khutab aljumaa3

جزاء الأعمال

يوم الجمعة 2 ذي القعدة 1440هـ الموافق 5/7/2019م 

--------------------------------------------

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ للهِ الأعزِّ الأجل الأكرم، الذي خلقَنا وأوجدَنا من العدم، وتفضّلَ علينا بما لا يُحصى من النعم، وأخرجَنا في خيرِ وآخِرِ الأمم، أمةِ حبيبِه ورسولِه الخاتم، التي وصفَأبناءَها ربُّنا العظيم، فقال جلَّ جلاله في القرآن الكريم: ((كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّـهِ ﴿١١٠﴾ ﴿سورة آل عمران﴾)).

أحمدُك اللهمَّ على مننِك وعطائك، وأمجّدُك بما تميّزتَ به من صفاتِك وأسمائك، وأعبدُكبما أنزلتَ على سيد أحبّائك، وأوحدُك في ربوبيتِك وألوهيتِك لأرضِك وسمائك، وما فيهما وما بينهما من عبيدِك وإمائك، وأوحدُك صادعًا بكلمةِ التوحيدِ في أوليائك، غير مكترثٍ بردودِ أفعالِ جاحديك وأعدائك. أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبدُه ورسولُه، المجسِّدُ لحقيقةِ ما أنزلَ اللهُ فعلُه وقولُه. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ المعصومين الأكرمين، وارحمنا بهم في الدارين يا أرحمَ الراحمين.

أما بعد، فيا إخوتاه في الإيمان، باللهِ ورسلِه وأشرفِ الأديان، أوصيكم ونفسيَ بتقوى الله، انطلاقًا من أنَّه الخالقُ ولا إلهَ سواه، وأنَّه الرازقُ الذي لا يصلُ إلينا إلّا ما أعطاه، وأنَّه المحيي والمميتُ والباعثُ كما قالَ عزَّ وجلَّ في علاه: ((اللَّـهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ۖ هَلْ مِن شُرَكَائِكُم مَّن يَفْعَلُ مِن ذَٰلِكُم مِّن شَيْءٍ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴿٤٠﴾ ﴿سورة الروم﴾)).

فاتقوا اللهَ أيها الأحبةُ الكرام، وارتقوا بالتفقّهِ والتخلّقِ والالتزام، بما وجدتُه مرويًّا عن سيدِ سادةِ الأنام، محمدٍ عليه وآله أفضل الصلاة والسلام، مبينًا بعضَ ما وعدَ اللهُ به من الثواب، وما توعّدَ به من العقاب، مقابل ما يفعلُ المكلّفون في دنياهم، وما أحاطَ به مما أظهروه وما أضمروه من نواياهم، فتأملوا رحمكم الله توجيهاتِه، وفعّلوا وفقَكم الله توصياتِه، إذ يقول: "مَن بنى بناءً رياءً وسمعة حُمِل يوم القيامة إلى سبع أرضين، ثم يطوّقُه نارًا توقَدُ في عنقِه ثم يُرمى به في النار. ومَن خانَ جارَه شبرًا من الأرضِ طوّقَه اللهُ يومَ القيامةِ إلى سبعِ أرضين نارًا حتى يُدخلَه جهنم. ومَن نكحَ امرأةً حرامًا في دبرِها أو رجلًا أو غلامًا حشرَه اللهُ يومَ القيامةِ أنتنَ من الجيفة، تتأذّى به الناسُ حتى يدخلَ جهنم، ولا يقبلُ اللهُ منه صرفًا ولا عدلًا، وأحبطَ اللهُ عملَه، ويدعُه في تابوتٍ مشدودٍ بمساميرَ من حديد، ويضربُ عليه في التابوتِ بصفائح حتى يشتبكَ في تلك المسامير، فلو وُضِعَ عرقٌ من عروقه على أربعمئة أمة لماتوا جميعًا، وهو أشدُّ الناسِ عذابًا. ومَن ظلمَ امرأةً مهرَها فهو عند اللهِ زانٍ، يقولُ اللهُ عز وجل يوم القيامة: عبدي زوجتُك أمتي على عهدي، فلم تفِ لي بالعهد، فيتولّى اللهُ طلبَ حقِّها فيستوعبَ حسناتِه كلَّها، فلا يفي بحقِّها، فيُؤمَر به إلى النار. ومَن رجعَ عن شهادةٍ وكتمَها أطعمَه اللهُ لحمَه على رؤوسِ الخلائق، ويدخلُ النارَ وهو يلوكُ لسانَه. ومَن كانت له امرأتان فلم يعدلْ بينهما في القسم من نفسِه ومالِه، جاءَ يومَ القيامةِ مغلولًا مائلًا شقُّه حتى يدخلَ النار. ومَن صافحَ امرأةً حرامًا جاءَ يوم القيامة مغلولًا، ثم يُؤمَرُ به إلى النار. ومَن فاكهَ امرأةً لا يملكُها حُبِسَ بكلّ كلمةٍ كلّمَها في الدنيا ألفَ عام. والمرأةُ إذا طاوعَت الرجل، فالتزمَها حرامًا أو قبّلَها أو باشرَها حرامًا أو فاكهَها، فأصابَ بها فاحشةً فعليها من الوزر ما على الرجل، وإن غلبَها على نفسِها كانَ على الرجلِ وزرُه ووزرُها. ومَن لطمَ خدَّ مسلمٍ لطمةً بدّدَ اللهُ عظامَه يومَ القيامة، ثمّ سلّطَ عليه النار، وحُشِرَ مغلولًا حتى يدخلَ النار. ومَن مشى في نميمةٍ بين اثنين، سلّطَ اللهُ عليه في قبرِه نارًا تحرقُه إلى يوم القيامة، فإذا خرجَ من قبرِه سلّطَ اللهُ تعالى عليه أسودَ ينهشُ لحمَه حتى يدخلَ النار. ومَن بغى على فقيرٍ وتطاولَ عليه واستحقرَه، حشرَه اللهُ تعالى يومَ القيامةِ مثلَ الذرةِ في صورةِ رجل حتى يدخلَ النار. ومَن رمى محصنًا أو محصنة، أحبطَ اللهُ تعالى عملَه، وجلدَه يوم القيامة سبعون ألف ملك من بين يديه ومن خلفه، ثم يُؤمَرُ به إلى النار. ومَن شربَ الخمرَ في الدنيا، سقاه الله عز وجل من سمِّ الأساودِ ومن سمِّ العقارب شربةً يتساقطُ لحمُ وجهِه في الإناءِ قبل أن يشربَها، فإذا شربَها تفسّخَ لحمُه وجلدُه كالجيفة، يتأذّى به أهلُ الجمعِ حتى يؤمرَ به إلى النار، وشاربُها وعاصرُها ومعتصرُها وبائعُها ومبتاعُها وحاملُها والمحوّلةُ إليه وآكلُ ثمنِها سواءٌ في عارِها وإثمِها، ألا ومَن سقاها يهوديًّا أو نصرانيًّا أو صابئًا أو مَن كان من الناس، فعليه كوزرِ شربِه. ومَن شهدَ شهادةَ زورٍ على رجلٍ مسلمٍ أو ذميٍّ أو مَن كان من الناس، عُلِّقَ بلسانِه يومَ القيامةِ وهو مع المنافقين في الدرك الأسفلِ من النار. ومَن ملأَ عينَه من مرأةٍ حرامًا حشرَه اللهُ يومَ القيامةِ مُسمّرًا بمساميرَ من نار، حتى يقضيَ اللهُ تعالى بين الناس، ثم يُؤمَرُ به إلى النار. ومَن أطعمَ طعامًا رياءً وسمعة، أطعمَه اللهُ مثلَه من صديدِ جهنم، وجُعِلَ ذلك الطعامُ نارًا في بطنِه حتى يقضيَ بين الناس. ومَن تعلّمَ القرآنَ ثم نسيَه متعمّدًا، لقيَ اللهَ تعالى يوم القيامة مجذومًا مغلولًا، ويسلّطُ عليه بكل آيةٍ حيةً موكلةً به. ومَن تعلّمَ فلم يعملْ به وآثرَ عليه حبَّ الدنيا وزينتَها، استوجبَ سخطَ اللهِ عز وجل، وكان في الدركِ الأسفلِ مع اليهودِ والنصارى. ومَن قرأَ القرآنَ يريدُ به السمعةَ والرياءَ بين الناس، لقيَ اللهَ عز وجل يوم القيامة ووجهُه مظلمٌ ليس عليه لحم، وزُخَّ القرآنُ في قفاه حتى يُدخِلَه النار، ويهوي فيها مع من يهوى. ومَن قرأَ القرآنَ ولم يعمل به، حشره الله يوم القيامة أعمى، فيقول: ربِّ لمَ حشرتني أعمى وقد كنتُ بصيرا؟ فيقال: كذلك أتتْكَ آياتُنا فنسيتَها وكذلك اليوم تُنسى، فيُؤمَرُ به إلى النار. ومَن تعلّمَ القرآنَ يريدُ به رياءً وسمعةً ليماريَ به السفهاءَ أو يباهيَ به العلماءَ أو يطلبُ به الدنيا، بدّدَ اللهُ عز وجل عظامَه يوم القيامة، ولم يكن في النارِ أشدُّ عذابًا منه، وليسَ نوعٌ من أنواعِ العذابِ إلا يُعذَّبُ به من شدةِ غضبِ اللهِ وسخطِه. ومَن صبرَ على سوءِ خُلُقِ امرأتِه احتسابًا، أعطاه اللهُ تعالى بكل مرةٍ يصبرُ عليها من الثوابِ مثلَ ما أعطى أيوبَ عليه السلام على بلائه، فكان عليها من الوزرِ في كلِّ يومٍ وليلةٍ مثلَ رملِ عالج، فإن ماتَ قبل أن تعينَه وقبل أن يرضى عنها حُشِرَت يوم القيامة منكوسةً مع المنافقين في الدرك الأسفل من النار. ومَن تولّى عرافةَ قومٍ حُبِسَ على شفيرِ جهنمَ بكل يومٍ ألفَ سنة، وحُشِرَ ويدُه مغلولةً إلى عنقه، فإن قام فيهم بأمرِ اللهِ أطلقَه الله، وإن كان ظالمًا هوى به في نار جهنمَ سبعين خريفًا. ومَن مشى في عيبِ أخيه وكَشْفِ عورتِه، كانَت أولُ خطوةٍ خطاها ووضعَها في جهنم، وكشفَ اللهُ عورتَه على رؤوسِ الخلائق. ومَن بنى على ظهرِ الطريقِ ما يُؤوي به عابرَ سبيل، بعثَه اللهُ عز وجل يوم القيامة على نجيبٍ من نور، ووجهُه يضيءُ لأهلِ الجمع نورًا حتى يزاحمَ إبراهيمَ خليلَ الرحمن في قبتِه، فيقولُ أهلُ الجمع: هذا ملَكٌ من الملائكة".

وخيرُ ما أختمُ به هذا الخطاب، سورةٌ ممّا أنزلَ اللهُ في محكمِ الكتاب. أعوذُ باللهِ من الشيطانِ الرجيم: ((بِسْمِ اللَّـهِ الرَّحْمَـٰنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ ﴿١﴾ إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ ﴿٢﴾ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴿٣﴿سورة العصر﴾)).

أقولُ قولي هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميعِ المؤمنين والمؤمنات، الأحياءِ منهم والأموات، إنَّه إلهُنا سميعُ الدعوات، ووليُّ الباقياتِ الصالحات، وهو الغفورُ الرحيم.

يوم الجمعة 2 ذي القعدة 1440هـ الموافق 4/7/2019م 

--------------------------------------------

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمدُ للهِ الذي لا يوفّي حقَّه الحامدون، كما لا يستوفي مُستحَقَّه العابدون، ولا يحصي عطاءَه العادّون، ولا يستقصي ثناءَه الموحّدون، خلقَ جميعَ الكائنات، بلا أمثلةٍ شاهدَها ولا عينات، وأخضعَ لعقلاءِ خلقِه البراهينَ والبينات، وأمرَهم بتأملِها وتصفحِها، والاستدلالِ بها على قدرةِ اللهِ خالقِها ومصلحِها، كما أرشدَ إلى ذلكم ربُّ الأرباب، فقال ضمن ما أنزلَ في الكتاب: ((إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِّأُولِي الْأَلْبَابِ ﴿١٩٠ ﴿سورة آل عمران﴾)).

أحمدُه شاكرًا نعمَه، وأعبدُه ذاكرًا مننَه القيّمة، وأوحدُه إلهًا واحدًا أحدًا، لا أجدُ من دونِه وليًّا ولا مُلتحَدًا. أشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمدًا (ص) عبده ورسوله. اللهمَّ صلِّ وسلِّم على محمدٍ وآلِ محمدٍ المعصومين، واكتبنا بهم عندك من المرحومين، في الدُنيا والآخرةِ يا أرحمَ الراحمين.

وبعد، فيا أيها الساعون إلى ذكرِ الله، المستمعون لخطبتيَّ استجابةً لأمرِ الله، أوصيكم ونفسيَ بتقوى اللهِ خالقِنا، وإلهِنا وبارئنا ورازقِنا، وملهمِنا وممكّنِنا ومنطِقِنا، ومورثِنا أرضَه وما تركَ مَن سبقَنا، وسيميتُنا ويورثُ ما تركناه مَن لحقَنا، ليعتبرَ مَن تأخّرَ بمَن تقدّم، وتدبر ما أنزل الله ورسم، فيخلص في توحيد وعبادة الله، ولا يرجو خيرا لآخرته ودنياه، إلا ممن خلقه وعدله وسواه، ولم يجعل رزقه بيد أحد سواه.

فاتقوا الله أيها الإخوة في الإسلام، وتفوّقوا بالتمسكِ والاعتصامِ بحبلِ اللهِ المتينِ الممدودِ منه إلى الأنام، ولاءِ الرسولِ وآلِه المعصومين اللامعين، صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، والأخذِ بما وردَ عنهم من الأذكار، وما جمعَه ودوّنَه عنهم علماؤنا من الآثار، متدبّرين ما تضمنتُه تلكم الأخبار، ومنها ما ورد عن سادسِ أئمة الإسلام، من أحييتم ذكرى وفاتِه قبل أيام، أبي عبد الله الصادق عليه الصلاة والسلام، أنَّه قال: "إن الله تبارك وتعالى يقول: وعزتي وجلالي ومجدي وارتفاعي على عرشي، لأقطعنَّ أملَ كلِّ مؤمّلٍ من الناس غيري باليأس، ولأكسونَّه ثوبَ المذلةِ عند الناس، ولأنحينَّه من قربي، ولأبعدنَّه من فضلي، أيؤمّلُ غيري في الشدائد والشدائد بيدي؟! ويرجو غيري ويقرع بالفكر بابَ غيري وبيدي مفاتيحُ الأبوابِ وهي مغلقةٌ وبابي مفتوحٌ لمَن دعاني؟! فمَن ذا الذي أمّلَني لنائبةٍ فقطعتُه دونها؟! ومَن الذي رجاني لعظيمةٍ فقطعتُ رجاءَه منّي؟! جعلتُ آمالَ عبادي عندي محفوظةً فلم يرضوا بحفظي، وملأتُ سماواتي ممَّن لا يملُّ من تسبيحي، وأمرتُهم أن لا يغلقوا الأبوابَ بيني وبين عبادي، فلم يثقوا بقولي!! ألم يعلم من طرقتْه نائبةٌ من نوائبي أنَّه لا يملكُ كشفَها أحدٌ غيري إلا من بعد إذني؟! فما لي أراه لاهيًا عنّي؟! أعطيتُه بجودي ما لم يسألني، ثم انتزعتُه عنه فلم يسألني ردَّه وسألَ غيري، أفتراني أبدأُ بالعطاءِ قبل المسألة ثم أُسأَلُ فلا أجيبُ سائلي؟! أبخيلٌ أنا فيبخّلُني عبدي؟! أوليسَ الجودُ والكرمُ لي؟! أوليسَ العفوُ والرحمةُ بيدي؟! أوليسَ أنا محلُّ الآمالِ فمَن يقطعُها دوني؟! أفلا يخشى المؤمّلون أن يؤملوا غيري؟! فلو أنَّ أهلَ سماواتي وأهلَ أرضي أمّلوا جميعًا، ثم أعطيتُ كلَّ واحدٍ منهم مثلَ ما أمّلَ الجميع، ما انتقص من ملكي عضو ذرة، وكيف ينقصُ ملكٌ أنا قيِّمُه؟! فيا بؤسًا للقانطين من رحمتي، ويا بؤسًا لمَن عصاني ولم يراقبني".

فاتقوا اللهَ ما استطعتم أيها الأحبة، وتفوّقوا بما يحقّقُ لكم رضاه وقربَه، ووالوا فيه من والاه وأحبَّه، وعادوا من عاداه وتنكّبَ دربَه، وكلما اشتدَّت بكم محنُ الزمن، واستأسدَت عليكم فرقُ الفتن، فاشتدوا في التمسكِ بصراطِه المستقيم، والالتزامِ بنهجِه في دينِه القويم، وأظهروا بشريعتِه التقيدَ والالتزام، وأكثروا من ذكر الصلاة والسلام، على محمد وآله المعصومين سادة الأنام.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مَن فاقَ أنبياءَك ورسلَك، في كرمِ الأخلاقِ والتعبُّدِ لك، وفضلِه على الأولين والآخِرين، سيدِنا محمدٍ وآلِه الطاهرين.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على المفضَّلِ لديه، زوجِ بضعتِه ووالدِ سبطيه، وصيِّه وخليفتِه على الأمةِ بالدين، أميرِ المؤمنين بالنصِّ عليٍّ سيد الموحّدين.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على بضعةِ حبيبِك الشريفة، الطاهرةِ المطهّرةِ العفيفة، المعصومةِ المهضومةِ المظلومةِ العالمة، سيدةِ النساءِ أمِّ الحسنين فاطمة.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على المكابدِ خذلانَ قومِه، المجاهدِ لإظهارِ الإسلامِ بحربِه وسلمِه،المحسوبِ رابعًا لأصحابِ العبا، الإمامِ بالنصِّ الحسنِ المجتبى.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على مرضوضِ الصدرِ والقِرى، المتروكِ جسمُه في بلدٍ ورأسُه بأخرى، عظيمِ التضحيةِ والفداء، الإمامِ بالنصِّ الحسينِ سيد الشهداء.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على ملقِّنِ العباد، ما يتقرّبون به في المناجاةِ والأوراد، قدوةِ العبّادِ وأسوةِ الزهّاد، الإمام بالنصِّ عليٍّ السجّاد.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على قرةِ عينِ الناظر، عبرةِ المؤمنِ العالمِ الذاكر، عظيمِ النسبِ والحسبِ والمفاخر، الإمام بالنصٍّ محمدٍ الباقر.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الصادقِ في القولِ والعمل، الفائقِ بين أئمةِ المللِ والنِّحَل، الإمامِ بالنصِّ الثابتِ المقرّر، ناشرِ العلمِ والحلمِ والتقى جعفر.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حامي الشريعةِ بعد أبيه، وناشرِها بين شيعتِه وذويه، المعصومِ المطهَّرِ العالم، الإمامِ بالنصِّ موسى الكاظم.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على قمرِ بني عدنان، المخسوفِ بالسمِّ المغيَّبِ في خراسان، المعصومِ المنصوبِ بالنصِ المرتضى، ثامنِ الأئمةِ عليٍّ الرضا.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على الحجةِ الوليّ، المحجة النوراء في المعادي والوليّ، الإمامِ المنصوبِ بالنصِّ الجليّ، جوادِ الأجواد محمدِ بنِ علي.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على المنفيِّ من وطنِ الآباءِ والأجداد، إلى سامراءِ سكنِ الطغاةِ والأوغاد، لإخفاءِ نورِه وهديِه عن العباد، فأظهرتَ فضلَه في الحواضرِ والبوادي، الإمام بالنصِّ عليٍّ الهادي.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على حجتِك وكنزِك الثري، وقوتِك الكاشفةِ زيفَ المفتري، العابدِ الخالصِ العبقري، الإمامِ بالنص الحسنِ العسكري.

اللهمَّ صلِّ وسلِّم على عينِ الحياة، سفينِ السلامةِ والنجاة، تمامِ عدةِ المعصومين الهداة، العامِلِ بالسنةِ والقرآن، في قيادةِ مَن ولِيَ من الإنسِ والجانّ، أبي القاسمِ المهديِّ صاحبِ الزمان.

اللهمَّ عجِّل لنا في طلعتِه الغرّاء، وأقرّ بها عينَ جدتِه الزهراء، واعمر به ما بين السماءِ وتخومِ الغبراء، واكتبنا في أنصارِه ومسانديه، في مواجهةِ أعدائه ومعانديه، واختم لنا بالشهادةِ بين يديه، وصلِّ عليه وعلى آبائه المعصومين المكرمين، وارحمنا بهم في الدارَين يا أرحمَ الراحمين. 

عباد الله: ((إِنَّ اللَّـهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ وَيَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ ۚ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴿٩٠﴾ ﴿سورة آل عمران﴾)).

هذا، وأستغفرُ اللهَ لي ولكم، ولجميع المؤمنين والمؤمنات، إنَّه هو الغفورُ الرحيم.

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 2 ذي القعدة 1440
قراءة 1077 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.