وسائط
وفاة أمير المؤمنين عليه السلام
الجمعة 22 شهر رمضان 1417هـ المصادف 31 كانون الثاني 1997م
الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي يبتلي عباده الصالحين، ويمتحن أولياءه الموقنين بما ينالهم من أذى الجاهلين، ويوجَّه إليهم من محاربة الظالمين، ليعلم هل يكونوا على ما ينالهم في سبيله من الصابرين، وفي خضم صروف محن الدهر من الثابتين، فيُظهر فضلهم في العالمين، وينشر ذكرهم في الآخرين، ويُقر أعينهم يوم الدين، ويُعلي منازلهم في عليين.
نحمده سبحانه بكل ثناءٍ يليق بعز جلاله، ونثني عليه بكل مدحٍ يناسب علوَّ كماله، ونشكره تعالى على قديم كرمه وعميم نواله، التماسا لزيادةً منه وإفضاله، وفراراً من أليم أخذه ونكاله، ونعوذ به من وسوسات الشيطان وأعماله، ونلوذ به من شر كل باغٍ قد نسي يوم مآله، ولم يراقب ربه في شيءٍ من أفعاله وأقواله، ونستعين به جل اسمه على نوائب الدهر وأهواله، ونسأله التوفيق للالتزام والعمل بما بُلِّغناه من وصاياه وأقواله، والنجاة يوم العرض من نسيانه وإهماله.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، ذو النعم التي جل عن الإحصاء عددها، والمنن التي عزَّ على التحديد أمدها، والحجج التي انبهر بصدقها جاحدها، العالم بالخفيات فلا يخفى عليه معتمدها، المطَّلع على النيات فلا يشتبه عليه غافلها وعامدها.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله مقدام كتائب النبوة وقائدها، وخاتم صحيفة الرسالة ورائدها، وموضِّح طرق الهداية ومعبِّدها، ومفرق زمر الغواية ومبدِّدها، ونشهد أن ابن عمه علياً عليه السلام هو ولي الأمة من بعده وسيدها، وهو المؤتمن على أسرار الرسالة وشاهدها، وأنه مثله في ما عدا النبوة من المناصب وإن استهول ذلك جاحدها.
فصلِّ اللهم عليهما وآلهما صلاةً ترفع بها لهم المناصب، وتغيظ بها كل معادٍ لهم مناصب، وحاقدٍ عليهم وناكب، وتجزل لنا بها المواهب، وترفع لنا بها المراتب، وتدفع بها عنا شر كل مغتسقٍ بحقده مراقب.
إعلموا عباد الله إنكم في يوم هو عند الله عظيم, وفضله عميم, فعشيته التي تأتي هي ليلة القدر التي أكرم الله بها أمة محمدٍ صلى الله عليه وآله، وهي أفضل ليالي هذا الشهر الكريم، ويومها أشرف أيامه، فكان ينبغي أن تُتخذ موسماً للأفراح، وموعداً للمسرة والانشراح، وإظهار الأنس بما منَّ الله به على هذه الأمة من التكريم بها، ولكنها شيبت بحادثٍ وقع قبلها بيومٍ واحد كان وقعه على الإسلام عظيم، ومصيبةٍ رزؤها على النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيته جسيم، ففي ليلة التاسعة عشر تمكن الأنذال من تنفيذ مؤامرتهم باغتيال سيد الموحدين، وإمام المسلمين، فاغتالوا بذلك كل مسرةٍ في قلوب المؤمنين، بل أطاحوا بعماد الدين، وهدموا بقتله حصنه الحصين، فحققوا بذلك حلم المنافقين، الذين لم يدخلوا الإسلام إلا مستسلمين، ومن سيفه خائفين، ولقد عاش بينهم بأبي وأمي ونفسي غريباً فهم لا يعرفون من علي عليه السلام إلا أنه قاتل آباءهم وأعمامهم، ومكسِّر أصنامهم، فهم عليه حانقون ولذاك نابذوه العداوة وقد كانوا بوجوب حبه وموالاته من العالمين، زووه عن مقامه الخليق به وقدموا عليه غيره، ممن يعلمون أنه لا يدانيه تضحية ولا جهادا، ولا قرابة ولا علما، مثيرين عليه البغضاء في قلوب الناس، متعاونين في تشويه صورته مع الفسقة الأرجاس، حتى أنه بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وآله لم يبق معه من الأمة إلا أفرادٌ لا يمكن أن يستقيم بهم أمر، ولا يصح أن يُجازَف بهم في دفع مكروه، فتواثبوا عليه من كل جانب، وأظهروا له ما كان في الصدور من الحقد الدفين، المتولد من قتل الآباء والأعمام بسبب حربهم لسيد المرسلين، وما أصاب من دمائهم في بدرٍ وأحدٍ وحنين، وتكسيره الأصنام من فوق البيت الحرام.
نعم تواثبوا عليه من كل جانب، ناسين أو متناسين جهاد والده أبي طالب في سبيل الدفاع عن الدين، وتحمله عبأ حماية الرسول الكريم، ومن آمن معه في وقت الشدة والضيق، نسوا ما قدمه من الضحايا من أهل بيته في سبيل الدفاع عن حوزة الإسلام، ومن قُتل له من الإخوة والأعمام، نسوا خوضه لتلك الغمرات الجسام، التي ارتجفت من هولها قلوبهم، وزاغت من خوفها أبصارهم، وارتعشت لما دُعوا لمصالاتها أبدانهم، نسوا كل فضائل علي وسوابقه، وصموا آذانهم عن كل ما قاله رسولهم في حقه، فزووه عن مقام الخلافة والقيادة، حسداً من عند أنفسهم، وإحناً تفيض به أفئدتهم.
فبقي صلوات الله وسلامه عليه خمسةً وعشرين سنةً قابعاً في بيته، لا يشارك في أمر الأمة بشيءٍ إلا إذا أعيتهم المذاهب فلجأوا إليه يلتمسون منه العون أسعفهم بما يحل لهم المشكلة.
ولما اعصوصبت بهم الأمور بعد أن تقاذفتهم الأهواء, وجُرِّبت في حكمهم الآراء، وتنقل أمرهم من بيتٍ من بيوت قريشٍ إلى بيتٍ آخر، وآل بهم الأمر إلى قتل خليفتهم الذي ولَّوْه، بعد أن رأوه يميل إلى غيرهم، ويقدم عليهم سواهم، فقاموا بالتأليب عليه وجاهروه العداوة، وأثاروا عليه البلدان حتى تمكنوا من قتله، ووجدوا الناس تندفع إلى عليٍ اندفاع الهيم العطاش إلى وردها، ولم يكونوا آنذاك قادرين على إبراز أنفسهم، فجاؤوه مبايعين بقلوبٍ تضمر الخيانة، ونفوس يملأها النفاق فما أشبه بيعتهم هذه ببيعة إسلامهم لابن عمه صلى الله عليه وآله يوم اضطروا للشهادة أمامه لله بالوحدانية وله بالرسالة، وكما عاشوا مع رسول الله صلى الله عليه وآله يتحينون فيه الفرص، ويتربصون به الدوائر، حتى قال قائلهم: "إن مات محمدٌ لنركضن بين خلاخيل نسائه"[1]، كذلك عاملوا علياً أيام خلافته، فجعلوا أيامه حروباً وفتنا، وإثارةً وتأليباً حتى تمكنوا من القضاء عليه بأبي ونفسي وهو في صلاته منقطعاً لربه.
وليتهم اكتفوا بما نالوا منه في حياته، بل جعلوا عداوته ديناً يتقربون به إلى الله، وأخذوا يشيعون سبه وشتمه، ويحاربونه في معاداة كل من شايعه أو قال بأحقيته أو دخل في جماعته، بل يستحلون قتل كل من لم يرض بفعلهم فيه حتى شبَّت على ذلك نفوس الأطفال, وهرمت عليه عقول الرجال، وبنيت على عدم الاعتراف بحقه الأجيال.
فيا عباد الله هذا هو حال طالبي الدنيا وعشاقها، وهذا ديدنهم في جميع الأزمنة والآنات، لا فرق في ذلك بين بني إسرائيل وبين بني يعرب وإسماعيل، فمن حليت الدنيا في عينيه أنسته ذكر ربه، ونبذ التقوى من نفسه، وصار دينه هواه، ونيله المجد في هذه الحياة مولاه، فلا يبالي بما يرتكبه من الآثام، ولا يهتم في سبيل الوصول إلى مبتغاه وإن فنيت الأنام وهلكت الأنعام.
فاتقوا الله عباد الله ولا تتبعوا خطوات من جانب شريعة الله، ولم يتقيد بأحكامه، فإن عمر الدنيا قصير، ومتاعها في جنب ما وعد الله الصابرين حقير، والأمر غداً جد خطير، فبادروا فيما بقي من أيام العمر إلى عمل الخيرات، وأكثروا من الحسنات، وابتعدوا ما استطعتم من الهفوات، وتجنبوا ما تقدرون على تجنبه من الشبهات، فلعل الله سبحانه يلطف بأحوالكم، ويتجاوز عن سيئاتكم, خاصةً في مثل هذا الشهر الذي جعله شهر الرحمة والغفران، وارفعوا أيديكم بالدعاء فإنه هو السميع المجيب.
اللهم ما عرفتنا من الحق فحملناه، وما قصرنا عنه فبلغناه، اللهم المم به شعثنا واشعب به صدعنا, وارتق به فتقنا، ووحد به كلمتنا، واعزز به ذلتنا، وكثِّر به قلتنا[2], وآتنا به من الدنيا والآخرة آمالنا، فإنك خير المسئولين وأوسع المعطين.
إن خير ما تلاه خطيب، واتعظ به نابهٌ أديب، كلام الله الرقيب الحسيب. أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا & وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا & وَقَالَ الْأِنْسَانُ مَا لَهَا & يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا & بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا & يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ & فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ & وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ[[3].
وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم والتواب الحليم.
الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله يقيل عثرة النادمين، ويقبل التوبة من المنيبين، ويضاعف الحسنات للطائعين، ويمحو سيئات المستقيلين، ويحفظ أجر العاملين ويتقبل من المحسنين. أعلامه لائحةٌ للقاصدين، وأبوابه مفتوحةٌ للداخلين، وموائده معدةٌ للطاعمين، ومشاربه مترعةٌ للواردين.
فله الحمد كما ينبغي له على عميم النعم المتواترة، التي من أعظهما وأجلِّها نصب الآيات الباهرة, العاصمة لذوي الألباب من غلبة الأوهام الخاطرة، ومن أتمها جعل الدلالات الظاهرة، وله الشكر على أياديه المتكاثرة، وآلائه المتضافرة، شكر مستزيدٍ من فيض ديم جوده الهامرة، ونسأله التوفيق لخير الدنيا والآخرة.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له أحسن الخالقين، وأحكم الحاكمين، وأرحم الراحمين. وضع بحكمته شرائع الدين، وأنزل برحمته الكتاب المبين.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده المبعوث لكافة الخلق بخير الدارين، أرسله بين يدي الساعة بشيراً ونذيرا، وجعله للبرايا شمساً مضيئةً وقمراً منيرا, وحمَّله الدين القيم ليظهره على الدين كله ولو أبى من كان آثماً وكفورا، وجعل له على رسالته شاهداً من أهله فكان له في حياته مشيرا, وفي حكومته وزيرا, وشد به أزره فكان عنه في الملمات مدافعاً وله على الشدائد نصيرا، وخليفةً له بعد وفاته وللمؤمنين أميرا.
اللهم صلِّ عليه صلاةً تبلغ معاقد العز من عرشك، وتدوم بدوام ملكك، وتفتح أبواب رضاك والأنس بقربك. وعلى ابن عمه علي الذي كشفت به كربته، وفرجت به غمته، وشددت به أزره.
وصلِّ اللهم على الأئمة الهادين من ذريتهما، خلفائه في أمته الناشرين لدعوته، الراوين لسنته، المبينين أحكامه، الرافعين أعلامه، ]أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[[4].
اعلموا عباد الله إن الله سبحانه اختار يوم الجمعة من بين سائر الأيام والشهور، وجعله عيداً لكم على ممر السنين والدهور، وجعل فيه هذه الفريضة الجليلة التي أوجب لها السعي والحضور، وخصَّها بسورةٍ كاملةٍ في الكتاب المسطور وشبَّه من لا يحضرها من أمة محمدٍ صلى الله عليه وآله مع استكمال شرائط وجوبها باليهود الذين فسقوا بترك العمل بالتوراة والزبور، وحرم في وقتها البيع وسائر الأعمال.
وحث عليها النبي صلى الله عليه وآله وخلفاؤه الأطهار فيما تواتر عنهم من الأخبار، التي تجاوزت حد الاستفاضة في الكثرة والاعتبار. وحتى ورد على ألسنة بعضها أن من تركها ثلاث جمع بدون عذرٍ من الأعذار ختم على قلبه بخاتم النفاق[5].
ولذلك فإن كافة الخارجين على الأحكام الشرعية، الذين لا يريدون أن يذَكَّروا بالله سبحانه، ويرون أن معرفة الناس للحكم الشرعي وسماعهم الوعظ يخالف مصالحهم الدنيوية، يُجمعون على حرب هذه الفريضة بكل الوسائل والحيل، فتارةً بالتشكيك في عدالة أئمتها، وتارةً بعدم جدوى الحضور فيها، والخطيب بزعمهم لا يتكلم عن المظالم التي تقع عن الأمة، أما إذا لم يجد في الشخص شيءٍ من ذلك فإنه يُهدَّد بالمقاطعة والمضايقة وأنه إذا لم يترك الحضور في الجمعة فإنه سيعرض نفسه وأملاكه إلى الحرق والإتلاف، والحقيقة أنهم إنما يريدون أن يبقى الناس جهلة بالأحكام الشرعية خاصةً فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية حتى يتسنى لهم أن يفعلوا ما يريدون، ويرتكبوا ما يرغبون من دون أن يذكروا بالله سبحانه، أو يوعظوا بآياته، فهم اليوم يقومون بما كان يقوم به الشيوعيون قبل عقدين من الزمان يفعلون. والحقيقة أن أعداء الدين خاصةً المتلبسين بالإسلام لا يهمهم شيءٌ إذا تركت الجمعات، فسيان عندهم حضرت صلاة جماعة، أو جلست في بيتك، أو خرجت في يوم الجمعة للتنزه والفرجة، لأن كل ذلك لا يضر بمصالحهم، ولا يعارض مناهجهم, ولا يفسد عليهم ما يبيتون لهذه الأمة من السوء.
فيا عباد الله حافظوا على هذه الفريضة التي أوجبها الله تعالى عليكم، وحث على الحضور فيها نبيكم وأئمتكم صلوات الله عليهم أجمعين, وحتى قال النبي صلى الله عليه وآله فيها أن من تركها في حياتي أو بعد وفاتي ثلاث جمع متواليات من دون علة ختم على قلبه بخاتم النفاق إلا أن يتوب[6].
واعلموا أن الغرض منها هو الاجتماع، وسماع الخطبتين، وما يبيَّن فيهما من الأحكام الشرعية، وما يتلى فيهما من المواعظ، والعمل بقدر الإمكان بما يعلمه الإنسان من أحكام الشرع الحنيف.
فحافظوا رحمكم الله على هذه الفريضة, وألزموا أنفسكم بما جُعل لها من الآداب والسنن.
واعلموا أن من أقوى أسباب قبول العبادات وحصول البركات هو الإكثار من الصلوات والتبريكات على محمدٍ وآله الهداة.
اللهم صلِّ على النور المتجسِّد في الهياكل البشرية، الذي شرف بنعله بساط الربوبية، وأفيضت عليه الأنوار الإلهية في الحضرة القدسية، النبي العربي المؤيَّد والحصن الرباني المشيَّد أبي القاسم المصطفى محمد.
اللهم صلِّ على باب قلعة العلوم الربانية، المشافه بالمعارف الإلهية، أخي النبي المصطفى بل نفسه الزكية بنص الآية القرآنية، فخر دوحة لوي ابن غالب، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
اللهم صلِّ على من فطمت محبيها من سقر، وجعلت لها الشفاعة في شيعة بعلها وولدها يوم المحشر، الدرة النوراء، والمعصومة الحوراء، أم الحسنين فاطمة الزهراء.
اللهم صلِّ على السيد السري، والكوكب الدري، شمس سماء الإيمان، وريحانة رسول الرحمن، السبط الممتحن، العالم بالفرائض والسنن, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن.
اللهم صلِّ على القمر المنخسف بسيوف بني أمية، والسبط الذي فرَّطت في حفظه الأمة الشقية، ثمرة فؤاد فاطمة الزكية, ريحانة الرسول الأمين، ومهجة سيد المحدين, الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.
اللهم صلِّ على خير العُبَّاد، وأفضل من تكرم وجاد، سيد الساجدين، وثمال اليتامى والمساكين، الإمام بالنص أبي محمدٍ علي ابن الحسين زين العابدين.
اللهم صلِّ على مُظهر العلوم الربانية، وناشر المعارف السبحانية، ذي الذكر الطائر بين كل بادٍ وحاضر، والصيت السائر في جميع الحواضر، الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.
اللهم صلِّ على ممهِّد قواعد الدراية، ومحرِّر ضوابط الهداية، قناص شوارد الدقائق، ومفتض أبكار الحقائق، ضياء المغارب والمشارق، الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.
اللهم صلِّ على الشمس المحتجبة بغيوم التقية، والزكي المبتلى بكل رزية، بدر سماء المكارم، ومقتدى الأماجد الأعاظم، الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.
اللهم صلِّ على بضعة النبي المصطفى، وسليل المرتضى، المرتجى للشفاعة في يوم الجزا، الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.
اللهم صلِّ على خلف الأمجاد، وسليل الأجواد، معتمد المؤمنين في الإصدار والإيراد، الأمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.
اللهم صلِّ على ضياء النادي، وغياث الصادي، وملجأ المستغيث يوم ينادي المنادي، الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.
اللهم صلِّ على صاحب الفضل والكمال، المتردي برداء المجد والجلال، السيد السري, والعالم العبقري، الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن بن عليٍ العسكري.
اللهم صلِّ على المرتجى لنصر الملة المحمدية، المؤمَّل لكشف البلية، الآخذ
بثأر العترة النبوية، مقيم البرهان, والحجة على جميع أهل الأديان, شريك القرآن، الإمام بالنص أبي القاسم المنتظر صاحب العصر والزمان.
عجَّل الله تعالى أيام دولته، ومتَّعنا بالنظر إلى طلعته، وكرمنا بنصرته، وشرفنا بخدمته، إنه سميعٌ مجيب.
إن أحسن خطاب وأبلغ كلام، كلام الله ذي الجلال والإكرام.أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[7].
وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه هو الغفور الرحيم، والبر الحليم.
[1] شرح نهج البلاغة – ج9 ص56 – ابن أبي سورة الحديد وكذا في مناقب أهل البيتع – ص375 – المولى حيدر الشيرواني وفي كتاب الأربعين – ص217 – محمد طاهر القمي الشيرازي وفي تفسير ابن كثير – ج3 ص506 – ابن كثير؛ ووردت في البحار: "لئن أمات الله محمدا لنركضن بين خلاخيل نسائه"بحار الأنوار – ج17 ص27 – العلامة المجلسي وكذا في تفسير الصافي – ج4 ص199 – الفيض الكاشاني
[2] من دعاء الافتتاح – تهذيب الأحكام – ج3-ص111 – الشيخ الطوسي
[3] سورة الزلزلة
[4] سورة البقرة:157
[5] "من ترك ثلاث جمع متعمدا من غير علة طبع الله على قلبه بخاتم النفاق"بحار الأنوار – ج86 ص166 – العلامة المجلسي
[6] "من ترك ثلاث جمع متعمدا من غير علة طبع الله على قلبه بخاتم النفاق"بحار الأنوار – ج86 ص166 – العلامة المجلسي، "من تركها في حياتي أو بعد موتي استخفافاً بها أو جحوداً لها فلا جمع الله شمله ولا بارك له في أمره, ألا ولا صلاة له, ألا ولا زكاة له, ألا ولا حج له, ألا ولا صوم له, ألا ولا بر له, حتى يتوب"بحار الأنوار-ج86-ص166-العلامة المجلسي وكذا في الوسائل –ج7 ص302 – الحر العاملي
[7] سورة النحل:90
معلومات إضافية
- التاريخ الهجري: 22 رمضان 1417ه
