khutab aljumaa3

غلبة الهوى وفساد المفاهيم كالعدل والحرية

الجمعة 30‏ جمادى الأولى 1423هـ المصادف 9‏ آب 2002م

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله ذي الجبروت والآلاء, والعزة والكبرياء, والمجد والبهاء, القادر على ما يشاء, المحيط بكل ما يجري في الأرض والسماء, الخبير بما في نفوس عباده من الإيمان والولاء, وما يخطر في أذهانهم من الأفكار والآراء, وما توسوس به الشياطين لأوليائها من ساقط الأهواء, لا تحجب رؤيته السواتر ولا الظلماء, ولا يمنعه الضجيج عن سماع الاستغاثة والدعاء.

نحمده سبحانه على كرائم نعمه, ونشكره تعالى على هواطل كرمه, ونعوذ به جلَّ قدسه من بوائق غضبه ونقمه, ونستعينه عزَّ اسمه على غوائل المضغن وحِممه, ونلوذ بحماه تعالى من وساوس الشيطان ولممه, ونسأله وهو الرحمن أن يعفو عنا يوم يُؤخَذ بناصية المجرم وقدمه.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, يرفع درجات المخلصين, ويتقبَّل من المحسنين, ويُضاعف الحسنات للأوابين, ويدفع السوء عن المتوكِّلين, ]يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ[[1], وما يجري خلف الأبنية والستور, لا يعزب عن علمه سرٌ مكنون, وما أمره إذا أراد شيئاً إلا أنْ يقول له كن فيكون.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله, عبده الذي ظلَّله بالغَمام, وفضله على جميع الرسل الكرام, وأرسله بدين الإسلام, نذيراً وهادياً للخاص والعام, وجعل شريعته للشرائع مسك الختام, وأيَّده بالبطل المقدام, الذي فداه بنفسه في كل مقام, وكافح عنه جميع الطغام, عليٍ ابن عمه ومن هو بعده خير الأنام.

صلى الله عليهما وعلى ذريتهما الأئمة الكرام, مصابيح الظلام, ومحل التبجيل والاحترام, خلفاء الملك العلام, وأمناء الله على الحلال والحرام, القائمين بحياطة الإسلام, والساهرين على حماية تلك المرابع والأعلام, صلاةً دائمةً بدوام الليالي والأيام.

عباد الله, أوصيكم ونفسي قبلكم بتقوى الله سبحانه وتعالى والعمل على مرضاته, والسير على صراط هدايته, والتدرع بثياب الورع عن محارمه, وتجنب مخالفته, والصبر عن معصيته, وعدم الانسياق مع أوهام الشيطان ووسوسته, والاغترار بتخييلاته وفتنته, وأحذركم بادئاً بنفسي التي بين جنبي، فإنها أعز مخلوقٍ علي، من الوقوع في شباك هذه الدنيا, والصبوة لزهرتها, أو التطلع لبهجتها, فإنكم لم تُخلقوا للمقام فيها, واللبْث بها, وإنما خُلقتم لدارٍ غيرها, وابتُليتم بالمرور على دربها, للتزود لبقية طريق الرحلة من أسواقها, والتبصر فيما ستقدمون عليه عند مغادرتها, فلا تملئوا أعينكم من محاسنها, فتصبوا قلوبكم إلى وصالها, وتبتلى أنفسكم بالتعلق بها, وحاذروا أن تغريكم بما تشاهدون من مجدها, وأُبَّهة أهلها, فإنهم لو تأملتم حالهم يعيشون في همٍ دائم, ووصبٍ ملازم, لا يأمن منهم الأخ من أخيه, ولا يطمئن الابن إلى أبيه, حسنَّت في أنظارهم كل قبيح, وقبَّحت في أنفسهم كل مليح.

عباد الله, اتهموا أنفسكم على دينكم, فإن غلبة الهوى على النفس مهلكة, مع دقة الأمر, وصعوبة التمييز, فإن الهوى متى ما غلب على العقل حجب عنه نور المعرفة, وسدَّ عليه منافذ الحقيقة, فانقلبت لديه الأشياء عاليها سافلها, واشتبهت عليه مقادمها بظهورها, فصوَّب الخطأ, ولام على فعل الصواب, فالعقل البشري من دون الرجوع إلى الله وإلى ما أوحاه إلى أنبياءه وإلى طاعته جلَّ شأنه, كسابحٍ في المحيط الأعظم, لا يُرجى له النجاة, فمن اعتمد على عقله زيَّن له الهوى اقتحام عقبات الردى, ورمته أمواج الشهوة على سواحل العمى, وهو يظن نفسه من الناجين, ويحسب سبيله سبيل الموقنين.

خذوا لكم مثلاً مفهوم العدالة ومفهوم الظلم, هل هناك ما هو أوضح منهما لدى العقل البشري؟ هل يتوقف أحدٌ من القول بأنه لا يدري ما هو العدل وما هو الظلم؟ إن كل إنسانٍ يعتقد بأن مفهومي العدل والظلم مفهومين واضحين في العقل تمام الوضوح، معروفين كل المعرفة، فهما المفهومان الذَيْن يصطرع البشر عليهما ويتحاربون بسببهما، فمن من بني البشر لا يحب العدل ويدعيه؟ ومن منهم لا يكره نسبة الظلم إليه؟ فهل وجدتم أهل العقول اتفقوا على ما هو عدلٌ وما هو ظلم؟ هل وجدتم أهل العقول اتفقوا على مصاديق هذين المفهومين الواضحين المعروفين عند كل الناس؟ هل أجمعوا على التمييز بين أفرادهما؟ أم قامت بينهم الحروب وأُتلفت النفوس بسبب اختلافهم فيما هو عدلٌ وما هو ظلم؟ الملكية -أن يملك الإنسان شيئاً ما يختص به- هل هو من مصاديق العدل أم هو من مصاديق الظلم؟ الشيوعيون, الاشتراكيون يرون ذلك من أشد وأقبح أنواع الظلم، فالملكية يجب أن تكون مشاعة, فمتى ما اختص إنسانٌ بشيءٍ يملكه فهذا هو الظلم بعينه, إذاً لا بد من العمل على إزالة الملكية الفردية, حتى يتخلص البشر من الظلم, بينما يرى قومٌ آخرون أن الملكية الفردية من أي طريقٍ جاءت وبأي سببٍ حصلت هي من مصاديق العدل, وينبغي أن تُقدَّس وينبغي أن يدافَع عنها وينبغي أن يحارَب عنها وأن يُعمل على حمايتها، فهل يحجر على الإنسان أن يتمتع بنتائج كده وتعبه؟ حتى غلا كل فريقٍ منهم فيما ذهب إليه, فأين العقل البشري في التوصل إلى حقيقة الخطأ والصواب في هذه المسألة؟ أليس كثيرٌ من الناس يعتقد بأن حقيقة العدل هي المساواة بين الناس في كل شيء؟ مع أنه لو تأنى في عقله وتفكيره ورجع إلى ذات نفسه لوجد أن المساواة بين جميع الناس في جميع الأشياء تحقيقٌ لأبشع صور الظلم.

ما رأيك لو أعطيت رجلاً قنينة حليبٍ يغذى بها طيلة النهار، وأعطيت الطفل الذي وُلد أمس ربع كيلو مثلاً من اللحم يكون غذاءه، هل أنصفت الاثنين؟ لو أعطيت كل منهما قنينة الحليب، ألا تكون قد ظلمت الرجل البالغ؟ ولو أعطيت كل فردٍ منهما كيلواً من اللحم، ألا تكون قد ظلمت الطفل الرضيع؟ هذه هي المساواة، ليست بالضرورة عدلا، بل هي الهلاك المبرَم لبني البشر، ولذلك يقول أمير المؤمنين عليه السلام: لو تساوى الناس هلكوا[2].

أو ليس الجدل بين بني البشر في كثيرٍ من بلدان العالم ثائرٌ في الوقت الحاضر حول مفهوم الحرية, والكل يصرخ أنه يناضل في سبيل تحقيق الحرية للشعوب التي يعتبرها مضطهدة؟ ولكن هل اتفقوا على حقيقتها؟ أو ليس أم الدول في الوقت الحاضر وهي أمريكا تشنع على أعدائها مثل إيران باضطهاد الحرية ومصادرة الحقوق الطبيعية لشعبها؟ ولكنها لا ترى في اضطهاد اليهود للفلسطينيين حرباً للحرية, إما لأن الحرية التي تطالب بها أمريكا تعني التفسخ الخلقي, والانحلال الاجتماعي, فإذا طُبِّقت النظم الإسلامية فقد صودرت حرية الناس واعتُدي على حقوقهم الطبيعية, وإما لأن اغتصاب البلدان والأراضي واضطهاد الشعوب لا يعني أن ذلك مصادرة للحرية في نظر أمريكا ما دام ذلك يصب في بوتقتها وبوتقة حلفائها، أو لأنها ترى أن الفلسطينيين وغيرهم لا يستحقون الحرية لأنهم ليسوا من بني الإنسان، وكم من شعوبٍ استُعمرت من قِبَل بريطانيا وغيرها من الدول الاستعمارية باسم نشر الحرية وإزالة التسلط والاستبداد.

فاتقوا الله عباد الله, ولا تغرنكم هذه الدنيا فتتبعون الهوى, فإن اتباع الهوى مؤدٍ إلى منازل الردى, وتمسكوا بما أنزل الله على رسله, وما أوحاه لأنبيائه, فإنه سبحانه أعلم بما يُصلح خلقه, وأعرف بما يضرهم, وما شرع لكم هذه الأحكام إلا لدفع المفاسد عنكم, وجلب المصالح لكم, وليس له سبحانه من حاجةٍ في ما أمركم بفعله, أو نهاكم عن القيام به, وابتعدوا عن مزالق الفتن, فإن الفتنة إذا نزلت بقومٍ أعمت عن رؤية الحق أبصارهم, ومنعت من إدراك الحقيقة عقولهم, فتاهوا في أوديتها يخبطون في مهمه الشبهات, ويتمسكون بأوهى التعليلات, ويحتج المجادل منهم بما يعلم أنه لا يصلح له الاحتجاج به, ولا ينفعه الاعتماد عليه للنجاة عند ربه.

فاعملوا عباد الله على الخلاص من قيود الهوى وغلبة الشهوة, ودعوا التمسك بعقولكم والانسياق ورائها، والجأوا إلى الله سبحانه بالتمسك بهدي كتابه, والاحتكام لشرعه لعلكم تُرحمون.

أخذ الله بأيدينا إلى الهدى, وألهمنا العمل بالتقوى, وسلك بنا مسالك ذوي النهى, ووفَّقنا للتمسك بعروته الوثقى, إنه بنا رؤوفٌ رحيم.

إن خير ما ذُكِّر به الكرام, ووُعظ به الأنام, كلام الله الملك العلام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ & حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ & كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ & ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ & كَلاَّ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ & لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ & ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ & ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ[[3].

وأستغفر الله لي ولكم إنه غفورٌ رحيمٌ وتوابٌ حليم.

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي اخترعنا بقوته الذاتية بعد العدم, وكرَّمنا على كثيرٍ ممن خلق من الأمم, وشرَّفنا باتباع أفضل نبيٍ أُرسل من بني آدم, ووفَّقنا لمشايعة أهل بيته الناسجين على منواله على الوجه الأتم, واللجوء إلى حمى ولايتهم كلما أغلس ليل الفتن وأظلم.

نحمده سبحانه على ما صبَّه علينا من شآبيب الجود والإحسان, ونشكره تعالى على ما حبانا من جليل النِعَم وعميم الامتنان, ونتوسل إليه جلَّ قدسه أن يُنجينا من مكر أبناء الزمان, ونلوذ به من الوقوع في حبائل الشيطان, والسلوك في الطرق المؤدية إلى النيران.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه وملكوته, ولا معارض له في جبروته وكبريائه, ولا ندَّ له في عظمته وعليائه, ذلَّت لسطوته الجبابرة, ودانت لخوفه الأكاسرة والأباطرة, وبيده أمر الدنيا والآخرة.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله, عبده الذي ألبسه الله حلة الاجتباء فصار أقرب المقربين, ورداه برداء الاصطفاء وآدم بين الماء والطين, وخاطبه بلولاك لما خلقت الأفلاك[4] دون سائر المرسلين, عبده ورسوله, وحبيبه ودليله, أنزل عليه الذكر الحكيم, وخصه بالسبع المثاني والقرآن الكريم, وخاطبه قائلاً: ]وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ[[5].

صلى الله عليه وعلى ابن عمه أمير المؤمنين, وأفضل الوصيين, القائم بعده بأمور الدنيا والدين, وعلى ذريتهما الميامين, وآلهما الأطيبين, وخلفائهما المعصومين, صلاةً تغدو وتروح على أرواحهم أجمعين إلى يوم الدين.

عباد الله, اتقوا الله وراقبوه, وبادروا إلى العمل الصالح واطلبوه, واحذروا من معصيته فلا تخالفوه, وتجنبوا بطشه فلا تماكروه, وابتعدوا عن حريم محظوراته ولا تقربوه, فإنه تعالى عالمٌ بكل ما تفعلون, مطلعٌ على ما تخفون أو تبدون, وما في الأفئدة والقلوب تسرون, لا يعجل عليكم بالعقوبة رحمةً بكم لعلكم لأنفسكم تراجعون, وعن غيِّكم ترجعون, وإلى طاعته تفيئون, وعن اتباع عدوه تقلعون, فسارعوا بالتوبة إليه, واستغفروه عما فرطتم في جنبه, وارجعوا إليه, واعلموا أنه لا مفر من الله إلا إليه, فإلى أين عن مملكته تذهبون؟ وأنى لكم من قبضته تفرون؟ خلقكم غنياً عن طاعتكم, آمناً من معصيتكم, وأسبغ عليكم نعمه الظاهرة والباطنة, وسخر لكم كثيراً مما خلق ما كنتم له بصانعين, وما أنتم عليه لولا إقداره بمسيطرين, فإذا بكم في نعمه تتمرغون, ولأوامره تعصون, ولفضله تجحدون, ولعدوه تتبعون, ولأحكامه تخالفون, ولغير شريعته تدعون، ولأوليائه تزدرون, أفلا تخافون أن ينتقم منكم على ما تعملون؟

فاتقوا الله عباد الله, وأقلعوا عما أنتم عليه, ولا تبرروا أخطاءكم فإنه سبحانه عليمٌ بذات صدوركم, خبيرٌ بما توسوس به نفوسكم, وإنما هذه التبريرات والتأويلات لإسكات بعضكم عن بعض, وهي من تسويلات الشيطان لكم, وضحكه على ذقونكم.

ألا وإن الدنيا قد أدبرت, والآخرة قد أقبلت, فحكِّموا ألبابكم, واستعملوا عقولكم, واختاروا ما ينفعكم, ودعوا ما يضركم, وإن حلي في أنفسكم, واعتبروا بأحوال أهل الدنيا وكيف أوصلهم عشقها إلى سوء المصير, أين من تنازعوا على التحكم في عباد الله؟ أين من تخاصموا على الاستحواذ على بلاد الله؟ أين من تقاتلوا من أجل الصعود على رقاب الناس, وقد أغراهم الخناس الوسواس؟ ألم يذهبوا جميعاً تاركين لما تعادوا فيه وتقاتلوا عليه, ليستوفوا في الآخرة جزاء ما ارتكبوا, ويعاقبوا على ما اقترفوا؟

فسارعوا عباد الله إلى مغفرةٍ من ربكم ورحمة, وانفضوا أيديكم من هذه الجيفة المنتنة, وتوبوا إلى بارئكم قبل أن يُغلَق من دونكم الباب, ويُضرَب بينكم وبين التوبة بحجاب, فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.

ألا وإنكم في يومٍ عظيم, وعيدٍ كريم, قد خص الله به أمة محمدٍ صلى الله عليه وآله من دون سائر الأمم, وشرَّفها به وكرَّم, فقوموا له بحقه من التعظيم والتبجيل, وحاقظوا على ما ندبكم إليه فيه الملك الجليل, من الاغتسال عن الذنوب والقاذورات, والسعي إلى مواضع الجمعات, والإكثار من الخيرات والمبرات, وتبادل صلة الرحم والزيارت, والتوجه إلى الله بالدعوات, التي لا تُرفع ولا تُسمع إلا مع الصلوات على محمدٍ وآله الهداة.

اللهم صلِّ على البدر الطالع من فلك الأماجد والأشراف, والقمر اللائح من دار عبد مناف, والنور الساطع في ظلمات الحيرة والاختلاف, النبي العربي المؤيَّد, والرسول الأمي المسدَّد, أبي القاسم المصطفى محمد.

اللهم صلِّ على خليفته في أمته, ووصيه على ملته, وأمينه على شريعته, والد سبطيه وزوج ابنته, مُفرِّق الجيوش والكتائب, والصابر على جميع الفواجع والمصائب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

اللهم صلِّ على الدرة الفاخرة, والجوهرة النادرة, سيدة نساء الدنيا والآخرة, المعصومة الكبرى, أم الحسنين فاطمة الزهراء.

اللهم صلِّ على السبطين الإمامين, والليثين الضرغامين, تفاحتي الرسول, وثمرتي فؤادي المرتضى والبتول, ذي الفضائل والجود والمنن, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن, وأسير الكربات, ورهين الغربات, المجدَّل على الرمال, والمخرَّق بالنبال, العاري عن كل وصمةٍ ورَيْن, الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.

اللهم صلِّ على الراكع الساجد, زينة المحاريب والمساجد, الجوهر الثمين, ثمال اليتامى والمساكين, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين زين العابدين.

اللهم صلِّ على البدر الزاهر, والبحر الزاخر بنفائس المفاخر, والكنز الذاخر للفضائل والمآثر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.

اللهم صلِّ على غوَّاص بحور الدلائل والحقائق, وكشاف عويصات المسائل والدقائق, نور الله في المغارب والمشارق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.

اللهم صلِّ على مُجدِّد المعاهد النبوية والمعالم, وبيت قصيد المفاخر والمكارم, وعنوان جريد الأكابر والأعاظم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.

اللهم صلِّ على السيف المصلت المنتضى, ومُفصِّل الأحكام والقضا, الراضي بالقدر والقضاء, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضى.

اللهم صلِّ على نورك المنبسط على العباد, ومرتضاك للهداية والإرشاد, حامل راية الحق والسداد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.

اللهم صلِّ على من تغنى بفضائله الرائح والغادي, وغمرت أياديه سكان الحضر والبوادي, وانتشرت مكارمه في المحافل والنوادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.

اللهم صلِّ على البدر المضي, والسيد الزكي, والعالم العبقري, الليث الجريء, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن بن عليٍ العسكري.

اللهم صلِّ على ذي الغرة الرشيدة, والأخلاق المحمدية الحميدة, والصولات الحيدرية الشديدة, محيي مراسم الدين والإيمان, ومُوضِّح معالم الوحي والقرآن, الإمام بالنص الواضح البيان, مولانا المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان.

عجَّل الله له الفرج, وسهَّل له المخرج, وفتح له وبه الرتج, وأوسع له المنهج, وجعلنا من الناعمين أيام دولته, المشمولين ببركة دعوته, إنه سميعٌ مجيب.

إن أبلغ الكلام وأمتن النظام, كلام الملك العلام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[6].

وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفورٌ رحيم.

 

 

[1]  سورة غافر: 19

[2]  "لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا فإذا استووا هلكوا" بحار الأنوار – ج74 ص383 -  العلامة المجلسي

[3]  سورة التكاثر

[4]  في الحديث القدسي: "لولاك لما خلقت الأفلاك"شرح أصول الكافي – ج9 ص61 – مولي محمد صالح المازندراني

[5]  سورة القلم: 4

[6]  سورة النحل: 90

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 30‏ جمادى الأولى 1423هـ
قراءة 790 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.