الدعوة إلى التمسك بالحق وعدم الوحشة من قلة السالكين وأن المؤمنين هم الغرباء والدعوة إلى الوحدة ونبذ الفرقة والخصام
الجمعة 23 جمادى الأولى 1423هـ المصادف 2 آب 2002م
الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ذي المجد والبهاء, والعظمة والكبرياء, والنِّعَم والآلاء, الذي أوجد الكائنات بكلمته, ونسَّق الموجودات وفق حكمته, وقامت الأرضين والسماوات بإرادته, وأجرى الأقدار حسب مشيئته, خضعت الملوك خوفاً من سطوته, وسجدت الجبابر على أعتاب عزته, ولا يمكن الفرار من حكومته, ولا الخروج عن مملكته.
أحمده حمد متمرغٍ في بحبوحة ألطافه ونعمته، وأشكره شكر مستزيدٍ من عطائه ومِنَّته، وأستهديه للإيمان بخالص توحيده وربوبيته، وأسترشده السير على مهْيَع رضاه وطاعته، والتمسك بحبل من ألزم خلقه التعلق بعروته، وأستعينه على كلَب الدهر وقسوته، وأتوسل إليه جلَّ شأنه برسوله الأكرم وعترته في الإغضاء على ما أقدمت عليه من معصيته، والمنِّ عليَّ بالخلاص من عقوبته.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, ذو العزة التي لا تجارى, والهيبة التي لا تبارى, والجبروت التي لا تمارى, المحيط الذي لا يعزب عن علمه شيءٌ في الأرض ولا في السماء, والشهيد الذي لا تخفى عليه النجوى, والحفيظ الذي لا يشتبه عليه من أحسن بمن أساء.
وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله, وصفيُّه ودليله, اصطفاه في عالم الأزل, وعلى غيره من الرسل الكرام قدمَّه وفضَّل, وأنزل عليه الفرقان فصدع بما عليه أنزل, وأوحى إليه الشريعة الغرَّاء ناموساً يُهتدى بنورها ويُعمل, وأرسله بالحنيفية النوراء فأظهر الدين وأكمل.
وأصلي عليه وآله ذوي النفوس النقية الطاهرة, والمقامات العليَّة الباهرة, خلفاء الله في الأرض وإنْ أبت كل نفسٍ فاجرة, صلاةً دائمةً ناميةً زكيةً عاطرة, تنقذنا من نكبات الدهر في الدنيا ومن سوء العذاب في الآخرة.
أوصيكم عباد الله بتقوى الله سبحانه, الذي خلقكم وسوَّاكم, وإليه مرجعكم ومثواكم, كما أمركم الله سبحانه في كتابه وبليغ خطابه, حيث قال تعالى مجده: ]قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ & لَهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِنَ النَّارِ وَمِنْ تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللَّهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ[[1], فأثيبوا إلى طاعته, واعملوا بشريعته, وادعوا إلى سبيله, وجانبوا معصيته, ولا تُهلكوا أنفسكم بالسير على غير منهجه, ولا يجعلكم تستوحشون السير على صراطه الحميد قلَّة السالكين فيه, ولا يدفعكم لورود مشارع الباطل كثرة الزحام عليه, ولا يجزعنَّكم إنكار الناس لما أنتم عليه من الحق فيجعلكم تركنون إلى باطلهم, أو تميلون إلى موائد هذه الدنيا الخادعة, بل كونوا غرباء في دياركم ومنازلكم من أجل الله سبحانه وتعالى تفوزون بعظيم ثوابه, فلقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً فطوبى للغرباء"[2], فارضوا بالغربة بين أهليكم وأولادكم, ولا تجزعوا من هذه الغربة, فإن أمدها قصير, وعاقبتها محمودة, وليس المقصود من قوله صلى الله عليه وآله (وسيعود الإسلام غريبا) بمعنى إعلان الناس الخروج منه والارتداد عنه, بل المقصود من ذلك عدم الالتزام بأحكامه, بل عدم الرضا بشرائعه والدعوة إلى تحكيمه في شئون حياتهم, وإلا فقد ورد في كثيرٍ من الأحاديث المتَّفق عليها أنه في آخر الزمان تكثر الجماعات والجمعات وتمتد الصفوف وتطول المآذن, مما يدل على كثرة القائلين بالإسلام, ولكن مع عدم التحاكم إليه, فترى المسلمين في بلدانهم وأوطانهم لا يطلبون من حكامهم تطبيق الشريعة الإسلامية، لأنهم لا يريدون أن يلتزموا بها, فكيف يطالبون بتطبيقها؟ بل يطالبونهم بالعمل بالأنظمة الأرضية التي يستوردونها مع البضائع من بلاد الكفر, حتى صار الداعي إلى العمل بالإسلام وتحكيم الشرع كأنه يدعو إلى الظلم والجور؛ والمنادي بالمفاهيم الغربية الكافرة مثل الديموقراطية،أو الاشتراكية أو غيرها كأنه يدعو إلى العدل بين الناس، فيكون الداعي إلى الإسلام في بلده وبين أهله غريباً عن أهله وعن عشيرته.
عباد الله, إن من أعظم الذنوب عند الله سبحانه وتعالى هو تقطيع الأرحام، لأنه يقول سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ]وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأرْحَامَ[[3]، وليس المقصود بالأرحام في المفهوم القرآني هو خصوص أرحام الأنساب والأقارب، بل المقصود بالرحم في هذا المفهوم بالرحم أوسع بكثيرٍ من المعنى المتبادر لدى الغالبية من الناس، فهو يشمل جميع المسلمين الذين آمنوا بالله سبحانه, واتَّبعوا رسوله، وصدّقوا كتابه، يقول سبحانه وتعالى في سورة محمدٍ صلى الله عليه وآله: ]فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ[[4], فالرحم التي تُقطع عند التولي والسيطرة والغلبة ليست بالضرورة من الأقارب والأنساب, بل تشمل جميع الداخلين في الإسلام, ولذلك جعل القرآن العلاقة بين المؤمنين علاقة أخوّة, فقال جلَّ من قائل: ]إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ[[5], ونهى عن كل ما يُفسد هذه الأخوة, فجعل التجسس والغيبة أكلاً للحم أخيه بعد موته, فقال سبحانه وتعالى: ]وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ[[6]، وحارب سبحانه وتعالى من يسعى للإفساد بين الناس وإيغار الصدور وبث الفرقة والقطيعة، بل شتمه شتماً لم يشتم به مرتكب أفظع الكبائر، فقد ذكر النمَّام الذي يسعى بين الناس بالتفرقة والعداوة والشر, فقال جلَّ وعلا: ]وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلاَّفٍ مَهِينٍ & هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ & مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ & عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ[[7]، ]مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ[, أي بسبب مشيه بين المسلمين بالنميمة والوقيعة يكون مناعاً للخير الذي هو المحبة والتآلف, لأنه إنما يسعى بينهم بالوقيعة لكونه داعيةً للتقاطع والتخاصم والتفرق.
فيا عباد الله, طهِّروا قلوبكم من الحقد، ونزِّهوا أنفسكم من العداوات، ولا تتفرقوا شِيَعاً وأحزاباً وجماعات, هذه جماعة فلان وهذه جماعة فلان وهذه جماعة علان وهذا عضوٌ في الحزب الفلاني وهذا ليس من أعضاء الجمعية الفلانية، فإنكم إنْ لم تقلعوا عن هذا السلوك ستضعفون وتتضعضعون وتفشلون وتذهب ريحكم، لأنكم بالتقاطع والتنابذ إنما تُضعفون شأنكم، وتُفشلون أمركم، وتُفرحون أعداءكم، فدعوا عنكم هذا السلوك الذي يضر بكم, ويُغضب ربكم, ويجعلكم شيعاً متعددةً تتناحر فيما بينها بدل أن تكونوا شيعةً واحدةً على الخير متعاونة.
حاربوا كل تفرقة, وشدوا على أيدي بعضكم بعضا، فما كان الاختلاف في الرأي في الإسلام يوماً من دواعي الفرقة، ولا أسباب التخاصم، فهاهم الفقهاء والعلماء يختلفون حتى في المسائل الدينية, فهل وجدتموهم من أجل ذلك يتقاطعون؟ أم يتعادون؟ فكيف بالاختلاف في الأمور الاجتماعية، والسياسية, وهي الحوَّل القلَّب التي لا يدرك معظم الناس حقائقها ولا يتصورون نتائجها وعواقبها إلا بعد فوات الأوان، أيجوز التخاصم والتقاطع من أجل الاختلاف فيها؟
عباد الله, رصوا على طاعة الله صفوفكم، ووحِّدوا على التمسك بكتابه كلمتكم، أجمعوا على الدعوة إليه والسير على سبيله أمركم، قبل أن تنغلق الأبواب دونكم، ويضمحل شأنكم، ويُفلت الزمام من أيديكم, وتصبحون شراذم حقيرة لا يخافها عدوٌ ولا يعتمد نصرتها صديق, فليس وراء التفرق والتشرذم إلا الضياع والهلاك.
هدانا الله وإياكم إلى طريق الصواب, ووفَّقنا جميعاً للتمسك بالأئمة الأطياب، والعمل بما في السنة والكتاب، ونجَّانا معكم من الانخداع بقول كل فاسقٍ كذَّاب، وفي الآخرة من سوء العذاب، إنه على كل شيءٍ قدير.
إن خير ما تلاه واعظٌ خطيب، وتأمله عاقلٌ لبيب, كلام الله الحسيب الرقيب, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ & اللَّهُ الصَّمَدُ & لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ & وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ[[8].
وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم والتواب الحليم.
الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله رفيع الشأن, عظيم السلطان, قديم الإحسان, المستغني عن الأجناد والأعوان, الذي لا يحويه مكانٌ ولا يحدُّه زمان, برأ الخلق فأتقن ما صنع, وأحسن تصوير ما ابتدع, اخترعهم من دون رويةٍ أجالها, ولا تجربةٍ استفادها, ولا مادةٍ كانت سابقةً فكيَّفها, فأحصى عددهم, ورتَّب في الوجود تسلسلهم, وقدَّر أرزاقهم, ووقَّت أعمارهم, كل ذلك بما اقتضته حكمته, وجرت به مشيئته.
نحمده سبحانه على تواتر جوده وعطائه, وترادف نعمه وآلائه, ونشكره رغبةً في المزيد, وامتثالاً لآمره الرشيد, وتجنباً لعذابه الشديد, وإيماناً بما قال في كتابه المجيد: ]لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ[[9].
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له فيما أبدع من بريَّته، ولا ندَّ له في جبروته وعزته، ولا ضدَّ له في إحاطته وقدرته، ولا كفؤ له في جلاله وعظمته، ولا مثل له في أسمائه وصفته، ولا شبيه له في كرمه ومِنَّته.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده المبجَّل, ورسوله الصادع بالكتاب المُنزَل, الذي استنقذنا به من ظلمات الفتن والضلالة, وأخرجنا به من مدلهمات الشُبَه والجهالة.
صلى الله عليه وآله أمناء الرحمن, وقرناء القرآن, وخيرة الملك الديان, وقادة أهل الإيمان, الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهَّرهم تطهيرا.
عباد الله, أوصيكم ونفسي الجانية قبلكم بالتدرع بدروع التقوى الوثيقة، والالتجاء إلى حصونها المحكمة الأنيقة، واستشعار شعار الخوف والخشية، والاحتماء من الذنوب فليس الدواء كالحمية، فقوموا على ساق العبودية للحضرة الأحدية، وأكثروا الدعاء والابتهال لحضرة ذي العزة والجلال، وتضرعوا إليه في الأسحار, وجاهدوا في فك رقابكم من الآصار، ونجاة أنفسكم من حريق النار، واستعدوا لملاقاته ما دام بيدكم الاختيار، وخذوا في التأهب قبل أن ينقطع منكم حبل الأعمار، فقد ورد في الخبر عن سيد البشر صلِى الله عليه وآله الغرر: "أن لله ملكاً ينزل كل ليلةٍ فينادي: يا أبناء العشرين جدوا واجتهدوا، ويا أبناء الثلاثين لا تغرنكم الحياة الدنيا، ويا أبناء الأربعين ماذا أعددتم للقاء ربكم؟ ويا أبناء الخمسين أتاكم النذير، ويا أبناء الستين زرعٌ قد آن حصاده، ويا أبناء السبعين نودي لكم فأجيبوا، ويا أبناء الثمانين أتتكم الساعة وأنتم غافلون، ثم يقول: لولا عبادٌ ركع, ورجالٌ خشع، وصبيانٌ رضع، وأنعامٌ رتع, لصب عليكم العذاب صبا"[10].
وفقنا الله وإياكم إلى خير الدارين، وكفانا وإياكم سوء النشأتين, إنه بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم.
ألا وإن من أفضل الوسائل للنجاة من تلكم المشاكل, والخلاص من هاتيك الأغلال والسلاسل, هي الإكثار من الصلاة والسلام على محمدٍ والمعصومين من الآل.
اللهم صلِّ على أول المنبَّئين, وآخر المبعوثين, نور حدقة المقربين, ونَوْر حديقة المرسَلين, هادي المضلين, وشفيع المذنبين, الذي خاطبته بطه وياسين, الرسول الذي بعثته من الأميِّين, محمد بن عبد الله الصادق الأمين.
اللهم صلِّ على مَن بسيفه استوسق الإسلام, وبإفاضاته توثَّق النظام, وبصبره انجلت غياهب الإبهام, وانفتحت السُبُل وارتفعت الإعلام, خليفته في المشارق والمغارب, وأمينه على الحقائق والمطالب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
اللهم صلِّ على سليلة الرسول, وحليلة السيد البهلول, ثالثة أصحاب الكساء, أم الأئمة النجباء, الصديقة الكبرى, بنت نبينا فاطمة الزهراء.
اللهم صلِّ على سبْطي الرحمة, وشفيعي الأمة, وسيدي شباب أهل الجنة, وإمامي الإنس والجنة, ومن حبهما من العذاب جُنَّة, شريفي الحسبين, وكريمي الجدين, الإمامين بالنص أبي محمدٍ الحسن وأخيه أبي عبد الله الشهيد الحسين.
اللهم صلِّ على مصباح المتهجِّدين, ومنهاج المتعبدِّين, ووسيلة المتضرِّعين, وهادي المريدين, وضياء الثقلين, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين.
اللهم صلِّ على تاج المكارم والمفاخر, ودرة الشرف والمآثر, الحائز على علوم الأوائل والأواخر, والمسلَّم عليه من الرسول على يد جابر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.
اللهم صلِّ على كاشف أستار الحقائق, وقنَّاص الشوارد والدقائق, الوميض الشعشعاني البارق, حجة الله على جميع الخلائق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.
اللهم صلِّ على عنوان الشرف والمكارم, ومن أعجز إحصاء محامده الناثر والناظم, واعترفت بفضائله العرب والأعاجم, حجتك في جميع العوالم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.
اللهم صلِّ على الرضيِّ المرتضى, قطب دائرة التسليم بالقدر والقضا, وخير من حكم بعد جده علي المرتضى, سيف الحق المصلت المنتضى, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.
اللهم صلِّ على رافع راية الحق والرشاد, وشارح طرائق الهداية والسداد, ملجأ العباد يوم يقوم الأشهاد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.
اللهم صلِّ على ذي الصيت الطائر في المحافل والنوادي, والذكر السائر في الحضر والبوادي, والفضل الذي اعترف به الموالي والمعادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.
اللهم صلِّ على الكوكب الدري, والقمر الأنوري, الطالع شرفاً على الزهرة والمشتري, السيد السري, والليث الجري, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن بن عليٍ العسكري.
اللهم صلِّ على صاحب الطلعة المشرقة بأنوار الفتح والظفر, والغرة المعقود عليها تاج النصر الأزهر, والراية الخاضع لها جملة الجن والبشر, السيد المطهر, والأسد الغضنفر, الإمام بالنص مولانا أبي القاسم المهدي بن الحسن المنتظر.
عجَّل الله تعالى مخرجه, وسهَّل له فرجه, وأوسع في بسيط الأرض منهجه, وكشف به عنا هذه الغمَّة, وأنقذنا ببركة دعائه من التيه والظلمة, وأتم لنا بطلعته النعمة, إنه سميعٌ مجيب.
إن أبلغ ما وُعظ به المؤمنون, وأتم ما تأمله المتقون, كلام من يقول للشيء كن فيكون, أعوذ بالله السميع العليم, من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[11].
وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفورٌ رحيمٌ وتوَّابٌ حليم.
[1] سورةالزمر: من الآية15 - 16
[2] بحار الأنوار – ج25 – ص136 – العلامة المجلسي
[3] سورة النساء: من الآية1
[4] سورة محمد: 22
[5] سورة الحجرات: من الآية10
[6] سورة الحجرات: من الآية12
[7] سورة القلم: 10 - 13
[8] سورة الإخلاص
[9] سورة إبراهيم: من الآية7
[10] مستدرك الوسائل - ج12 –ص157 - الميرزا النوري
[11] سورة النحل: 90
معلومات إضافية
- التاريخ الهجري: 23 جمادى الأولى 1423هـ
