khutab aljumaa3

ضعف المسلمين والسلام مع اليهود ونتائج القمة العربية

الجمعة 22 رجب 1421هـ المصادف 20 تشرين الاول 2000م

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله إيماناً بوحدانيته, واعترافاً بربوبيته, وإذعاناً بألوهيته, ولواذاً بعزته, ودخولاً في حمايته, وطلباً لنصرته, وتعرضاً لرحمته, وتزلفاً لحضرته, واستسلاماً لقدرته, وطلباً لعفوه ومغفرته, وطمعاً في نواله ومِنَّته.

نحمده سبحانه على ما أولانا من نعمه الكريمة العميمة, ونشكره سبحانه على ما أتحفنا به من مننه الهنيئة الكريمة, ونستكفيه جلَّ اسمه كل نازلةٍ مخوفةٍ عظيمة, ونستدفعه شر كل باغٍ قد أهاجته نفسه اللئيمة, وسوَّلت له ارتكاب كل موبقةٍ ذميمة, ونسأله التوفيق للطاعة والسير على المناهج الشرعية السليمة.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, ذو الملك والملكوت, والعزة والجبروت, والعظمة واللاهوت, طلبته العقول فضلَّت في بيداء معرفته حائرة, ورامت إدراكه الأذهان فرجعت صفقتها خاسرة, تعالى حرم قدسه أن تصل إليه نوافذ الأفكار, وارتفع بجلاله أن تدركه البصائر أو تلحظه الأبصار.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده الذي اصطفاه وكمَّله, ولكافة الخلق أرسله, بعثه والسنن عاطلة النحور, والفتن باسمة الثغور, والناس في فترةٍ من الرسل, وحيرةٍ بين مختلف السبل, فرفع من الحنيفية منارها, وأطلع شموسها وأقمارها.

صلى الله عليه وآله منار الهداية لطالبها, ونواميس الشريعة لدارسها, ورثة النبوة وخزان صحائفها, وحملة الشريعة وحماة مشارعها, وشفعاء الآخرة وسقاة كوثرها, ]أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[[1].

عباد الله, أوصيكم بادئاً بنفسي الجانية قبلكم بتقوى الله سبحانه, والتقيد بأحكامه, والالتزام بشرعه, ومراقبة النفس وكفِّها عن ما يُوردها المهالك, ويسبب لها المعاطب, واعلموا أن الإنسان مسئولٌ عن كل حركةٍ من حركاته, وكلمةٍ من كلماته, فلا يفيده غداً في القيامة أن يقول: ]يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً[[2], فإن الله سبحانه وتعالى لم يترك الخلق من دون إنذارٍ وإعذار, بل له الحجة البالغة عليهم, بما وهبهم من قوىً عقليةٍ وملكاتٍ نفسية, وفطرةٍ صافية, وبما بعث إليهم من الرسل والأنبياء, الذين بيَّنوا شرائعه, وأوضحوا سبيله, وخوَّفوا عباده من معصيته, ودعوهم إلى طاعته, فلم يبق لأحدٍ من الناس عذرٌ يعتذر به إذا سقط في هوة المعصية, ولا حجةٌ يحتج بها إذا ابتعد عن مناهج الطاعة.

ولقد بيَّن الله سبحانه للمسلمين في كتابه أن الخير في طاعته, والاستقامة على شريعته, والتسليم له, فقال سبحانه وتعالى: ]وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقاً[[3], ويقول سبحانه وتعالى: ]وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالأرْضِ وَلَكِنْ كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ[[4], فطاعة الله سبحانه واتباع أوامره ونواهيه سواءً كانت تكليفيةً أو إرشادية, هي السبيل الوحيد للسعادة والحياة الآمنة المطمئنة, وأن معصيته والابتعاد عن صراطه الأقوم هو طريق السقوط في الهاوية, هو طريقٌ لا يؤدي بسالكه إلا للشقاء.

انظروا إلى ما نحن عليه اليوم من الضعف والخور, إلى ما نعيشه من حياة الذلِّ والمهانة بين الأمم, هل ستكون لو أننا أطعنا الله سبحانه في ما أمر ونهى ولم نحكِّم أهواءنا ورغباتنا فنأخر من جعل الله سبحانه من حقه التقديم, ونقول إنه أمر قريش, تختار له من تريد, أو أنه أمر الأمة؟ هل كنا سنصل إلى مثل هذا الوضع يستذلنا اليهود وحلفائهم لو أننا تمسكنا بالعروة الوثقى وطبَّقنا أحكام الله سبحانه على حياتنا؟ انظروا كيف يُقتل الإنسان العربي والمسلم ويُهان, وكيف تُدنَّس المقدسات ونحن كثرةٌ كاثرة, ولكننا لا نستطيع أن نحرك ساكناً ولا أن ندفع ضيما.

انظروا إلى حماة اليهود كيف أرغموا العرب ممثلين في عرفات أن يجلسوا مع اليهود وأن يوافقوا على التوقيع على ما يحقق مصلحة اليهود, نعم يحقق مصلحة اليهود لا مصلحة الفلسطينيين, لأن بيان شرم الشيخ لا يساوي فقط بين الضحية وجزارها ولكنه يحوِّل مطالبة العرب من رجوع اليهود إلى المواضع التي كانوا فيها قبل نكسة حزيران إلى المطالبة برجوعهم إلى المواضع التي كانوا فيها قبل تدنيس بيت المقدس من قِبَل الإرهابي شارون, فهل هذا هو مصلحة الفلسطنيين أو العرب؟ ألا يشعر العرب سواءً منهم من حضر هذا المجلس أومن بقي ينتظر نتائجه بالخزي والذل وهم يقفون هذا الموقف؟ إننا قد نعذر عرفات لأنه لا حول له ولا قوة, ولكننا لا نعذر الدولة التي رضيت باستضافة مثل هذ الاجتماع على أراضيها وهي تدرك تماماً أنه اجتماعٌ لن ينتج عنه إلا زيادة في تعقيد أمور العرب والمسلمين وضعفهم, لقد كانت هذه القمة نقمة على هذه الأمة, وهي في الحقيقة نتيجة طبيعية لخور الأمة بكل قياداتها, وعجزها عن اتخاذ المواقف الجريئة تجاه الكفر العالمي, لعجزهم عن رفض مشاريع الأمريكان, التي يعرفون تماماً أنها لن تكون إلا لمصلحة أعدائهم, ومن أجل تثبيت احتلالهم للأرض العربية الإسلامية, لقد تمكنوا أن يُطبِّعوا قادة العرب مع الإسرائليين ويجعلوهم ينظرون إلى الكيان اليهودي أو على الأقل يتعاملون معه على أنه شيءٌ طبيعيٌ أن يكون موجوداً في هذه المنطقة, فتادفعو يقيمون معه العلاقات على اختلافها, ويتعاملون معه, ويستدعونهم إلى المؤتمرات الإقليمية التي تقام في بلدانهم, حتى قبل أن يفي الأمريكان في تل أبيب بوعدهم من إرجاع الأراضي العربية التي احتلوها بالفيلق اليهودي عام سبعةٍ وستين ميلادية.

والآن والأمة العربية تنتظر نتيجة ما ستخرج به القمة العربية التي ستُعقد غدا, فهل سيرقى القادة إلى قمة المسئولية ويسجلون القرار التأريخي ويثبتون للعالم بأنهم غير صالحين للتطبيع, وأنهم لن يقيموا أي علاقةٍ مع مع ما لم ترجع كافة الأراضي العربية التي احتُلت في حزيران عام سبعةٍ وستين, وأن الانتفاضة الفلسطينية ضد المحتلين ليست عنفاً ولا عملاً إرهابيا, وإنما هي دفاعٌ عن النفس, ومقاومةٌ للاحتلال, فهي بالتالي عملٌ مشروعٌ يجب أن يدعم وأن يستمر ما دام العدو مصراً على احتلال الأرض؟

إن اليهود يحاولون أن يقولوا للعرب إن قادتكم أذلُّ من أن يفعلوا ما لا نريد, وما المقابلة التي أجرتها محطة الجزيرة -وهي محطةٌ لها ارتباطٌ علنيٌ بالصهيونية- مع القذافي إلا من أجل زيادة التشكيك في مصداقية القادة العرب, وجعل شعوبهم تيأس من وقوفهم معها في محنتها, مما سيسبب لهم من الإحراج ومن الأضرار ما لا يعلم بقدره ونهايته إلا الله سبحانه وتعالى.

إننا لا زلنا نثق في زعمائنا وقادتنا بأنهم سيكونون على مستوى المسئولية التي حمَّلوا أنفسهم إياها, وأنهم سيقفون بكل صلابةٍ أمام صلف الإدارة الأمريكية, وقلة حياء أعضاء الكونگرس الأمريكي, فيدعمون الفلسطينيين في نضالهم من أجل قضيتهم العادلة, ويكونون درعاً واقياً من أن تُدنَّس المقدسات العربية والإسلامية, يقول الله سبحانه وتعالى: ]وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ[[5], ومعنى هذه الآية أن الله سبحانه لن يحمي مواضع العبادة بطرقٍ غيبيةٍ خاصة, ولن يُنزل ملائكة تدفع عنها, ولكنه يكلف الناس واجب الدفاع عن المقدسات, فيا زعمائنا, يا قادتنا, لا تتركوا التاريخ يسجل عليكم أنكم تقاعستم عن الدفاع عن مقدسات الأمة, وتخاذلتم عن صيانة عرضها وشرفها, ووافقتم على استغلالها.

اللهم وفِّق لخير العمل المتوافدين للاجتماع في هذه القمة, واكشف هذه الغمة عن هذه الأمة, بحق محمدٍ وآله مصابيح الظلمة, اللهم وانصر الإسلام والمسلمين, واخذل الكفار والمنافقين, واحلل غضبك وسخطك على القوم الظالمين, اللهم سلط عليهم من يُسيل دماءهم كما أسالوا دماءنا, اللهم سلط عليهم من يحتل بلدانهم كما ساعدوا وعملوا على احتلال بلداننا, إنك ولينا وسيدنا وأنت الولي العزيز.

إن خير ما خُتمت به الخطب على المنابر, كلام الله القوي القاهر, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]وَالْعَصْرِ & إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ & إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[[6].

وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم, والتواب الحليم.

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله رفيع الشأن, عظيم السلطان, قديم الإحسان, المستغني عن الأجناد والأعوان, الذي لا يحويه مكان, ولا يحده زمان, برأ الخلق فأتقن صنع ما صنع, وأحسن تصوير ما ابتدع, اخترعهم من دون رويةٍ أجالها, ولا تجربةٍ استفادها, ولا مادةٍ كانت سابقةً فكيَّفها, فأحصى عددهم, ورتَّب في الوجود تسلسلهم, وقدَّر أرزاقهم, ووقَّت أعمارهم, كل ذلك بما اقتضته حكمته, وجرت به مشيئته.

نحمده سبحانه على تواتر جوده وعطائه, وترادف نعمه وآلائه, ونشكره رغبةً في المزيد, وامتثالاً لأمره الرشيد, وتجنباً لعذابه الشديد, وإيماناً بما قال في كتابه المجيد: ]لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ[[7].

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له فيما أبدع من بريَّته، ولا ندَّ له في جبروته وعزته، ولا ضدَّ له في إحاطته وقدرته، ولا كفأ له في جلاله وعظمته، ولا مثل له في أسمائه وصفته، ولا شبيه له في كرمه ومِنَّته.

ونشهد أن محمداً صلِى الله عليه وآله نبي الرحمة، وشفيع الأمة، والهادي من الظلمة، عبده ورسوله الهادم لحصون الملحدين، والماحي لآثار المشركين، والكاشف لزيف المشبِّهين، المشيِّد لدعائم الدين، والمقيم لأسس اليقين.

فصلِّ اللهم عليه وعلى الهداة الميامين من ذريته وعترته، المجاهدين في نشر دعوته، العاملين على إعلاء كلمته، المخصوصين بسره وسريرته، المنجزين لعِداته ووصيته، المستحفَظين على إرثه وعيبته، سفن النجاة في أمته، وباب حطة لمحبيه وشيعته, صلاةً تنقذنا من رهبة الموت وكربته، وتنجينا من ضائقة اللحد وضغطته، وتؤمننا من فزعة البعث وروعته.

عباد الله, اتقوا الله سبحانه حق تقاته, وبادروا إلى ما يقربكم من مرضاته, وأصيخوا مسامع قلوبكم لزواجره وعِظاته, واحرصوا على اكتساب قرباته وخيراته, وسارعوا إلى مغفرته وجناته, ولا تغرنكم هذه الدنيا فإن مآلها إلى الفناء والذبول, ولا تظنوا الخلود فيها فإن لكل مسافرٍ أوبة وقفول, فاتخذوها متجراً منه تتسوقون, ومعبراً عليه تمرون, لابيتاً له تعمرون, ألا ترون أنها أخْنت على من سبقكم من القرون, ولم تخلص لمن كان في غرامها كالمجنون, أين فرعون وهامان ونمرود وقارون؟ أين من بنى الدساكر والحصون؟ أين من طغى وتجبر؟ أين من بغى على خلق الله وتكبر؟ أليسوا جميعاً قد دُفنوا في الثرى, وأصبحوا عبرةً لمن يرى, واستبدلوا بعد الفرش والنمارق, توسد الأحجار, تأكل محاسن وجوههم الثرى؟ فإلى متى بها تغترون وبها تفتنون, وعلى حطامها تتخاصمون, ومن أجل السيطرة عليها تتقاتلون؟ هذا وقد سترت عنكم غاية الأجل, وزين لكم عدوكم بمد حبل الأمل, فألهاكم عن الاستعداد لما أنتم عليه مقبلون, وأنساكم ذكر اليوم الذي فيه تُجمعون, وعلى ما فعلتم تحاسَبون, يوم لا أنساب بينكم ولا تتسائلون.

فخذوا الأهبة لذلك اليوم ما دام بيدكم زمام الاختيار, فغداً تنسد أبواب الأعذار, إذا نُشرت الصحف بين يدي الملك الجبار, وظهرت الفضائح بما فيها من الذنوب والأوزار.

جعلنا الله وإياكم ممن علم فعمل, وحُذِّر فوجل.

ألا وإن من أفضل العبادات, وأكمل الطاعات, وأربح البضاعات, التي يرجى بها يومئذٍ النجاة, هي الصلاة والسلام على محمدٍ وآله السادات.

اللهم صلِّ على من خاطبته بلولاك لما خلقت الأفلاك[8] من دون سائر النبيين, وألبسته خلعة الشرف والكرامة وآدم بين الماء والطين, وسخرت له البراق تشريفاً له على العالمين, وأوطأت نعله بساط الربوبية دون بقية المرسلين, وناهيك به من مقامٍ تخر له جباه الملائكة المقربين, وأرسلته بالرحمة إلى كافة العالمين, محمد بن عبد الله الصادق الأمين.

اللهم صلِّ على آية نبوته، وقيِّم شريعته، وقاضي دَيْنه ومقيم سنته، الذي أمرته بنصبه خليفةً في أمته، الشهاب الثاقب في ظلمات الغياهب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

اللهم صلِّ على السيدة الجليلة، والعابدة النبيلة، المدنَفة العليلة، ذات الأحزان الطويلة والمدة القليلة، البتول العذراء, أم الحسنين فاطمة الزهراء.

اللهم صلِّ على قرتي العين، ونجمي الفرقدين، وسيدي الحرمين، ووارثي المشعرين, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن وأخيه الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.

اللهم صلِّ على سيد الساجدين، ومنهاج المسترشدين، ومصباح المتهجدين, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين زين العابدين.

اللهم صلِّ على قطب دائرة المفاخر، وصدر ديوان الأكابر، ذي الصيت الطائر في النوادي والمحاضر، الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.

اللهم صلِّ على الفجر الصادق في ديجور الجهل الغاسق، والوميض البارق في المغارب والمشارق، الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.

اللهم صلِّ على البدر المحتجب بسحاب المظالم، والنور المبتلي بعداوة شر ظالم، زينة الأكابر والأعاظم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.

اللهم صلِّ على من سطع نور كماله وأضاء, وطبَّق شعاع مجده الأرض والفضاء, شفيع محبيه يوم الفصل القضاء, الراضي بكل ما جرى به القدر والقضاء, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.

اللهم صلِّ على مجْمع بحري الجود والسداد، ومطلع شمسي الهداية والرشاد، ملجأ الشيعة يوم التناد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.

اللهم صلِّ على الهمامين السريين، والعالمين العبقريين، والسيدين السندين, والكوكبين الدريين, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ وابنه الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن العسكريين.

اللهم صلِّ على المدَّخر لإحياء القضية، والقيام بنشر الراية المصطفوية، وبسط العدالة بين كافة البرية, وإماتة كل بدعةٍ زرية, صاحب المهابة الأحمدية, والشجاعة الحيدرية, باهر البرهان, وشريك القرآن, الإمام بالنص مولانا المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان.

اللهم عجِّل له الفرج, وسهِّل له المخرج, وانشر على بسيط الأرض منهجه، واكشف به عنا ظلمات الفتن المدلهمة، وأزل عنا هذه المحن ببركة حياطته، ونجنا مما يراد بنا ببركة دعوته، واجعلنا من المؤمنين بإمامته, الموفقين لخدمته ونصرته, إنك على كل شيءٍ قدير, وبالإجابة حريٌ جدير.

إن أبلغ ما تلاه التالون, وعمل بموجبه المهتدون, كلام من يقول للشيء كن فيكون, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[9].

وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفورٌ رحيم.

 

 

[1]  سورة البقرة: 157

[2]  سورة الفرقان: 28

[3]  سورة الجـن: 16

[4]  سورة الأعراف: 96

[5]  سورة الحج: من الآية40

[6]  سورة العصر

[7]  سورة إبراهيم: من الآية7

[8]  في الحديث القدسي: "لولاك لما خلقت الأفلاك"شرح أصول الكافي – ج9 ص61 – مولي محمد صالح المازندراني

[9]  سورة النحل: 90

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 22 رجب 1421هـ
قراءة 1258 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)
آخر تعديل في السبت, 03 أبريل 2021

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.