تخاذل المسلمين ودعوتهم لمهادنة إسرائيل
الجمعة 8 رجب 1421هـ المصادف 6 تشرين الاول 2000م
الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي جعل الدنيا دار ابتلاءٍ واختبار, وساحة امتحانٍ واعتبار, جمع فيها بين الفجار والأبرار, والأشرار والأخيار, والأرجاس والأطهار, ]وَقُلْنَا اهْبِطُوا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ[[1], فكانت العداوة بين أولياء الله وأعدائه لازمةً لزوم الفطرة, قائمةً على المعرفة, فلن تجد من يؤمن بالله سبحانه وتعالى حق الإيمان يرضى أن يوالي من دعا إلى مناهج الشيطان, أو يتعاون معه على هجر أحكام القرآن, وحرب فئةٍ من أهل الإيمان, حكمةٌ لا يسبر غورها أذهان ذوي الألباب, ولا تصل إلى حقيقة غايتها العقول وإن أحاطت بكل باب, فسبحانه وتعالى ما كنا لنهتدي لهذا لولا أن هدانا الله.
نحمده سبحانه على أن ألهمنا الإيمان بوجوب وجوده, والتصديق بما أنزله علينا من الشرائع بمنِّه وجوده, ونشكره تعالى على التوفيق لاعتناق الحنيفية الإبراهيمية, والتمذهب بالشريعة الإسلامية المحمدية, ونعوذ به من أتباع كل ملةٍ أرضيةٍ إبليسية, ونسأله الفوز بالرضوان والمغفرة حين تحضرنا المنية.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, ناصر من لا ناصر له, وكفيل من لا كفيل له, رب الأرباب, ومسبِّب الأسباب, وهازم الأحزاب, يرفع المستضعفين, ويضع المستكبرين, ويُهلك ملوكاً ويستخلف آخرين, لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء وهو على كل شيءٍ قدير.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله, عبده المتنسل من ذرية الأطهار المصطفين, ورسوله الذي أخذ عهده على كافة الأنبياء والمرسلين, وحبيبه الذي وعد به خليله إبراهيم, وفدى لأجله إسماعيل بالذبح العظيم, فجعله خاتم النبيين, وسيد المرسلين, والشفيع لديه يوم الدين, ]ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ[[2].
صلى الله عليه وآله الأطهار, الأئمة الأخيار, والعلماء الأبرار, خلفاء الملك الجبار, ما عاقب الليل النهار, وغنَّى القُمْري على الأشجار, وسبَّح الله ذاكرٌ في الأسحار.
عباد الله, أوصيكم وأبدأ بنفسي قبلكم بما وصاكم الله به سبحانه في كتابه, حيث قال جلَّ من قائل: ]اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[[3], فاستقيموا في طاعته, وصبِّروا أنفسكم على عبادته, وهجر معصيته, واعتصموا بعروته, وادعوا إلى صراطه والعمل بشريعته, وانبذوا عنكم آراء أتباع الشيطان ونظرياتهم التي ابتدعوها, ومناهجهم التي وضعوها, فإضافةً إلى كونها غير مرضيةٍ من ربكم, فإنها لا تحقق لكم أي خيرٍ في الدنيا ولا في الآخرة, لأنها جاءت نتيجةً لتفاعلٍ اجتماعيٍ معين, نشأ في بيئةٍ فكريةٍ غير بيئتكم الفكرية, ووسطٍ اجتماعيٍ يباين وسطكم, وتشربت بعقائد وثنيةٍ وتعاليمٍ مسيحية, لا تتفق وعقائدكم, وتعاليم دينكم, إنكم فقط تكونون بتقمصها عبيداً للدول التي صدَّرتها إليكم, تابعين للمجتمعات التي بها ثقَّّفتكم, وأنا أعلم بأن الكثير منا في الوقت الحاضر لا يأبى أن يكون تابعاً لتلك الدول, لأنه تثقَّف على أيديهم, وأخذ حظه من المعرفة من مستنقعاتهم, وأصبح في بلده ينفِّذ سياساتهم, ليس له رأيٌ مستقل, ولا إرادة قوية تجابههم, ولذلك يحسِّن ما حسَّنوا ويقبِّح ما قبَّحوا.
قبَّحوا الدعوة إلى حرب اليهود وتحرير الأرض الإسلامية العربية المغتصبة فقبَّح معهم ذلك, وسمى دعاة التحرير بالمتشددين والمتعصبين والأصوليين, وغير ذلك من الألفاظ, وحسنوا خيانة الأمة وبيع الشعب الفلسطيني والأراضي المقدسة والاعتراف بشرعية المغتصب, وطالبوا بمد اليد ومصافحة القتلة وأسموا ذلك بعملية السلام, فصفق معهم وسمى من استجاب لهم بالمعتدلين, والمنفتحين على العالم, وسارع يطبِّع علاقاته مع اليهود, ولم ينتظر حتى أن يعمل اليهود بما نادوا به من مبدأ الأرض مقابل السلام, بل فتح لهم السفارة في بلده وأرسل لهم سفيره, وماذا كانت النتيجة؟ فاز المغتصبون بالسلام والاعتراف وتوطيد العلاقة, ولم يفز العرب إلا بالقتل والرصاص, وهدم المساجد وتدنيس المقدسات, ويكون شيئاً عظيماً في نظرنا أن يطالب الحكام والمسئولون بلجنةٍ دوليةٍ للتحقيق في جرائم اليهود, علماً بأن اليهود يملكون ستة أصواتٍ دائمةٍ في مجلس الأمن كلها تملك حق النقض أو (الفيتو) كما يحلوا لهم أن يقولوا.
لماذا كل هذا؟ لأن الحكام العرب والمسلمين جلهم إن لم يكونوا جميعاً يعتمدون في بقائهم في الحكم على دعم حماة الصهيونية, يعتمدون في تسيير الاقتصاد على أسواق (حمَلة الحجارة) حسب التعبير التوراتي, لذلك لا يجرؤون على مخالفتهم, بالإضافة إلى تشبع أفكار المثقفين الذين يديرون لهم البلاد بحضارة أتباع الصهيونية, وإعجابهم بنظمها وقوانينها.
تتعالى الصيحات في الوقت الحاضر لعقد القمة العربية أو الإسلامية, ولكن لماذا تعقد هذه القمة مع أن كثيراً من الحكام قد طبَّع علاقته بالمغتصبين واعترف بهم دولةً من دول المنطقة التي لها حق الحياة والعيش؟ هل من أجل إصدار بيانٍ لشجب ما يجري على الشعب الفلسطيني من القتل؟ أيصل الخوف بالحكام العرب والمسلمين أن يشجب أحدهم ما يفعله اليهود منفرداً ولذلك يطلب أن يستأنس باشتراك بقية الحكام معه في بيان شجبٍ واحد؟ وإلا لماذا لا يشجب كل حاكمٍ الوضع على حدةٍ ويعطى ما سيصرف على هذه القمة من أموالٍ للمقاتلين في الضفة وغيرها؟
طبعاً نحن لا نرجوا أن يخرج المجتمعون في القمة متفقين لو طالب بعضهم بقطع العلاقات مع الكيان الصهيوني المحتل لفلسطين, نحن لا نرتجي من القمة أن تطلع علينا بإجماعٍ بإعلان الحرب على الصهاينة وإعلان المقاطعة لكل من يتعاون معهم. نحن لا نرتجي من القادة الذين سيشكلون القمة العربية أو الإسلامية بالمطالبة بتطبيق قرارت مجلس الأمن -الذي يطلقون عليه زوراً وبهتاناً اسم (الشرعية الدولية- الصادرة على إسرائيل بالقوة, لا نرتجي منهم أن يفرضوا أنفسهم أداةً تنفيذيةً لتطبيق هذه القرارات التي مضت على صدورها العقود تلو العقود من السنوات, لأن أوضاعهم لا تمكنهم من فعل شيءٍ من ذلك, فلماذا تتعالى الصيحات لعقد هذه القمم في الوقت الحاضر؟ أمن أجل إلهاء العرب والمسلمين وذر التراب في أعينهم؟
نحن لا نطلب من الحكام محاربة اليهود والصهاينة لأنهم ليس بمقدورهم أن يفعلوا ذلك, نحن لا نطالبهم بوقف عملية التطبيع حتى لا يعودوا متطرفين وأصوليين متشددين يجب منع المعونات العسكرية والاقتصادية عنهم, نحن نطالبهم أن يفعلوا ما بوسعهم أن يفعلوه, نطالبهم بمساعدة المجاهدين الفلسطينين بالمال والسلاح, ويتركونهم من دون وصاية, ليقوموا هم بمكافحة المحتلين المغتصبين, ونحن على يقينٍ أن اليهود بحربٍ غير نظاميةٍ سينهزمون.
اللهم انصر من نصر الدين, واخذل من خذل الإسلام والمسلين, واحلل غضبك على القوم الظالمين, ونجِّ يا رب أولى القبلتين من كيد الكفرة والملحدين, ومن تعاون معهم يارب العالمين, وادفع عنا كيد الكائدين, إنك ولي المؤمنين, وناصر الموحدين.
إن خير ما خُتم به الكلام, وعمل بموجبه الكرام, كلام رب الملائكة والجنة والأنام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]وَالْعَصْرِ & إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ & إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[[4].
الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله خالق البرايا, ومجزل العطايا, ودافع البلايا, ومقدر المنايا, الذي لا يحد سلطانه, ولا يجحد إحسانه, ولا ينكر امتنانه, السماوات قائمةٌ بقدرته, والأرض مستقرةٌ بلطيف حكمته, والأقضية تجري وفق إرادته, ولا يحدث شيءٌ في ملكه إلا بمشيئته, دل على ذاته بعجائب آياته, وظهر لعباده بغرائب مبتكراته, وتنزه حرم مجده عن مجانسة مخلوقاته.
نحمده على جليل النعماء, ونشكره على ما أسبغه علينا من الآلاء, ونتضرع إليه في العفو عما ارتكبناه من الجرائر, والإغضاء عما فعلناه من الكبائر, والستر علينا في الدنيا ويوم نقوم له من الحفائر.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, لم يتخذ من عز جلاله وزيرا, ولم يجعل له في تدبير ملكه مشيرا, فسبحانه لا إله إلا هو عالم الغيب والشهادة وكان الله على كل شيء قديرا.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله وصفيه ودليله, أرسله وليل الجهل قد أرخى على الناس حنادسه, وشيطان الباطل قد أوغر الصدور بوساوسه, فأصبح الناس في بحار الفجور يسبحون, وفي أودية الجهالة يمرحون, وعلى الباطل يتكالبون, وعلى معاقرة الخمور والفجور يمسون ويصبحون, وعن ارتكاب المناكر القبيحة لا يتورعون, وعن وصف الباطل بأوصاف الخير لا يخجلون, ]هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ[[5].
صلى الله عليه وآله الهداة الأئمة, الجُنَّة الواقية في دفع كل ملمة, والنعمة العظيمة التي كفرت بها الأمة, فحرمت نفسها من نيل تلك المنافع الجمة, صلاةً نستدفع بها كل شدةٍ مدلهمة, ونستظل بها من كل عظيمةٍ مهمة.
أوصيكم عباد الله وأبدأ بنفسي قبلكم بتقوى الله سبحانه, فاتقوه وراقبوه, ولا يغركم زبرج هذه الدار فإنه خلوبٌ غدار, واعتبروا بالأمم الماضية, والقرون الخالية, فلقد كانت أعمارهم أطول من أعماركم, وقدراتهم أضعاف اقتداركم, أقبلت عليهم الدنيا بزينتها وزهراتها أي إقبال, ومتعتهم بالفاخر من مباهجها ونضرتها فصاروا فيها على أحسن حال, وأسلست لهم قيادها, وجعلتهم أولادها, فنامو على سرر لذاتها فاكهين, واطمأنوا إلى كنفها آمنين, فطغوا في البلاد, وأكثروا فيها الفساد, واستعلوا على العباد, ثم عدت عليهم فرمتهم بسهام البلايا على حين غفلة, وأبدلتهم من تلك الخيرات بمصائب لا انتظار فيها ولا مهلة, فاسترجعت موهوبها, وهجرت حبيبها, وجعلت كلياتهم أفرادا, وحولت جموعهم آحادا, فأصبحوا تحت الجنادل والثرى, عبرةً للورى, في بيوتٍ موحشة, ولحودٍ دارسة, وأصبحت تلك الوجوه الناعمة مصدراً للقيح والصديد, والأجسام الحسان مرعىً للحشرات والديدان, ولم يبق لهم من هذه الدنيا إلا الذكر غير الحميد, واللعن والتوبيخ والتنديد, فيا سعادة من قدم الدواء لتلك الأدواء المعضلة, ويابشرى من عمل للنجاة من تلك الأهوال المشكلة.
جعلنا الله وإياكم ممن أخذ التوفيق بيده, فاستعد في يومه لما ينفعه في غده, وحفت السعادة بمقادمه ونواصيه, فعمل على جعل يومه خيراً من ماضيه.
ألا وإنكم في يومٍ شريفٍ لا تماثله الأيام, وموسمٍ حقيقٍ بالإجلال والإعظام, محفوف عند الله بالتكريم والإكبار, والمجد والفخار, ففي الخبر عن السادة الأطهار, عليهم صلوات الملك الغفار, أن يوم الجمعة "ما دعا الله فيه أحد من الناس وعرف حقه وحرمته إلا كان حقاً على الله تعالى أن يجعله من عتقائه وطلقائه من النار، ..., وما استخف أحد بحرمته وضيع حقه, إلا كان حقاً على الله سبحانه أن يصليه نار جهنم إلا أن يتوب"[6], وعنهم عليهم الصلاة والسلام: "من توضأ يوم الجمعة فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيام"[7].
ألا وإن من أفضل أعماله المشهورة, وأكمل أفعاله المأثورة, هي الصلاة والسلام على أولياء الملك العلام, وشفعاء دار السلام, محمدٍ وآله صفوة الله من الأنام.
اللهم صلِّ على من ختمت ببعثته النبوة والرسالة, وحبوته بالفتوة والإيالة, وفضلته على جميع النبياء والمرسلين, وأدنيته منك حتى صار أقرب المقربين, ووصل إلى رتبة قاب قوسين, النبي العربي المؤيَّد, والرسول الأمي المسدَّد, أبي القاسم المطفى محمد.
اللهم صلِّ على يعسوب الدين, وسيد الموحدين, وشريك نبيك في ما عدا النبوة من مدائح طه وياسين, هادم حصون الشرك والمشركين, وقالع أبواب العتاة المعاندين, ذي المفاخر والمناقب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
اللهم صلِّ على العقيلة الهاشمية, والنبعة المحمدية, والبضعة النبوية, الإنسية الحوراء, أم الحسنين فاطمة الزهراء.
اللهم صلِّ على قرطي عرش الرحمن, ومصباحي قصور الجنان, الشاربين بكؤوس الابتلاء والامتحان, والمتجرعين لعلقم الغصص والأشجان, العالم بالفرائض والسنن, والصادع بالحق في السر والعلن, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن, وأسير الكربات, ورهين المصيبات, المجدل على الصعيد, الذي قبره عن مسقط رأسه ناءٍ بعيد, الإمام بالنص أبي عبد الله الحسين الشهيد.
اللهم صلِّ على زين العُبَّاد, والنور المنبسط على الوهاد, الشفيع المشفع لديك يوم التناد, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين السجاد.
اللهم صلِّ على باقر علوم الأوائل والأواخر, وسابق كل سابقٍ إلى نيل المكارم والمفاخر, البحر الزاخر بنفائس الجواهر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.
اللهم صلِّ على الصادق الصديق, والعالم على التحقيق, الفاتح للشيعة طرائق التحقيق والتدقيق, الفجر الصادق في سماء الحقائق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.
اللهم صلِّ على قدوة الأكارم, ومشترع سنن المجد والمراحم, والحجة البالغة في جميع العوالم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.
اللهم صلِّ على من طبَّق أخبار مجده الأرض والفضاء, وتلألأ شعاع نوره وأضاء, الرضي المرتضى, المشفع من الله يوم الفصل والقضاء, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.
اللهم صلِّ على ربان سفينة النجاة والسداد, وقيِّم دائرة الهداية والرشاد, وقائد السادة الأجواد, وغاية كل مطلبٍ ومراد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.
اللهم صلِّ على ضياء النادي, وشفاء الغليل الصادي, الذي سارت بفضائله الركبان في كل منحدرٍ ووادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.
اللهم صلِّ على البدر الأنوري, والكوكب الدري في الجسم البشري, السيد السري, والليث الجري, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن العسكري.
اللهم صلِّ على الطلعة الساطعة بأنوار الهيبة والجلالة, والشمس الطالعة في بروج المجد والإيالة, حجة الله المشرقة في أرضه وسمائه, وآيته الدامغة لأعدائه, نيِّر البرهان, وشريك القرآن, الإمام بالنص مولانا المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان.
عجَّل الله فرجه, وسهَّل مخرجه, وبسط على الأرض منهجه, وجعلنا من شيعته, الثابتين على القول بإمامته, الداخلين تحت رعايته وحياطته, المسارعين لإجابة دعوته, إنه على ما يشاء قدير.
إن أحسن ما تلاه التالون, وعمل بهديه المتقون, كلام من يقول للشيء كن فيكون, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[8].
وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفورٌ رحيم.
[1] سورة البقرة: من الآية36
[2] سورة الحديد: من الآية21
[3] سورة آل عمران: من الآية102
[4] سورة العصر
[5] سورة التوبة: 33
[6] تذكرة الفقهاء - ج4 - ص115 - العلامة الحلي
[7] بحار الأنوار – ج86 – ص212 – العلامة المجلسي
[8] سورة النحل: 90
معلومات إضافية
- التاريخ الهجري: 8 رجب 1421هـ
