khutab aljumaa3

ضعف المسلمين بتركهم الدين وتكالب الأعداء عليهم وما فعلته إسرائيل وأعانتها عليه أمريكا

الجمعة 15 رجب 1421هـ المصادف 13 تشرين الاول 2000م

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله مكوِّن البدائع, ومبتكر الصنائع, الذي ليس له في ملكه منازع, ولا لحكومته مدافع, ولا تضيع عنده الودائع, وهو الضار النافع, الخافض الرافع, لجبروته خضعت الأرض والسماء, وبإرادته يجري القدر والقضاء, وبلطفه انتظمت الأسباب والأشياء, يستدرج الظالمين إلى ما اختاروه من سخطه ونقمته, ويسوق المتجبرين أذلاء في دار مؤاخذته, وينصر المؤمنين الداعين إلى العمل بشرعته.

نحمده تعالى شأنه على ما أسدى من سوابغ النعم, ونشكره جلَّ اسمه على ما أولى من هواطل الجود والكرم, ونستدفعه عظائم البليات والنقم, ونستعينه وهو المستعان على تجاوز الخطب إذا ادلهم, ونعوذ به مما في قلوب الأعداء من ضرم, ونستغفره وهو المرجوُّ للعفو والمغفرة في يومٍ تزل فيه القدم, ولا ينفع فيه التأوُّه والندم.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, الذي أقرت السماوات والأرض بوجوب وجوده, وأحيا مَن فيهما بفيض رشحات جوده, اضمحلت الأحلام عند اكتناه حقيقته, وتلاشت الأفهام عند التطلع إلى غوامض أحديته, وتاهت العقول في بيداء معرفة أزليته.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده المصطفى من العالمين, ورسوله المفضل على جميع الأنبياء والمرسلين, بعثه لهداية الجِنَّة والناس أجمعين, وأنزل عليه الكتاب المبين.

ونشهد أن وصيَّه وخليفته عليٌ أمير المؤمنين, الذي حارب المشركين, وجاهد المنافقين, وأبلى عن الرسول في بدرٍ وأحدٍ وحنين, وصلى إلى القبلتين, وبايع البيعتين, وأخزى يوم خيبر طاغية الكافرين, ولم يُشرك بالله طرفة عين.

صلى الله عليهما وعلى آلهما الذين هم أحد الحبلين الممدودين, والثقلين الذين جعلهما في أمته مخلفين, فمن تمسك بهما هُدي إلى خير الدارين, ونجا من أهوال يوم الدين, ومن حاد عن نجدهما هوى في جهنم مع الغاوين, وقُرن في قعرها مع الشياطين.

عباد الله, أوصيكم ونفسي الجانية قبلكم بتقوى الله سبحانه, والتدثر بملاحف خوفه وخشيته, والالتزام بطريقته, والسير على شرعته, والدعوة إلى صراطه الذي نصبه لبريته, فليس كتقوى الله سبحانه وتعالى جُنَّةً واقيةً من الشرور في الدنيا والآخرة, وليس كالتقوى سبيلاً لتحصيل المراتب الفاخرة, وما أصاب الناس فوق هذه الأرض من البلايا والمصائب إلا بتحللهم من قيود العبودية لله سبحانه وتعالى, وماتسلط عليهم الطغاة والجبارون يسومونهم سوء العذاب إلا لتعرِّيهم من دروع الخشية من الله سبحانه وتعالى.

لقد جاء الإسلام يوم جاء ليُحيي الآمال في قلوب اليائسين من العدل والرفاه, جاء الإسلام ليُبشر العبيد بالحرية, ويرفع الظلم والطغيان عن كواهل المستضعفين من البرية, وفي خلال ثلاثةٍ وعشرين عاماً تمكن الإسلام من إيجاد دولةٍ قويةٍ يخشاها الجبارون, ويحسب حسابها الطغاة في الأرض, مع أن هذه الدولة قامت على أكتاف الضعفاء والفقراء, ولكن الإسلام جعلهم بتقوى الله ومخافته أقواياء, دخلوا في حزب الله وأصبحوا من جند الله, فخافهم كل أعداء الله.

خافهم اليهود فهربوا من شبه الجزيرة العربية, بل هربوا من كل موطنٍ وصلت إليه الدعوة الإسلامية, مع علمهم أن شريعة الإسلام تُعطي الأمان لكل الجانحين للسلم النابذين لشريعة الغاب, ولكنهم يعلمون من أنفسهم أنهم لا يتمكنون من التعايش مع المسلمين, وهم الذين يريدون أن يُفسدوا في الأرض ويستعلوا على خلق الله, فهم شعب الله المختار حسب زعمهم, ولا بد لهم من التصرف في مقادير الناس بما تهوى أنفسهم.

وعندما نبذ المسلمون ثياب الورع من الله سبحانه, عندما تخلوا عن العمل بشريعته, عندما أخذوا يمجدون الطغاة قتلة أبناء الرسول ويسمونهم أمراء المؤمنين, وأصبحوا هم وغيرهم بالنسبة إلى الدعوة الإسلامية سواء, تخلت القدرة الإلهية عن نصرهم, فعاد اليهود يستذلونهم, ويستعلون عليهم, ويتمترسون بطغاة العالم ضدهم, ولم يحدث للمسلمين ذلك عن قلة, ولا عن فقرٍ ولا عن ضعف, ولكن لأنهم نسوا ذكر الله فنسيهم, وتركهم وأعدائهم لعلهم من سباتهم يفيقون, ومن غفلتهم ينتبهون.

في أحداث هذا الأسبوع أيها الأخوة لكم عبرةٌ يا أيها المسلمون, فقد رأيتم العالم كله يصمت وهو يرى الدم العربي يسال, والأطفال العرب يقتلون, والحرمات العربية تنتهك, كما صمت العرب وهم يرون أطفال رسول الله صلى الله عليه وآله تقتل وحرماته تنتهك، ولم تتحرك أرنبة أنف أحدٍ من رؤساء دول الغرب وزعمائه, ودعاة الحق والمساواة ودعاة حقوق الإنسان فيه, وما إن وقع ثلاثة جنودٍ من الصهاينة في الأسر حتى هبَّ الغرب بقضه وقضيضه إلى المنطقة من أجل إطلاق سراح اليهود الغزاة من أيدي أهل البلاد المحتلة, أليس في ذلك تأكيدٌ لما تقوله التوراة المحرفة بأن رؤساء دول الغرب هم حملة الحجارة لبناء الهيكل المزعوم؟ ألا يكشف ذلك عن تغلغل النفوذ الصهيوني في هذه الدول وسيطرته عليها واستعباده حتى لرؤسائها وزعمائها؟

والأمر الثاني الذي أظهرته هذه الأيام أن العدو الحقيقي والوجه الصهيوني هو الولايات المتحدة الأمريكية, صانعة الإرهاب في العالم, ومثيرة الفتن والحروب على وجه الأرض, فإن كل ما حلَّ على الفلسطييين وخاصةً في هذه الأيام هو بتخطيطٍ أمريكي, فقد كان كلينتون يريد أن يسجل نفسه بين المخلصين للصهيونية, الذين قدموا لها الخدمات, فاستغل المفاوضات التي أسسها سلفه بوش, وكان يعتقد أنه يستطيع أن يجعل عرفات يوافق على جعل السيادة على القدس لليهود الصهاينة, ولم يلتفت إلى أنه يقف على الخط الأحمر الذي لا يستطيع عرفات ولا غير عرفاتٍ أن يتجاوزه, فلما خرج عرفات من مؤتمر كامب ديفيد الثاني مغاضباً رافضاً مشروع كلينتون, حاول كلينتون أن يستعين بحسني مبارك لعله يقنع عرفات بالموافقة, وعندما وجده رافضاً للقيام بهذا الدور, قرر أن يبيد الفلسطينيين أو يوافق عرفات على الرجوع إلى طاولة المفاوضات مرغماً ويوافق على ما يريده خادم الصهيوينة المسمى بسيد البيت الأبيض, لعله يُبيِّض وجهه عند أسياده الذين أوصلوه إلى هذا المنصب, أسياده أصحاب الهيكل, وهكذا دُبِّرت زيارة شارون لتدنيس بيت المقدس وإشعال الشرارة.

فلتنظر الدنيا إلى هذه الصفاقة, متى كانت المفاوضات يؤتى إليها بالقوة, وبين أطرافٍ غير متكافئة؟ وأين ما نادى به البيت الأبيض من مبدأ الأرض مقابل السلام؟ لقد تغير كل شيءٍ وصار البيت الأبيض يقول: السلام للصهيونيين من دون مقابلٍ وإلا فالموت لكم يا عرب, وأساطيل أمريكا على سواحلكم, وقواعدها في أراضيكم, فماذا أنتم صانعون؟

إن المطلوب من العرب جميعاً أن يكونوا شجعاناً في هذا الموقف, ويستعملون كل الوسائل المتاحة لهم, لسنا ممن ينادي بالحرب, لأن الحرب ستكون مع الولايات المتحدة لا مع دويلة إسرائيل, ولا حول للدول العربية ولا قوة عندها لمجابهة الولايات الأمريكية وحليفتها بريطانيا, ومن سيكون معهما من الدول الأخرى, ولكن هناك بدائل يستطيع العرب أن يستغلوها وينتصروا على جميع هذه التكتلات, وذلك بإسناد الانتفاضة الفلسطينية ومدها بالسلاح والدواء والطعام والمال, ونحن على ثقةٍ أن اليهود لن يصبروا على حربٍ غير نظاميةٍ لمدةٍ طويلةٍ, مكِّنوا الفلسطينيين من الدفاع عن أنفسهم وقتل من يصل إلى مُدنهم من الجنود الصهاينة وستجدون كيف تنتهي هذه المهزلة, فقد أثبتت المقاومة الوطنية اللبنانية ذلك, وقد وصف الله اليهود وهو أصدق القائلين: ]وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ[[1], وهذه الوسيلة لا تكلف الدول العربية شيئاً كثيراً إنْ هي صدقت في تنفيذها.

اللهم انصر من نصر الدين, واخذل من خذل الإسلام والمسلمين, واحلل غضبك على القوم الظالمين, اللهم احرسنا من كيد الكائدين, وحقد الحاسدين, ونجنا من حبائل الشيطان الرجيم, ]رَبَّنَا لا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْراً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ[[2], اللهم وادحر اليهود عن أرض المسلمين, وشتت شملهم يارب العالمين, وفرقهم في مجاهل الأرض أذلاء خاسئين, إنك على كل شيءٍ قدير.

إن خير ما تُلي على المنابر, ووُعظ به الأشراف والأكابر, كلام الله الملك القادر, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]وَالْعَصْرِ & إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ & إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[[3].

وأستغفر الله لي ولكم إنه غفورٌ رحيم, وتوابٌ حليم.

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله المتفرد بعزته وكبريائه, المتمجد بجمال بهائه, المتوحد بقِدَم منِّه وشمول عطائه, احتجب بسرادق مجده عن مطامح البصائر وملاحظة الأفكار, وبعد بعلوه عن هواجس الظنون ونوافذ الأفكار, وتنزه قدسه عن تصويرات الجهلة وتشبيهات الكفار, الذين لا يؤمن أكثرهم بالله إلا وهم مشركون, فهم يعبدون ما بأوهامهم يخلقون, وبباطل أفكارهم يصوِّرون, فلهم الويل مما يصفون, وسبحانه وتعالى عما يدَّعون.

نحمده سبحانه على ما أسبغ من النعم وأضفى, ونشكره جل شأنه على ما دفع من النقم وأطفى, ونعوذ به جلَّ اسمه من الوقوع في شباك الفتن, والتردي في مطبات المحن, ونستعيذه من مكائد ذوي الحقد والإحن, وما يحدث من نكبات الزمن, ونسأله الإخلاص له في العبادة في السر والعلن.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, الذي أوجد وأفنى, وأمات وأحيا, وأفقر وأغنى, وأضحك وأبكى, وأوسع وأكدى, وأقلَّ وأنمى, وأذلَّ وأعلى, ]لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ[[4].

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله إلى الخلق أجمعين, بعثه والناس على الجهل مجمعون, وبالحميَّة للضلال متعصبون, وعن دعوة الحق معرضون, فصدع بالنذارة معرضاً عن الجاهلين, وبلَّغ الرسالة غير عابئٍ بإرجاف المعاندين, حتى ظهر أمر الله وهم كارهون, وانتشر حكم الله وهم راغمون.

صلى الله عليه وعلى وصيِّه الذي تألبت عليه أحزاب النفاق, وتجحفلت لحربه كتائب الشقاق, وعلى ذريتهما المعصومين, وخلفائهما الهادين المهديين, صلاةً دائمةً بدوام الدنيا والدين, مقرِّبةً من رب العالمين.

أيها الإخوان الذين جعلوا رضا الله مقصدهم, وعقدوا على طاعته نياتهم, فسعوا إلى أوطان تعبده راغبين في ثوابه, خائفين من الوقوع تحت طائلة عقابه, لم يمنعهم عن القيام بفروض الجمعات إرجاف المرجفين, ولم يقعد بهم عن أداء ما أوجبه الله تهديد الجاهلين, ولم يُثنهم عن السعي إلى اكتساب الخيرات تشكيك الموسوسين, أوصيكم ونفسي الجانية قبلكم بتقوى الله سبحانه, والحذر من مخالفته, والعمل برضاه والمداومة على طاعته, وتجنب سخطه ومعصيته, فاغسلوا قلوبكم بماء الورع, وألبسوها مدارع الخوف والفزع, وطهروها بالأخلاق الفاضلة من دنس الشهوات, وسدوا فراغات الشياطين فيها بأحسن الملكات, واشغلوها بالذكر عن التفرغ للجهالات, وعليكم بالإكثار من عمل الخيرات واكتساب الحسنات, والمتاجرة بالطاعات، فما حقيقة التقوى إلا الخشية من الله سبحانه والخوف من عذابه ونقمته وغضبه, لأن ذلك يكشف عن حب الله, إذ لا يطلب أحدٌ القرب من أحد, ولا يخاف البعد منه, إلا إذا كان محباً له, فمن تشرَّب حب الله سبحانه في نفسه, وملأ قلبه, حاذر أن يغضب عليه, فيُبعده عنه, فترى الناس في درجات الحب متفاوته, فمن ملأ حب شيءٍ نفسه تراه لا يصبر على فراقه, ولا يرضى بالابتعاد عنه, ولذلك يسعى في تحقيق كل ما يعتقد أنه يُرضيه عنه ويُقرِّبه منه, فمحب الله سبحانه وتعالى على قدر محبته لله تعالى تراه يندفع إلى طاعته, ويبتعد عن معصيته, خوفاً من طرده من مجلس أحبائه, وشفقةً من أن ينظر إليه بالتقصير في خدمته, فالتفاوت في التكريم والقرب عند الله سبحانه إنما هو بهذه الخشية الدافعة على الطاعة, والمانعة من المعصية.

فاتقوا الله عباد الله تكونوا من المكرمين, وأطيعوه تصبحوا من المقربين, واجتهدوا أن لا يراكم الله سبحانه في موقفٍ تخجلون منه أن يراكم عليه, كفُّوا عما حرم عليكم أيديكم, وغضوا عما لا يجوز لكم أعينكم, وصموا عما حرم سماعه آذانكم, وطهروا عما لم يبحه لكم بطونكم وفروجكم, واسألوه تعالى أن يعفو عنكم فيما غلبتكم عليه أنفسكم, أو زيَّنه لكم عدوكم, تجدونه غفاراً رحيما, وحليماً على العصاة رحيما.

ألا وإنكم في يومٍ شأنه عند الله عظيم, وعيدٍ عليه كريم, يُجيب فيه الدعوة, ويصفح فيه عن العثرة والكبوة, فقوموا له فيه بما فرض عليكم من شرائف عباداته, وتوجهوا إليه فيه بإحياء سنته, وجدِّدوا فيه التوبة والندم على ما بدر منكم من مخالفته ومعصيته, وتوجهوا إليه فيه بالتوسل على حبيبه محمدٍ وذريته.

اللهم صلِّ على الشفيع النذير, والبدر المنير, ذي المقام الخطير, والقلب الكبير, الخاتم لما سبق, والفاتح لما استقبل, صاحب السكينة, المدفون بأرض المدينة, النبي العربي المؤيَّد, والرسول المكي الممجد, أبي القاسم المصطفى محمد.

اللهم صلِّ بعده على شاهد نبوته, وشريكه في دعوته, وقاضي دَيْنه ومنجز عِدَته, وصيه على أمته, وأمينه على شريعته, الشهاب الثاقب, ذي المعاجز والمناقب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

اللهم صلِّ على الحوراء الإنسية, والمعصومة المرضية, والبضعة المحمدية, سيدة نساء العالمين, أم الأئمة المعصومين, فاطمة بنت محمدٍ سيد المرسلين.

اللهم صلِّ على ريحانة المصطفى, وثمرة فؤاد البتول الزهراء, وقرة عين المرتضى, السبط الممتحن بالنوائب والمحن, القائم بالفرائض والسنن, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن.

اللهم صلِّ على قتيل الطغاة, وصريع العبرات, الصابر على جليل النكبات, المتحمل لأعظم المصيبات, الممنوع من ماء الفرات, محزوز اليدين, ومقطوع الوريدين, الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.

اللهم صلِّ على سيد الساجدين, وزهرة رياض العارفين, وبدر سماء المتهجدين, وسراج محاريب المتعبدين, والد الأئمة المهديين, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين زين العابدين.

اللهم صلِّ على صاحب الكرامات والمفاخر, وحامل أعلام المجد والمآثر, المنوَّه بفضله في أندية العلم والمحاضر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.

اللهم صلِّ على النور البارق في المغارب والمشارق, كشاف أستار الحقائق, ومصدر شروح الدقائق, كتاب الله الناطق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.

اللهم صلِّ على المتعمم بتاج الفضائل والمكارم, بيت قصيد الأعاظم, الصابر على ما ناله من المظالم, والحجة على كل جاهلٍ وعالم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.

اللهم صلِّ على الولي المرتضى, والسيف المنتضى, الراضي بالقدر والقضا, والمبيِّن لطرائق الحكم والقضا, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.

اللهم صلِّ على ربان سفينة الهداية والرشاد, وحامل راية الفضل والسداد, وقامع أهل الغواية والعناد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.

اللهم صلِّ على سيد الحضر والبوادي, وموئل كل رائحٍ وغادي, المشتهر فضله في كل محفلٍ ونادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.

اللهم صلِّ على مُفسِّر الآيات, وحلال العويصات, المتحلي بأردية الفضائل والكمالات, السيد السري, والليث الجري, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن بن عليٍ العسكري.

اللهم صلِّ على المدَّخر لكشف البلية عن الأمة الإسلامية, ونشر العدالة الإلهية على كل البرية, باهر البرهان, وشريك القرآن, والحجة من الرحمن على كافة الإنس والجان, الإمام بالنص مولانا المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان.

عجَّل الله تعالى فرجه, وسهَّل مخرجه, ونشر على وسيع الأرض منهجه, وجعلنا من القائلين بإمامته, المؤهَّلين لنصرته, المشمولين ببركة دعوته, إنه سميعٌ مجيب.

إن خير ما وُعظ به الكرام, وأفضل ما تأمله الأنام, كلام الله الملك العلام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[5].

وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفورٌ رحيم.

 

 

[1]  سورة البقرة: من الآية96

[2]  سورة البقرة: من الآية286

[3]  سورة العصر

[4]  سورة الأنبياء: 23

[5]  سورة النحل: 90

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 15 رجب 1421هـ
قراءة 1409 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.