khutab aljumaa3

الدعوة إلى غير الإسلام

الجمعة 17 صفر 1419هـ المصادف 12 حزيران 1998م

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله مبدع الكائنات، داحي الأرضين فاطر السماوات، الذي خسأت العقول عن معرفة ألوهيته، وعجزت الفحول عن سبر أغوار أحَدِّيته، تاهت الأفهام في بيداء حجج جبروته، وغرقت الأوهام في عميق بحار ملكوته، جلَّ حريم مجده من أن يكون مسرحاً لأوهام المشبهين، وتَرَفع بساط قدسه أن تطأه آراء المبطلين، دلَّ بحدوث الخلق على أزليته وسرمديته، وأبان بعجز من دونه عن فعل ما يشاء على شمول قدرته وإحاطة عظمته.

نحمده سبحانه على أن شرح قلوبنا للإيمان بربوبيته، وفطر عقولنا للإذعان بوحدانيته، وجعلنا ممن استجاب لدعوته، ونشكره تعالى على أن هدانا لتصديق رسله، وفتح لنا من أبواب الطاعات ما يوصلنا إلى الاستفادة من لطفه وامتنانه، ويؤهلنا لنيل فضله وإحسانه، ونعوذ به من شر الشيطان وكيد أعوانه، ونسأله الرحمة يوم لا ينتفع الإنسان بماله وخلانه.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً نستجلب بها أسباب القرب والرضا، ونستدفع بها نوازل العذاب والبلاء، ونستجن بها من كيد الحاقدين والعِدى، ونعتمدها للخلاص يوم حَشرِنا من لظى، والدخول في الجنان مع الأتقياء.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله خير من تشرفت به النبوة والإيالة، وأفضل من اختير من قبل الله للرسالة، بعثه والناس في صحارى الجهل تائهون، للحق نابذون, وللخالق منكرون، وعلى عبادة الأوثان والأصنام عاكفون، ولنيران الحروب مشعلون، وفي الفتن خائضون، وللشبهات مرتكبون، فأزاح ببعثته العمى عن عيون البشرية, وأضاء به ديجور الجهل المخيم على عقول البرية.

فصلِّ اللهم عليه صلاةً تبلغ معاقد العز من عرشك، وتدوم بدوام ملكك، وتفتح لنا أبواب رضاك والأنس بقربك.

وصلِّ اللهم على ابن عمه عليٍ الذي كشفت به كربته، وفرجت به غمته، وشددت به أزره، وصلِّ على الأئمة الهادين المهديين من ذريتهما، خلفائه في أمته، الناشرين لدعوته، الملتزمين بسنته، المبينين أحكامه، الرافعين أعلامه، ]أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[[1].

أوصيكم عباد الله بادئاً بنفسي الأمارة قبلكم بتقوى الله سبحانه، والعمل على ما يوصلكم لدخول جنانه، والنزول في دار قربه ورضوانه، وأحذركم ونفسي أولاً من ارتكاب ما يؤدي بكم لغضبه وسطوته، ويزج بكم في سجن هوانه ونقمته، فتمسكوا بحبل ولايته، والتزموا صراط دعوته، ولا تتبعوا طرق أتباع الشيطان فتفرق بكم عن سبيله، وتحيد بكم عن منهجه، وتوردكم موارد أعدائه، يقول سبحانه وتعالى في محكم كتابه: ]وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ[[2], واعلموا أنه سبحانه قد أقام حججه على جميع خلقه، فبعث لهم النبيين والمرسلين، رسولاً بعد رسول، ونبياً بعد نبي, وأنزل معهم الكتب والصحف، وشرع لهم من الأحكام والشرائع ما يضمن لهم العزة والكرامة في هذه الحياة، والسعادة والخلود في الرحمة والحَبورِ بعد الوفاة، ولم يترك الناس سدىً يتخبطون في الظلام، ويجربون نظاماً بعد نظام، ويشتغلون عما هم مخلوقين له بتشريع الأحكام، فكونوا عباد الله دعاةً إلى مناهج الهدى، وقادةً إلى معارج النهى، ولا تلقوا مقاليدكم إلى الملحدين, أو إلى من استهوته الشياطين, وأغرته هذه الدنيا فأخذ يَخبِطُ فيها خَبطَ عشواء فيضلونكم عن سبيل الله سبحانه، ويجعلونكم دعاةً إلى ما سنه الشيطان لأوليائه من أنظمةٍ وقوانين، ووقوداً لنيران صراعهم من أجل الوصول إلى مناصب الدنيا ومراتبها.

واعلموا أنه لا يعذر المسلم في دعوته إلى غير الإسلام، بأي حجةٍ تذرع، فإن كان عاجزاً عن الدعوة إلى تطبيق الإسلام فليصمت ولا يدعو إلى مناهج الكفر, يقول صلى الله عليه وآله: ليقل أحدكم خيراً أو ليصمت[3], ولا يدعو إلى مناهج الكفر بحجة الدفاع عن حقوق الفقراء والضعفاء، أو تحقيق الحرية والرخاء, فليس في أنظمة الكفر عدالة، وليس في غير منهج القرآن حقا, ولقد قال سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ]وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[[4], فالخير لن يأتي من أنظمة الكفر والفسوق كالديمقراطية أو الاشتراكية أو الشيوعية، ولن يحقق الخير والعدل والرفاه مجلسٌ يدَّعي أعضاؤه أن لهم حق تشريع الأحكام وتعديلها، فيضعون من الأنظمة والقوانين ما يحلو لهم وإن خالف كتاب الله وجانب سنة رسول الله وباين ما تربى عليه المسلمون من الخُلق السامي، إن مثل هذه المجالس إنما تقام من أجل إضفاء ستار الشرعية الشعبية على ما يريد أهل الحُكم في ذلك البلد أن يفعلوه, الخير والبركة والرحمة أيها الأخوة المؤمنون تأتي من طاعة الله والتزام أوامره والابتعاد عن نواهيه، الخير والنصر والعزة تأتي في الوقوف مع الله سبحانه في معاداة أعدائه، وموالاة أوليائه، أما اختلاق المبررات للتعاون مع أعدى أعداء الله فلا ينتج إلا الذِلة والخيبة والخسران في الدنيا والآخرة.

فالعدالة يا عباد الله لن تتحقق بين البشر إلا بتحكيم شريعة الله، والحرية الحقيقية لن توفر للناس إلا بالالتزام بأحكام الله، بل لا يمكن أن يحصل لسكان الثرى أي نوعٍ من الخير إلا عن طريق التمسك بحبل ولاية الله، ومحاربة أعداء الله خاصةً الملحدين الذين هم أظهر مصاديق أعداء الله لإنكارهم وجوده فضلاً عن وجوب وجوده سبحانه وتعالى.

فاتقوا الله عباد الله واعملوا على إصلاح شأنكم بتقوى الله سبحانه, فليس كالتقوى درعاً حريزةً من مكائد إبليس، وباباً موصلاً إلى كل خير نفيس، فلا راحة للإنسان في دنياه وآخرته إلا بالتقوى والعمل بموجب قوانينها ونظمها والالتزام بمؤداها.

جعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، ونجانا وإياكم من اتباع الأهواء، وارتكاب الشهوات، فإنهن الموقعات في الموبقات, إنه بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم.

إن خير ما وعظ به خطيب، وأبلغ ما اتعظ به لبيب, كلام الله الحسيب الرقيب، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]الْقَارِعَةُ & مَا الْقَارِعَةُ & وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ & يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ & وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ & فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ & فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ & وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ & فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ & وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ & نَارٌ حَامِيَةٌ[[5].

وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم والتواب الحليم.

 

 

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله ذي المجد والكبرياء، والعزة والبهاء، والعظمة والآلاء، الذي خلق من الدخان أفلاك السماء، ودحا من الزبد أقاليم الغبراء، وأنزل من السماء ماءً فأخرج به ما يحفظ به الحياة للأحياء، ويُمَكِنُ به العاملين من أداء الشكر على جزيل النعماء.

نحمده سبحانه على أن فطر نفوسنا على معرفته، ولولا فضله لتكأدت عقولنا كثيراً من العناء، ونشكره تعالى على أن فتح لأذهاننا طرائق النظر في بدائع صنعته، وأصناف مخلوقاته، لتدرك شيئاً من الحكمة فلا تجحد أسمائه الحسنى, ونسأله التوفيق للطاعة والاستجابة لدعوته, حتى نصل إلى مدارج كرامته العليا.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, تفرد بالقدم في الوجود فهو الأول في الابتداء، الباقي بعد فناء الأشياء، الذي قهر عباده بالموت والفناء، ليدلهم على تفرده بالعزة والبقاء.

وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده الذي ختم به الأنبياء، ورسوله الذي رفعه على جميع الخلق في مقام الاصطفاء، وقربه إليه منزلةً يغبطه عليها كافة الأولياء، بعثه بالنور الساطع، والضياء اللامع، فكشف بنهجه عن البصائر الضلالة والعمى، وأنار به طريق النجاة من مزالق الردى.

فصلِّ اللهم عليه وآله مصابيح الدجى، وكهف الورى، والعروة الوثقى، بأفضل صلواتك، وبارك عليهم بأطيب بركاتك، وحيِّهم بأزكى تحياتك، وعلى من شايعهم بإيمان وتابعهم بإحسان إنك حميدٌ مجيد.

أوصيكم عباد الله ونفسي الجانية قبلكم بلباس شعار الخوف والتقوى، واستشعار عظمة بارئكم تعالى في السر والنجوى، والتطلع إلى ما أعده سبحانه لكم في تلك الدار الآخرة، من الكرامات الفاخرة، وغَضِ الطرف عن زهرات هذه الدار، التي هي في الحقيقة أقذارٌ وأكدار، وأخطارٌ وأي أخطار، ولا سيما في مثل هذه  الأيام التي هي بضروب النوائب متلاطمة، وبأصناف المصائب متفاقمة، فترى فيها من كان ذا جاهٍ أو مالٍ أو متصدٍ لعملٍ من الأعمال في أضيق حالٍ وأشد وبال، ومن كان له اسمٌ بين الأنام فهو لا يهنأ بطيب طعامٍ ولا منام، لِما يرى ما يحل بأبناء جنسه من النوائب في كل يوم حيث تختلجهم أظافرها، ويعثر بهم بلاؤها، وتحرقهم نارها، فهو لا يشك في وصول النوبة إليه، ووقوع المصائب عليه، وهبه تسهى أو تلهى عن ذلك فالدهر عنه ليس بغافل، أن يرميه بقارعةٍ لا تغني عنها الوسائل.

فبتوا رحمكم الله حبالها لتأمنوا وبالها، واصرموا وصالها تسلموا من نصالها، واخربوا رباعها وإن مدت إليكم باعها، واهجروا لذيذ عاجلها فراراً من كربات آجلها.

جعلنا الله وإياكم من المشمولين بالعناية الربانية، والممدودين بالتوفيقات السبحانية، والمكرمين بالألطاف الرحمانية.

ألا وإن من أفضل الأعمال عند ذي الجلال، وأكمل الأفعال الموجبة لبلوغ المآل، هو الصلاة والسلام على علم الكمال، ومن بالصلاة عليه وآله تقبل الأعمال، وتحط السيئات والثقال.

اللهم صلِّ على من خاطبته بلولاك لما خلقت الأفلاك من دون سائر النبيين، وألبسته خلعة الشرف والكرامة وآدم بين الماء والطين، وسخرت له البراق تشريفاً له على العالمين، وأوطأت نعله بساط الربوبية دون بقية المرسلين، وناهيك به من مقامٍ تخر له جباه الملائكة المقربين، وأرسلته بالرحمة إلى كافة العالمين، محمد بن عبد الله بن عبد المطلب الصادق الأمين.

اللهم صلِّ على خليفته في أمته، وشريكه فيما عدى النبوة من مهام دعوته،  وشاهده الذي أقمته على صِدق رسالته، صاحب المطالب العلية والمناقب، وأشرف من بقي بعده في المشارق والمغارب، الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

اللهم صلِّ على بضعته، ووديعته في أمته، واسطة عقد النبوة والإمامة، ومركز بيت الفخر والشهامة، الإنسية الحوراء، والسيدة النوراء، أم الحسنين فاطمة الزهراء.

اللهم صلِّ على قرتي عين الرسول، وثمرتي فؤادي البتول, وصِنوي الفارس البهلول، السيدين السندين, والكهفين المعتمدين، إمامي الحرمين, ووارثي المشعرين، الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن وأخيه الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.

اللهم صلِّ على مقدام الموحدين, ومصباح المتهجدين, ومنهاج المسترشدين, وسيد الساجدين، الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين زين العابدين.

اللهم صلِّ على قطب دائرة المفاخر، وعنوان صحيفة الأكابر، الذي ورث المجد كابراً عن كابر، حتى شاع صيت فضله في المحافل والمحاضر، الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.

اللهم صلِّ على الفجر الصادق في ديجور الجهل الغاسق، والوميض البارق في المغارب والمشارق، والغيث الهامر بفنون العلوم والحقائق، الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.

اللهم صلِّ على النور المحتجب بغيوم المظالم، والبدر المستتر بسحاب الجور من كل ظالم، زينة الأكابر والأعاظم، الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.

اللهم صلِّ على من سطع سنا فضله وأضاء، وطبق شعاع مجده الأرض والفضاء، الشفيع لمحبيه يوم الفصل والقضاء، الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.

اللهم صلِّ على بحر الجود والسداد، ومطلع شمس الهداية والرشاد، مُلجِمِ أفواه أهل اللجاجة والعناد، وملجأ الشيعة يوم التناد، الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.

اللهم صلِّ على السيدين السريين، والكوكبين الدريين، والقمرين العلويين,  الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ وابنه الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن العسكريين.

اللهم صلِّ على صاحب الدعوة النبوية، والهيبة الحيدرية، والسمات الفاطمية، والصفات الحسنية، والشهامة الحسينينة، الزيتونة المضيئة التي ليست بشرقية ولا غربية، شريك القرآن، وباهر البرهان، مولانا الإمام بالنص المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان.

عجل الله تعالى أيام ظهوره، ورفع على رؤوس الناس أعلام بدوره، وكشف به عنا ظلم الجهل وديجوره، وجعلنا ممن يدخل تحت حياطته، ويُسعَدُ برؤيته، إنه سميعٌ مجيب.

إن أفضل ما سطرته الأقلام، ووعِظ به الكرام، كلام من كلامه شفاءٌ للأسقام, وجلاءٌ للأفهام، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحِسانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[6].

وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه هو الغفور الرحيم.

 

 

[1]  سورة البقرة:157

[2]  سورة الأنعام:153

[3]  "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت"تذكرة الفقهاءط.ج- ج7- ص394- العلامة الحلي

[4]  سورة الأعراف:96

[5]  سورة القارعة

[6]  سورة النحل:90

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 17 صفر 1419هـ
قراءة 724 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.