التقوى معيار التفاضل في الإسلام
الجمعة 7 جمادى الثانية 1423هـ المصادف 16 آب 2002م
الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي ندب المؤمنين للاعتصام بكلمته, وأمرهم بالالتفاف حول رايته, وألَّف بين قلوبهم بالتمسك بولايته, فقال سبحانه في بليغ ما أمر الرسول أن يتلوه لأمته: ]وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[[1], وهو سبحانه يأخذ بأيدي المهتدين إلى مسالك رحمته, ويُنوِّر قلوب الموقنين بأشعة معرفته, ويوفِّق الملتزمين بمناهج طاعته إلى بلوغ مجالس رضاه وكرامته.
نحمده سبحانه على متواتر مواهبه ونعمائه, ونشكره تعالى على مترادف منِّه وعطائه, ونعوذ به جلَّ اسمه من الشيطان وأوليائه, ونحتمي بجواره المنيع من كيد الحاسد شحنائه, ونلوذ بعزته من سوء ما أبرم من قضائه, ونستدفع بمعونته بوائق الدهر وبلائه, ونسأله العفو والرحمة يوم نُبعث للقائه.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الديَّان, الغفَّار المنَّان الحنَّان, شهادةً يطابق فيها اللفظ الوجدان, ويُردِّدها القلب واللسان, ويُصدِّقها العمل بالأركان, نتحصن بها من الانسياق في زُمَر أتباع الشيطان, ونلوذ بظلها يوم نُدرج في الأكفان, ونستضيء بنورها يوم نُقبل على الرحمن.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله, خاتم الرسل والأنبياء, الداعي إليه بالحكمة في العلن والخفاء, الناشر لمبادئ التوحيد بين سكان السهلة والصمَّاء, المنادي بين خلقه بشرعة المحبة والإخاء, الجامع لكلمة الملتزمين بالشريعة الغراء.
ونصلي عليه وآله المعصومين النجباء, الداعين لتوحيد الكلمة بين أتباع المحمدية البيضاء, المرغمين لمعاطس الملحدين ببيان البراهين النوراء, المتحملين في سبيل إحاطة الدين لكل نائبةٍ كأداء, صلاةً دائمةً توازي ما أصابهم في سبيل ربهم من الجَهد والبلاء.
عباد الله, أوصيكم ونفسي قبلكم بتقوى الله سبحانه كما وصَّاكم في كتابه المجيد, وفرقانه الحميد, حيث قال سبحانه وتعالى: ]يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[[2], فالتقوى هي الدرع الواقي من الضلال, والحصن المانع من الانزلاق في مهاوي الردى والضياع, وليست التقوى كلمةٌ تُقال باللسان, أو مظهراً يتقمصه الإنسان, ولكنها اعتقادٌ جازمٌ في جوانح المؤمن بثواب الله وعقابه ومراقبته, إنها الاعتقاد الذي يمنع اليد أنْ تمتد إلى ما حرم الله سبحانه, أو تنقبض عما أوجب الله عليها أن تمتد إليه, إنها اعتقادٌ يقيِّد اللسان عن القول الذي لا يُرضي الله سبحانه وتعالى من الهذر والفضول, من الغيبة والنميمة, من البهتان والكذب, من سباب المؤمن وإهانته, من التفرقة بين صفوف المؤمنين وإشعال نار العداوة بينهم, من بثِّ الإشاعة الموغرة للصدور, يقول سبحانه وتعالى بعد هذه الآية مباشرة: ]وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا[[3], فالدعوة إلى وحدة المؤمنين وتراصِّهم هي من التقوى التي أمر الله بها, والعمل على توغير صدور بعضهم ضد بعض, وإبعاد بعضهم عن بعض, مما يؤدي إلى التفرقة بينهم, وإضرام الفتن في جماعاتهم, هو عملٌ مناقضٌ للتقوى, بل هو عمل من ليس همه إلا إضعاف المؤمنين, وتوهين أمرهم, وتفريق كلمتهم, ولذلك نهى الله سبحانه عن كل ما يؤدي إلى الفرقة والبغضاء والتشاجر.
إن التقوى هي معيار التفوُّق في المنطق الإسلامي, فالناس كلهم عربيهم وأعجميهم, أبيضهم وأحمرهم وأسودهم, كلهم من أمٍ واحدةٍ وأبٍ واحد, ولذلك لا فرق بينهم من ناحية الأصل, وليس بين الله وبين أحدٍ من بني البشر قرابة, إنهم متساوون في الإنسانية, وفي الحقوق التي تعود للإنسانية, لا فضل لأحدٍ على أحد.
الفضل بين بني الإنسان في هذا المنطق هو بالتقوى والعمل الصالح النابع من التقوى, فالتقوى هي معيار التفاضل, وليس الانتماء العرقي أو الوطني كما يرى العنصريون, الذين ينظرون إلى بني جلدتهم أو بني أوطانهم أنهم أرفع من بقية البشر, ولذلك لا يوافقون أن يحاكَموا كغيرهم على ما يقترفون في حق الإنسانية.
ينادون بحقوق الإنسان وبالعدل وبالمساواة, ولكنهم لا ينظرون إلى بقية الشعوب إلا نظرةً تنطوي على الاستعلاء والترفع, خذ إليك مثلاً الولايات المتحدة الأميركية, إنها تشترط في كل معاهداتها على الدول الأخرى باعتبارها هي الأقوى ألا يحاكم مواطنوها ورعاياها في البلدان الأخرى، وهذا عين ما كانت تفعله بريطانيا يوم كانت مستعمرة, لا يحاكَم رعاياها في محاكم البلدان التي تحتلها، لا نزال نذكر محكمة بيت الدولة في البحرين، وكيف كان الرعايا البريطانيون يحاكَمون فيها لا في محاكم البحرين، وهكذا تفعل الولايات المتحدة، فلا توافق أن يحاكم رعاياها في البلدان الأخرى إذا ما خالفوا قوانينها وأنظمتها, واعتدوا على مواطنيها, لأنهم في نظرها أرفع من أن يُحاكَموا أمام هذه المحاكم, بينما يصرون أن تدفع لهم الدول مواطنيها ورعاياه إذا ما اعتدوا على بعض مصالح الولايات المتحدة ولو في خارج حدودها, بل ربما في بلدانهم, فهل هناك نظرةٌ نازيةٌ عنصريةٌ مستعليةٌ أشد من هذه النظرة؟ من يعادي أمريكا فهو عدوٌ للبشرية, عدوٌ للإنسانية, يجب إبادته, لأنه إرهابي, لا يستحق الحياة, أما من ترضى عليه أمريكا, أما من يرضى عليه المتحكمون في البيت الأبيض, فهو لا يعمل إلا من أجل خير البشرية, عندما يحتل أرضاً لشعبٍ آخر, فهو إنما يحتلها ليرفع مستوى أهلها, ويأخذ بأيديهم إلى الرقي, وهو عندما يُبيد شعباً فهو لا يفعل ذلك إلا من أجل الدفاع عن نفسه من الإرهابيين، وكل من لا يرضى باحتلال أرضه من قِبَل حلفاء أمريكا فهو إرهابيٌ يجب إبادته, ويجوز قتله بشتى الوسائل.
المنطق الإسلامي يرى أن الله سبحانه وتعالى جعل البشرية تتفرق في شعوبٍ وقبائل مختلفة الألوان واللغات, من أجل التوفر على إعمار هذه الأرض وتبادل منافعها وخيراتها, وأن عليهم أن يتعارفوا لا أن يتناكروا, ويتآلفوا لا أن يتباغضوا, ]وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا[[4], على جميع شعوب الأرض وقبائلها أن تُقيم بينها جسور المحبة والتواصل, أن تُعبِّّد بينها طرق التعاون وتبادل المنافع, لا أن توقد بينها نيران الحروب, لا أن تُشعل فتن الأطماع بين بني البشر, والمفترض أن تكون كل الشعوب مؤمنةً بالله سبحانه, مصدقةً برسوله, عاملةً بشريعته, فيكون التفاضل بينها بالتقوى, ]إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ[[5].
إذاً, التواصل بين الشعوب, والتعاون بين بلدان المسلمين, هو القانون المطلوب تطبيقه من قبل المسلمين, إن عليهم أن يكونوا كما أمر الله سبحانه وتعالى, متعاونين, يشد بعضهم أزر بعض, ويدفع بعضهم عن بعض, وأن لا يُفرِّقوا صفوفهم فيستحوذ عليهم أعداؤهم ويذلوهم ويستعمروا بلادهم.
يود الأعداء أن يشك المسلمون في بعضهم البعض ويخافوا من تدخل بعضهم في شئون بعض حتى يتفرقوا ويتشرذموا ولا تبقى لهم قوةٌ يعتمدون عليها ويلجئون إليها, وعندئذٍ يلجأ كل فريقٍ منهم إلى الأعداء, يطلب نصرته وحمايته من إخوانه وجيرانه خوفاً من تدخله في شؤونه, ولقد حذَّر الله المسلمين من ذلك حين قال سبحانه وتعالى: ]وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا[[6], ]وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ[[7].
جمع الله صفوف المسلمين على الهدى, ووحَّد كلمتهم على التقوى, ونصرهم على جميع الأعداء, إنه بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم.
إن خير ما خُتم به الكلام, واهتدى به الكرام, كلام الله الملك العلام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ & اللَّهُ الصَّمَدُ & لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ & وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ[[8].
وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم والتواب الحليم.
الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي تفرَّد بقدرته على إبداع الأشباه والنظائر, واحتجب بشعاع نوره عن النواظر, وتنزَّه عن المشابه والمناظر, ليس بذي كيفيةٍ فيُحَس بالأبصار, ولا بذي كمٍ فيُفتَرض في ذاته السطح والمقدار, ولا بذي أينٍ فتحويه الظروف والأقطار, الذي أذعنت ممكناته لإرادته، وشهدت أرضه وسماواته بحكمته, ودانت مخلوقاته بسطوته, ونطقت آياته بقدرته.
نحمده سبحانه على ما أفاض علينا من رواشح ألطافه وهدايته, وأسبغ علينا من سوانح عنايته ورحمته, وثبَّت أقدامنا في ساعة العسرة على الالتزام بشريعته وطاعته, وأنجانا من الاغترار بشبهات الشيطان وحيلته, وكفانا شر كل باغٍ بدفاعه وحمايته, ومكَّننا من القيام بما ندبنا إليه من وظائف عبادته.
ونشهد ألا إله إلى الله وحده لا شريك له, ذو العزة والكبرياء, والجمال والبهاء, داحي الغبراء, ورافع السماء, ومُنزِّل الكتب وباعث الأنبياء, الناهي عن اتباع الآراء والأهواء, الآمر بالاقتداء بالرسل والأوصياء.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله, أشرف من تُوِّجت به هام النبوة والرسالة, وأكرم من جُليَت عليه أبكار الفتوَّة والجلالة, وأجدر من قام على عرش الزعامة والإيالة.
صلى الله عليه وعلى خليفته وابن عمه, كاشف كربه ومُجلِّي همه, وعلى من انتمى إليهما من الأئمة, صلاةً نستدفع بها كل شديدةٍ مدلهمة.
عباد الله, أوصي نفسي وإياكم بتقوى من لا تخفى عليه خافية, ولا يغادر قاصيةً ولا دانية, يعلم ما توسوس به الصدور, ويطَّلع على النيات المبيَّتة للورود والصدور, وأحذركم بادئاً بنفسي اللجوج من التيه في أودية الخناس, والوقوع في شباك الحيرة والالتباس, فبتقواه سبحانه يُنال الخلاص, يوم يُؤخَذ بالأقدام والنواص, ويُرجى العفو والخلاص, في يومٍ لا مفر منه ولا خلاص, وبطاعته تعالى والتزام أحكامه تُدرَك السعادات الدنيوية والأخروية, ويتوصَل إلى الخيرات الأبدية, والكرامة السرمدية.
فوجهوا وجوهكم رحمكم الله تلقاء مرضاته, واحرصوا على اكتساب طاعاته, وسارعوا إلى القيام بفروضه وقرباته, وإياكم والإصرار على الذنوب والآثام, والتمادي في المعاصي والإجرام, ومبارزة الملك العلام بالخطايا الجسام, فإن الذنوب إذا تفاقمت أفواجها, وتلاطمت على القلوب أمواجها, اسودت صفحاتها, وأظلمت جاماتها, فانتكست بعد استقامتها, وأخذت الشقاوة بأزمتها, ومنعتها من الالتفات إلى بارئها, والرجوع إلى ربها, حتى ربما يؤدي بها ذلك إلى اضطراب ما فيها من أصول الإيمان, والدخول في زمرة أهل الرَيْب والخذلان.
فبادروا رحمكم الله إلى الفرار من حبائل الشيطان, وأقلعوا عن التمسك بهذا الهذيان, وإن أصبحتم بسبب ذلك غرباء في الأوطان, سخريةً لأبناء هذا الزمان, فإن الدين بدأ غريباً ولابد أن يعود غريبا.
واعلموا أن من أهم ما يجلو عمى القلوب, ويحتُّ منه آثار المعاصي والذنوب, خاصةً في مثل هذا المقام الكريم, والعيد الحريِّ بالتعظيم, هو الصلاة والسلام على محمدٍ وآله السادة الكرام.
اللهم صلِّ على الشمس المضيئة في الصورة البشرية, والطلعة القمرية في الذات العنصرية, الفائز من قربك بقاب قوسين, والدائس بساط قدسك بالنعلين, رسولك المسدَّد, ونبيك المؤيَّد, أبي القاسم المصطفى محمد.
اللهم صلِّ على البدر الطالع من دوحته العَليَّة, والنور البارق من دائرته العُلْوية, أخيه بالمواخاة في ظاهر الأنظار, ونفسيه القدسية عند انكشاف تلك الأسرار, سيفك الضارب, وسهمك الصائب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
اللهم صلِّ على الدرة النقية, والجوهرة العُلْوية, والبضعة المحمدية ذات الأشجان المتفاقمة, والمصائب المتعاظمة, البتول العذراء فاطمة.
اللهم صلِّ على النور المتفرع من مشكاتي النبوة والإمامة, فهو ميزان حقيقة العدالة والاستقامة, وإنسان عين الكمالات ابتداءً واستدامة, ذي الفضائل والفواضل والمنن, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن.
اللهم صلِّ على من باع نفسه الزكية ابتغاء مرضاتك, وبذل مهجته القدسية في جهاد أعدائك, وعرَّض حرمه وأطفاله لسهام المنية ليفوز بالسعادة عند لقائك, معفَّر الخدين, ومقطوع الوتين, الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.
اللهم صلِّ على السيد الوجيه, الشارب من فواجع المصائب بكأس جده وأبيه, قمر ليل المتهجدين, وشمس نهار العابدين, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين زين العابدين.
اللهم صلِّ على السيد المتوشِّح برداء المفاخر, المستوى على عرش المكارم والمآثر, السحاب الهامر بنفائس الجواهر, والبحر الزاخر باللؤلؤ الفاخر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.
اللهم صلِّ على غوَّاص بحار الحقائق, وغرَّاس حدائق الدقائق, ومُترِع كئوس المتعلمين بالرحيق الفائق, النور البارق في ديجور الجهل الغاسق, الإمام بالنص أبي إسماعيل جعفر بن محمدٍ الصادق.
اللهم صلِّ على قطب دائرة المآثر والمكارم, وعنوان مجلة العواطف والمراحم, وبيت قصيد الأكابر والأعاظم, الإمام بالنص أبي الحسن الأول موسى بن جعفرٍ الكاظم.
اللهم صلِّ على من انكشفت ببركته غيوم التقية, واندفعت به عن شيعته البلية, وسارت بفضائله الركبان بين البرية, فانتشر سنا برهانه وأضاء, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.
اللهم صلِّ على ربان سفينة السداد, وقائد كتائب الهداية والرشاد, ومُوضِّح مناهج الحق للعباد, ملجأ الشيعة يوم التناد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.
اللهم صلِّ على أذعن بفضله الموافق والمعادي, وانتشرت محامده في كل محفلٍ ونادي, وتغنَّت بمكارمه الشعراء في مرتفعٍ ووادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.
اللهم صلِّ على مُفسِّر الكتاب, ومُزيل الشك والارتياب عن قلوب الشيعة الأنجاب, القمر المضي, والكوكب الدري, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن بن عليٍ العسكري.
اللهم صلِّ على الكنز المختوم إلى الأجل المحتوم, والحق المستور بسحائب الظلم والجور, حتى تعاظم في الدين الفتور, وانتشر في الأمة الفسق والفجور, باهر البرهان, وشريك القرآن, الإمام بالنص مولانا المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان.
عجَّل الله تعالى فرجه, وسهَّل مخرجه ونشر على بساط الأرض منهجه, ووفَّقنا إلى استجلاء أشعة طلعته الشريفة, ومتعنا بالنظر إلى غرته المنيفة, إنه على ما يشاء قدير.
إن أبلغ الكلام, وأمتن النظام, كلام الملك العلام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[9].
وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه هو الغفور الرحيم.
[1] سورة آل عمران: 103
[2] سورة آل عمران: 102
[3] سورة آل عمران: من الآية103
[4] سورة الحجرات: من الآية13
[5] سورة الحجرات: من الآية13
[6] سورة آل عمران: من الآية103
[7] سورة الأنفال: من الآية46
[8] سورة الإخلاص
[9] سورة النحل: 90
معلومات إضافية
- التاريخ الهجري: 7 جمادى الثانية 1423هـ