الدعوة إلى ترك المعاصي واستقبال شهر رمضان بالتوبة
الجمعة 12 رمضان 1416هـ المصادف 2 شباط 1996م
الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله مفيض الوجود على بدائعه امتنانا, ورافع درجات المطيعين تكريماً وإحسانا, ومقيل عثرات النادمين عفواً وغفرانا، وساتر عيوب المستقيلين رحمةً وحنانا, ومسدد خطى المخلصين تبصرةً وإيمانا, ومكافيء العاملين قصوراً وجنانا, وحوراً وولدانا, ومخزي الكافرين طرداً وهوانا, ومجازي المعاندين عذاباً ونيرانا, الذي أنزل الكتاب هدياً وبيانا, وبعثَ الرسل دعايةً وإعلانا, وجعل الدين منهجاً وميزانا, وشرع الأحكام لطفاً وأمانا.
نحمده سبحانه وهو مستحِق الحمد لذاته وإفاضاته, ونشكره تعالى على دِيَمِ نعمه وعظيم هباته, ونستزيده من عوارِف مننِّه وسوابغ رحماته, ونستعينه على كَلَبِ الدهر ووَيلاته, ونستدفِعه شر كل باغٍ لا يخشى يوم وفاته, ونلجأ إليه من تربص المضغن ووثباته, ونسأله التوفيق لعبادته ومناجاته, والعصمة من كبائر معاصِيه ومخالفاته, والعفوَ والرحمة يوم نُحشر لملاقاته.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, مبتدعُ الصنائع, وصانعُ البدائع, وراحمُ عبرة كل ضارع, ومنزل المنافع, وهو للمتكبرين واضع, وللمتذللين رافع, وللدعوات سامع, وللبَليات دافع, وعن المؤمنين مدافع.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله الذي انتجبه وأرسله, وصفاه من كل دنسٍ وكمله, وبما امتحنه من البلاء على كل الرسل والأنبياء سوَّده وفضله, شهادة تبلغنا في رضا ربنا أعلى منزلة, وتكون لنواقص أعمالنا متممةً ومكملة.
ونُصلى عليه وعلى الميامين المعصومين من الذرية العلوية الفاطمية, ما دارت الأفلاك والمجرات السماوية, وسبحت الملائكة في العوالم العلوية, صلاة تدفع عنا كل بلية, وتنقذنا من مكر أشرار البرية, وتصد عنا عين كل رزية, وتنجينا من العذاب في النشأة الأخروية.
عباد الله أوصيكم بادئاً بنفسي الأمارة قبلكم بالتدثر بملاحف التقوى, فإنها الجُنة الواقية من سقطات الردى, والمحجة الواضحة لمن سلك دروب الهدى, والدلالة اللائِحة لمن خشي الضياع في تِيه الهوى, فراقبوا ربكم سبحانه في ليلكم ونهاركم, في حركاتكم وسكناتكم, في سِركم وعلانيتكم, فإنه يعلم سركم ونجواكم, بقَدَر علمه بما تظهرون وتفشون, لا يخفى عليه شيء من أحوالكم, اعملوا على طاعته, واسلكوا مسالك مرضاته, وابتعدوا عن مواضِع لعناته, ومحال مؤاخذاته, تفوزوا غداً بجواره, وتتنعموا بكريم جوائزه, وتجتمعوا مع أوليائه في مجالسِ كرامته, وتنجوا من الاقتران بأعدائه في درا مَقـْته وكراهته.
واعلموا عباد الله أن أضر شيء بالإنسان أن يتبِع هواه, فإن اتباع الهوى يحجب العقل عن الرؤية, ويكف القلب عن الرَوِية, فيغدوا المرء أضعف إدراكا من الطفل الصغير, تختلط عليه الأمور, ولا يتميز عنده الضار من النافع, لا يتبين له طريق النجاة من مسلك الهلكة, فتراه يوقع نفسه فيما لا يعود عليه إلا بالضرر, ويورد مهجته مورد الهلاك, فإذا نصحت له اتخذَك عدوا, ومقتَك وحاربك, لأنه يرى نفسه أعرف من كل أحد, وأبصر من كل من خلق الله بالأمور, فهو دائما معتمد على ما يسميه فكرا وما هو إلا جربزة, متكئٌ على ما يطلق عليه عقلا وليس هو إلا رغبةٌ كامنة, واغترار بالنفس ورفع لها فوق ما يجب, فهو عدوٌ لنفسه في صورة صديق, ومبغضٌ في هيئة محب, ولو أن هذا الإنسان طامَنَ من غروره, وعرف قدر نفسه, والتزم بأحكام دينه, وألقى السَلم إلى الله سبحانه معتقدا حكمته, وأنه لن يشرِّع له من الدين إلا ما يحقق له الخير, ولن يضع له من الحكم إلا ما يجلب له المصلحة, أو يدفع عنه المفسدة، لعاش مطمئناً رغيدا, ومات آمناً سعيدا.
عباد الله اتقوا ربكم حق تقاته, وتزودوا ليوم ملاقاته, فإنكم قد أسرفتم على أنفسكم, وتساهلتم في طاعةِ ربكم, وخلعتم العَذار في معصيته, أطلقتم ألسنتكم عليه, وحرفتم كلِمه, وبدلتم أحكامه, واستبحتُم حريمه, بتأويلات أنتم اخترعتموها, وتشبيهات إن أخفيتُم على الناس بها ما في نفوسكم فإنكم لستم عن ربكم بساتريها, فإلى متى ستظلون في هذا الغي سادرين, وفي طريق المعاصي سائرين.
عباد الله كفوا عن الكذب والغيبة والنميمة والبهتان ألسنتكم, وعن التعرض لأموال الناس أيديكم, وعن الحرام والشبهة بطونكم, ولا تأتوا الفاحشة من بين أيديكم وأرجلكم, فلعل الله سبحانه يرحمكم, ويزيل ما أصابكم مما كسبَته أيديكم, وجلبته عليه أفعالكم.
عباد الله اغسلوا عن الحقد والحسد أنفسكم, أنقوا من قاذورات الشهوات والرغبات قلوبكم, أخلصوا لله سبحانه نيِاتكم, اشكروا الله سبحانه وتعالى باستعمال ما مَنَّ به عليكم من العقول بدلاً من كفر نعمته باتباع الأهواء, فكروا في ما يرضيه, وما يسخطه, راجعوا أحلامكم لتعرفوا الصادق على الله من الكاذب عليه حتى تتبعوا من بلّغ عن ربكم, وترفضوا الانصياع مع من بغاكم لدنياه معبرا يمتطي ظهوركم, اعرضوا على موازين أحكام الله مواقفكم ومواقف الرجال جميعاً حتى يتبين الناصح لكم ممن لا يهمه ما ستقدمون عليه عند ربكم.
عباد الله هذا شهر رمضان المبارك, شهر الرحمة والمغفرة, شهر التوبة والاستقالة, شهر تُغلق فيه أبواب النيران, وتفتح فيه أبواب الجنان, ويَعم من الله الكرامة والرضوان, فالتجئوا فيه إلى الله جلَّ شأنه وتوبوا إليه, واسألوه من فضله, أن يسبغ عليكم رحمته, ويشملكم بلطفه, ويزيل ما بكم من ضُر, ويرفع عنكم ما جلبتموه على أنفسكم من وَبال, فلعلَّ الله سبحانه أن يرأف بكم, فيوحِد صفوفكم المتفرقة, ويجمع كلمتكم المتمزقة, ويعيد عليكم ما فقدتموه من رغيد عيش, وحياة طمأنينة وسلام.
وفقنا الله وإياكم لمرضاته, والقيام بشرائف عباداته, ونجانا جميعاً من الشيطان ووسوساته, وما يبثه بين المؤمنين من عداواته, وجمعنا وإياكم على الهدى, وجنبنا مسالك الردى, واتباع دين الهوى إنه بالمؤمنين لطيف رحيم.
إن خير ما اتعظ به الأنام, وسار على هديه الكرام, كلام الله الملك العلام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ & حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ & كَلاَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ & ثُمَّ كَلاَ سَوْفَ تَعْلَمُونَ & كَلاَ لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ & لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ & ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ & ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ[[1].
وأستغفر الله لي ولكم إنه غفور رحيم وتواب حليم.
الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله واجب الوجود, الغني بلا حدود, الذي ليس له وقت معدود, ولا أجل محدود, أبدع فأتقن, وصور فأحسن, وامتنَّ فتفنن, ودان ولم يُدَن, لا تستنفذه المسائل, ولا ينقصه نائل, ولا تعيِيه الوسائل, عظيمٌ عرشه, شديدٌ بطشه, صادقٌ وعده، أكيدٌ عهده.
أحمده سبحانه على فضله المدرار, ونعمه الكبار, وآلائه الغزار, وأستهديه لسلوك طريق الأخيار, وملازمة منهج الأطهار, فإنه الرحيم الغفار, وأستكفِيه شر ما تجري به الأقدار, من طوارق الليلِ والنهار, وأعوذُ به من مكر الفسقة والفجار, وما يحدث بتحرك الفلكِ الدوار.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك القهار, العزيز الجبار, الذي أحاط الأرض بالبحار, وشق فيها الأنهار, وفجر منها العيون والآبار، وغرسَها بالأشجار, وجعلها فتنةً للكفار, ومسجداً للأخيار.
وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده الذي اختاره من أطيب الأعراق, وأرسله لإتمام مكارم الأخلاق, والنذارة من شر يوم التلاق, يوم تزيغ الأحداق, ويلتف الساق بالساق, وتُغَل الأرجل إلى الأعناق, ويتبرأ فيه الرفاق من الرفاق.
فصلِّ اللهم عليه كما بلغ رسالتك, وأدى إلينا ما حملته من أمانتك, ودعا إلى سبيلك, وقام بالنصيحة إلى عبيدك, وجاهد في نشر دعوتك, وإنقاذ بريتك, وآله سفن النجاة من بحار الفتن, وملاذ المؤمنِ إذا اشتدت المحن, الذين استودعتهم من علمك الدقائق, وفرضت طاعتهم على الخلائق, فالمتقدم عليهم مارق, والمتخلف عنهم غارق, واللازم لهم لاحق, والمنحاز برأي دونهم زاهق, والداعي إلى غيرهم ناعق, صلاة تبلغ من عرشك السرادق, وتستر عيوبنا يوم تَنكشف الحقائق, على رؤوس الخلائق, ويتبين فيه المخلص لك من المنافق.
عباد الله أوصيكم ونفسي الجانية قبلكم بما وصى الله سبحانه وتعالى به جميع عباده في كتابه فقال جلَّ من قائل: ]يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ & يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ[[2]، فلا تغرنَّكم الدنيا بمفاتِنِها, ويلهكم الأمل عن الاستعداد لذلك اليوم الذي تعلمون أنه لا مفر منه, ولا مناص من الوقوع فيه.
عباد الله إن طاعة الله سبحانه والعملَ بأحكامه, والالتزامَ بشرائعه, هو الطريق إلى تجنُب غضبه, والفوز برضاه, فلا يغرنَّكم تزيين الشيطان لكم ما لا ينفعكم من الأفعال أو الأقوال, فإن هذه الدنيا عمرُها قصير, وغنيُها إن لم يقدم من مزرعتها لآخرته فقير, فلا تشغلنَّكم عن ربكم, ولا يجرفنَّكم تيَّار عشاقها عن منهج بارئكم, فتصبحوا على ما فرطتم نادمين.
عباد الله هَبكم في هذه الدنيا حققتم رغباتكم, وأُترفتم في حياتكم, أفتظنون أنكم فيها تخلدون؟ وعنها لا تُنقلون؟ أفلا بغيركم تعتبرون؟ وبما يصيب المتصارعين عليها من البلاء تتعظون؟ ولما يجري بين أهلها على حطامها من التهاوش والتهاتر تتأملون؟ فهم على ما لا يقدرون على حفظه من حطامها يتصارعون, وعن ما ينبغي عليهم فعله لاهون, قلوبهم بالغل على من يخافون مشاركته لهم فيها فائرة, وأفئدتهم بالأحقاد على من يخشونه على ما في أيديهم منها خاترة, ونفوسهم عمن ينصحهم بترك الغلواء في حبها نافرة, بل هي لشدة غيظها ثائرة.
عباد الله هذا شهر الله المبارك, الميمونة أيامه ولياليه, الخيرة ساعته وآناته, قد جعله الله سبحانه كرامة لأمة محمد صلى الله عليه وآله, فيه يُضاعف أعمالهم, ويغفر لمسيئهم, ويتجاوز عن مذنبهم, يؤوي إليه من آب منهم, فاستغلوا مقامه بين أظهركم, ولا تُفَوِّتوا عليكم فرصة الرجوع لربكم, طهرُوا فيه من الأحقاد قلوبكم, ونزهوا فيه عن ما يغضب الله عليكم ألسنتكم, ودعوا فيه ما يُسخط عليكم بارئكم, واجهِدوا فيه جوارحكم ما يقربكم إلى ربكم, مع إخلاص نياتكم, واعلموا أن أفضل أعمال الإنسان في هذا الشهر بعد الصيام, هو إفشاء السلام وإطعام الطعام, والتصدق على الفقراء والأيتام, والقيام بالصلاة والمناجاة للملك الجبار والناس نيام.
ألا وإنكم في يوم هو عند الله عظيم, وشأنه لديه كريم, فهو حَريٌ بالتبجيل والتعظيم, وإن من أفضل مندوباته, ومسنوناته, هو الإكثار من الصلاة والتسليم على محمد وآله أصفياء الله البر الرحيم.
اللهم صلِّ على أول المخلوقين, وآخر المرسلين, المنبأ وآدم بين الماء والطين, الخاتم لسلسلة النبيين, شفيع المذنبين, وحبيب رب العالمين, النبي العربي المسدد, والرسول الهاشمي المؤيد, أبي القاسم المصطفى محمد.
اللهم صلِّ على الفاروق بين المبطلين والمحقين, الذي من أحبه كان من المؤمنين, ومن أبغضه فهو من المنافقين, نجيِ النبي ووزيره, وصفِيه وظهيره, سيد أهل المشارق والمغارب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
اللهم صلِّ على النبعة القدسية, والبِضعة المحمدية, الحوراء الإنسية, والراضية الرضية, الزكية النوراء, أم الحسنين فاطمة الزهراء.
اللهم صلِّ على النجم الأزهر, بل القمر الأنور, سبط سيد البشر, وابن حيدرة المطهر، الإمام بالنص أبي محمد الحسن المشتهر بشبر.
اللهم صلِّ على فرع دوحة الرسول, وقمر دار فاطمة البتول, ومُهجة الماجد البهلول, إمام السعداء, وسيد الشهداء, المقتول ظلما وما بل الصدى، دامي الوريدين، ومفضوخ الجبين, الإمام بالنص أبي عبد الله الحسين.
اللهم صلِّ على قطب رحى الرشاد، والشفيع عندك يوم التناد، الذي رفع قواعد الدين وشاد, قدوة العُبَّاد, وهادي العِباد, الإمام بالنص علي بن الحسين السجاد.
اللهم صلِّ على شارح علوم الجَفرِ والجامعة, وفاتح كنوزهما بقوَّته القدسية الجامعة, المطلع على علوم الأوائل والأواخر, ووارثِ الشرف كابراً عن كابر الإمام بالنص أبي جعفر الأول محمد بن علي الباقر.
اللهم صلِّ على قابوس الشريعة, وناموس الشيعة, غواص بحار الحقائق, ومرجع العُرَفاء في توضيح الدقائق, كتاب الله الناطق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق.
اللهم صلِّ على المبتلى بنوائب الحدِثان, والصابر على مصائب الزمان, والكاظم على ما أصابه من الظلم والهوان, سُلالة الأعاظم, وفخرِ بني هاشم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفر الكاظم.
اللهم صلِّ على مجدد الملة النبوية بعد اندراسها بالتقية, ومعيد المعاهد العلوية بعد اندثارها بالكلية, وممهد قواعد الشريعة المحمدية, حتى عادت غضةً طرية, الراضي بالقدر والقضا, والشفيع يوم القضا, الإمام بالنص علي بن موسى الرضا.
اللهم صلِّ على وارث الخلافة من الآباء والأجداد, وشارع مسالك الرشد والسداد, سيد الفضلاء الأجواد, الإمام بالنص أبي جعفر الثاني محمد بن علي الجواد.
اللهم صلِّ على ضياء النادي, وموئِل الرائح والغادي, ذي المكارِم المنتشرة في كل وادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمد الهادي.
اللهم صلِّ على جامع العلوم الإلهية, المتكمل بالأخلاق النبوية, المتقلد بالخلافة العَلوية, ذي الوجه الأنوَري، والفكر العَبقري, الإمام بالنص أبي محمد الحسن العسكري.
اللهم صلِّ على القائم بأعباء الخلافة الإلهية, المدخر لإنقاذ البرية, وإحياء السنة المحمدية, ونشر العدل بين سكان الوَطية, شريك القرآن, وإمام الإنس والجان, المؤيَد بالسيف والبرهان, مولانا المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان.
اللهم اكلأه بركنك الذي لا يُضام, واحرسه بعينك التي لا تنام, وانصره على كل من ناوأه من اللئام, ومكن له في أرضك حتى يعمها الأمن والسلام, وتفضل علينا يا ربنا بالتوفيق لطاعته, والقيام بنصرته, والدخول تحت رايته, فإنك حميد مجيد.
إن أبلغ ما وشح به خطبته خطيب, وأحلى ما تذوقه أديب كلام الله الحسيب الرقيب, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[3].
وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه هو الغفور الرحيم والمتفضل الكريم.
[1] سورة التكاثر
[2] سورة الحج:1- 2
[3] سورة النحل:90
معلومات إضافية
- التاريخ الهجري: 12 رمضان 1416
