تشويه الإسلام بالأفعال الإرهابية
الجمعة 16 ربيع الأول 1417هـ المصادف 2 آب 1996م
الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله, نحمده سبحانه على عميم نعمائه, وترادف آلائه, ونشكره تعالى على تواصل هباته وتوافر عطائه, ونسترشده جلَّ ذكره السير على مناهج هدْيه والتمسك بحبل ولائه, ونستلهمه فهم مقاصد آياته وغايات كلمات أنبيائه, ونستعينه على مجاهدة أنفسنا ومكافحة أعدائه, ونستكفيه أمر كل ظالمٍ قد أوتر عصيَّ عدائه, وأحدَّ نصال بغضائه, ونعوذ به شر من كل من غلبه هواه فأنساه يوم لقائه, وزيَّن له الشيطان سوء عمله فألبسه ثياب بلائه, ونسآله التوفيق للطاعة والعمل بما يجعلنا من جيرانه وجلسائه.
ونشهد ألا آله إلا الله وحده لا شريك له في ملكه وملكوته, ولا ندَّ له في عزته وجبروته, ولا ضدَّ له في عظمته ولاهوته, ولا مثل له في كيفية صفاته ونعوته, الذي خلق الخلق بقدرته, ودبر الملك بمشيئته, وأجرى القضاء بإرادته, ولا يمكن الفرار من حكومته, ]لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يُحْيِي وَيُمِيتُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ[[1].
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده الذي بعثه رحمةً للعالمين, ورسوله الذي أنزل عليه القرآن المبين, وأوحى إليه أن اصدع بما تؤمر, وأعرض عن الجاهلين[2], فصدع بالنذارة متحملاً لأذى المعاندين, وبلَّغ الرسالة غير مبالٍ بتهويشات المفسدين, وأنقذ عباد الرحمن صابراً على ما أصابه من المشركين, فهو صلى الله عليه وآله ولي المؤمنين, ثم الذي هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم من بعده سيد الموحدين, وإمام المتقين, القائم بشئون الدنيا والدين, علي أمير المؤمنين, ومن بعده من تنسل منه من الأئمة المعصومين, الذين منَّ الله بهم على المسلمين, عُمَد اليقين وحماة الدين من عبث المفسدين, فلا نساوي بهم أحداً من العالمين, وإنْ على في درجات المتقين, عدا الأنبياء والمرسلين.
صلى الله عليهم وعلى صحابتهم المقربين, وتابعيهم المنتجبين, ومن سار على هديهم من المؤمنين, صلاةً مضمخةً بالفل والياسمين, محققةً الرضا من رب العالمين, دائمةً بدوام الأيام والسنين.
أوصيكم عباد الله ونفسي الأثمة قبلكم بتقوى الله سبحانه في جميع حركاتكم وسكناتكم, ومراقبته جلَّ شأنه في أقوالكم وأفعالكم, فإنه تعالى محيطٌ بكم, مطلعٌ على أحوالكم, عليمٌ بما توسوس به نفوسكم, خبيرٌ بما تجنونه في ضمائركم, فأخلصوا له نياتكم, وطهِّروا من مخادعته علا ذكره قلوبكم, فإنه تعالى ذكر قوماً بالمخادعة في كتابه فقال: ]يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَ أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ & فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضاً وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ[[3]، يخادعون الله والذين أمنوا, يخادعون الله والمؤمنين بالتظاهر بالالتزام بأحكام الشرع عن المحرمات, وهم لا يقصدون بذلك وجه الله جلَّ شأنه, وإنما هدفهم التعيُّش بذلك بين المؤمنين, وتحصيل الجاه والرفعة والمكانة والقداسة, فهم مستعدون أن يأمروا بالمعروف وينهوا عن المنكر, إذا كان ذلك لا يسقط شيئاً من جاههم, ولا يجعل الناس تنفر عنهم, بأن يكون ذلك المنكر الذي ينكرونه ليس مما تصبوا إليه نفوس الغالبية, أو تتمسك به أهل الأهواء والعصبية, أما المنكر الذي تحوَّل عند الناس معروفا, أو المعروف الذي أصبح لدى العامة منكرا, فهم عن الأمر به أو النهي عنه معرضون, يخادعون الله والذين أمنوا, لأنهم يتظاهرون بالحرص على الدين, والدفاع عن أحكامه, لكنهم غير مستعدين أن يتحملوا الأذى في جنب الله بالقيام بإرشاد عباده, إذا كان القيام ببيان الحكم الشرعي يسبب إيذاء الجهلة لهم.
عباد الله, إنكم جميعكم غداً مسؤولون عن ما يصيب الإسلام وعما يحل بالمؤمنين من الضعف والاضمحلال, مسؤولون بسبب ما يرتكبه الجهلة وأهل الأهواء والأطماع باسم الدين من الأفعال التي تعود على المؤمنين بالضرر, بحيث يوصمون بين العالم بالإرهابيين, أو يجمع عليهم كافة الناس, أو يسبب ضعف نفوذهم, واستباحة مقدساتهم, وإهانة دور عبادتهم, فلا يقل أحداً منكم إنني أسكت لأنني إذا تكلمت بكلمة الحق أُحرق بيتي أو ممتلكاتي أو سيارتي أو قوطعت من أهل قريتي, فإنه إذا دار الأمر بين حصول الضرر للإسلام والمسلمين وبين تحمل الضرر الشخصي, وجب الثاني من دون خلافٍ بين الفقهاء في ذلك, ولو أن كل فردٍ منكم جهر بالحق ونادى به, وكفَّ أولاده من عن السير خلف أهل الأهواء والأطماع لما تمكنوا منكم, ولما أخافوكم, فالواجب على كل أبٍ أن يرشد أبنائه ويمنعهم من الانسياق في الطريق التي لا تُرضي الله سبحانه, وعلى أهل كل قريةٍ وأهل كل محلةٍ وسكان كل مدينةٍ أن يتعاونوا في سبيل إنقاذ بلادهم من التخريب, فإن الله سبحانه لا يجيز الاعتداء أملاك الناس وأعراضهم, ولا على ما ينتفع به الناس من المرافق, بل نهى عن الفساد والإفساد في الأرض بصورةٍ كلية, فقال سبحانه من قائل: ]وَلا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ[[4].
واعلموا عباد الله أنكم جميعاً عن ذلك مسئولون, وهذا ليس من قبيل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حتى يسقط بقيام البعض به, أو احتمال عدم التأثير ما لم يكن ذلك البعض الذي قام به قادراً على الردع, يقول الرسول صلى الله عليه وآله في حديثٍ له ما معناه: وإنما مثلكم كمثل قوم ركبوا سفينة, فاحتل بعضهم أعاليها, واحتل بعضهم أسافلها, فلو أراد بعض من احتل أسافلها أن يخرقها, وقال هذا مكاني وأنا أحق به, فإن صدقوه وتركوه وقالوا مكانه وهو أحق به فخرقها غرق وغرقوا, وإن ضربوا على يده ومنعوه, نجا ونجوا[5].
فيا عباد الله, إنكم مسؤولون أن تضربوا على أيدي السفهاء, الذين يعيثون في البلاد تخريبا, فقد أوشكت سفينتكم على الغرق وليس على الانخراق, وإنني لأوجه ندائي إلى علماء الأمة قبل غيرهم, لأنهم المسؤولون أولاً عن بيان أحكام الله, والنصح لولي الله روحي فداه, بتبصير شيعته بما سيحل بهم إنْ هم لم يلتزموا بالأحكام المقررة في الشريعة لأزمان آلهدنة من البلاء, والأضرار, والارتكاس في الفتن والدمار, وأدعوهم أولاً أن يجمعوا كلمتهم, ويوحدوا صفهم, وينبذوا ما سببته الفتنة من الخلاف بينهم, والتقاطع مع بعضهم البعض, وأن يقوموا بواجب الإرشاد الديني مجتمعين, فإنهم إذا فعلوا ذلك فقد أدَّوا ما أوجبه الله عليهم من بيان أحكامه, وأدوا لإمامهم حقه في نصح شيعته, وأنقدوا قومهم مما هو مترقبٌ لهم مع الاستمرار على هذه السيرة, وأنقذوا بلادهم من الطامعين, وأرجوا أن يجعلوا الإخلاص لله وللأمة رائدهم, فلا يتوقفون عن بيان الحكم الشرعي خوفاً من إدبار الناس عنهم, وهيجان الجهلة عليهم, فإن أنبياء الله ورسله وأوليائه وخلفائه لو راعوا هذه الأمور لما وصَلَنا من دين الله شيء, إن واجب العلماء ينبع من واجب النبي صلى الله عليه وآله, لا يزيد عليه, ولا يتعداه, ولقد خاطبه ربه جلَّ وعلا قائلا: ]فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ & لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ[[6]، وقال سبحانه في سورة المزمل بعد أن أمره بالتبليغ وأن يترك شأن المكذبين له؛ قال سبحانه وتعالى بعد كل ذلك: ]إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً[[7]؛ وبيَّن سبحانه وتعالى وظيفة الرسول في كثيرٍ من آيات الكتاب بقوله: ]مَا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَ الْبَلاغ[[8]؛ وكذلك ما على العلماء إلا بيان أحكام الله, وإرشاد الناس, وهم غير مسؤولين إن كان الناس يقبلون منهم فيطيعونهم, أو تتغلب عليهم الأهواء فيرفضونهم.
جعلنا الله وإياكم ممن يتخلق بأخلاق المرسلين, ويقوم بما يقربه إلى رب العالمين, وينقذه غداً من الصغار والإبلاس في العذاب المهين, إنه بنا رؤوفٌ رحيم.
إن خير ما خُتم به الخطاب, كلام رب الأرباب, الذي لا يعتريه شكٌ ولا ارتياب, أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]وَالْعَصْرِ & إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ & إِلاَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[[9].
وأستغفر الله لي ولكم, إنه هو الغفور الرحيم, والتواب الحليم.
الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي حارت في ملكوته عميقات الفكر, وانعكست عن النظر إلى جمآله أشعة البصر, وكلََّت عن وصف كمآله الملائك والجن والبشر, خسئت طامحات العقول عن الوصول إلى سرادق مجده وجلآله, وضلَّت بصائر الفحول عن إدراك بهائه وجمآله.
نحمده سبحانه بجميع محامده, ونشكره تعالى على جوائزه وعوائده, ونستهديه لسلوك طرائق مقاصده, ونستعينه على القيام بما ندبنا إليه من شرائف عباداته, وأمرنا به من وظائف طاعاته.
ونشهد ألا آله إلا الله وحده لا شريك له, تمجد بالربوبية, وتفرد بالإلوهيه, وتوحد بالصمدية, وترفع عن ملامسة النساء, وتنزه عن اتخاذ الأبناء, وجلَّ عن مجاورة الشركاء.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله, انتجبه بالحق دليلاً عليه, وابتعثه بالصدق داعياً إليه, فأنقذنا به من مدلهمات الجهالة, وهدانا بفضله من غياهب الضلالة.
صلى الله عليه وآله الأئمة الميامين, الأوصياء المنتجبين, الأتقياء الأطيبين, صلاةً تدوم بدوام الدنيا والدين, أولئك الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا.
عباد الله، أوصيكم ونفسي الجانية قبلكم بالتمسك بأذيال التقوى, فإنها لنيل المطالب الدينية والدنيوية السبب الأقوى, وأحذركم بادئاً بنفسي قبلكم من الفسوق عن أوامر ربكم, والخروج عن طاعة بارئكم, فإن المعاصي هي أسباب الشقاء, وموصلات العناء, واعلموا أن هذه الدنيا إنما خلقت مضماراً للسباق, وميداناً للمطاردة واللحاق, فترى الفرسان على جياد الأعمال يتسابقون, وفي ساحات الأعمال يتنافسون, فمن سبق منهم فاز بالمغنم, ومن تأخر غاب عن الجوائز وندم, فهم بين مجلٍّ قد فاز في الميدان, ومن تالٍّ له لم يخسر الرهان, ومنهم من كبى به جواده عن اللحاق, فأصبح ينعوا حظه بالخيبة وطالعه بالمحاق.
فتسابقوا رحمكم الله في فعل الخيرات, وتنافسوا على عمل الحسنات, وتاجروا ربكم بأفضل البضاعات, لتفوزوا عنده بعالي الدرجات, فإن أبواب الطاعات متسعة الجنبات, وأنواع الخيرات متعددة الجهات, واعلموا أن طريق الجنة محفوفٌ بالمكاره, وإن طريق النار محفوفٌ بالشهوات, وأن الله سبحانه لطيفٌ بعباده, كريمٌ يقنع منهم بالعمل القليل,ويجازيهم عليه بالثواب الجزيل, وقد أخذ عهد المؤمن على الصبر على ما يلقى في هذه الدنيا من المكاره والبلاء, وقد استفاضت الرواية عن السادة النبلاء, بأن أشد الناس بلاء الأمثل فالأمثل من الأولياءء, وأن من قوي بالله إيمانه اشتد في هذه الدنيا امتحانه, ففي الخبر عن الإمام الصادق صلوات الله وسلامه عليه: "أن رجلا شكا إليه الحاجة، فأمره فقال له إصبر فإن الله سيجعل لك فرجا، ثم سكت ساعة، ثم أقبل على الرجل فقال: أخبرني عن سجن الكوفة كيف هو فقال: ضيق نتن وأهله بأسوأ حال، فقال: إنما أنت في السجن فتريد أن تكون في سعة، أما علمت أن الدنيا سجن المؤمن"[10], وعنه عليه السلام أنه قال: "إن في كتاب علي عليه السلام من أشد الناس بلاءً النبيون ثم الوصيون، ثم المثل فالأمثل، ومن سخف دينه وضعف عمله قلّ بلاؤه"[11], فلا ينبغي لمن تمسك بأذيال الهداة, وصدَّق بهذه الروايات, أن يطمح ببصره إلى نيل اللذات, أو يتأسف على ما فاته من شهوات هذه الدار, ولا يبالي بما وقع عليه من المصائب والأكدار.
فيا من اتبع السادة الأطهار, وصدَّق بما ورد عنهم من الأخبار, اجهد أن تبني لنفسك محلاً للراحة في أخراك, وتملؤه بالخيرات الحِسان فإنه مثواك, وإليه منصرفك من هذا السجن ومأواك.
ألا وإن من أفضل الأعمال عند ذي العزة والجلال, خاصةً في هذا اليوم العزيز المنال, هو الصلاة على علم الكمال, ومن يتلوه من أطائب الآل.
اللهم صلِّ على من صليت عليه قبل المصلين, وندبت للصلاة عليه ملائكتك المقربين, ومن برأت من عبادك الصالحين, الذي اصطفيته وآدم بين الماء والطين, نبي الرحمة, وشفيع الأمة, محمد بن عبد الله الصادق الأمين.
اللهم صلِّ على آيتك الكبرى التي أظهرت بها فجر النبوة والرسالة, ورايتك العظمى التي نكَّست بها أعلام الغواية والضلالة, الشهاب الثاقب في سماء المجد والمناقب, سيفك الضارب, وسهمك الصائب، الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
اللهم صلِّ على الشجرة الجنية المحمدية, والدوحة الزكية المصطفوية, والعقيلة المبجلة الهاشمية, المغصوبة على حقها جهرا, والمدفونة بأمرها سرا, أم الحسنين فاطمة الزهراء.
اللهم صلِّ على السيد السند, والكهف المعتمد, سبط الرسول الأمجد, وريحانة النبي المسدد, المحارب في حياته من الفاسق الأنكد, والمبغوض من كل حقيرٍ وضيع, المقتول بالسم النقيع, العالم بالفرائض والسنن, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن.
اللهم صلِّ على قاطن زوايا المحن والمصائب, وحليف البلايا والنوائب, المتردي ببردة الابتلاء, والمقتول بعراص كربلاء, كريم العنصرين, وزاكي الحسبين, أبي عبد الله الشهيد الحسين.
اللهم صلِّ على السيد الزاهد, الراكع الساجد, زينة المحاريب والمساجد, الجوهر الثمين, وحصن الإيمان الحصين, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين زين العابدين.
اللهم صلِّ على الطيب الطاهر, والبدر الزاهر, والشرف الفاخر, الذي عم شذاه البوادي والحواضر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ محمد بن عليٍ الباقر.
اللهم صلِّ على الفجر الرباني الصادق, واللسان الإلهي الناطق, ينبوع العلوم والحقائق, وحجتك على أهل المغارب والمشارق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.
اللهم صلِّ على شجرة طوبى المحامد والمكارم, وسدرة منتهى المآثر والمراحم, وجريد ديوان الأماجد والأعاظم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.
اللهم صلِّ على الرضي المرتضى, والسيف المنتضى, الراضي بالقدر والقضا, وفيصل الأحكام والقضا, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.
اللهم صلِّ على هادي العباد, وشفيع يوم المعاد, بدر سماء الحق والرشاد, وشمس فلك الصدق والسداد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.
اللهم صلِّ على ضياء النادي, وغياث الصادي, السائرة بفضائله الركبان في الحضر والبوادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.
اللهم صلِّ على النور المضي في الجسد البشري, والكوكب الدري في الجسم العنصري, السيد السري والإمام العبقري, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن العسكري.
اللهم صلِّ على خاتم الأئمة, وكاشف اللمة عن هذه الأمة, أخر الأوصياء, وسليل الأنبياء, المؤيَّد بالنصر المؤزر, والحجة على الإنس والبشر, مولانا الإمام بالنص المهدي بن الحسن المنتظر.
عجَّل الله أيام دولته وعدله, وبسط على وسيع الأرض بساط جوده وفضله, وجعلنا من المعدودين لنصرته, الداخلين في حياطته, المشمولين بدعائه وعين رعايته, إنه سميعٌ مجيب.
إن أبلغ المواعظ زواجر الله, وأصدق الأقوال كتاب الله, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[12].
وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه هو الغفور الرحيم والوهاب الكريم.
[1] سورة الحديد:2
[2] فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَسورة الحجر:94
[3] سورة البقرة:9- 10
[4] سورة البقرة: من الآية60
[5] "عن النبي ص: أن قوماً ركبوا سفينة في البحر واقتسموا فصار كل واحد منهم موضعه فنقر رجل موضعه بفاس فقالوا: ما تصنع؟ قال: هو مكاني أصنع به ما شئت؛ فإن أخذوا على يديه نجا ونجوا؛ وإن لم يأخذوا على يديه هلك وهلكوا"مجموعة الأمير ورام – ج2 ص294 – أبي الحسين ورّام بن أبي فراس المالكي الأشتري
[6] سورة الغاشية:21- 22
[7] سورة المزمل:19
[8] سورة المائدة: من الآية99
[9] سورة العصر
[10] الكافي – ج2 ص250 – الشيخ الكليني
[11] الكافي – ج2 ص259 – الشيخ الكليني
[12] سورة النحل:90
معلومات إضافية
- التاريخ الهجري: 16 ربيع الأول 1417
