khutab aljumaa3

وفاة أمير المؤمنين عليه السلام

خطبة الجمعة 19 رمضان 1416هـ المصادف 9 شباط 1996م

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

الحمد لله ذي العظمة واللاهوت, والعزة والجبروت, والملك والملكوت, المتوحد بوجوب وجود ذاته, المتفرد بكمال نعوته وصفاته، المستغني عن الدلالة عليه بشيءٍ من مصنوعاته, المتفضل بالإحسان لكافة مخلوقاته, البينة حجته بوضوح آياته, الظاهرة حكمته في اتساق تشريعاته.

نحمده سبحانه بكل ثناءٍ يليق بعز جلاله, ونثني عليه بكل مدحٍ يناسب علو كماله, ونشكره تعالى على قديم كرمه وعميم نواله، التماساً لزيادة منِّه وإفضاله, وفراراً من أليم أخذه ونكاله, ونعوذ به من وسوسات الشيطان وأعماله, ونلوذ به من شر كل باغٍ قد نسي يوم مآله, ولم يراقب ربه في شيءٍ من أفعاله وأقواله, ونستعين به جلَّ اسمه على نوائب الدهر وأهواله, ونسأله التوفيق للالتزام والعمل بما بُلغناه من وصاياه وأقواله, والنجاة يوم العرض من نسيانه وإهماله.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, ذو النعم التي جلَّ عن الإحصاء عددها, والمنن التي عزَّ على التحديد أمدها, والحجج التي انبهر بصدقها جاحدها, العالم بالخفيات فلا يخفى عليه معتمدها, المطلع على النيات فلا يشتبه عليه غافلها وعامدها.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله مقدام كتائب النبوة وقائدها, وخاتم صحيفة الرسالة ورائدها, وموضح طرق الهداية ومعبدها, ومفرق زمر الغواية ومبددها, ونشهد أن ابن عمه علياً هو ولي الأمة من بعده وسيدها, وهو المؤتمن على أسرار الرسالة وشاهدها, وأنه مثله في ما عدى النبوة من المناصب وإن استهول ذلك جاحدها.

فصل اللهم عليهما وآلهما صلاةً ترفع بها لهم المناصب, وتغيظ بها كل معادٍ لهم مناصب, وحاقدٍ عليهم وناكب, وتجزل لنا بها المواهب, وترفع بها لنا المراتب, وتدفع بها عنا شرَّ كل مغتسقٍ بحقده مراقب.

اعلموا عباد الله إنكم في يوم هو عند الله عظيم وفضله عميم, فليلته التي مرت هي إحدى ليالي القدر التي أكرم بها الله سبحانه وتعالى أمة محمدٍ صلى الله عليه وآله, فهي من أفضل ليالي هذا الشهر الكريم, ويومها من أشرف أيامه, فكان ينبغي أن تُتخذ موسماً للأفراح, وموعداً للمسرة والانشراح, وإظهار الأنس بما منَّ الله به على هذه الأمة من التكريم لها, ولكنها شيبت بحادث وقعه على الإسلام عظيم, ومصيبةٍ رزؤها على النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته جسيم, ففي سحرها تمكن الأنذال من تنفيذ مؤامرتهم باغتيال سيد الموحدين, وإمام المسلمين, فاغتالوا بذلك المسرة في قلوب المؤمنين, بل أطاحوا بعماد الدين, وهدموا بقتله حصنه الحصين, فحققوا بذلك حلم المنافقين, الذين لم يدخلوا الإسلام إلا مستسلمين, ومن سيفه خائفين, ولذلك نابذوه العداوة وقد كانوا بوجوب حبه وموالاته من العالمين, فزووه عن مقامه الخليق به, وقدموا عليه غيره ممن يعلمون أنه لا يدانيه تضحيةً ولا جهادا, ولا قرابةً ولا علما, مثيرين عليه البغضاء في قلوب الناس, متعاونين في تشويه صورته مع الفسقة الأرجاس, حتى أنه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله لم يبق معه من الأمة إلا أفراد لا يمكن أن يستقيم بهم أمر, ولا يصح أن يجازف بهم في دفع مكروه ألم, فتواثبوا عليه من كل جانب, وأظهروا له ما كان في الصدور من الحقد الدفين, المتولد من قتل الآباء والأعمام والأخوال بسبب حربهم لسيد المرسلين, وما أصاب من دمائهم في بدرٍ وأحدٍ وحنين, وتكسيره لما يعبدون من الأصنام من فوق البيت الحرام. نعم, تواثبوا عليه من كل جانب, ناسين أو متناسين جهاد والده أبي طالب في سبيل الدفاع عن هذا الدين, وتحمله عبء حماية الرسول الكريم, ومن آمن معه في وقت الشدة والضيق. نسُوا ما قدمه من الضحايا من أهل بيته في سبيل الدفاع عن حوزة الإسلام, ومن قُتل له من الإخوة والأعمام, نسُوا خوضه لتلك الغمرات الجسام, التي ارتجفت من هولها قلوبُهم, وزاغت من خوفها أبصارهم, وارتعشت لمّا دعوا لها لمصالاتها أبدانهم, نسوا كل فضائل علي وسوابقه, وصمّوا آذانهم عن كل ما قاله رسولهم في حقه, فزوَوْه عن مقام الخلافة والقيادة, حسداً من عند أنفسهم, وإحنا تفيض به قلوبهم. فبقي صلوات الله وسلامه عليه خمسة وعشرين سنة قابعا في بيته, لا يشارك في أمر الأمة بشيء إلا إذا أعيتهم المذاهب فلجؤا إليه يلتمسون منه العون؛ فيسعفهم بما يُحل لهم المشكلة. ولمّا اعصوصبت بهم الأمور بعد أن تقاذفتهم الأهواء, وجربت في حكمهم الآراء, وتنقل الأمر بهم من بيتٍ من بيوت قريش إلى بيت آخر, وآل بهم الأمر إلى قتل خليفتهم الذي ولّوه, بعد أن رأوه يميل إلى غيرهم, ويقدِّم عليهم سواهم فقاموا بالتأليب عليه وجاهروه العداوة, وأثاروا عليه البلدان حتى تمكنوا من قتله, ووجدوا الناس تندفع إلى عليّ اندفاع الهِيم العُطاش إلى وِردها, ولم يكونوا آنذاك قادرين على إبراز أنفسهم, جاؤوه مبايعين بقلوب تضمر الخيانة, ونفوسٍ يملأها النفاق فما أشبه بيعتهم هذه ببيعة إسلامهم لابن عمه صلى الله عليه وآله يوم اضطروا للشهادة أمامه لله بالوحَدانية وله بالرسالة, فكما عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله يتحينون فيه الفرص, ويتربصون به الدوائر, كذلك عاملوا به عليّا أيام خلافته, فجعلوا أيامه حروبا وفتنا, وإثارة وتأليبا, حتى تمكنوا من القضاء عليه بأبي ونفسي وهو في صلاته منقطعٌ لربه. وليتهم اكتفوا بما نالوا منه في حياته, بل جعلوا عداوته ديناً يتقربون به, وأخذوا يشِيعون سبه وشتمه, ويحاربونه في معاداة كل من كان معه أو في جماعته, بل يستحلُون قتل كل من لم يرض بفعلهم فيه حتى شبت على ذلك نفوس الأطفال, وهرمت عليه عقول الرجال, وبنيت على عدم الاعتراف بحقه الأجيال.

عباد الله, هذا هو حال طالبي الدنيا وعشاقها, هذا ديدنهم في جميع الأزمنة والآنات, لا فرق في ذلك بين بني إسرائيل حيث يقتلون من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبياًثم يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كأن لم يفعلوا شيئا,  وبين بني يعرب أوبني إسماعيل, فمن حلِيَت الدنيا في عينيه, وأنسته ذكر ربه, نبذ التقوى من نفسه, وصار دينُه هواه, ونيله المجدَ في هذه الحياة مولاه, فلا يبالي بما يرتكبه من الآثام, ولا يهتمُّ في سبيل الوصول إلى مبتغاه وإن فنيت الأنام, وهلكت الأنعام.

فاتقوا الله عباد الله ولا تتبِّعوا خطوات من جانب شريعة الله, ولم يتقيد بأحكامه, فإن عمر الدنيا قصير, ومتاعها في جنب ما وعد الله الصابرين حقير, والأمر غدا جِدُّ خطير, فبادروا فيما بقي من أيام أعماركم إلى عمل الخيرات, وأكثروا من فعل الحسنات, وابتعدوا ما استطعتم عن الهفوات, وتجنبوا ما تقدرون على تجنبه من الشبهات, فلعلَّ الله سبحانه يلطف بأحوالكم, ويتجاوز عن سيئاتكم خاصة في مثل هذا الشهر الذي جعله شهر الرحمة والغفران, وارفعوا أيديكم بالدعاء فإنه هو السميع المجيب.

اللهم ما عرفتنا من الحق فحمِّلناه, وما قصرنا عنه فبلغناه, اللهم اللم به شعَثنا, واشعب به صدعنا, وارتق به فتقنا, ووحِّد به كلمتنا, واعزز به ذلتنا, وكَثِّر به قلتنا, وآتنا به من الدنيا والآخرة آمالنا فإنك خير المسئولين وأوسع المعطين.

إنّ خير ما تلاه خطيب, واتعظ به نابهٌ أذيب كلام الله الرقيب الحسيب. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا & وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا & وَقَالَ الْإنْسَانُ مَا لَهَا & يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا & بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا & يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ & فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ & وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ[[1].

وأستغفر الله لي ولكم, إنه هو غفورٌ رحيم وتواب حليم.

 

 

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي جعل الدنيا سجناً لأوليائه, وجنة ونعيما لأعدائه, ألبس فيها أحبابه سرابيل الأحزان, وردَّاهم فيها بدثار النكبات والأشجان, وأذاقهم فواجِع الدهور والأزمان, وزوى أبصارهم عن التطلع إلى روْنقها الفتّان, ومحا من قلوبهم حب الرفعة فيها على بني الإنسان, وشغل أفئدتهم بحبه فما ترى أحدا منهم إلا وهو في عشقه له ولهان, رانية أبصارهم للاجتماع به في مجالس الأنس والرضوان, والسُّكنى بجواره في ما أعد للأحبة من قصور وجِنان.

فله الحمد حمداً كثيرا على أن جعلنا من شيعة أوليائه, المتمسكين بعروة مودة رُسله وأصفيائه, وله الشكر على أن كرَّه لنا سلوك طرائق أعدائه, وفارق بيننا وبين أهل جفائه, ونعوذ به من زلَق الفكر وغلوائه, وضلال العقل في بيداء أهوائه, وما يزيِّنه الشيطان في وسوسته وإملائه, ونلوذ به من شر كل باغ يثيره ألمُ الحقدِ بأدوائه, ونسأله الرحمة يوم نبعث للقائه, ونوقف أمام كرسيِّ قضائه.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في عزه وكبريائه, ولا ندَّ له في مجده وآلائه, ولا مثيل له في نعوته وأسمائه, ولا ضد له في أرضه وسمائه, ولا مثل له في تفضله وعطائه.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله خاتِم رسله وأنبيائه, وأقرب المقربين له من أحبته وأودّائه, وأمكنُ المشفَّعين لديه من خاصته وأوليائه, وأفضل من خصهم بمَزية اختياره واصطفائه, كرمه بتاج قاب قوسين وردَّاه بردائه.

صلى الله عليه وعلى آله الميامين وخلفائه, الذين درجوا على نهجه ودافعوا عن حِياض مائه, وتحمّلوا في سبيل حفظ دينه أذية أعدائه, وناضلوا في رفع منار هديه ونشر لوائه, صلاة تجعلنا من الآمنين يوم يُفزع الناس دويَُ ندائه.

أوصيكم عباد الله ونفسي الجانية قبلكم بتقوى الله سبحانه الذي لا بد لكم من لقائه, ولا مفر لكم من الوقوف أمام قضائه, فتدثروا بلباس الخوف منه, والخشية من مؤاخذته, فإن الإيمان بالله سبحانه بدون تقواه ومراقبته كالشجرة المهمَلة التي لا تعطي من الثمار إلا ما يحفظ الرمق الجائع المُجدّ, بل إن مجانبة التقوى وعدم القيام بفروض الطاعة للمولى, إذا انضم إليه ما يوقعه عدم الخشية من المؤاخذة الذي هو النتيجة الطبيعية لمن تعرى من لباس التقوى ما يوقعه عدم الخشية في المعاصي والموبقات كالسُموم والأمراض لتلك الشجرة, فلا تزال بسبب الجفاف لقلة الطاعات والعبادات وما يصبُّ عليها من سيول المعاصي من الأملاح القاتلة تذوي شيئا فشيئا حتى تموت في قلب الإنسان, فيصبح الإيمان حينئذٍ لقلقةً باللسان, لا اعتقاداً في الجَنان, يصبح الإيمان جثة محنطة مكفنة في قلب الإنسان, فلا يكون حاجزاً له عن النار, ولا مانعا من غضب الملِك الجبار.

فاتقوا الله عباد الله واغسلوا قلوبكم من أدران المعاصي بالحسنات, فإن الحسنات يذهبن السيئات, ولا تتساهلوا في أمر مصيركم, وما إليه عاقبة أمركم, تسوِّفون التوبة, وترجئون الرجوع والأوبة, كأنكم قد عرفتم أيَّان عن هذه الدار ترحلون, ومتى منها تنقلون, حتى يقول القائل منكم غداً أتوب, أو بعد غدٍ أرجع وأؤوب, هذا شهر الله الذي جعله سبحانه متجراً للتعامل معكم, ووسيلةً لإنزال البرَكة عليكم, ولطفاً منه إليكم, قد تصرّمت أكثر أيامه, وعن قريب سوف يقوِّض من ربوعكم أطناب خِيامه, فيا ويل من خرج عنه هذا الشهر ولم تُغفر له فيه ذنوبه, ولم يكفَّر عنه حُوبه, بادروا رحمكم الله فيما تبقى من أيامه ولياليه, فتاجروا فيها مع الغني الذي يعطي على العمل اليسير أجراً كبيرا, تعاملوا فيه مع الكريم الوهاب الذي يقنع منكم بالقليل من العمل, ويهب لكم الكثير من الأجر مضاعفا, أخلصوا لله فيه النيات, وتبضعوا فيه من الطاعات, وتاجروا في أسواقه بالقربات, تفوزوا غدا بأسنى الجوائز والهِبات, وتحضَوا بالنعيم في الجنات, حيث الأمن والأمان, حيث الكرامة والرضوان, حيث الحور والولدان.

ألا وإنكم في يوم من أفضلِ أيام السنة قدرا, وأرفعها في الملأ الأعلى ذكرا, وإن من أفضل وسائل الوصول إلى تلكمُ الرغبات, وتحقيق هاتيكم الطلبات, ومحوِ الذنوب والسيئات, ومضاعفة الثواب والحسنات, والتقرب من مبدع البريات, هو الإكثار من الصلوات والتحيات, على محمد وآله السادات.

اللهم صلِّ على من بعثته للموحِدين نعمة وبشرى, ونقمة على من عبد يعوق ويغوث ونسرا, وأنزلت عليه القرآن هداية وذكرى, وجعلت مودة ذوي قرابته لرسالته أجرا, الحصن الإلهي المشيَّد, والرسول العربي المؤيد, أبي القاسم المصطفى محمد.

اللهم صلِّ على باب مدينة علمه, والشارب من منبع علمه وحلمه, عيبة العلوم الربانية, وكنز المعارف السبحانية, ووسيلة العوارف الرحمانية, المولود دون الناس في البيت الحرام, والمقتول حال سجوده للملك العلام, الشهاب الثاقب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

اللهم صلِّ على الدرة النادرة, والجوهرة الفاخرة, والمعصومة الطاهرة, البتول الغراء, أم الحسنين فاطمة الزهراء.

اللهم صلِّ على السبط الممتحن, الصابر على عظائم المِحن, من ذوي الحقد والإحن, المرتهن بحوادث الزّمن, القائم بالفرائض والسنن, الإمام بالنص أبي محمّد الحسن.

اللهم صلِّ على مجلِّي حلبة السعادة بما ناله من عظيم الشهادة, ومحلّي جِيد السيادة بما رفع من أعلام الدين وأشاده, مقطوع الوريدين, ومعفر الخدين, الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.

اللهم صلِّ على من أحيا رسوم العبادة, وأقام دارسِها وشاده, خير من أنارت به أندية الصلوات, وأفضل من زهرت به حنادس الخلوات, الإمام بالنص أبي محمد علي بن الحسين ذي الثفنات.

اللهم صلِّ على مصباح العلم الزاهر, وبحر الحلم الزاخر, ذي الصيت الطائر, بين كل بادٍ وحاضر, والذكر السائر في النوادي والمحاضر, الإمام بالنص أبي جعفر الأول  محمد بن علي الباقر.

اللهم صلِّ على مجدد أركان الشريعة, وباني حوزتها المنيعة, ذي الدرجة الرفيعة, أفضل صادعٍ بالحق وناطق, وأكمل بارعٍ في نشر الحقائق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق.

اللهم صلِّ على ناظم قلائد العوارف والمراحم, ومؤسس مدارس الفضيلة والمكارم, الصابر على كل خطب متعاظم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.

اللهم صلِّ على طوْدِ العلوم والمعالي, وكنز المفاخر المشحون بغوالي اللئالي, ومن ليس له مفاخرٌ مدى الأيام والليالي, ذي الفضل الذي أشرق في سماء المجد وأضاء, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.

اللهم صلِّ على ربيع البلاد, ومنبع الفضل والسداد, المتكرم بالطّارف والتلاد, سيد الأجواد, الإمام بالنص أبي جعفر الثاني محمد بن علي الجواد.

اللهم صلِّ على إمامَي الأبرار, وخصمي الفجار, وطيبي النّجَار, ومن بهما تحط الأوزار, والعريين من وصمة الشك والرين, الإمامين المنصوصين أبي الحسن علي الهادي وابنه أبي محمد الحسن العسكريين.

اللهم صلِّ على الطلعة المجلّلة بالهيبة والظفر, والدولة المخدومة بالقضاء والقدر, والغرة المشرقة بالنُور الأزهر, شريك القرآن, وباهر البرهان, والحجة على كافّة الإنس والجان, الإمام بالنص أبي القاسم المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان.

عجل الله تعالى فرجه, وسهّل مخرجه, وبسط على وسيع الأرض منهجه, وجعلنا من المشمولين بدعوته, الآمنين أيام دولته إنه على ما يشاء قدير.

إن أبلغ ما وَعظ به الواعظون, واتعظ به المتقون, كلام من يقول للشيء كن فيكون, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[2].

وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات, إنّه غفور رحيم وتوابٌ كريم.

 

 

 

[1]  سورة الزلزلة

[2]  سورة النحل:90

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 19 رمضان 1416ام
قراءة 720 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.