khutab aljumaa3

القول بما لم ينزل الله وموالاة أعداء الله

الجمعة 18 رجب 1417هـ المصادف 29 تشرين الثاني 1996م

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله واجب الوجود لذاته, المتفرِّّد بكمال صفاته, الذي خسئت العقول عن الوصول إلى سرادق قدس جبروته, وعجزت ألسن البلغاء عن الإفاضة في بيان كُنْه نعوته, وضلَّت الحكماء في بيداء معرفة حقيقة عظمته ولاهوته, تحبَّب لعباده باللطف والإحسان, وتقرَّب إليهم بالكرم والامتنان, ودعاهم إلى دار الكرامة والرضوان, وحذَّرهم من سلوك طرق المهانة والنيران.

نحمده سبحانه على هامر جوده المِدرار, ونشكره تعالى على فيض نعمه الكبار, ونستهديه لسلوك صراط أحبَّائه الأخيار, ونستكفيه شر الفسقة والفجَّار, ونعوذ به من كل ما يُسبِّب الصَّغار, ويُفضي بفاعله إلى دخول النار.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له في المُلك والملكوت, ولا شبيه له في الذات والنعوت, ولا ندَّ له في العزَّة والجبروت, ولا ضدَّ له في الكبرياء واللاهوت, فهو سبحانه الذي يُحيي ويُميت وهو حيٌ لا يموت, بيده الخير وهو على كل شيءٍ قدير.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده المنتجب, وصفيُّه المنتخب, المبعوث لكافة العجم والعرب, أرسله صلى الله عليه وآله والناس يومئذٍ في أوحال الفتن خائضون, وفي أودية الجهل تائهون, قد اصطلمتهم نيران الأحقاد بلهبها, وعركتهم رحى الحروب بكلكلها, شيمتهم العصبية, ونخوتهم الحميَّة, لا يقبلون من ناصحٍ قولا, ولا يسمعون من مرشدٍ نصحا, فكم نبيٍ قتلوه, وكم صدِّيقٍ أبادوه, من دعاهم إلى الحق نبذوه, ومن استصرخهم بالباطل أجابوه, فلم يزل صلى الله عليه وآله يدعوهم إلى الإيمان بربهم, ويهيب بهم ليُقلعوا عن غيِّهم وشركهم, ويناديهم ليؤوبوا لرشدهم, باللين والملاطفة حينا, وبالشدَّة والتوبيخ حيناً آخر, حتى أظهره الله عليهم, ودانوا بكلمة الإسلام وأكثرهم للحق كارهون.

صلى الله عليه وآله دعائم الدين, وأركان اليقين, وهداة المؤمنين, وقادة المتَّقين, الذين تحمَّلوا عبأ دعوته, وجاهدوا في نشر رسالته, وكابدوا في الدفاع عن شريعته, وقاموا مقامه في أمته, ]أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ[[1].

اعلموا عباد الله إن الله سبحانه لم يجعل ميزان التفاضل بين الناس بكثرة المال والولد, ولا بقوة السلطان وكثرة الأتباع والأعوان, وإنما جعل التفاضل بين الناس بالإيمان والعمل الصالح, أي بالتقوى منه, فقال سبحانه وتعالى: ]إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ[[2]؛ فاتقوا الله سبحانه تعلو عنده أقداركم, وترتفع لديه منزلتكم, وتقرب من حضرته مجالسكم, وتزكو أعمالكم, وتُحفظون في أعراضكم وذرياتكم, يقول النبي الأكرم صلى الله عليه وآله: "من ظلم سلط الله عليه من يظلمه أو على عقب عقبه..."[3].

ألا وإن من أعظم منافيات التقوى شيئان: أولهما أن يدين الإنسان بما لم يُنزل الله به كتابا, ولا بعث به نبيا, فيتمسَّك به ويدعوا إليه, ويضحِّي من أجله, ويعادي ويحب ويبغض فيه, فالذين يدعون بدعوات الكفار, ويزيِّنونها في نفوس ضعاف المسلمين وجُهَّالهم, إنما يفعلون ذلك لأنهم نسوا ذكر الله سبحانه فزال خوفه من نفوسهم, واضحملَّ حبه من قلوبهم, وزيَّن لهم الشيطان اتباع مناهجه فطفقوا يلهجون بها ويدعون إلى تطبيقها والعمل بها, ويُضحُّون بكل شيءٍ من أجل ذلك, موهمين الناس أنهم إنما يُضحُّون من أجل مصلحتهم, ويكافحون في سبيل تحقيق الخير لهم, نعم, ربما يكونون صادقين لو أنهم دعوا إلى تطبيق الإسلام, لو أنهم عملوا من أجل الاحتكام إلى القرآن, ولكنهم تخلَّوا عما أمرهم الله به في قوله تعالى: ]قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ[[4], أي لست في دعوتي إلى الله سبحانه من المشركين به بأي معنىً من معاني الشرك, حتى في القبول بأحكام غير الله وبشرائع يضعها للناس أعداء الله, بل واجب المؤمن هو الدعوة إلى الله, الدعوة للعمل بكتابه, الدعوة لتطبيق أحكامه, وتنفيذ شرائعه, لا المناداة بالمبادئ الشيطانية التي قامت على عدم الاعتراف بسيادة الله على عباده, قامت على عدم الاعتراف له بحق المولوية على خلقه, سمِّها بما شئت من الأسماء, فكل مذاهبها, كل شِعَبها نابعةٌ من أن للإنسان أن يشرِّع لنفسه, أن يضع الأحكام والشرائع التي تعجبه, سواءً كانت تلك المذاهب تُعاقب على عبادة الله كالشيوعية أو كانت لا تعاقب على عبادة الله في الإطار الشخصي كالديمقراطية الغربية, كلٌ منهما تنبذان أن يُعبَد الله بتطبيق شرائعه, تنبذان أن يكون من حق الله وحده أن يُشرِّع الأحكام, وليس ذلك من حق بني الإنسان, فالدعوة إلى هذه المبادئ في حد ذاتها منافيةٌ لحقيقة الإذعان لربوبيته سبحانه وألوهيَّته, لو فكَّر الإنسان تفكيراً سليماً, فكيف تجتمع مع التقوى التي حقيقتها الخشية من الله سبحانه والخوف من مؤاخذته.

الشيء الثاني الذي يُبعد عن الله سبحانه وتعالى ويجعل الإنسان في مصافِّ أعداء الله وهو لا يشعر بذلك موالاة أعدائه, الذين جحدوا وجوده, وأنكروا حقيقته, يقول سبحانه وتعالى: ]لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ[[5], فالذين كتب الله في قلوبهم الإيمان حتى أصبحوا يُنسبون إليه سبحانه لا يمكن أن تكون في قلوبهم مودةً لمن حادَّ الله ورسوله, ولذلك يقول سبحانه في السورة نفسها: ]أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ تَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مَا هُمْ مِنْكُمْ وَلا مِنْهُمْ وَيَحْلِفُونَ عَلَى الْكَذِبِ وَهُمْ يَعْلَمُونَ & أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ عَذَاباً شَدِيداً إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ & اتَّخَذُوا أَيْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَلَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ[[6], فإذا كانت هذه الآيات نزلت موبِّخةً ومهدِّدةً لمجرد مودة من كفر بالله وموالاته, فكيف بالدفاع عنه, وترويجه على ضعاف المؤمنين وجهلتهم, وإبرازه في أنظارهم بأنه المجاهد في سبيل تحقيق الخير لهم, المدافع عنهم, المطالب بحقوقهم, وتأليب الجهلة على من يكشف هذا الزيف والتلبيس عن أذهان الناشئة من المسلمين.

فاتَّقوا الله عباد الله وتوبوا إليه, ودعوا الدعوة إلى غير دينه, والمناداة بغير اسمه, حتى لا تكونوا من أعدائه وأنتم لا تشعرون.

هدانا الله وإياكم للعمل بالتقوى, ووفَّقنا معكم للتمسُّك بالعروة الوثقى, ودفع عنا وعنكم كلَّ شر وبلوى, إنه سميعٌ مجيب.

إن خير ما زُيِّنت به الخطب على المنابر, واتَّعظ به الأكابر والأصاغر, كلام الله الملك الغافر, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]الْقَارِعَةُ & مَا الْقَارِعَةُ & وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ & يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ & وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ & فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ & فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ & وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ & فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ & وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ & نَارٌ حَامِيَةٌ[[7].

وأستغفر الله لي ولكم إنه هو التوَّاب الكريم, والعفوّ الحليم.

 

 

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله ذي المُلك والملكوت, والعزَّة والجبروت, والعظمة واللاهوت, متوحِّدٍ بوجوب وجود ذاته, متفرِّدٍ بكمال صفاته, دلَّ على قدرته بغرائب مخترعاته, وعلى قِدَمه بتجدُّد مصنوعاته, لا تُدركه الشواهد, ولا تحويه المشاهد, ولا تُلاحظه النواظر, ولا تحجبه السواتر, واحدٌ لا بعدد, قائمٌ لا بعمد, دائمٌ لا بأمد, بل هو الفرد الصمد, الذي لم يلد فيكون في العز مُشارَكا, ولم يولد فيكون موروثاً هالكا.

نحمده سبحانه حمداً كثيراً وحمده من النعماء, ونشكره تعالى جدُّه شكراً جزيلاً وشكره من الآلاء, ونتوكَّل عليه عزَّ شأنه في حياطتنا مما يُبيِّّت لنا الأعداء, ونستدفعه شر ما يعرج من الأرض وما ينزل من السماء, ونسأله العافية من الجهد والبلاء, والتوفيق لنيل مراتب السعداء.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, المتوحِّد بالربوبية, والمتفرِّد بالألوهية, والمتقدِّس بالصمدية, جلَّ عن اتخاذ الأبناء, وتنزَّه عن ملامسة النساء, وتعزَّز عن مجاورة الشركاء.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله أو موجودٍ في عالم الإمكان, وأشرف مبعوثٍ للدعوة إلى الإيمان, وأفضل رسولٍ حمل الهداية لبني الإنسان, فدعا إلى طريق الرشد بالموعظة الحسنة, والأساليب المستحسنة, والآيات المُحكمة البيِّنة.

صلى الله عليه وآله الميامين, الأدلاَء على رب العالمين, صلاةً تكافئ عظيم بلائهم في الذبِّ عن الدين, وجسيم تحمُّلهم ما لقوا من المعاندين, وتجمعنا معهم في علِّيين.

أيها الإخوان النبلاء, والمؤمنون الأجلاَء, الذين صبروا على ما أصابهم من الجهلة من الجهد والبلاء, أوصيكم بادئاً بنفسي قبلكم بتقوى الله سبحانه, ومراقبته في كل كبيرةٍ وصغيرة, وجليلةٍ وحقيرة, وأحذِّركم ونفسي قبلكم من الغفلة عن العمل والاستعداد ليومٍ تشخص فيه الأبصار, وتخرس فيه الألسن الفِصاح, يوم تُعرض الخلائق على بارئها, وتأتي كلُّ نفسٍ تجادل عن نفسها, فلا يفيدها جدالها شيئاً ما لم تكن قد اتقت الله فيما أمرها ونهاها, وأخذت الحزم في طاعته في حياتها, ولا تنخدعوا بهذه الخدَّاعة الختَّالة, والجذَّاعة القتَّالة, تضيعون من أجل التنافس على رضاها أعماركم, وتبذلون في سبيل وصالها قواكم وملكاتهم, فإنما هي دار المحن والمصائب, ومنزل الفجائع والنوائب, فكم من شريفٍ أغرت به السفهاء واللئام, وكم من رفيعٍ قد نكَّسته على الهام, وكم من كريمٍ قد بكى فيها مما سدَّدت إليه من صليبات السهام, حتى أوردته موارد الحِمام, وما عسى أن يصل إليه طالبها من لذة وصالها, أو يتمتع به من بهجة جمالها, مع كثرة تقلّثبها, وتفنُّنها في مصائبها, واشتداد الزحام على موردها, وما يصاحب البقاء فيها من ضروب الآلام والأسقام.

فاعملوا فيها رحمكم الله عمل المفارقين, وكونوا في زهرتها من الزاهدين, وعلى ما يصيبكم من عرَّتها وجورها من الصابرين, ولضرّتها من الخاطبين الراغبين, وللرحيل عنها من المستعدِّين, فما هي إلا أيامٌ قلائل, وقد انتقلتم منها إلى دار القرار, ومحلِّ الصلحاء الأبرار, ومجاورة الملك الغفَّار, حيث الأنس والسرور, والبهجة والحبور.

واغتنموا هذا اليوم الذي هو سيِّد الأيام, كما ورد عن سادات الأنام, وأمناء الملك العلاَم, ففيه تمحى السيئات, وتُكشف الكربات, وتُضاعَف الحسنات, وتنزل البركات, وتُقضى الحاجات.

ألا وإن من أعظم أعماله المأثورة الموصلة إلى هذه الخيرات, هي الصلاة على علل الوجود, وخلفاء الملك المعبود, محمدٍ وآله دوائر السعد والسعود.

اللهم صلِّ على بدر سماء الرسالة والنبوة, وشمس فلك الإيالة والفتوة, اللابس خلعة لولاك لما خلقت الأفلاك[8] من بين النبيين, والمتقمِّص بقميص "كنتُ نبياً وآدم بين الماء والطين"[9], النبي العربي المؤيَّد, والرسول الأمي المسدَّد, أبي القاسم المصطفى محمد.

اللهم صلِّ على أخيه بالمؤاخاة, ونفسه في آية المباهلة والمباهاة, ذي المفاخر والمناقب, وخير ماشٍ بعده وراكب, النور المنبثق من علياء لوي بن غالب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

اللهم صلِّ على الدرَّة الفائقة, والجوهرة الرائقة, ذات الأحزان الطويلة, والمدة القليلة, البتول العذراء, أم الأئمة النجباء, سيدة النساء فاطمة الزهراء.

اللهم صلِّ على سبط النبي المؤتمن, ومجرى بحري الجود والمنن, الصادع بالحق في السر والعلن, والقائم بالفرائض والسنن, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن.

اللهم صلِّ على صدر جريد أصحاب السعادات, ورئيس أرباب المكارم والكمالات, الصابر على مقارعة الفتن والمصائب, والقاطن في منازل البلايا والنوائب, العريِّ من كل رَيْن, الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.

اللهم صلِّ على والد الأئمة الهداة, المشتهر بين أهل زمانه بذي الثفنات, مقدام الموحِّدين, ونور حدقة عيون العارفين, وسيد الساجدين, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين زين العابدين.

اللهم صلِّ على الغيث الهامر بفنون المكارم والمفاخر, والكنز الذاخر باللآلئ والجواهر, الحائز لعلوم الأوائل والأواخر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.

اللهم صلِّ على نور الأنوار, وقمر الأقمار, ناشر مآثر السادة الأطهار, ومُظهر ما خفي المن الآثار, كشَّاف أستار الحقائق, والمتقدِّم في العلوم على كل فائق, كتاب الله الناطق, الإمام بالنص أبي إسماعيل جعفر بن محمدٍ الصادق.

اللهم صلِّ على مجْمع أنهار المآثر والمكارم, وعنوان صحيفة الأكابر والأعاظم, ومُجدِّد ما انهدم من المراسم والمعالم, الحجَّة من الله على جميع سكان العوالم, الإمام بالنص أبي الحسن الأول موسى بن جعفرٍ الكاظم.

اللهم صلِّ على حرم التفويض والتوَّكل والرضا, ومُمهِّد قواعد الأحكام والقضا, أعلم من حكم وأقضى من قضى بعد جدِّه المرتضى, الشفيع إلى الله يوم الفصل والقضا, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.

اللهم صلِّ على شمس نهار الحق والسداد, وبدر فلك الهداية والرشاد, وقائد فَيْلق الأكارم والأجواد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.

اللهم صلِّ على عاشر الأئمة, المُبرئ بنور هدايته الأبرص والأكمه, والداعي إلى ربه بالموعظة والحكمة, شفاء العليل الصادي, وغياث المستصرخ المنادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.

اللهم صلِّ على الصابر على كل بليَّةٍ ورزية, الخازن للحقائق النبوية, والحافظ للأسرار العلوية, المُداري لأعداء الله بسلوك جادَّة التقية, السيد السري, والليث الجري, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن العسكري.

اللهم صلِّ على الطلعة المصطفوية, والهيبة الحيدرية, والحجة الإلهية في الأقاليم الأرضية, مُفترَض الطاعة على كافة البرية, باهر البرهان, وشريك القرآن, الإمام بالنص مولانا ومقتدانا المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان.

عجَّل الله تعالى فرَجه, وسهَّل مخرجه, ونشر على وسيع الأرض منهجه, وجعلنا ممن يدخل في حياطته, ويُشمَل برعايته, وينال بركة دعوته, ويُكتَب في أتباعه وشيعته, إنه سميعٌ مجيب.

إن خير ما تلاه التالون, وأولى ما عمل به العاملون, كلام من إذا أراد شيئاً فحسبه أن يقول له كن فيكون, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[10].

وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات, إنه هو الغفور الرحيم, والتوَّاب الكريم.

 

 

[1]  سورة الأنعام: من الآية90

[2]  سورة الحجر:ات: من الآية13

[3]  الكافي – ج2 ص332 – الشيخ الكليني

[4]  سورة يوسف:108

[5]  سورة المجادلة:22

[6]  سورة المجادلة:14-16

[7]  سورة القارعة

[8]  في الحديث القدسي: "لولاك لما خلقت الأفلاك"شرح أصول الكافي – ج9 ص61 – مولي محمد صالح المازندراني

[9]  بحار الأنوار – ج18 – ص278 – العلامة المجلسي

[10]  سورة النحل:90

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 18 رجب 1417
قراءة 707 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.