خطبة العيد – الأحوال السيئة للمسلمين وأسبابها
الأحد 1 شوال 1414هـ المصادف 13 آذار 1994م
الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي لا تدركه ثواقب الأفهام, ولا تناله أفكار الأنام, ولا تتمثله خواطر الأوهام, ]لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[[1], توشَّح بالعزة والجلال, وتوحَّد بالمجد والكمال, وتفرَّد بالبهاء والجمال, ]لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الأخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ[[2], تقدَّس حرم مجده عن وصمة الإمكان, وجلَّ بكبريائه عن الحلول في المكان والقبوع في الزمان, وتنزَّه بعظمته عن الاتحاد بالأكوان, واستغنى عن الصاحبة والأولاد والأعوان, ]هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ مُؤْمِنٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ[[3], دلَّ على غناه بافتقار مصنوعاته, وعلى حكمته بما أظهر من آياته, وعلى علمه بما أقام من بيِّناته, وعلى قدرته بتنوع مخلوقاته, ]خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ بِالْحَقِّ وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ[[4], لا تخفى عليه الخفيات, ولا تواري عنه الظلمات, ولا يُخشى عليه الفوات, ]يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ وَيَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ[[5], ليس بذي كيفيةٍ فيُحس بالأبصار, ولا بذي أينٍ فتحويه الأقطار, ولا بذي كمٍ فيُقدَّر بالمقدار, ولا بذي جسمٍ فيُقاس بالمسطار, ]لا تُدْرِكُهُ الأبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ[[6], جعل الإنسان ذا صورةٍ فأحسن تصويره, وقدَّر سير الفلك الدوار فأتقن تقديره, ودبَّر المُلْك بمشيئته فأحسن تدبيره, فـ]ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئاً وَهُوَ حَسِيرٌ[[7].
أحمده سبحانه على جليل نعمه الباطنة والظاهرة, وأشكره على أياديه المتواترة الغامرة, وأستزيده من مواهبه السنيَّة الفاخرة, وأسأله العافية في الدنيا والآخرة, إن ذلك على الله يسير.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, ولا ندَّ ولا ضدَّ له, ولا صاحبة ولا ولد له, لا الذي تفكَّر في ذاته حصَّله, ولا الذي شبَّهه بخلقه وصَّله, ]قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ[[8].
وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده المجاهد في نشر كلمته براً وبحرا, المبالغ في النصح لعباده سراً وجهرا, الصادع بالرسالة نهياً وأمرا, الداعي للالتزام بطاعته حثاً وزجرا, المُبطل بالبرهان شبهات من ضاق بالإيمان صدرا, المنادي في قومه: ]أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ اللَّهَ إِنَّنِي لَكُمْ مِنْهُ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ[[9].
وأصلي عليه وآله أئمة المهتدين, وسادة المسلمين, والخيرة من رب العالمين, الذي كانوا له على الحق ظهيرا, وأذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا, ]إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْكَبِيرُ[[10].
عباد الله, أوصيكم ونفسي قبلكم بتقوى الله سبحانه ومراقبته, والكف عن ارتكاب محارمه ولزوم طاعته, والابتعاد عن مزالق الهلكة بالدخول في ربقته, فإن التقوى هي الحبل الموصل إلى دار كرامته, ]جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِنْ ذَهَبٍ وَلُؤْلُؤاً وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ[[11], فجدُّوا في فعل الخيرات المنجية من أهوال يوم المعاد, وثابروا على العبادات والقربات لرب العباد, وجدِّدوا التوبة من الذنب قبل فوات الميعاد, وأكثروا من التزود ليوم المعاد, واستغفروا ربكم ]إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ[[12].
عباد الله, هذا يومٌ كرَّم الله به محمداً صلى الله عليه وآله فجعله عيداً لأمته, فيه يوزِّع جوائزه على من شمله بكرامته, ممن أخلص لله الصيام, وتأدب فيه بآدابه واستن بسنته, فأدوا فيه ما افترض الله عليكم من الزكاة, وأكثروا فيه من البر والإحسان للفقراء والأيتام من أهل الإيمان, ورفِّهوا فيه عن العيال, وأفرحوا فيه الأطفال بما تهدونهم من المال, فقد وعد الله سبحانه المحسنين ]لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ[[13].
وإياكم والتشبه بشيعة الشيطان, الذين يحسبون العيد هو الضرب على القيثار والعيدان, واستماع الأغاني والألحان, والمجون مع الفتيات والصبيان, فقد نصحكم الله بقوله في القرآن: ]إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ[[14], واحذروا أن تفتنكم هذه الدنيا الفانية, فإنها شَرَك القلوب, قرينها مهمومٌ مكروب, ومواعيدها كمواعيد عرقوب, تُغريكم بالآمال الكاذبة, وتُسدِّد نحوكم السهام الصائبة, قد أناخ فيها الشيطان ركابه, واتخذها جنةً لأحبابه, ]فَلا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ[[15], أما في القرون الفانية تبصرةٌ واعتبار؟ أما في الأمم السالفة عبرةً لذوي الأفكار؟ أما قرأتم ما حلَّ بهم في الآثار والأخبار؟ أين الأكاسرة والأباطرة؟ أين الذين عمروا الدنيا وأرخصوا الآخرة؟ ألم ترمهم بالحوادث الفاقرة؟ ألم ترمهم بالحوادث والفواقر؟ ألم تفن منهم الأصاغر والأكابر؟ ألم يُنتَزعوا من نعيمها إلى ضيق الحفائر والمقابر؟ ولهم في الآخرة عذاب السعير, ]ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِمَا كَفَرُوا وَهَلْ نُجَازِي إِلاَّ الْكَفُورَ[[16].
وإياكم وعلامات المنافقين, الذين لهم في المعاصي وثبات, وفي الطاعة سكونٌ وثبات, منهمكين في الشهوات, عازفين عن الخيرات, باذلين على اللذات, أشحَّاء في الزكوات, أولئك الذين جحدوا آيات الله, ]وَلِلَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ[[17].
عصمني الله وإياكم من موبقات الجرائم, وأنجاني وإياكم من مدلهمات العظائم, وغفر لنا الذنوب والمآثم, إنه على ما يشاء قدير, وهو نعم المولى ونعم النصير.
إن أبلغ ما تفوَّه به خطيب, وأروع ما تأمله أديب, كلام الله الحسيب الرقيب, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]الْقَارِعَةُ & مَا الْقَارِعَةُ & وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ & يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ & وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ & فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ & فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ & وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ & فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ & وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ & نَارٌ حَامِيَةٌ[[18].
وأستغفر الله لي ولكم إنه حليمٌ غفورٌ وتوابٌ شكور.
الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد له فالق الإصباح, مُنشئ الصور وخالق الأرواح, بارئ النسم ومانح النعم ومُصرِّف الرياح, بعُدت ذاته عن إحاطة العقول وملاحظة الأبصار, واحتجب بسرادق مجده عن خواطر الأفكار, خلق الخلق على غير مثالٍ سبق من سِواه, وصوَّر الإنسان فعدله وسوَّاه, أيَّن الأين وكوَّن الأكوان, فلا أين ولا كمَّ ولا مكان, ذلَّ كل عزيزٍ لعظمته, وطأطأ كل شريفٍ لعزته.
أحمده سبحانه حمداً يفوق حمد الحامدين, وأثني عليه ثناء الشاكرين, وأستنصره على الكافرين والفاسقين, وأستكفيه شر الحاسدين, وأسأله النجاة يوم الدين, ]يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُون & إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ[[19].
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الحق المبين, بعث النبيين مُبشِّرين ومنذِرين, وأنزل عليهم الكتاب المبين, وجعله شفاءً ورحمةً للمؤمنين.
وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله خير النبيين, وإمام المرسلين, وصفوة رب العالمين, أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون.
صلى الله عليه وآله دعائم الدين, وأركان اليقين, وسادة المسلمين, والمشفَّعين يوم الدين, صلاةً تجعلنا من أخاويف القيامة آمنين, ومن روعات الفزعة سالمين.
عباد الله, هذا يوم الجائزة[20] والكرامة, هذا يومٌ يفرح فيه الصائمون, ويُثاب فيه المتقون, هذا يوم البهجة والسرور, وهذا يوم الأنس والحبور, هذا يومٌ جعله الله سبحانه للمسلمين عيدا, ولمحمدٍ صلى الله عليه وآله ذخراً وشرفاً وكرامةً ومزيدا, فتمسكوا فيه بأذيال الورع والتقوى, وتعلقوا بعروتها الوثقى, تأمنوا من الأخطار في يومٍ تشخص فيه الأبصار, ويُجمع فيه الصغار والكبار, ولا تغرنكم الدنيا ببهرجتها وزينتها ونضرة بسمتها, فإنها خدَّاعةٌ ماكرة, وغدَّارةٌ ساخرة, واعتبروا بتقلبات ما يجري فيها من المصائب على أهلها، وما يحل من البلاء على جارها.
عباد الله، في هذا اليوم الذي يُفترض فيه أن تعم الفرحة بلاد المسلمين، وتملأ البهجة قلوب المؤمنين، تتوالى عليهم فيه النكبات، ويُرمَوْن من كال جانبٍ بالمصيبات، توطَأ بلادهم بجيوش الكافرين، وتُنتهب ثرواتهم بأيدي الغاصبين، وتُنتهك أعراضهم بأيدي الشياطين، ألم تسمعوا بما حلَّ بالمسلمين في بلاد البلقان من الذل والهوان؟ تُقتل رجالهم، وتُسبى نسائهم، وتُغتصب بناتهم وزوجاتهم أمام أعينهم، بل تُفتي الكنائس لهم بأن اغتصاب المسلمة حلالٌ في شرعهم، فأين المتشدِّقون بحقوق الإنسان؟ وأين المنادون بحرية الأديان؟ لعلهم إنما يقصدون من حقوق الإنسان هو أن تُترك بغاياهم العبث باسم الحرية في بلاد الإسلام، وفي فلسطين وما أدراك ما يجري في فلسطين، من المذابح الوحشية, والمجازر البربرية، من ذبح الأطفال، وشق بطون الحوامل، وتحويل المدن إلى أطلال، وعلى رغم ذلك لم يتخذ مجلس الحرب الدولي أي قرارٍ ولو لذر الرماد في الأبصار، ومع كل هذا لا يزال قادة المسلمين بحمد أمريكا وحلفائها يسبحون، وعليهم في جميع أمورهم يعتمدون، وبإشارةٍ من إصبع أي دولةٍ منهم يتحركون، فإذا قالوا إن من يدعو إلى الإسلام يُعد من المتطرفين, أسرعوا يعقدون المؤتمرات, ويحيكون لشعوبهم وأبنائهم المؤامرات, ولا مانع أن تُفجَّر في الطرق السيارات, وتُنسف البنايات, ثم يلقى بهذه الشناعات على من يطالب بعدم الصلح مع إسرائيل من الجماعات, ولكن لا تعجَّبوا لما يحصل لهذه الأمة من الفظائع والآلام, فإن ذلك جزاء ما أعانت به الظلمة من الخلفاء والحكام, ولعدم الوفاء لنبيها في أهل بيته بالذِمام, ألم يُبعدوا أمير المؤمنين عليه السلام عن مقامه الخطير مع ما علموه من نصب الرسول له يوم الغدير؟ ألم يقل لهم أبو ذرٍ رحمه الله: أما إذا جعلتم تخرجونها من بيت نبيكم تارةً هنا وتارةً هناك لتفلتن من أيديكم ثم لا تعود إليكم أبدا؟ فلا والله لقد أفلتت من أيديهم وهانوا على العالم, حتى أن أكبر ملوكهم وأعظم قادتهم لا يساوي في نظر حكام البيت الأبيض برطلَّة[21] (رابين), أو عقدة عنق (بيغن), ألم يقتلوا وصي نبيهم بمحرابه في شهر الصيام؟ ألم يخونوا سبط نبيهم ويتآمروا على تسليمه لبني أمية اللئام؟ ألم يُسمُّوا أباطرة بني مروان طريد رسول الله صلى الله عليه وآله بخلفاء الإسلام؟ ألم يجمعوا الجيوش الجرارة لقتل ريحانة الرسول الذي قال فيه: "حسين مني وأنا من حسين"[22], ألم يطأوا جسمه الشريف بالخيول؟ ألم يشهروا برأسه في البلدان ويشيعون أنه رأس خارجيٍ مقتول؟ ألم يسبوا نساءه ومخدراته وهن بنات رسول الله صلى الله عليه وآله ويعرضوهن في أسواق العراق والشام يتفرج عليهن العلوج واللئام؟ ألم يخفوا فضائل الذرية النبوية ويختلقوا الروايات المعاكسة ويبثوها في البرية؟ أليسوا إلى اليوم في تعاونٍ مستمرٍ مع الفسقة والفجار في حرب شيعة الأئمة الأطهار عليهم السلام؟ لا لقتيلٍ قتلوه منهم, ولا لعرضٍ انتهكوه لهم, ولا لمالٍ اغتصبوه من عندهم, وإنما لأنهم يوالون حيدر الكرار, فدمهم في شرعهم حلال, وعرضهم حلال, فلماذا لا يصلون إلى هذا المآل, وإلى حالٍ أشد من هذا الحال ما داموا عن حوبتهم لا يتوبون, وإلى ربهم لا يرجعون, وعن ظلمهم لذرية نبيهم وشيعتهم لا يرتدعون؟ ذلك بما كسبته أيديهم ]وَمَا رَبُّكَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ[[23].
فاصبروا أيها المسلمون على هذه البلية, فإن في الآخرة عوضاً عن هذه الدنيَّة, وتمسكوا بأذيال العترة النبوية, وتوسَّلوا إلى الله في كشف هذه الرزية, بإكثار الصلاة والسلام والتحية على محمدٍ وآله سادات البرية.
اللهم صلِّ على قطب دائرة الجلالة والوقار, وشمس سماء المجد والفخار, البدر المشع بالهداية, والنور الذي بدَّد غياهب الغواية, النبي المؤيَّد, والرسول المسدَّد, أبي القاسم المصطفى محمد.
اللهم صلِّ على الليث الهمام, حامي بيضة الإسلام, وصيِّ خير الأنام, وخليفة الملك العلام, المخصوص بأسمى المواهب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
اللهم صلِّ على سليلة الرسول, وحليلة البهلول, البضعة النوراء, والإنسية الحوراء, أم الحسنين فاطمة الزهراء.
اللهم صلِّ على القمرين الأنورين, والإمامين المضطهدين, ريحانتي الرسول الأمين, الإمامين بالنص أبي محمدٍ الحسن وأخيه أبي عبد الله الحسين.
اللهم صلِّ على المتحلي بأصناف الكمالات, المرشد إلى أسباب السعادات, المشتهر بذي الثفنات, عين الحق واليقين, الإمام بالنص علي بن الحسين.
اللهم صلِّ على البحر الزاخر بنفائس الجواهر, والغيث الماطر بالكرم والمفاخر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ محمد بن عليٍ الباقر.
اللهم صلِّ على مُفتضِّ أبكار الحقائق بفكره الفائق, ومُبيِّن الدقائق بمنطقه الرائق, الحجة المفترض على كافة الخلائق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.
اللهم صلِّ على سليل الأكارم, وفخر بني هاشم, حجة الملك العالم على كافة العوالم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.
اللهم صلِّ على قطب دائرة التسليم والرضا بكل ما يجري به القضا, السيف المنتضى, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني عليٍ الرضا.
اللهم صلِّ على جواد الأجواد, شريف الآباء والأجداد, الداعي لمنهج الحق والرشاد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمدٍ الجواد.
اللهم صلِّ على غياث المستصرخ المنادي, وشفاء العليل الصادي, موئل الرائح والغادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث عليٍ الهادي.
اللهم صلِّ مفيض العلوم والمعارف, ومُجزل العطايا والعوارف, الكوكب الدري, والسيد السري, الإمام بالنص أبي محمدٍ العسكري.
اللهم صلِّ على الحضرة القائمية, وشمس الخلافة الإلهية, المرتجى لإزاحة البلية, ونشر العدل في البرية, شريك القرآن, وساطع البرهان, مولانا المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان.
اللهم انصره وانتصر به, وانصره نصراً عزيزا, وافتح له فتحاً يسيرا, واجعل له من لدنك سلطاناً نصيرا, واجعلنا اللهم من أنصاره وشيعته, وارحمنا ببركته, إنك ذو الفضل العميم, يا أرحم الراحمين.
إن خير ما يُختتم به المقال, ويُنتفع به في المآل, كلام الله المتعال, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[24].
وأستغفر الله لي ولكم إنه غفورٌ رحيمٌ وتوابٌ حليم.
[1] سورة الشورى: من الآية11
[2] سورة سـبأ: من الآية1
[3] سورة التغابن: 2
[4] سورة التغابن: 3
[5] سورة التغابن: 4
[6] سورة الأنعام: 103
[7] سورة الملك: من الآية4
[8] سورة البقرة: من الآية120
[9] سورة هود: 2
[10] البروج: 11
[11] فاطر: 33
[12] فاطر: من الآية34
[13] فاطر: 30
[14] فاطر: 6
[15] لقمان: من الآية33
[16] سـبأ: 17
[17] سورة الملك: 6
[18] سورة القارعة
[19] سورة الشعراء: 88 - 89
[20] "حتى إذا طلع هلال شوال نودي المؤمنون أن اغدوا إلى جوائزكم فهو يوم الجائزة"فضائل الأشهر الثلاثة – ص80 – الشيخ الصدوق
[21] البرطلة: المظلة الصيفيةلسان العرب – ج11 – ص51 – ابن منظور
[22] بحار الأنوار - ج43 - ص271 - العلامة المجلسي
[23] سورة فصلت: من الآية46
[24] سورة النحل: 90