الالتزام بمنهج الله وترك التفرق – النوافل وقيام الليل
الجمعة 27 شوال 1417هـ المصادف 7 آذار 1997م
الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله ذي المجد والبهاء، والعزة والكبرياء، والعظمة والآلاء، الذي خلق من الزبد أقاليم الغبراء، وصنع من الدخان أفلاك السماء، ]ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ ائْتِيَا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ[[1]، فطر العقول على معرفته، ولولا ذلك لتكأدت كثيراً من العناء، وفتح لها طرائق النظر في بدائع صنعته، وأصناف مخلوقاته، لتدرك شيئاً من الحكمة فلا تجحد أسماءه الحسنى.
نحمده على أن جعلنا من أمة سيد المرسلين، وشيعة علي أمير المؤمنين، الموالين للأئمة المعصومين، المؤدِّين لحق الرسالة في مودة أهله ما لم يكونوا عليه مخالفين, وله معاندين، ونسترشده لاتباع آثار الهداة الصادقين، الذين وصفهم تعالى في خطابه المبين، بقوله: ]وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ[[2]، فإنه تعالى مرشد المدلجين، ونستهديه لمعرفة ما اختُلف فيه من الحق بإذنه فأنه يهدي من يشاء إلى الصراط القويم والنهج السليم.
وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له فتق العقول على معرفته وتوحيده، وفطر النفوس على إدراك وجوب وجوده، خفيت على العقول ذاته، وظهرت لذوي الألباب براهينه وآياته، وملأت أرجاء الوجود كلماته.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله سفيره في بريته، ورسوله إلى عامة خليقته، أنزل عليه الكتاب بالحق وأمره بإعلان دعوته، وجعله دليلاً إلى جوادِّ طاعته، فبلغ رسالات ربه، وبشر المذنبين ليفوزوا بالمسارعة إلى التوبة عن معصيته، وأنذر المنيبين أن ينزلقوا في مهاوي معصيته.
اللهم صلِّ عليه صلاةً تبلغ معاقد العز من عرشك، وتدوم بدوام مُلكك، وتفتح أبواب رضاك والأنس بقربك، وعلى ابن عمه عليٍ الذي كشفت به كربته، وفرجت به غمته، وشددت به أزره.
وصلِّ اللهم على الأئمة الهادين من ذريتهما، خلفائه في أمته، الناشرين لدعوته، الراوين لسنته، المبيِّنين أحكامه، الرافعين أعلامه، ]أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[[3].
عباد الله, أوصيكم بادئاً بنفسي قبلكم بتقوى الله سبحانه، والعمل بشرائعه وأحكامه، والسير على مناهجه، والتزام سُبل طاعته، فإنه سبحانه سيدكم ومولاكم، الذي بفيض جوده جئتم إلى هذا الوجود، وبمنِّه تتصرفون بهذه القوى التي منحكم إياها، فاذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أمواتاً فأحياكم، كنتم عدماً محضاً فأوجدكم، وكنتم ضالين فهداكم، كنتم فقراء فأغناكم، كل شيءٍ في أيديكم من خيرٍ فهو منه سبحانه، هو الذي مكَّنكم من التصرف فيما حولكم من سائر المخلوقات, فصرتم بمنِّه ونعمته أفضل المخلوقين، فهل جزاء هذه النعم أن تصدوا عن طاعته, بل تتعمدوا معصيته، تنبذون كتبه وراء ظهوركم، وتمرون بآياته فتغمضون عنها أعينكم، وينبهكم بزواجره فتصمون دون ندائها أسماعكم، ألا تعلمون أنه سبحانه غني عنكم، قادر على أن يرسل عليكم صاعقاً من السماء فإذا أنتم خامدون، أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعضٍ أو يذهب بشيءٍ مما آتاكم من نعمه بأن يجعل ماءكم غوراً فمن يأتيكم من بعده بما تشربون.
عباد الله, ارجعوا إلى ربكم وتوبوا إليه يرحمكم، ويكشف ما بكم من ضر، ارجعوا إلى هديه، تمسكوا بدينه، التزموا مناهج أوليائه، دعوا عنكم تزويقات الكفار والملحدين، ابتعدوا عن الدعوة إلى مناهج الضالين، فإنها ظلمٌ وإن زينها الشيطان لأوليائه وكأنها الجنة التي سينعمون في ظلها بالأمن والأمان، ما هي إلا طريقٌ موصلٌ إلى النار.
عباد الله, إن من أجلِّ صفات الإسلام أنه دين الأخوة، والألفة والمحبة، من أهم خصائصه أنه دين التوحيد، إنه اعتقاد وحدانية الخالق وفردانيته وتفرده في الربوبية والألوهية والخلق والإيجاد، وهو أيضاً توحيدٌ للكلمة، توحيدٌ لصف المؤمنين بكلمة التوحيد، توحيدٌ للهدف الذي يصبوا إلى الوصول إليه كل موحدٍ وهو الحصول على رضا الله سبحانه والفوز بقبوله، ومن أجل ذلك يتعاون المؤمنون على البر والتقوى، يتعاونون على عمل الخير، فهم رحماء بينهم, تراهم ركعاً سجداً يبتغون من فضل الله ويخشون غضب الله، وهم على الكافرين أشداء. المؤمنون إخوة يحفظ كل فرد منهم أخاه في ماله، في عرضه، في سمعته، يدافع عنه في الغيب، يرفض أن يسمع غيبته، وبقدر ما هم أخوةٌ يجمع بينهم الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر، كذلك هم أعداءٌ قالون للملحدين, الذين ينكرون وجود الصانع تقدست أسماؤه, أو ينكرون كتبه أو رسله أو لقاءه.
عباد الله, إن من أعظم انتقام الله سبحانه ممن يعصيه، أن يجعلهم شيعاً وأحزاباً ويذيق بعضهم بأس بعض، معنى ذلك أنه بقدر ما تكون الوحدة والتآلف رحمةً من الله سبحانه، كذلك فإن الفرقة والتخاصم والتشاجر بين فئات الأمة وأفرادها نقمةٌ من الله سبحانه، فمتى ما انحرفت الأمة عن طريقه، متى ما زاغت عن هديه، متى ما دعت إلى غير سبيله، فإن الله سبحانه وتعالى يضربها ضرباتٍ مختلفةٍ لعلها تتنبه من غفوها، تعود من سكرتها, وتعود إلى رشدها قبل أن يحل عليها غضبه ومقته فيكلها إلى نفسها، ويكون الاختلاف بينها مع ما فيه من مرارة، مع ما يسببه من ضعف ووهن مجرد تنبيهٍ بسيط، وهذا الاختلاف أمرٌ طبيعي إذ لا يعقل أن يجمع المجتمع المسلم على معصية الله, لا يعقل أن يجتمع المجتمع المسلم على الدعوة إلى مناهج الكفار, لا بد أن يبرز في الأمة من يرفض ذلك ويصر على البقاء على طريق شريعة الله، ويقوم بتحذير إخوته مما هم عليه مقدمون، وعندئذٍ يأتي أولياء الشيطان الذين يندسون في صفوف المؤمنين، من الملحدين والفاسقين، فيزينون للجهلة معاداة الناصحين، يحضونهم على محاربة المؤمنين، يدفعونهم لارتكاب الموبقات في حقهم, من التشويه والتكذيب والبهت, لأنها فرصتهم في التفرق بين أبناء الإسلام, وحتى يتمكنوا من إضعافهم وجرهم إلى معصية الله سبحانه معهم، فتكون العداوات، وتكون الأحقاد، وتقطع الأرحام، يعمر طريق الشيطان، ويقفر طريق الرحمن، فإذا لم ترعوِ الأمة عن الغي الذي تسير عليه، إذا لم يضرب العقلاء على أيدي الجهلة وذوي الأغراض من أن يفسدوا حياة الأمة عندئذٍ يحق القول على تلك الأمة, وينزل عليها مقت الله وغضبه، ويُسلط على الأمة من لا يرحمها.
فيا عباد الله نقوا أنفسكم من الحسد والبغضاء، طهروا قلوبكم من الموجدة والحقد، رصوا صفوفكم على هدي الله، اجمعوا كلمتكم على طاعة الله، حاربوا أعداء الله المنكرين لوجوده، فإنهم في الحقيقة أعداؤكم، ]وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ[[4].
جعلنا الله وإياكم ممن آمن به، وصدق رسله، واتبع هديه، وعمل بكتابه، ودعا إلى سبيله، وآمن بوعده، وسعى إلى طاعته، إنه على كل شيءٍ قدير .
إن أفضل خطاب، كلام الله المستطاب، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]وَالْعَصْرِ & إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ & إِلاَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[[5].
وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم, والتواب الحليم.
الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله خالق العباد، وساطح الوهاد، ومؤمِّن البلاد، الهادي إلى الخير والرشاد، الذي ليس لأوليته ابتداء, ولا لآخريته انتهاء، فهو الأول لم يزل، والآخر بلا أجل، خارجٌ عن الأشياء لا بمزايلة، قريبٌ منها لا بمداخلة، لا تتمثله المدارك والأفكار، ولا تدركه اللواحظ والأبصار، ولا يقاس بمقياسٍ ولا يقدَّر بمقدار، قدر الأقضية والأقدار، وخلق الشمس والقمر وميز الليل من النهار.
نحمده سبحانه بما له من المحامد، ونشكره تعالى على ما له من بوادي النعم والعوائد، ونستهديه جلَّ إسمه لأرشد المقاصد، ونستكفيه أمر كل خاترٍ وكائد، ونستدفعه شر كل متقصدٍ معاند، ونلوذ بجواره من سطوة كل جائرٍ وجاحد، ونسأله النجاة يوم الفزعة من تلكم الشدائد.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا وزير، ولا معين له في ملكه ولا ظهير، شهادةٌ ممتحنةٌ بالإخلاص، مدخرةٌ ليومٍ يؤخذ فيه بالأقدام والنواص، تثقل لنا الميزان، وتطفأ عنا لهب النيران، وتعود علينا بالعفو والغفران، وتُفتح لنا بها أبواب الجنان.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده الذي اختاره بعلمه لرسالته، وحبيبه الذي اصطفاه لخلته، فبعثه هادياً وبشيرا، وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيرا، فأقام صلى الله عليه وآله دعائم الدين، وأرسى قواعد الحق واليقين، ونشر كلمة التوحيد حتى أسمعها من في الخافقين، ونقض صروح المبطلين، وأهار أركان الملحدين، بعد أن أجهد في محاربة أتباع الشيطان، ونصب في مكافحة ذوي المروق والعصيان، وصبر على أذية ذوي النفاق والأضغان.
صلى الله عليه وآله مشارق أنوار شموس الحق المضية، ومطالع أنوار الهداية الوضية، الأقمار المشعة بالحقائق الإلهية، حماة دعائم الديانة المحمدية، وسفن النجاة الأمة الإسلامية، صلاةً عابقةً زكية، منقذةً من الفزعة الدوية، يوم يقوم الناس من الوطية، وتعرض الأعمال على رب البرية.
عباد الله, أوصيكم ونفسي الجانية قبلكم بالالتزام بجادة التقوى, فإنها للنجاة من غضب الجبار السبب الأقوى، بل هي الجُنَّة الواقية من الوقوع في لظى، واعلموا يا عباد الله أن هذه الخصلة الجليلة لا تُنال إلا بجهاد النفس بشتى المجاهدات، وإلزامها بالتخلي عن ساقط العادات والرذائل، والتحلي بمحاسن الصفات والفضائل، وتعويدها على السير في طرق الكمالات, والمواظبة على اكتساب الحسنات، ولا يتم ذلك إلا بنبذ العقائد الفاسدة، والابتعاد عن الأفكار الكاسدة، وإدمان ذكر الملك الغفار، والإكثار من التذلل له والاستغفار في الأسحار، والمواظبة على الإتيان بالمستحبات من سائر الطاعات, وبالأخص مندوب الصلوات من النوافل الراتبات، التي وردت فيها الترغيبات، وحث عليها النبي وآله السادات عليهم أفضل الصلوات والتبريكات، ومن أقوى وسائل الفوز بالجنات هي المناجاة للملك العلام، وخاصةً صلاة الليل, والقيام برسم الخدمة في جنح الظلام، والناس نيام، حيث تتم الخلوة بالمحبوب، وتسنح الفرصة للتزلف إليه لنيل المطلوب.
فحافظوا رحمكم الله على نوافل الليل, فإن لها من الله الفضل العظيم، وقد وصفها سبحانه وتعالى في كتابه بقوله الكريم: ]إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئاً وَأَقْوَمُ قِيلاً[[6]، ولا إشكال أن النفس قد تكون أنشط في أداء سائر النوافل والطاعات التي تؤدى في المساجد وسائر المواضع, وربما داخل العمل حينئذٍ نوع من الرياء والمباهاة، بخلاف صلاة الليل التي يأتي بها المكلف منفرداً في قعر بيته عن المشاهدين، ومستتراً في مصلاه عن سائر الناظرين، وقد وردت في الحث عليها كثيرٌ من الأخبار عن السادة الأخيار؛ فعن مولانا الصادق صلوات الله عليه أن في صلاة الليل ثلاث خصال تبيض الوجه وتطيب الريح وتكثر الرزق[7]، وعنه عليه الصلاة والسلام: "إن الله ضمن بصلاة الليل قوت النهار"[8]، وأن الله سبحانه ليباهي ملائكته بمن يقوم الليل من عباده المؤمنين، ففي الخبر عن أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق عليه السلام ما معناه: "أن العبد ليقوم لصلاة الليل فيميل النعاس برأسه يميناً وشمالاً ويقع ذقنه على صدره فيأمر الله سبحانه أبواب السماء أن تفتح ويقول للملائكة: انظروا إلى عبدي وما يصيبه من التقرب إلي بما لم أوجبه عليه، وهو إنما يرجوني لأحد ثلاث: ذنبٍ أغفره له، أو توبةٍ أجددها له، أو رزقٍ أزيده فيه، فاشهدوا يا ملائكتي إني قد جمعتهن له"[9].
فلا تفوتكم هذه المقامات، فتخسروا تلكم الكرامات، وأكثروا في هذه العبادات من البكاء والعويل، واذرفوا الدموع للنجاة من العذاب الطويل، فإن القطرة من الدمع تطفئ بحراً من النيران, فكيف إذا اغرورقت العين بالدموع، وساح الدمع على الخدين، خوفا من عذاب رب الثقلين. وأحيوا ليلكم بالدعاء والمناجاة, وأكثروا من التهجد والتلاوات، وتزلفوا إلى الله بإخلاص النيات، وتملقو إلى ربكم في فكاك رقابكم من النار المخلوقة لأعداء الملك الجبار، واسألوا منه العفو عن الحوبات، ومحو السيئات, بل ألحوا عليه في تبديلها بالحسنات، وتوسلوا إليه بإكثار الصلوات والتحيات, على النبي وآله الهداة، فإن ذلك من أنجح الوسائل في إقالة العثرات، ورفع الدرجات، ومضاعفة الحسنات.
اللهم صلِّ على النور المتجسد في الهياكل البشرية، الذي شرف بنعله بساط الربوبية، وأفيضت عليه الأنوار الإلهية في الحضرة القدسية، النبي المؤيَّد، والحصن الرباني المشيَّد، أبي القاسم المصطفى محمد.
اللهم صلِّ على باب قلعة العلوم الربانية، المشافه بالمعارف الإلهية، أخي النبي المصطفى بل نفسه الزكية بنص الآية القرآنية، فخر دوحة لوي بن غالب، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
اللهم صلِّ على من فطمت محبيها من سقر، وجعلت لها الشفاعة في شيعة بعلها وولدها يوم المحشر، الدرة النوراء، والمعصومة الحوراء، أم الحسنين فاطمة الزهراء.
اللهم صلِّ على السيد السري، والكوكب الدري، شمس سماء الإيمان، وريحانة رسول الرحمن، السبط الممتحن، الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن.
اللهم صلِّ على القمر المنخسف بسيوف بني أمية، والسبط الذي فرطت في حفظه الأمة الشقية، ثمرة فؤاد فاطمة الزكية، ريحانة الرسول الأمين، الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.
اللهم صلِّ على خير العُبَّاد، وأفضل من تكرم وجاد، سيد الساجدين، الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين زين العابدين.
اللهم صلِّ على مُظهر العلوم الربانية، وناشر المعارف السبحانية، ذي الذكر الطائر بين كل بادٍ وحاضر، والصيت السائر في جميع الحواضر، الإمام بالنص أبي جعفرٍ محمد بن عليٍ الباقر.
اللهم صلِّ على ممهِّد قواعد الدراية، ومحرِّر ضوابط الهداية، قناص شوارد الدقائق، ومفتض أبكار الحقائق، ضياء المغارب والمشارق، الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.
اللهم صلِّ على الشمس المحتجبة بغيوم التقية، والزكي المبتلى بكل رزية، بدر سماء المكارم، الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.
اللهم صلِّ على الإمام المرتضى، الراضي بالقدر والقضا، المرتجى للشفاعة في يوم الجزا، الإمام بالنص أبي الحسن علي بن موسى الرضا.
اللهم صلِّ على خلف الأمجاد، وسليل الأجواد، معتمد المؤمنين في الإصدار والإيراد، الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.
اللهم صلِّ على ضياء النادي، وملجأ المستغيث يوم ينادي المنادي، الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.
اللهم صلِّ على صاحب الفضل والكمال، المتردي برداء المجد والجلال، السيد السري، والإمام العبقري، الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن بن عليٍ العسكري.
اللهم صلِّ على المرتجى لنصر الملة المحمدية، المؤمَّل لكشف البلية، الآخذ بثار العترة النبوية، مقيم البرهان، والحجة على جميع أهل الأديان، شريك القرآن، الإمام بالنص أبى القاسم المنتظر صاحب العصر والزمان.
عجَّل الله تعالى أيام دولته، ومتعنا بالنظر إلى طلعته, وكرمنا بنصرته، وشرفنا بخدمته، إنه سميعٌ مجيب.
إن أحسن خطاب, وأبلغ كلام، كلام الله ذي الجلال والإكرام، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[10].
وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه هو الغفور الرحيم.
[1] سورة فصلت:11
[2] سورة الأنبياء: من الآية73
[3] سورة البقرة:157
[4] سورة آل عمران: من الآية118
[5] سورة العصر
[6] سورة المزمل:6
[7] "صلاة سورة الليل تبيض الوجه، وصلاة سورة الليل تطيب الريح، وصلاة سورة الليل تجلب الرزق"علل الشرائع-ج2-ص363-الشيخ الصدوق وكذا في بحار الأنوار - ج84 - ص 148 - العلامة المجلسي وفي بحار الأنوار – ج8 - ص 149 - العلامة المجلسي وفي وسائل الشيعة (آل البيت)-ج8-ص149 الحر العاملي
[8] ثواب الأعمال-ص41-الشيخ الصدوق
[9] ثواب الأعمال-ص42-الشيخ الصدوق
[10] سورة النحل:90
معلومات إضافية
- التاريخ الهجري: 27 شوال 1417هـ
