khutab aljumaa3

مولد الإمام الحسن عليه السلام

الجمعة 16رمضان 1420هـ المصادف 24 كانون الأول 1999م

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

الحمد لله السميع البصير، لا بآلةٍ وتبصير, الظاهر لا بعيان, القاهر لا بأعوان, الماجد لا بعُدد، والواحد لا بعَدد, أنعم فأجزل, وأكرم فتفضل, خلق فتفنن, ورزق فأحسن, ألبس كل موجودٍ خلعة الوجود, وهو ذو الكرم والجود, ليس كمثله شيءٌ من الأشياء, ولا ندَّ له في الأرض ولا في السماء, لا يخطر في الأذهان فتقدره, ولا تدركه العقول فتصوره.

نحمده سبحانه بكل ثناءٍ يليق بعز جلاله, ونثني عليه بكل مدحٍ يناسب علو كماله, ونشكره تعالى على قديم كرمه وعميم نواله, التماساً لزيادة منِّه وإفضاله, وفراراً من أليم أخذه ونكاله, ونعوذ به من وسوسات الشيطان وأعماله, ونلوذ به من شر كل باغٍ قد نسي يوم مآله, ولم يراقب ربه في شيءٍ من أفعاله وأقواله, ونستعين به جلَّ اسمه على نوائب الدهر وأهواله, ونسأله التوفيق للالتزام والعمل بما بُلغناه من وصاياه وأقواله, والنجاة يوم العرض من نسيانه وإهماله.

ونشهد ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له, تفرد بالقدم في الوجود, فهو الأول في الابتداء, الباقي بعد فناء الأشياء, فطر عقول الخلق على إدراك أزليته وأبديته, وشرح نفوسهم للإيمان بربوبيته وألوهيته, وأقام عليهم الحجة بما أنزل لهم من واضح آياته وبينات حكمته.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله خير من تشرف به تاج الرسالة, وأفضل من أنيطت به الزعامة والإيالة, وأبهى من تسربل رداء المهابة والجلالة, عبده الذي بعثه هادياً للعالمين, ورسوله الذي سوده على كافة الأنبياء الأكرمين, وختم ببعثته الحاجة إلى الرسل والمنذرين, أطفأ ببعثته نيران الحروب المضطرمة, وهدأ بحكمته فوران الفتن العارمة, ونشر بنشر سيرته في البرية السكينة الدائمة.

صلى الله عليه وآله أسس الإيمان, وكنوز الرحمن, وحجج الملك الديان, ومفاتيح الجنان, صلاةً تكون لنا يوم القيام مظلة أمان, ووسيلةً لرضا الرحمن, وترزقنا في دارهم الاستيطان, وتنزلنا من بحبوحة الخلد أرفع مكان.

عباد الله، أوصيكم وأبدأ بنفسي الهاربة من مولاها, السائرة على هواها بتقوى الله سبحانه والرجوع إليه, وتتبع مرضاته, والعمل بما يقربكم إليه, فإنه سبحانه لا يتضرر من معصيتكم, ولا ينتفع بطاعتكم, وإنما نفع الطاعة يعود بالفائدة عليكم, وضرر المعصية راجعٌ بالسوء إليكم, إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم, وإن أسأتم فعليها تكون إساءتكم, وإن تكفروا أنتم ومن في الأرض جميعاً فإن الله غني عن العالمين, فاتقوا الله عباد الله ولا يغرنكم السواد الأعظم عن أنفسكم تنساقون مع من أعشى الشيطان بصره, وسحرت بهارج الدنيا ومجدها قلبه, فهو لا يفكر إلا في مناصبها, ولا يغبط أو يحسد إلا على نعمها, فاتقوا الله عباد الله ووجهوا هممكم إلى ما يفيدكم في آخرتكم, ويرضي عنكم ربكم، فالدنيا غير مأمونة العواقب, ولا دائمة المناصب, بل يندر أن يسلم فيها المُحِّق من الانتقاص, فديدنها تقديم من شأنه التأخير, وتأخير من هو حريٌ بالتبجيل والتقديم.

انظروا إلى ما فعلت بإمامكم الذي احتفلتم أمس بذكرى مولده الشريف, وهو السبط الأول لرسول الله صلى الله عليه وآله, وما أصابه في حياته من البلاء الذي لو أصاب أشد الناس جلداً وأعظمهم صبراً لانهارت عزيمته, انظروا كيف سلطت عليه الطليق ابن الطليق معاوية بن أبي سفيان الذي حارب الإسلام حتى جاء نصر الله والفتح فوجد نفسه مضطراً للاستسلام فنطق بالشهادتين مُكرها, وتظاهر بالإسلام مُحنقا, وأخذ يتربص الغرة لعله أن ينقضَّ على حكم المسلمين, فلما واتته الفرصة إذا به يحارب أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام ويعيث في الأرض فسادا, ويسلط الفسقة واللقطاء والفجار على رقاب المؤمنين, انظروا كيف يسمى هذا الرجل حتى اليوم بين أتباع محمدٍ صلى الله عليه وآله بأمير المؤمنين, وكيف تدافع وزارات الإعلام في دول المسلمين عنه وتأبى أن يكتب انتقاده وتأريخه وينشر بين الناس، وهذا الحسن السبط الذي قال فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وفي أخيه الحسين: "إبناي هذان إمامان قاما أو قعدا"[1]، لا يعدو في نظر الأكثرية ومنهم المراقبون في وزارات الإعلام أكثر من رجلٍ من المسلمين بل من سائر المسلمين, انظروا إلى هذا الإمام الصابر وما أصابه من الناس كيف خذلوه, وأسلموه إلى عدوه بل وصفه من يدعي أنه له شيعة بالخيانة وأنه مذل رقاب المؤمنين, وحتى بعد وفاته لم يسلم من سهام التخطئة توجه إليه, وهو الإمام المعصوم بنص القرآن الكريم, بل يقول قائلهم: إن كنا شيعة فنحن حسينيون لا حسنيون, ويعتبرونه أنه عليه السلام قد نكص عن طريق الجهاد, وأنه هادن الظالمين.

عباد الله إن الله سبحانه افترض عليكم الإيمان بإمامة الحسن عليه السلام وعصمته, كما افترض عليكم الإيمان بإمامة الحسين عليه السلام وعصمته, فلا يجوز لكم التفريق بينهما, ومن قال أنه حسينيٌ لا حسني فهو ليس حسينياً ولا حسنيا, بل ليس شيعياً إثني عشريا, فإن الحسين عليه السلام نفسه حسني قال بإمامة الحسن واعتقدها ورضي بكل ما فعله الحسن، ولقد بقي أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام, مهادناً من تولى الخلافة دونه خمسة وعشرين سنة لم يكن فيها راضياً عما يجري على الأمة, ويدل على عدم رضاه بما يجري على الأمة في تلك الأيام قوله في الخطبة الشقشقية: "وطفقت أرتئي بين أن أصول بيد جذاء أو أصبر على طخية عمياء يهرم فيها الكبير ويشيب فيها الصغير ويكدح فيها مؤمن حتى يلقى ربه، ...، فصبرت وفي العين قذى وفي الحلق شجى"[2] إلى آخر كلامه عليه الصلاة والسلام, فهل سيتبرأ منه أيضاً الذين لا يعترفون بحكمة الأئمة المعصومين من أهل البيت عليهم السلام ولا يؤمنون حق الإيمان بعصمتهم وقيادتهم, بل لا يعملون إلا بأهوائهم فما وافق أهواءهم من سيرة الأئمة أخذوه وما خالف أهواءهم نبذوه. انظروا عباد الله إلى من يقول أنه حسني فاسألوه عن تفسير هذه الكلمة فإن كان لا يعترف إلا بإمامة الحسين, ولا يرضى إلا بسيرة الحسين دون بقية الأئمة من أهل البيت عليهم السلام فأخرجوه من صفوفكم وعاملوه كما تعاملون منكر أصل الإمامة فإن من أنكر إماماً واحداً من أهل البيت فقد أنكر الكل.

عباد الله إن الحسن بن عليٍ عليهم السلام عاش في هذه الدنيا مظلوما، ولقي ربه شهيدا, وبقيت ظلامته قائمة حتى بعد وفاته, فهذا قبره بالبقيع مهدوم, وزيارته لا تزال على محبيه ممنوعة, وهذا شأن الدنيا مع أولياء الله سبحانه, تسلط عليهم أبناءها, وترفع فوقهم عشاقها, فهل بعد ما شاهدتموه من حربها لساداتها ستطمئنون إليها, وتعولون على وعودها, وتستلذون بمص لما شهواتها, هل تظنون أنها تبقي عليكم, أو أنها تسلس قيادها لكم, وقد حاربت من هو خيرٌ منكم, انظروا إلى ما تفعله اليوم في خياركم, في علمائكم كيف تسلط عليهم الجهلة كيف تغريكم بعنادهم والابتعاد عنهم لأنهم نصحوكم أن تلتزموا دعوة الحق وأن لا تدعوا إلى مبدأٍ غير دين الإسلام, ولا تطالبوا بتطبيق شريعةٍ غير شريعة محمدٍ صلى الله عليه وآله فإذا بكم عليهم تنقضون، ولأعداء الله الذين ينكرون وجود الله توالون وتحالفون.

فاتقوا الله عباد الله وارجعوا إليه من قريب فهذا شهر رمضان قد جعله الله سبحانه موسماً للتقرب إليه, فتح فيه أبواب الرحمة, فتوبوا إليه فيه, ودعوا عنكم هذه الدنيا، قبل أن تصرعكم مصارع البلا, وتدفنون في الثرى فإن العمر قصير, وداعي الموت نادى حيَّ على المسير.

فرحم الله عبداً ذكّر فتذكر, وبصّر فتبصر, وشاهد العبر فاعتبر, وابتعد عما يضره في المحشر, وجعلنا الله وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه، إنه سميعٌ مجيب.

إن أفضل ما وعظ به الكرام, كلام بارئ الجنة والأنام، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيم

]إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا & وَأَخْرَجَتِ الأرْضُ أَثْقَالَهَا & وَقَالَ الأنْسَانُ مَا لَهَا & يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا & بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا & يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ & فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ & وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ[[3].

وأستغفر الله لي ولكم إنه غفورٌ رحيم وتوابٌ كريم.

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي دل على غناه بفقر الممكنات, وعلى قدمه بإيجاد الحادثات، وعلى قدرته بعجز المخلوقات, تسربل بالوحدانية فهو الواحد الأحد, الفرد الصمد, تردى بالجبروت والكبرياء, وقهر من دونه بالموت والفناء, واتصف بالرحمة والإحسان, والتجاوز والامتنان, فمن لطفه ورحمته وضع الشرائع والأديان, وإنزال الكتب وبعث الرسل لتكميل بني الإنسان.

نحمده سبحانه وهو للحمد مبدأٌ وغاية, ونشكره تعالى ومنه مبدأ الخير وإليه النهاية, ونعوذ به من مسالك أهل الضلالة والغواية, ونلوذ به من غوائل أهل الجهالة والعماية, ونسأله الحشر مع الصديقين من أهل المعرفة والدراية.

ونشهد ألاّ إله إلاّ الله وحده لا شريك له, تقدس عن ملامسة النساء, واستغنى عن الشركاء والأبناء, شهادةً نستدفع بها نوازل البلاء, ونستجلب بها أسباب الرضا, ونجتمع ببركتها في جواره مع النبيين والشهداء.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله, وسفيره ودليله, ونجيه وخليله, الرافع للواء الإيمان, والناصح لبني الإنسان, والمجاهد لفضح تشبيهات الشيطان, وداعي أهل الإيمان أن يكونوا في وحدتهم وتراصهم كالبنيان, والناهي عن الشقاق والعصيان, والتحالف مع أولياء الشيطان.

صلى الله عليه وآله أساس الدين, وعماد اليقين, وقادة المتقين إلى رب العالمين, فإليهم يفيء الغالي, وبهم يلحق التالي, ]أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ[[4].

أوصيكم عباد الله وأبدأ بنفسي الجانية الآثمة قبلكم بتقوى الله سبحانه في كل قاصيةٍ ودانية, وصقل مرايا القلوب بمصاقل التوبة والاستغفار, وغسل أدران النفوس بماء الورع عن أخباث الأكدار, فالبدار البدار إلى دار القرار, ورياض الأذكار, وبساتين الاستغفار, والحذار الحذار من الاشتغال بعمارة هذه الدار, المملوءة بالشرور والأخطار, أو التشاغل بمواصلة هذه المطروقة التي اعتادت قتل الأزواج, والعقيم التي بمضاجعتها تفسد الأمشاج.

عباد الله إن ربكم سبحانه رحمةً بكم, ولطفاً بكم, قد جعل لكم باباً من أبواب رضوانه, وعبد لكم طريقاً يوصل السائرين فيه إلى مدائن عفوه وغفرانه, وجعل عليه من وحيه دليلاً واضح الدلالة, وبرهاناً من فضله صريح المقالة, ألا وهو باب التوبة والإنابة, والرجوع إليه سبحانه والإجابة, وقد وعدكم جلَّ ذكره على ذلك بتكفير السيئات, والتجاوز عن الخطيئات, وإقالة العثرات, وأن نتيجة ذلك هو دخول الجنات, ولكن ليست التوبة أن يقول الرجل أستغفر الله ربي وأتوب إليه, وإنما التوبة كما يقول أمير المؤمنين صلوات الله وسلامه عليه: لها شروطٌ لا تتم إلا باستيفائها, "أولها الندم على ما مضى, والثاني العزم على ترك العود أبدا, والثالث أن تؤدي حقوق المخلوقين التي بينك وبينهم, والرابع أن تؤدي حقوق الله سبحانه في كل فرض, والخامس أن تذيب اللحم الذي نبت على السحت والحرام, حتى يرجع الجلد إلى عظمه, وينشأ فيما بينهما لحمٌ جديد, والسادس أن يذيق البدن ألم الطاعات, كما أذاقه لذة المعاصي"[5], ولا إشكال أن هذا الحديث محمولٌ على التوبة النصوح, واعلموا عباد الله أن شهر رمضان هو شهر الله الذي يضاعف فيه الأعمال لمن تاب إليه فيه وأناب, وأنه سبحانه يغلق فيه أبواب النيران, ويفتح فيه أبواب الجنان, ويبسط فيه موائد الرحمة والرضوان, خاصةً للذين يناجونه في أسحاره, ويتوسلون إليه نادمين على ما ارتكبوه من مخالفته, فلا تضيعوا هذه الفرصة, فإن الفرص تمر مر السحاب, ولا يدري الإنسان متى يدعى للذهاب, فاملأوا أيامه ولياليه بالطاعات, وتقربوا إليه فيه بفعل الخيرات, سيما التحنن على الفقراء والأيتام, والبكاء في الخلوة والناس نيام.

ألا وإنكم في يومٍ ذي شأن عظيم, عند الله العلي العظيم, فيه تستجاب الدعوة, وتمحى الحوبة, وتقضى الحاجة, وفيه تعتق الرقاب من النار, وقد وردت الروايات عن الأئمة الهداة, بأن من أفضل أعماله ونوافله, هي الإكثار فيه من الصلاة والسلام على محمدٍ وآله بدور التمام.

اللهم صلِّ على بدر فلك النبوة, وجوهر قلادة الفتوة, مركز دائرة السعد والسعود, والعلة لكل كائنٍ موجود, النبي العربي المؤيد, والرسول الأمي المسدد، أبي القاسم المصطفى محمد.

اللهم صلِّ على خليفته على الخلائق, وأمينه على الحقائق, السراج الوهاج, والدليل والمنهاج, وبحر العلم العجاج, نور الله الثاقب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

اللهم صلِّ على بضعة الرسول, وحليلة الأسد الصؤول, ذات الأحزان الطويلة والمدة القليلة, المعصومة الكبرى, أم الحسنين فاطمة الزهراء.

اللهم صلِّ على سبطي الرحمة, وشفيعي الأمة, وسيدي شباب أهل الجنة, ومن حبهما من النار جنة, ومودتهما فرضٌ على الإنس والجنة, كريمي الجدين, وشريفي الحسبين, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن, وأخيه الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.

اللهم صلِّ على عنوان صحيفة المتنسكين, ومصباح مصلى المتهجدين, ومبين مناهج الصالحين, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين زين العابدين.

اللهم صلِّ على وارث المكارم والمفاخر, البحر الزاخر بنفائس الجواهر, الفائق شرفاً على كل شريفٍ مفاخر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ محمد بن عليٍ الباقر.

اللهم صلِّ على شارح الحقائق, ومبين أسرار الدقائق, فجر العلوم الصادق, ونور الحق البارق في المغارب والمشارق, الإمام بالنص أبي إسماعيل جعفر بن محمدٍ الصادق.

اللهم صلِّ على صاحب المحامد والمراحم, وحامل علم المجد والمكارم, الذي أعجز عد فضائله كل ناثرٍ وناظم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.

اللهم صلِّ على الرضي المرتضى, الراضي بالقدر والقضا, أقضى من قضى وأحكم من حكم بعد جده المرتضى, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.

اللهم صلِّ على كعبة الوفاد لكل مقصدٍ ومراد, بحر الجود والسداد, وناشر راية الهداية والرشاد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.

اللهم صلِّ على صاحب البر والأيادي, ذي الصيت الطائر في المحافل والنوادي, والذكر السائر بين أهل الحضر والبوادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.

اللهم صلِّ على الكوكب الدري, والنور المتجسد في الهيكل البشري, الليث الجري, والسيد السري, الإمام بالنص أبي المهدي الحسن بن عليٍ العسكري.

اللهم صلِّ على ذي الطلعة المشرقة بأنوار النصر والظفر, والغرة المعقود عليها لواء الفتح الأزهر, باهر البرهان, وخليفة الملك الديان, الإمام بالنص مولانا أبي القاسم المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان.

عجل الله تعالى فرجه, وسهل مخرجه, ونشر على بسيط الأرض منهجه, وثبتنا على القول بإمامته, المعدين لدعوته, والملبين لصرخته, والمبادرين لنصرته، إنه سميعٌ مجيب.

أن أحسن ما ختم به الكلام, ووعته القلوب والأفهام, كلام بارئ الملائكة والجن والأنام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[6].

وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه هو الغفور الرحيم.

 

[1]  بحار الأنوار – ج35 – ص266 – العلامة المجلسي

[2]  نهج البلاغة – ج1 – ص31

[3]  سورة الزلزلة

[4]  سورة البقرة: 157

[5]  بحار الأنوار – ج6 – ص28 – العلامة المجلسي

[6]  سورة النحل: 90

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 16رمضان 1420هـ
قراءة 816 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.