khutab aljumaa3

حفظ الأهل وحسن معاشرتهم وصيانتهم

الجمعة 16 محرم 1421هـ المصادف 21 نيسان 2000م

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الفاشي جوده وحمده, الغالب حزبه وجنده, الظاهر بالكرم مجده, المتعالي مقامه وجَده, النافذ حكمه وأمره, المخوف أخذه ومكره, الدائم لا بأمد, والقائم لا بعمد, الذي لا يدرِك بفهم, ويقدِّر بوهم, ولا يبصِر بعين, ولا يحد بأين, خارجٌ عن الأشياء لا بمزايلة, وقريبٌ من الموجودات لا بمداخلة, الذي كلم موسى تكليما, وأراه من آياته عظيما, بلا جوارحٍ ولا أدوات, ولا نطقٍٍ ولا لهوات.

نحمده سبحانه كما هو أهله بلساني الحال والمقال, ونستقيله مما أتيناه من سيئ الأفعال والأقوال, ونعوذ به من مكر إبليس وما يبيِّت أولياؤه الضُلَّال, ونستعينه على ما يوصلنا لأعلى مراتب الكمال, ويؤهِّلنا لمجاورة النبي وسادة الآل, فإنه أكرم من تفضل وأنال, وأمنع من أجار وأقال.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, ذو النعم التي جلَّ عن الإحصاء عددها, والمنن التي عزَّ على التحديد أمدها, والحجج التي انبهر بصدقها جاحدها, العالم بالخفيات فلا يخفى عليه معتمدها, المطلع على النيات فلا يشتبه عليه غافلها وعامدها.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله أفضل رسولٍ أنارت به الأكوان, واستنار به الملوان, بل هو أرفع بني الإنسان قدرا, وأعظمهم عقلاً وفكرا, وأوسعهم في الهداية باعا, وأمرحهم في الضيافة رباعا, وأمدَّهم لاقتناء المعالي يدا, وأكثرهم في الليالي والأيام جوداً وندى, وأعلاهم في الارتقاء إلى معارج الحقيقة, وأوفاهم في سلوك مناهج الطريقة.

صلى الله عليه وآله أركان الإيمان, وبروج الأمان, والخلفاء على جميع الإنس والجان, صلاةً تُثقل لنا الميزان, وتُسبل على ذنوبنا ثياب الغفران, وتورثنا الأرض في الجنان, وتُتحفنا بالروح والريحان, وتجمعنا معهم في حضيرة القرب من الرحمن.

عباد الله, أوصيكم ونفسي الذاهلة الغافلة عما هي عليه مقبلةٌ بتقوى الله سبحانه, والتدثر برداء خوفه وخشيته, والتحلي بزينة طاعته, فشدوا على أزمة هذه النفوس قبل أن تفلت أعنتها من أيديكم, ويتغلب عليها عدوكم, فيحول بينكم وبين إصلاحها, فإن النفس إن قُوِّمت على الطاعة ورُبِّيت على الخلق الفاضل ودُرِّبت على سلوك جواد الخير استقامت, وعن رذائل الخلال وساقط العادات ترفعت, وإن أُهملت, وأُرخي لها العنان, جمحت بصاحبها, كما تجمح الفرس إذا شبت مما يجفلها ويخيفها, فلا تدري أين تتوجه براكبها, فإما أن تلقيه من على ظهرها, وتجره سحلاً على ظهره ورجلاه مشتبكتان في الركاب, أو تتوسط به جمع أعدائه فيتناوشونه بسيوفهم, وفي كلا الحالين إتلاف مهجته, وذهاب روحه. فاعملوا على إنقاذ أنفسكم من التهلكة, فإن الله سبحانه وتعالى حذركم في كتابه فقال سبحانه وتعالى: ]قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ[[1], فالرجل مسئولٌ أن يجنب نفسه وأهل بيته من الوقوع في هاوية المعصية, ولا يمكنه أن يفعل ذلك حتى يحاسب نفسه على كل صغيرةٍ وكبيرة, ويحسب كل الحساب لما يمكن أن يؤثر على مستقبله ومستقبل عائلته, لأن قضية الوقاية من النار لا تتحقق بمجرد فعل الواجبات الرئيسة في الدين كالصلاة والصيام وأمثالها واجتناب الكبائر المعروفة بين عامة الناس كترك شرب الخمر والزنا وأمثالهما, فإن كثيراً ممن تراهم يهتمون بالعبادات ويكثرون منها يهملون واجباتٍ أخرى لا يقل تأثيرها عليهم عن تأثير ترك تلك العبادات, كالذين يكثرون من الصلاة والصوم ولكنهم لا يخرجون الحقوق المالية عن ذمتهم, بل يتحايلون بكل وسيلةٍ للفرار من أداء الحق المالي لمستحقه, ومن الناس من يستهول شرب الخمر مثلاً أو أكل الخنزير, لكنه لا يبالي بأكل مال الأيتام والضعفاء, إذا قدر عليها, أو لا يهتم بأكل المال من الربا تحت أية حيلةٍ يتمكن من التستر بها, ويعتقد أنه إنما يريد بهذه الحيلة التي يسميها بالحيلة الشرعية أن يفر مما حرمه الله سبحانه, وكأن الشارع عندما حرم الربا إنما قصد التظاهر بتحريمه ومنعه, ولكن لا مانع لديه أن يؤكل الربا بالتحايل على أحكامه وشرائعه.

ومن الناس من تراه مهتماً بالدين, يُكثر من العبادات وربما يؤدي الحقوق المالية, ولا يرتكب شيئاً من الكبائر المعروفة بين الغالبية من المسلمين, لكنه مهملٌ لأهل بيته, مهملٌ لزوجته, مهملٌ لأولاده وبناته, فهو يأمر الناس بالمعروف وينهاهم عن المنكر, ويشدد النكير على من يرتكب أي مخالفةٍ شرعيةٍ ولو كانت من الصغائر, وهو غير مستعدٍ للتسامح معه, لكنه لا يقوم بالأمر بالمعروف ولا بالنهي عن المنكر داخل بيته, بل ترك كل فردٍ منهم يعمل كما يحلو له, تجد في ذلك البيت أفراداً مختلفةً في الأفكار, ومتباينةً في السلوك, ومتضادةً في التطلعات, لأنهم جميعاً لم يجدوا من يقومهم, ومن يأمرهم بالمعروف والتمسك بعروة الدين, أو ينهاهم عن ارتكاب المنكر ويخوفهم أخذ الله ومعاقبته, فترى الزوجة في ذلك البيت تسير كما يحلو لها, تخرج متى شاءت, وإلى أين شاءت, وترجع متى أرادت, ولا تُسأل عن المكان الذي إليه ذهبت, وفي أين قضت هذا الوقت, وكذلك الفتيات, فضلاً عن الأبناء الذكور, فإذا صلح شخصٌ في مثل هذا البيت فإنما يحصل ذلك صدفةً إذا قيَّض الله له أصدقاء صالحين فيقتدي بهم, لكن ليس صلاحه نتيجة تربيةٍ وتقويمٍ وتدريبٍ وشرحٍ وتفهيم, مثل هذا الإنسان لم ينقذ نفسه ولا أهله من النار التي وقودها الناس والحجارة, هذا الإنسان أهمل أعظم الواجبات عليه, وارتكب أكبر الكبائر في حقه, لأنه تسبب في فساد عائلةٍ من المجتمع الإسلامي, ولا بد أن يكون لها تأثيرٌ في ذلك المجتمع, عيب هذا الرجل هو التفريط في أداء المسئولية, والإفراط في إعطاء الحرية, وعدم استعمال القسر, مع أن التربية الصحيحة تقوم على التوسط بين طرفي الإفراط والتفريط.

وبعكس هذا الرجل من تراه يكون داخل بيته متعجرفاً لا يقبل أن يتفاهم مع أفراد عائلته, بل لا يعرف إلا القسر والشدة, فهو يزمجر على أي فردٍ منهم لأتفه الأسباب, بل إن بعض أمثال هؤلاء قد لا يتوقف عن ضرب زوجته ضرباً مبرحا, وإهانتها أمام أولادها وأقاربها من أهل بيتها, فضلاً عما يستعمله من القسر مع بقية أهله من البنين والبنات, وهو يعتقد أنه بهذا السلوك يحقق رجولته, ويثبت هيمنته, وهو في الحقيقة إنما بسبب ضعف نفسه, والشعور بالنقص في شخصيته, خاصةً وأنه يتجاوز الحدود الشرعية في هذا التعامل مع أهله وزوجته, التي إنما عاشرته وصاحبته بناءً على عقدٍ قد أبرمه معها, وميثاقٍ غليظٍ قد أعطاها, فاشتركا في تأسيس هذه العائلة, فهما شريكان ولكل طرفٍ منهما من الحقوق مثل ما للطرف الآخر, يقول سبحانه وتعالى: ]وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ[[2], فكما أن له حق الطاعة على زوجته, فلها عليه حق التعامل بالحسنى, بل إن كثيراً من النساء المؤمنات يقمن للأزواج بخدماتٍ ليست مما أوجبه الله عليهن, فينبغي للرجل وهو المسئول الشرعي عن الأسرة كلها أن يوصل لشريكته حقوقها كاملة, ومن حقوقها احترامها وتقديرها, خاصةً أمام الأولاد حتى يشبوا على احترام الوالدين. لا أن يتحول هذا المسئول إلى وحشٍ ضارٍ فيجعل أولاده يحقدون عليه لما ينال أمهم منه, ولما يخافون أن يصيبهم ويتحولون إلى أعداء يتربصون به الدوائر.

فينبغي للرجل الملتزم بأحكام الله سبحانه, المطيع لرسوله صلى الله عليه وآله أن يتذكر دائماً قول الرسول صلى الله عليه وآله: "كلكم راعٍ وكلكم مسؤول عن رعيته"[3], ومقتضى المسئولية أن يقوم لرعيته بحقوقها المادية والمعنوية والتربوية التي فرضها الله عليه, حتى يأتي يوم القيامة, فيأخذ أجره على ما أحسن القيام به في رعاية عائلته.

جعلنا الله وإياكم من المهتدين, ولنصائح الله ورسوله من السامعين, وبشريعته من الملتزمين, إنه سميعٌ مجيب.

إن خير ما خُتم به الخطب على المنابر, وزُيِّنت به الصحف والدفاتر, كلام الله القوي القاهر, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]وَالْعَصْرِ & إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ & إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[[4].

وأستغفر الله لي ولكم إنه غفورٌ رحيمٌ وتوابٌ حليم.

 

 

 

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله القوي القدير, المستغني عن المعين والنصير, واتخاذ الجند والظهير, العالم بما يجري من الأمور قبل أن يحدث ويصير, اخترع الخلق بقدرته اختراعاً لم يُسبق إليه, فمنه مبدؤهم ومآلهم إليه, تنزه عن ملاحظة الأبصار, وجل عن إدراك الخواطر والأفكار, خلق الإنسان فسواه وعدله, وعلى كثيرٍ ممن خلق فضله, قرب من الأشياء لا بمداخلةٍ والتصاق, وبعد عنها لا بحيلولةٍ وافتراق, فسبحانه يعلم ما تجترحه الجوارح وما يخطر في الخواطر, ولا يعزب عنه ما توسوس به الصدور وما تكنه الضمائر.

نحمده سبحانه بما هو أهلٌ من المحامد, ونشكره تعالى على نعمه البوادي والعوائد, ونستلهمه الإيمان بأصوب العقائد, ونستهديه لسلوك أرشد المقاصد, ونلوذ بحماه من صولة كل حاسدٍ وكائد, ونعتمده في دفع الملمات والشدائد, ونسأله العفو والرحمة يوم لا ينفع مالٌ ولا والد.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك المتعال, المتفرد بالعزة والكمال, المتصف بالجبروت والجلال, والمتكرم بخلع الجود والإفضال, والمقيل عثرة من أناب واستقال, ومنه المبدأ وإليه المآل.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله, وسفيره ودليله, ونجيه وخليله, الرافع للواء الإيمان, والناصح لبني الإنسان, والمجاهد لفضح تشبيهات الشيطان, وداعي أهل الإيمان أن يكونوا في وحدتهم كالبنيان, والناهي عن الشقاق والعصيان.

فصلِّ اللهم عليه وآله مصابيح الدجى, وكهف الورى, والعروة الوثقى, بأفضل صلواتك, وبارك عليهم بأطيب بركاتك, وحيِّهم بأزكى تحياتك, وعلى من شايعهم يإيمان, وتابعهم بإحسان, إنك حميدٌ مجيد.

أيها الإخوان النبلاء, والمؤمنون الأجلاء, أوصيكم بادئاً بنفسي قبلكم بتقوى الله سبحانه, ومراقبته في كل كبيرةٍ وصغيرة, وجليلةٍ وحقيرة, وأحذركم ونفسي قبلكم من الغفلة عن العمل والاستعداد ليومٍ تشخص فيه الأبصار, وتخرس الألسن الفصاح, يوم تعرض الخلائق على بارئها وتأتي كل نفسٍ تجادل عن نفسها, فلا يفيدها جدالها ما لم تكن قد اتقت الله فيما أمرها ونهاها, وأخذت الحزم في طاعته في حياتها, ولا تنخدعوا بهذه الخداعة الختالة, والجذاعة القتالة, تضيعون من أجل التنافس على رضاها أعماركم, وتبذلون في سبيل وصالها قواكم وملكاتكم, فإنما هي دار المحن والمصائب, ومنزل الفجائع والنوائب, فكم من شريفٍ أغرت به السفهاء واللئام, وكم رفيعٍ قد نكسته على الهام, وكم من كريمٍ قد بكى فيها مما سددت إليه من صليبات السهام, حتى أوردته موارد الحمام, وما عسى أن يصل إليه طالبها من لذة وصالها, أو يتمتع به من بهجة جمالها, مع كثرة تقلبها, وتفننها في مصائبها, واشتداد الزحام على موردها, وما يصاحب البقاء فيها من ضروب الآلام والأسقام, فاعملوا فيها رحمكم الله عمل المفارقين, وكونوا في زهرتها من الزاهدين, وعلى ما يصيبكم من عرَّتها وجورها من الصابرين, ولضرتها من الخاطبين, وللرحيل عنها من المستعدين, فما هي إلا أيامٌ قلائل وقد انتقلتم منها إلى دار القرار, ومحل الصلحاء الأبرار, ومجاورة الملك الغفار, حيث الأنس والسرور, والبهجة والحبور.

واغتنموا هذا اليوم الذي هو سيد الأيام كما ورد عن سادات الأنام, وأمناء الملك العلام, ففيه تمحى السيئات, وتُكشف الكربات, وتضاعف الحسنات وتنزل البركات, وتقضى الحاجات, ألا وإن من أعظم أعماله المأثورة الموصلة إلى هذه الخيرات, هي الصلاة والسلام على علل الوجود, وخلفاء الملك المعبود, محمدٍ وآله دوائر السعد والسعود.

اللهم صلِّ على نور حدقة الدين المبين, وغارس حديقة الحق واليقين, المتردي بخلعة النبوة وآدم بين الماء والطين, المتميز بخطاب لولاك لما خلقت الأفلاك[5] من بين النبيين, النبي العربي المؤيَّد, والرسول الهاشمي المسدَّد, أبي القاسم المصطفى محمد.

اللهم صلِّ على آية نبوته، وقيِّم شريعته، وقاضي دَيْنه ومنجز عدته, وناشر علمه ومقيم سنته، الذي أمرته بنصبه خليفة في أمته، الشهاب الثاقب في ظلمات الغياهب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

اللهم صلِّ على بضعته, ووديعته في أمته, واسطة عقد النبوة والإمامة, ومركز بيت الفخر والشهامة, الإنسية الحوراء, والسيدة النوراء, أم الحسنين فاطمة الزهراء.

اللهم صلِّ على قرتي العين، ونجمي الفرقدين، وسيدي الحرمين، ووارثي المشعرين, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن وأخيه الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.

اللهم صلِّ على النور المنبسط على العباد, مشيِّد قواعد الهداية والرشاد, ومهذب طرق الدراية والسداد, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين السجاد.

اللهم صلِّ على قطب دائرة المفاخر، وصدر ديوان الأكابر، ذي الصيت الطائر في النوادي والمحاضر، الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.

اللهم صلِّ على الفجر الصادق في ديجور الجهل الغاسق، والوميض البارق في المغارب والمشارق، الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.

اللهم صلِّ على البدر المحتجب بسحاب المظالم، والنور المبتلى بعداوة شر ظالم، زينة الأكابر والأعاظم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.

اللهم صلِّ على من سطع نور كماله وأضاء, وطبَّق شعاع مجده الأرض والفضاء, شفيع محبيه يوم فصل القضاء, الراضي بكل ما جرى به القدر والقضاء, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.

اللهم صلِّ على مجمع بحري الجود والسداد، ومطلع شمسي الهداية والرشاد، ملجأ الشيعة يوم التناد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.

اللهم صلِّ على الهمامين السريين، والعالمين العبقريين، والسيدين السندين, والكوكبين الدريين, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ وابنه الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن العسكريين.

اللهم صلِّ على المدَّخر لإحياء القضية، والقيام بنشر الراية المصطفوية، وبسط العدالة بين كافة البرية, وإماتة كل بدعةٍ زرية, صاحب المهابة الأحمدية, والشجاعة الحيدرية, باهر البرهان, وشريك القرآن, الإمام بالنص مولانا المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان.

اللهم عجِّل له الفرج, وسهِّل له المخرج, وانشر على بسيط الأرض منهجه، واكشف عنا ظلمات الفتن المدلهمة بإعلان دولته، وأزل عنا هذه المحن ببركة حياطته، ونجنا مما يراد بنا ببركة دعوته، واجعلنا من المؤمنين بإمامته, الموفقين لخدمته ونصرته, إنك على كل شيءٍ قدير, وبالإجابة جدير.

إن أبلغ ما تلاه التالون, وعمل بموجبه المهتدون, كلام من يقول للشيء كن فيكون, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[6].

وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفورٌ رحيم, وتوابٌ حليم.

 

[1]  سورة التحريم: من الآية6

[2]  سورة البقرة: من الآية228

[3]  بحار الأنوار - ج72 - ص38 - العلامة المجلسي

[4]  سورة العصر

[5]  في الحديث القدسي: "لولاك لما خلقت الأفلاك"شرح أصول الكافي – ج9 ص61 – مولي محمد صالح المازندراني

[6]  سورة النحل: 90

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 16 محرم 1421هـ
قراءة 838 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.