة والإخوان, إنه هو الغفور الرحمن.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, أحسن الخالقين, وأحكم الحاكمين, وأرحم الراحمين, بعث بلطفه الأنبياء والمرسلين, ووضع بحكمته شرائع الدين, وأنزل برحمته الكتاب المبين.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله, ونجيه ودليله, وحبيبه وخليله, أرسله والدنيا كاسفة النور, بادية الغرور, على حين اصفرارٍ من ورقها, ويبسٍ من مغدقها, معالم الحق فيها دارسة, وأعلام الهدى بها طامسة, فسكن شقشقة الكفر بعد فورانها, وأخمد مضرمات الفتن بعد التهاب نيرانها, وكفأ قدور الشرك بعد غليانها.

فصلِّ اللهم عليه وآله سفن النجاة من الغرق في الفتن المتلاطمات, والأقمار المبدِّدة للظلمات, الذين جعلتهم خلائف له في أمته, ونصبتهم دعاةً إلى سنته, وقادةً إلى طريقته, صلاةً تبيِّن من فضلهم ما أخفاه المعاندون, وتوضح من عليِّ أقدارهم ما أنكره المبغضون, وتُثبت من حقوقهم ما اعتقده فيهم الموالون.

أوصيكم عباد الله بادئاً بنفسي الآثمة قبلكم بتقوى الله سبحانه وتعالى, "فإن تقوى الله دواء داء قلوبكم, وبصر عمى أفئدتكم, وشفاء مرض أجسادكم, وصلاح فساد صدوركم, وطهور دنس أنفسكم, وجلاء غشاء أبصاركم"[1].

والتقوى هي مقياس الكرامة على الله سبحانه بين العباد, إذ ليس بين الله وبين أحدٍ من خلقه قرابة, وإنما يكون العبد قريباً من الله أو بعيداً عنه, كريماً عليه أو مهاناً عنده, بالتقوى والطاعة والعمل, يقول سبحانه في محكم القرآن: ]إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ[[2].

واعلموا عباد الله, إن التقوى مرتبطةٌ بالخشية والخوف من الله سبحانه وتعالى, الخشية من فراقه, والإبعاد والطرد عن جواره, والخوف من مؤاخذته وانتقامه, وهذا لا يكمل للإنسان إلا بكمال المعرفة لله سبحانه وتعالى, فكلما ازدادت معرفة العبد بالله تعالى ازدادت خشيته منه, يقول تعالى شأنه: ]إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ[[3], وكلما قلت معرفة العبد بالله تعالى كلما خلا قلبه من خوف الله وخشيته.

ومن خلا قلبه من خوف الله سبحانه, انطلق في هذه الحياة متحرراً من قيود الشريعة, لا تردعه عما يرغب في فعله إلا خوف عقاب الحكام الدنيويين -مثله- فيما يمكنهم أن يطلعوا عليه, لأنه لا يحسب لمؤاخذة الله حسابا, ولا يمر ذكر الآخرة بذهنه إلا قليلا, فإذا علم أنه يُفلت من العقاب في هذه الدنيا لم يتوقف من ارتكاب أي شيءٍ يحلو له فعله خوفاً من عقاب الآخرة.

واعلم يا أخي أن المتقي هو الذي لا يغيب الله سبحانه وتعالى عن باله, بل يذكره في جميع أوقاته, يذكره عندما يهم بالطاعة فيُخلص له في فعله, ويذكره عندما يهم بالمعصية فيردعه ذلك عن ارتكابها, ولذلك وصف سبحانه وتعالى الصلاة بأنها رادعةٌ عن المعصية, ثم عقَّب على ذلك بأن ذكر الله أكبر من الصلاة في هذا الشأن, حيث يقول جلَّ جلاله: ]إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ[[4], لأن الصلاة ذاتها في حاجةٍ لأن يذكر العبد ربه حين القيام بها, وأن لا تكون عن غفلةٍ وسهو، ولا تكون لأغراضٍ أخرى, فالصلاة التي تكون عن حضور قلبٍ أمام الله, واعتبارها محادثةً مع الله تعالى تكون فرداً من أفراد الذكر الذي أمر الله به عباده, أما إذا كانت خاليةً عن ذكر الله سبحانه وتعالى, مأتيةً بالغفلة والسهو, أو من أجل أغراضٍ أخرى لا علاقة لها بالله تعالى فليست من العبادة والقربى في شيء, بل إن العبد ليُعتبَر في صلاةٍ ما دام ذاكراً لله تعالى, جالساً كان أو قائماً أو مضطجعا, أو على أية حال, فعن الباقر عليه السلام كما في كتاب البحار: "لا يزال المؤمن في صلاةٍ ما دام في ذكر الله قائماً كان أو جالساً أو مضطجعا, إن الله سبحانه يقول: ]الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِهِمْ[[5]"[6].

وليست حقيقة الذكر المطلوبة هي كثرة الدعاء والتسبيح والمناجاة, وإن كانت هي من أفراد الذكر بل من أعظم مصاديق العبادة, ولكن الذكر المطلوب لكف النفس عن المحرمات والمناهي والمعاصي والموبقات, هو استشعار حضور الله سبحانه وتعالى مع الإنسان, مع قيامه بوظائف العبودية, والتي من أهمها التقوى, ففي وصية أمير المؤمنين لابنه الحسن عليهما السلام: "أوصيك بتقوى الله يا بني ولزوم أمره وعمارة قلبك بذكره"[7]. فإن الإنسان متى ما استشعر حضور مولاه معه صعبت عليه معصيته, بخلاف حالة الغفلة عن حضور المولى جلَّ ذكره, فإن النفس تهون عليها المعصية وتثقل عليها الطاعة, ولذلك وصف الله سبحانه المنافقين بأنهم لا يذكرون الله إلا قليلا.

فيا عباد الله, اذكروا الله ذكراً خالصاً تحيون به حياةً هانئةً راغدة, وتنقلبون إلى ربكم وهو راضٍ عنكم, فتفوزا بجواره, وتتنعموا في دار كرامته, فإن من أعرض عن ذكر الله سبحانه عاش في هذه الحياة عيشةً نكدةً وإن درَّت عليه الدنيا بخيراتها, ويوم القيامة يُرَد إلى سوء العذاب, يقول سبحانه وتعالى: ]وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى & قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً & قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى[[8].

نبَّهنا الله وإياكم من رقدة الغافلين, ووفقنا جميعاً للدخول في زمرة المتقين, وجعلنا معكم من الذاكرين, الذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنبهم, ومن يغفر الذنوب إلا الله, والله يتولى الصالحين.

إن أفضل كلامٍ وأتم نظام, كلام الله الملك العلام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]وَالْعَصْرِ & إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ & إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[[9].

وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم والمنان الكريم.

 

 

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي بحمده تُستجلب الخيرات, وبطاعته تُستدفع النكبات, خلق فأتقن, ورزق فأحسن, وأنعم فأسبغ, وأعطى فأبلغ, وفهم وسدَّد, وعلم وأرشد, ووطأ ومهَّد, جلَّت أياديه عن الحصر والعدّ, وإن قابلها الإنسان بالإعراض والصدّ, وتقدست ذاته عن الرسم والحدّ, وإن بالغ الملحدون لها بالإنكار والجحد.

نحمده سبحانه على ترادف آلائه, وتضاعف نعمائه, ونشكره تعالى على رواشح عطائه, ونعوذ به من الوقوف في صفوف أعدائه, ونلجأ إليه من كيد إبليس وأوليائه, ونسأله التوفيق لاتباع شرعة أنبيائه, والعمل بسنن رسله وأصفيائه.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده وحده, لا قبله ولا بعده, نصر جنده, وأهلك ضده, ومنح وده, ووهب رفده, شهادةً تكون لنا ذخيرةً وعِدَّة, وحصناً نلوذ به في كل صعبةٍ وشدة.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده الذي ظلله بالغمام, وبعثه رسولاً للخاص والعام, وفضَّله على من خلق من الملائكة والجِنَّة والأنام, وأنزل عليه شريعة الإسلام, وأمره بالدعوة إلى دار السلام, ومحل الاعزاز والإكرام.

ونصلى عليه وآله الكرام, الأئمة العِظام, وخلفاء الملك العلام, وشفعاء دار السلام, والقوامين على الإسلام, والمقربين عند الملك العلام, صلاةً تدوم بدوام الليالي والأيام.

أيها الإخوان السائرون على مطايا الأيام, وهم يحسبون أنهم خالدون في دار المقام, المحدقة بهم جنود العلل والأسقام, لتسقيهم كؤوس الحِمام, وهم في سرر الغفلة نيام, لاهون بأضغاث الأحلام عن الاستعداد للقدوم على رب الأنام, أفيقوا من هذا السكر, وأقلعوا عن التيه والبطر, وتزوَّدوا خير الزاد لهذا السفر, وإياكم والاغترار بنعيم هذه الدار, التي تعلمون أن أمرها إلى الزوال والبوار, والمنغَّصة لذاتها بضروب الآلام والأكدار, فكم غرت قروناً قبلكم بمزخرفاتها الباطلة, وأعارت أقواماً سبقوكم من تلك المنمَّقات العاجلة, فاطمئنوا لأقوالها, وافترشوا وعودها, وناموا على سرر آمالها, وأنسوا بوصالها, وشربوا بكؤوس زلالها, ونسوا ما ذُكِّروا به لنشوتهم بلمى رضابها.

رمتهم بعد السرور بالمصائب, وأسلمتهم إلى الفواجع والنوائب, فاسترجعت منهم ما وهبت, وعرَّتهم مما ألبست, فأين الملوك العاتية؟ أين الجبابر العاصية, الذين شيَّدوا الحصون والدساكر, وجمعوا الأموال والعساكر؟ أين من هزم الأقران؟ أين من طغى على بني الإنسان؟ اصطلمتهم المنية, وقرعتهم الحوادث الدوية, فما أغنت عنهم أموالهم, ولا دفعت عنهم أعوانهم, دارت عليهم دوائر الحِمام, وسُقوا بكاسات الموت الزؤام, وأصبحوا بعد العز والأبهة في السجون, مصرعين بأسياف المنون, وأعفى البلا من الدنيا آثارهم, وخلدت على ممر الدهور أخبارهم, فالفرار الفرار من مكر هذه الدار, والبدار البدار إلى دار القرار, ومصاحبة الأخيار.

فبادروا إلى التوبة قبل فوات وقتها, ولا تسوِّفوها بالأمل فتصبحوا وقد حُجبتم عنها, ولا تستصغروا الذنب فإن استصغار الذنوب في حد ذاته كبيرة, ولا تصروا على الخطأ, فإن الإصرار على الخطيئة من المهلكات, وإياكم والحسد والبغي, فما أخرج الشيطان من الجنة إلا الحسد والبغي, فإنه حسد آدم على ما أعطاه الله من الخلافة, وعلى ما جعل في ذريته من النبوة والإمامة, فبغى عليه وتكبَّر, فكان مآل أمره أن يكون عدواً لله تعالى, وفي الحديث عن الصادقين عليهم السلام: "إن إبليس يقول لجنوده: ألقوا بينهم الحسد والبغي فإنهما يعدلان عند الله الشرك"[10].

فبادروا رحمكم الله بالاستغفار من كل ذنبٍ أو خطأ, ولا تُصروا على شيءٍ من ذلك, فإن الله سبحانه خلق الإنسان وهو يعلم ضعفه, ففتح له باب التوبة والاستغفار الموجبان للعفو والرحمة, حتى ورد عن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله أن "التائب من الذنب كمن لا ذنب له"[11].

واعلموا أن الله سبحانه قد جعل لكم في الاستغفار والتوبة من المنافع الدنيوية والأخروية ما لا يكاد يحصى, فبالاستغفار تتغلبون على عدوكم الأكبر وهو الشيطان, فما يكره للإنسان شيئاً مثل ما يكره له الاستغفار والإقلاع من الذنب, لأنه يرى ما آل إليه أمره من الطرد والإبعاد بسبب إصراره على الذنب, ورفضه التوبة والاستغفار والإقلاع, حتى صار لله عدوا, وأعلن الله عداوته له, حيث قال سبحانه وتعالى: ]لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ[[12].

وبالاستغفار تُمحص الذنوب, وتُستر العيوب, ويُتوصل للمحبوب, وهو الدخول في ساحة رحمة الله سبحانه ورضاه, والنزول في دار النعيم, وبالاستغفار تحصل البركات, وتتوسع الأرزاق, وتنتشر الخيرات, ويُؤمن من النكبات, فإن الله سبحانه وتعالى يقول: ]وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ[[13], فالاستغفار أمانٌ من العذاب في الدنيا, كما أنه أمانٌ من العذاب في الآخرة.

جعلنا الله وإياكم من الذين إذا فعلوا فاحشةً أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم، ونجانا الله وإياكم من الإصرار على الذنوب, والملازمة للخطايا والعيوب, إنه سميعٌ مجيب.

ألا إن من أهم ما يُتقرب به إلى الملك العلام, ويُتوسل به في محو الذنوب والآثام, خاصةً في هذا اليوم الذي هو سيِّد الأيام, هو الإكثار من الصلاة والسلام, على محمدٍ وآله الكرام.

اللهم صلِّ على البدر المنير, والبشير النذير, فجر الحق المستطير, الذي سخرت لهيبته المقادير, شافع يوم المحشر, ومُنقذ الهلكى من البشر, النبي العربي المؤيَّد, والرسول الهاشمي المسدَّد, أبي القاسم المصطفى محمد.

اللهم صلِّ على إمام البررة, وقاتل الفجرة, ومردي الكفرة, الليث القسورة, المسمى حيدرة, سيد بني لوي بن غالب, المخصوص بالزهراء دون كل خاطب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

اللهم صلِّ على الدوحة النبوية, والشجرة الهاشمية, والدة السادة الأشراف, وجوهرة قلادة آل عبد مناف, الحورية النوراء, أم الحسنين فاطمة الزهراء.

اللهم صلِّ على السبط المبتلى والممتحن, والشارب بكأس البلايا والمحن, المتحمل لمكائد ذوي البغض والضغن, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن.

اللهم صلِّ على الظامئ اللهوف, المقتول بأرض الطفوف, والذي بقبره الأملاك تطوف, سيد العترة, وقتيل العبرة, كريم الجدين, وشريف النجدين, الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.

اللهم صلِّ على السيد الوجيه, الشارب من علقم المصائب بكأس جده وأبيه, مصباح ليل المتهجدين, وسراج محراب المتعبدين, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين زين العابدين.

اللهم صلِّ على محيي قواعد الدين, ومشيِّد أساسه بالأدلة والبراهين, ناشر العلم بعد استتاره, ومُعلي مناره بعد انهياره, البدر الزاهر في سماء المفاخر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.

اللهم صلِّ على رب الفضل والفضائل, ومنهل العلم والمسائل, البحر الدافق باللؤلؤ الفائق, والمسك العابق في مغارب والمشارق, الإمام بالنص أبي إسماعيل جعفر بن محمدٍ الصادق.

اللهم صلِّ على الصائم القائم, ذي الفضائل والمكارم, والفواضل والمراحم, مشيِّد المآثر والمعالم, ومُفترَض الطاعة على كل جاهلٍ وعالم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.

اللهم صلِّ على الولي المرتضى, والحسام المنتضى, مؤسس قواعد الحكم والقضاء, الذي أشرق اسمه في سماء المجد وأضاء, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.

اللهم صلِّ على نور البلاد, الخيرة من العباد, والقائد للخير والسداد, والمرشد للحق والرشاد, الذي امتُحن فوقي شر الحساد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.

اللهم صلِّ على البدرين الأظهرين, والقمرين الأزهرين, والنورين الأنورين, وارثي الحرمين, وإمامي المشعرين, شفاء العليل الصادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي وابنه السيد السري الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن بن عليٍ العسكري.

اللهم صلِّ على البدر التمام, والهمام الضرغام, الذي انتُهكت لطول غيبته حرمة الإسلام, واستعلت غياهب الظلم والإظلام, واستُذل الحق وأهله بين الأنام, ولم تُرعَ لهم حرمة ولا ذمام, السيد الغضنفر, والأسد القسور, الإمام بالنص مولانا المهدي بن الحسن المنتظر.

عجَّل الله تعالى فرجه, وسهَّل مخرجه, وزيَّن وجه الأرض بأنوار عدله, وأفاض على شيعته ومنتظريه شآبيب جوده وفضله, إنه القادر على ما يشاء, وبيده أزمة الأشياء.

إن خير ما تلاه التالون, وعمل بهديه المتقون, كلام من يقول للشيء كن فيكون, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[14].

وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه هو الغفور الرحيم والتواب الكريم.

 

 

[1]  نهج البلاغة – ج2 – ص173 – خطب الإمام علي عليه السلام

[2]  سورة الحجرات: من الآية13

[3]  فاطر: من الآية28

[4]  سورة العنكبوت: من الآية45

[5]  سورة آل عمران: من الآية191

[6]  بحار الأنوار – ج66 – ص349 – العلامة المجلسي

[7]  نهج البلاغة – ج3 – ص38 – خطب الإمام علي عليه السلام

[8]  سورة طـه: 124 - 126

[9]  سورة العصر

[10]  الكافي - ج2 - ص327 - الشيخ الكليني

[11]  الخصال - ص543 - الشيخ الصدوق

[12]  سورة الممتحنة: من الآية1

[13]  سورة الأنفال: 33

[14]  سورة النحل: 90

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 17‏ ربيع الثاني 1423هـ
قراءة 988 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.