إخلاص النية، والمشاركة في الأعمال بالرضا بها، والحث على إقامة العزاء على الحسين عليه السلام
الجمعة 20 صفر 1423هـ المصادف 3 أيار 2002م
الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله باعث الأنبياء والمرسلين, ورافع درجات الشهداء في عليِّين, جذب إلى حضيرة قدسه أرواحهم, وطيَّب في مرتع أنسه مراحهم, ألبسهم خلع البهجة والسرور, وفتح لهم حدائق المسرة والحبور, فعزفت نفوسهم عن دار الغرور, وما فيها من لذةٍ وسرور, واستعذبوا طعم المنايا, وكرعوا كؤوس البلايا, لنيل تلك المواهب والعطايا, وسلَّموا له الاختيار في الإيراد والإصدار, وتدرعوا بمدارع الاصطبار على ما جرت به الأقدار, ليفوزوا بعالي الدرجات في دار الأبرار.
نحمده سبحانه على تواتر النعم وتتابعها, ونشكره على سبوغ الآلاء وترادفها, ونعوذ به من طوارق الليالي والأيام, وشرور الألدَّاء في الخصام, ونستدفعه شر الحسدة وتربص اللئام, ونسأله النجاة في يومٍ لا يُنجي فيه اللجاج والخصام, ولا تنفع فيه الأخوال والأعمام.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, المتفرد بالقِدَم والدوام, المتنزه عن مشابهة المواد والأعراض والأجسام, المتعالي عن أن يُنال بغوص الفطن والأحلام, وما أمروا إلا ليعبدوا إلهاً واحداً لا إله إلا هو وإليه ترجعون.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله, عبده الذي حباه بكرامته, ورسوله الذي اصطفاه لختم رسالته, فضَّله على سائر الأنبياء بتقريب منزلته, وأخذ على المرسلين ميثاق نصرته, وأظهر دينه على الدين كله بإخلاد معجزته, وجمع في بيته النبوة والإمامة ليجعلها خالصةً في ذريته.
ونصلى الله عليه وعلى آله الذين جعلهم الله بعده من خاصته, ورفع أقدارهم بما عهد إلى نبيه فيهم من توصيته وتعليته, وفضلهم بما حمَّلهم من أسراره على كافة بريته, فجعلهم الأدلاء بالإرشاد عليه, والهادين بالدعوة إليه, أئمةٍ معصومين, نجباء كاملين, شافعين لديه مُشفَّعين, ]أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ[[1].
عباد الله, أوصيكم وأبدأ قبلكم بنفسي الجانية بتقوى الله سبحانه, فإنها وصيته لكافة خلقه, ونصيحته لجميع بريته, حتى أنه لا يوجد إنسانٌ هو فوق أن يقال له اتق الله, ولقد قال الله تعالى لأفضل خلقه على الإطلاق: ]يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ[[2]، ولا يوجد إنسانٌ هو أقل شأناً من أن يقول لغيره اتق الله,فالتقوى وصية الله لخلقه, يبلغها كل إنسانٍ لأخيه, فاتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون, فمن تجلبب بمدارع التقوى نجى من العذاب والمؤاخذة, ومن نزع عن نفسه ثياب التورع عن محارم الله سبحانه, وعرى نفسه من خوفه, وقع في الجحيم على أُمِّ رأسه.
فأخلصوا لله سبحانه نياتكم, واصرفوا عن التوجه لغيره وجوه قلوبكم, فإن الله سبحانه وتعالى ينظر إلى قلوبكم وقصودكم, قبل أن ينظر إلى أعمالكم, فالعمل فرع العزم, والعزم وليد القصد والنية, فمن طابت سريرته, وخلصت نيته, وصحت على عمل الخير عزيمته, فربما قدر على تحقيق جميع ما سعى إلى فعله, وربما قدر على تحقيق بعض ما سعى إلى عمله وفاته أغلب ما أمَّله, فيعطيه الله سبحانه وتعالى على قدر ما نوى فعله, وسعى لتحقيقه, يقول أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه في صفة المؤمن: "لا يبلغ بنيته إرادته في الخير, ينوي كثيراً من الخير ويعمل بطائفةٍ منه, ويتلهف على ما فاته من الخير, كيف لم يعمل به"[3], فينبغي للمؤمن أن يُجهد نفسه في تصحيح نيته, وجعلها متجهةً إلى تحقيق الخير والسلام فوق هذه الأرض, خاليةً من كل شائبةٍ تتعارض مع الإخلاص لله جلَّ وعلا, فإن النية فعل القلب, والقلب سلطان البدن, الحاكم على سائر الجوارح, مستخدمٌ لها في أغراضه, فإذا أحب القلب شيئاً ورغب فيه وأراد تحقيقه سخَّر جوارح البدن وكل طاقته لتحقيق تلك الرغبة, ولا تستطيع الجوارح أن تتأبى عليه, فهو سيدها والحاكم عليها, فيندفع وهو الفكر وهو الدماغ لوضع خطط التنفيذ, ويحرك الأعصاب التي بدورها تحمل الأوامر إلى الجارحة المطلوب منها القيام بذلك الفعل, مع توفير ما تحتاجه من معونةٍ من سائر جوارح البدن, فلو اتجهت الرغبة مثلاً إلى قتل زيد, وقويت هذه الرغبة في القلب حتى صارت عزيمة, فعندئذٍ تتجه خلايا الفكر في الدماغ إلى وضع الخطة اللازمة لتنفيذ هذه الرغبة, والقيام بالدراسات والتحليلات المطلوبة لبيئة العمل, وإزالة الموانع, أو التحايل عليها, وإنزال الأمر إلى سائر جوارح البدن لتحقيق رغبة القلب, وقد يتمكن من تحقيق الرغبة وقد يعجز, وقد يقدر على تحقيق بعضها ويعجز عن بعض, حسب ما يصادف من تيسر الأمور وتعسرها, وقلة الموانع وكثرتها, واتساع الوقت لتحقيق كل الرغبة أو بعضها, والخلاصة أن العبرة سواءً في الأعمال الخيرية أو الأعمال الشرِّية على النية, وتخليص النية من الشوائب التي تُفقد العمل قيمته عند الله سبحانه وتعالى, وتُقلل من قيمته ليست من الأمور السهلة, وإنما تحتاج إلى مجاهداتٍ نفسيةٍ صعبة, وتعويدٍ للنفس طويل, ولذلك يقول سبحانه وتعالى في كتابه المجيد: ]وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ[[4], فجعل الأمر الإلهي كله منحصرٌ في إخلاص النية, لأن النية هي لب العمل وروحه, بل لا يُقبل شيءٌ من العمل إلا بقدر ما يكون فيه من الإخلاص في النية, التي صدر عنها العمل, ومن أجل ذلك صار الرضا بالعمل كافٍ في تحمل تبعاته عند الله سبحانه وتعالى, وصار اليهود الذين رضوا بقتل يحي بن زكريا عليهما السلام متحملين لذلك ولو بعد أجيالٍ طويلة, كما صار اليهود الذين فرحوا ورضوا بقتل السيد المسيح عليه السلام شركاء في قتله, ولو أنه لم يُقتل, لأنهم رضوا بقتله, فهم شركاء لأولئك الذين قالوا نحن قتلنا المسيح رسول الله, ولو أنهم لم يقتلوه وإنما شُبِّه لهم, وكذلك أصبح الراضون بفعل بني أمية بقتل الحسين عليه السلام وسبي ذرية النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله, الذين يدافعون عنهم, ويتذمرون من التشنيع عليهم ولعنهم, وفضح جريمتهم وتخليدها, في الحقيقة مشاركون ليزيد وابن زياد وعمر بن سعد وسائر بني أمية, ومن تابعهم في هذه الفعلة, متحملون معهم عند الله سبحانه وتعالى ما يُنزله الله بقتلة الحسين من العذاب والتنكيل, ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: "من أحب قوما حشر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم"[5]، وفي زيارة الأربعين التي زارها جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنهما أنه قال مخاطباً أنصار الحسين فيها: "أُشهِدُ الله أننا شاركناكم فيما أنتم فيه"، فاعترض عليه الأعمش وقيل عطا؛ فقال: كيف تقول ذلك ونحن لم نصعد تلعة، ولم ننزل وادياً، والقوم قد فرق بين رؤوسهم وجثثهم، فقال جابر رضي الله عنه: "سمعت حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: من أحب قوما حشر معهم، ومن أحب عمل قوم أشرك في عملهم"[6]؛ وكذلك من عمل على مناصرة الحسين عليه السلام بتخليد قضيته, وإقامة التعازي عليه, والمشاركة في عمل المواكب الناشرة لقضيته, راضياً بعمل الحسين عليه السلام وأنصاره, متأسفاً على فوات نصرته, لتقدم الزمن عليه، فإنه يكون من أنصاره, وشريكاً معه في كل مواقفه, لكن يجب أن يكون القصد خالصاً لله تعالى, غير مشابٍ بأغراضٍ دنيوية, ولا من أجل مصالح مادية, فإن الحفاظ على نقاوة النية من الأغراض الدنيوية هو من أصعب الأمور على الإنسان, بل ربما فعل الإنسان العمل بنيةٍ صادقةٍ حسنة, حتى إذا فرغ منه, جاءه الشيطان يستفزه, ليفسد عليه ما عمل من الخير, فأثار في نفسه التباهي والإعجاب بالعمل والفخر به, فأخذ يمنُّ على الله سبحانه بذلك العمل, ويتباهى به على عباده, ويعجب بنفسه, ويسترفعها عن سائر المؤمنين بذلك العمل, ويحتقر عباد الله لأنهم ليسوا مثله يأتون بهذه الأعمال, فيأكل الغرور والعُجْب كل ثمرات ما أجهد نفسه في عمله, ويُذهب التباهي بكل نتائج ذلك الجهد, فيضيع عليه, ولذلك ورد في الحديث: "حبذا نوم الأكياس وفطرهم"[7].
فاجتهدوا يا عباد الله بإخلاص النيات لرب العالمين, واحذروا أن يُفسد عليكم أعمالكم الخناس اللعين, ويُذهب ما تُتعبون فيه أنفسكم من الأعمال الصالحة بإثارة الإعجاب بالنفس, والتباهي بالعمل والرياء, وحب السمعة, فتصبحوا على ما فعلتم نادمين.
عباد الله لقد توفي قبل يومين رجلٌ ممن أخلص لله نيته, وعاش طول حياته مجاهداً في سبيل ربه, باذلاً كل ما يملك في خدمة إمام أرواحنا فداه وشيعته، معطياً ما أعطاه الله من العلم، مخرِّجاً جحافل كثيرةٍ من العلماء، هو أستاذنا الجليل, والعلامة العظيم الكبير, آية الله العظمى السيد محمد تقي الحكيم، الذي عاش كل حياته مجاهدا, ولقد بقي في بيته ممنوعاً من الخروج منه بقية حياته سنين كثيرة، فما برم ولا توهَّن بذلك، فعند الله نحتسبه, ونعزي فيه إمام العصر أرواحنا فداه, وكل شيعة الإمام في أنحاء الأرض، ولروحه فلتُقرأ الفاتحة.
جعلنا الله وإياكم من أهل كلمة التقوى, وجنبنا معكم الشر والبلوى, ووفقنا لعمل الصالحات, وإخلاص الطويات, فإنه أرحم الراحمين.
إن خير ما تُلي على المنابر, وخُتمت به الخطب والمحاضر, كلام الله المهمين القادر, والرحيم الغافر, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]وَالْعَصْرِ & إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ & إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[[8].
وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم والتواب الكريم.
الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي خصَّ الشهداء بجزيل الفيض منه والعطاء, ونصب لهم بعروج سلَّم الشهادة منابر السعداء, فهم عنده بعد القتل في سبيله من الأحياء, جعل لهم قناطر المصائب طريقاً لأعلى المناصب, وأجزل لهم الرغائب بشربهم كؤوس النوائب, أنار أفئدتهم بمصابيح الرضا والتسليم, وألبس قلوبهم دروع الصبر على الخطب الجسيم, وسقى أرواحهم بشراب التسنيم, كشف عن أبصارهم الحجب والأستار, فشاهدوا مقاماتهم في منازل الأبرار, فاحتسوا كؤوس المنايا رغبةً في الفرار من ديار الأشرار, والوصول إلى دار القرار.
نحمده سبحانه على ما وفقنا إليه عند تشتت الأهواء, من التمسك بالأئمة النجباء, ونشكره تعالى على ما هدانا إليه عند تفرق الآراء, من الالتزام بالحنيفية النوراء, ونسأله الصبر على ما حتم علينا من القضاء, والعافية مما يقبل عنده المحو والإمضاء, ونلتمس منه الحشر يوم العرض عليه مع السعداء, والسكن في جنانه مع الصديقين والشهداء.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, الذي خرت لعظمته العظماء ساجدة, وبخعت على أعتاب جبروته الملوك عابدة.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله, الذي انتجبه وأرسله, وصفَّاه من كل دنسٍ وكمَّله, وبما امتحنه من البلاء على جميع الأنبياء فضله, شهادةً تُبلغنا عند الله أعلى منزله, وتكون لنواقص أعمالنا مُكمِّلة.
ونصلي عليه وآله الناسجين على منواله, في أقواله وأفعاله, سادة الأنام, وأئمة أهل الإسلام, وذروة العز والاحتشام, وخلفاء الملك العلام, صلاةً لا يُعرَف لها غاية, ولا يوصَل فيها إلى نهاية.
أيها الإخوان المؤمنون, والخلان المتقون, اعلموا – وفـَّقكم الله سبحانه إلى طاعته, وجنبكم ارتكاب معصيته – أنّ كل ما نتحلى به من محاسن الخلال, ونفعله من الخيرات والأعمال, لا يخلو من شوب الإشكال, وأن جميع ما ندَّعيه من الطاعات, ونزعمه من القربات, لا يصفو من الإضاعات, واعلموا يا إخوة الإيمان, وفقني الله وإياكم للسير في طريق الرضوان, أن أفضل ما يفعله الإنسان في التزلف إلى حضرة ذي العزة والجلال, هو موالاة العترة الطاهرة والآل, وقد تواتر بين الفريقين, واستفاض عند الطرفين أن حب علي بن أبي طالبٍ عليهما السلام, يمحو الآثام, ويحط الذنوب العظام, ولو جاء صاحبها بسيئات الأنام, وأن بغضه ومخالفته تحبط الأعمال, وإن جاء صاحبه بحسناتٍ كشواهق الجبال, فحبه إيمانٌ وبغضه كفرٌ ونفاق، فينبغي لمن تأمَّل في هذه الأمر بالنظر الدقيق, وعرفه بعين اليقين والتحقيق, أن يجعل أيام حياته وقفاً على مراضي أولئك السادات, والتقرب إليهم بما يرفع له عند الله الدرجات, ولا سيما إقامة المآتم والعزاء على سيد الشهداء, وزيارة قبر خير الأولياء, خصوصاً في يوم عاشوراء ويوم الأربعين, الذي ورد فيه عن الأئمة الميامين, أنه من علامات المؤمنين, فواظبوا رحمكم الله على إقامة النياحة عليه, وشاركوا في مواكب اللطم عليه, وخلدوا قضيته ومصيبته, وافضحوا شناعة فعل أعداء رسول الله صلى الله عليه وآله وسوء ما خلفوه في ذريته, وكيف استباحوا حرمته, وسبوا ذريته, بعد أن أفنوا الأطائب من عترته, ولن يعيبكم على ما تفعلون إلا النواصب, الذين يساندون كل منحرفٍ عن أهل البيت مناكب, لما في قلوبهم من البغض الدفين على سيد المرسلين.
جعلنا الله وإياكم من اللابسين خلع الهداية والتوفيق, الشاربين من ذلك الرحيق.
ألا وإن من أفضل الأعمال المأثورة في هذا اليوم زيادةً على غيره من الأيام, وأكمل المندوبات المشهورة في هذا المقام النيِّر الأعلام, هو الصلاة والسلام على بدور التمام وقادة الإسلام محمدٍ وآله الأعلام.
اللهم صلِّ على من خاطبته بلولاك لما خلقت الأفلاك[9] من دون سائر النبيين, وألبسته خلعة الشرف والكرامة وآدم بين الماء والطين, وسخَّرت له البراق تشريفاً له على العالمين, وأوطات نعله بساط الربوبية دون بقية المرسلين, وناهيك به من مقامٍ تخر له جباه الملائكة المقربين, محمد بن عبد الله الصادق الأمين.
اللهم صلِّ على خليفته في أمته, وشريكه فيما عدا النبوة من مهام دعوته, وشاهده الذي أقمته على صدق رسالته, صاحب المطالب العلية والمناقب, وأشرف من بقي بعده في المشارق والمغارب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
اللهم صلِّ على بضعته, ووديعته في أمته, واسطة عقد النبوة والإمامة, ومركز بيت الفخر والشهامة, الإنسية الحوراء, والسيدة النوراء, أم الحسنين فاطمة الزهراء.
اللهم صلِّ على قرتي عين الرسول, وثمرتي فؤاد البتول, وصنوي الفارس البهلول, السيدين السندين, والكهفين المعتمدين, إمامي الحرمين, ووارثي المشعرين, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن وأخيه الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.
اللهم صلِّ على مقدام الموحدين, ومصباح المتهجدين, ومنهاج المسترشدين, وسيد الساجدين, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين زين العابدين.
اللهم صلِّ على قطب دائرة المفاخر, وعنوان صحيفة الأكابر, الذي ورث المجد كابراً عن كابر, حتى شاع صيت فضله في المحافل والمحاضر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.
اللهم صلِّ على الفجر الصادق في ديجور الجهل الغاسق, والوميض البارق في المغارب والمشارق, والغيث الهامر بفنون العلوم والحقائق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.
اللهم صلِّ على النور المحتجب بغيوم المظالم, والبدر المستتر بسحاب الجور من كل ظالم, زينة الأكابر والأعاظم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.
اللهم صلِّ على من سطع سناء فضله وأضاء, وطبَّق شعاع مجده الأرض والفضاء, الشفيع لمحبيه يوم الفصل والقضاء, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.
اللهم صلِّ على بحر الجود والسداد, ومطلع شمس الهداية والرشاد, ملجم أوفاه أهل اللجاجة والعناد, وملجأ الشيعة يوم التناد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.
اللهم صلِّ على السيدين السريين, والكوكبين الدريين, والقمرين العلويين, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ وابنه الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن العسكريين.
اللهم صلِّ على صاحب الدعوة النبوية, والهيبة الحيدرية, والسمات الفاطمية, والصفات الحسنية, والشهامة الحسنينة, الزيتونة المضيئة التي ليست بشرقيةٍ ولا غربية, شريك القرآن, وباهر البرهان, مولانا الإمام بالنص المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان.
عجَّل الله تعالى أيام ظهوره, ورفع على رؤوس الخلق أعلام بدوره, وكشف به ظلم الجهل وديجوره, وجعلنا ممن يدخل تحت حياطته, ويُسعد برؤيته, إنه سميعٌ مجيب.
إن أفضل ما سطَّرته الأقلام, وأبلغ ما تُلي على الأعلام, كلام من كلامه شفاءٌ للأسقام, وجلاءٌ للأفهام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[10].
وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه هو الكريم الوهاب, والعفو التواب.
[1] سورة الأنعام: من الآية90
[2] سورة الأحزاب: من الآية1
[3] بحار الأنوار – ج75 – ص50 – العلامة المجلسي
[4] البينة: 5
[5] بحار الأنوار - ج65 - ص131 - العلامة المجلسي
[6] بشارة المصطفى لشيعة المرتضى - ص126 – طبع إيران قم جماعة المدرسين – تحقيق جواد القيومي الأصفهاني – الطبعة الأولى 1420هـ
[7] ميزان الحكمة – ج3 – ص2235 – محمدي الريشهري
[8] سورة العصر
[9] في الحديث القدسي: "لولاك لما خلقت الأفلاك"شرح أصول الكافي – ج9 ص61 – مولي محمد صالح المازندراني
[10] سورة النحل: 90
معلومات إضافية
- التاريخ الهجري: 20 صفر 1423هـ
