khutab aljumaa3

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم

الجمعة 26 ذو الحجة 1415هـ المصادف 26 أيار 1995م

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله ذي العزة والكبرياء, والمجد والبهاء, والعظمة والآلاء, الحي القيوم, العالم بكل معلوم, الذي لا تأخذه سنة ولا نوم, لا تحجب دونه الستور, ولا يواري عنه الديجور, وهو الحكم العدل الذي لا يجور.

أحمده سبحانه في الشدة والرخاء, وأشكره تعالى في السراء والضراء, وأستعينه وهو المستعان على فواجع القضاء, وأستنصره وهو نصير المستضعفين على الأعداء, وأستكفيه جلَّ اسمه شر ما يبيِّته ذوو الشحناء, وأسأله الحشر مع الصديقين والشهداء, والفوز بالرفعة في منازل السعداء.

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, ذو القدرة التي لا تبارى, والجبروت التي لا تجارى, والهيبة التي لا تمارى, الشاهد الذي لا يفوته شيءٌ في الأرض ولا في السماء, السميع الذي لا تخفى عليه النجوى, الحفيظ الذي لا يغفل عمل من أحسن ومن أساء.

وأشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده الذي كابد من عتاة المجرمين ما كابد, وتحمل في سبيل نشر الحق كيد كل معاند, وأشاح بوجهه عن مجازاة كل طاغٍ وكائد, ورسوله الذي محق ببرهانه زور كل جاحد, وأنار بحجته الطريق لكل قاصد, وأسمع صوت الحق سكان المدر والفدافد.

صلى الله عليه وآله سادة الحل والحرم, وأهل المجد والكرم, مقصد كل وافد, ومرتع كل وارد, الذين بنور علمهم يستضيء المدلجون, وببركة فضلهم يفوز العاملون, وبشفاعتهم ينجو المذنبون.

عباد الله أوصيكم ونفسي الجانية قبلكم بتقوى الله سبحانه, في كل كبيرةٍ وصغيرة, وجليلةٍ وحقيرة, والالتزام بشريعته في العلن والسريرة, فلا تستصغروا الذنوب فليس في الاستهانة عما نهى الله عنه صغيرة, عباد الله لقد أصبحتم في زمنٍ انقلبت فيه الأمور والموازين, وأصبح الدين هوىً متبعا, والشرع رأياً مخترعا, وانقلب فيه المعروف منكرا, والمنكر معروفا, والحق باطلا, والباطل حقا, ولم يبق فيه من الإسلام إلا صبابةٌ كصبابة الإناء, فكل ما اشتهاه الناس ورغبوه جعلوه ديناً به يتعبدون, وحقاً به يتمسكون, ومعروفاً به يُلزِمون, وما خالف أهواءهم, ونابذ رغباتهم من الحق أنكروه, وحاربوا من ذكّرهم به وخاصموه, ونسبوه لارتكاب المنكر وحاربوه, فهم لأهوائهم متبعون, ولشرع الله نابذون, وعلى هذه الآراء والأهواء يحبون ويبغضون, ويصافون ويحقدون, فاكهة مجالسهم الغيبة, فهم لها مستطيبون, وعلى تلاوتها وترداد أورادها مواظبون, وحديث مسامرتهم البهتان, فهم به ولعون, إذا أحبوا شخصاً غلوا فيه، ونسبوا له من الفضائل ما ليس فيه, وإذا كرهوا شخصاً قالوا فيه, واختلقوا له من الرذائل ما ليس فيه, فها هم على الزور مجمعون, وللكذب مستحسنون, وفي الأرض مفسدون, ومع ذلك يدعي كل فريق منهم أنهم مصلحون, ]أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ[[1].

عباد الله أصلحوا سرائركم مع الله سبحانه سواءً كنتم كبراء أم تابعين, وتوبوا إليه, وارجعوا عن غيِّكم هذا، يتوب الله عليكم ويرحمكم, ويزيل ما بكم من ضر، فإنه سبحانه وتعالى يقول في كتابه المجيد: ]إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِم[[2], فالحالات الاجتماعية إنما هي وليدةٌ للتفاعل الاجتماعي الذي يجري بين الناس, والتفاعل الاجتماعي لا بد له من بواعث تدفع إليه, وقواعد تنظمه، وهذا لا يتأتى إلا بتغيير ما في النفوس من ملكاتٍ وما في أعماقها من رغباتٍ وشهوات, فإن كانت النفوس متوجهةً إلى الله سبحانه صارت ملكاتها خيرية باعثةً على اكتساب المحامد, باعثةً على الخلق الطيب, باعثةً على التفكير فيما يقرب إلى الله وما يبعد عنه, طالبةً لرضاه, فلا بد أن هذه الملكات تبعث على التفاعل الاجتماعي البناء الذي يرضي الله ويحض على التمسك بأوامره، والعمل بمقتضى شرعه, وعندئذ يعم الخير والصلاح في ذلك المجتمع, وأما إذا كانت نفوس أهل ذلك الجيل بعيدة عن الله لا تنظر إلا لزينة هذه الحياة الدنيا, لا تفكر إلا في المجد الحاضر, لا عبرة عندها إلا بالرفعة في هذه الدار, فهي عما في الآخرة غافلة, مثل هذه النفوس تنقلب في مرآتها الأشياء, فهي تحوِّر حقائق الدين على وفق مشتهايتها, تفسِّر النصوص على ما يؤيد رغباتها, تبرر لأنفسها التكالب على هذه الدنيا وزينتها, فالتفاعل الاجتماعي الذي يجري في ذلك المجتمع لا إشكال يكون من سنخ تلك الدوافع, وملائماً لها فيكون تكالباً وتهارشاً وتغالبا, فماذا ستكون نتيجة هذا النوع من التفاعل غير الظلم والبغي والعدوان, فكل إنسانٍ في مثل هذا المجتمع أو غالبية أبناء هذا المجتمع على الأقل كلٌ يريد أن يكون هو الأعلى, وأن يحوز ما يقدر على حيازته من الحطام دون غيره, ويعلو بعضهم فوق بعض بغير الحق. إن الصورة الاجتماعية لابد أن تكون ملائمةً للمادة الاجتماعية, وإذا لم تكن الصورة الاجتماعية ملائمة للمادة الاجتماعية يحصل التفكك بين أجزاء تلك الصورة, فالمادة الاجتماعية ليست مادةً جامدةً كالخشب والحديد وسائر المواد التي نقسرها على تلبس ما نشاء من الصور لنجعلها لنا أثاثاً ولا يمكنها الخروج عن الصورة المرسومة لها, لكن الحركة الاجتماعية لا تكون تقدميةً دائماً بالضرورة, بل قد تكون حركةً رجوعية, كل ذلك يتوقف عل التفاعل الاجتماعي الذي يجري في ذلك المجتمع وما يفرزه من نتائج.

الله سبحانه وتعالى يذكر في هذه الآية قانوناً كونياً لا يمكن تخلفه لكي تغيِّر حالة المجتمع غيِّر ما في النفوس فيتغير المجتمع تبعاً له، وهناك حديثٌ نبوي يتمم ويكمِّل هذا القانون الكوني الاجتماعي النفسي، هذا الحديث هو ما روي عنه صلى الله عليه وآله أنه قال: "كما تكونوا يولى عليكم"[3]؛ فالولاة والحكام الذين يتولون شؤون أي مجتمع لا يأتون لذلك المجتمع من السماء أو يكونون من جنسٍ آخر, بل يجيئون من نفس ذلك المجتمع فإن كانت غالبية نفوس أبناء المجتمع نزاعةً للخير كان ولاته للخير يتطلعون, ولتحقيقه يسعون, وإن كانت نفوس غالبية أبناء ذلك المجتمع فاسدةً مليئةً بالملكات الشيطانية, كان حكام ذلك المجتمع وولاته من نفس السنخ. الفرق بين الولاة والحكام وبين سائر أفراد الأمة بالدرجة لا بالنوعية, فالحكام والولاة أقدر على الفعل من سائر أفراد الأمة, هم أقدر على فعل الخير والشر من بقية أبناء الشعب, لا أنهم يختلفون عنهم في النزوعات والتطلعات, ولذلك لو بدلت الحكام بأفرادٍ آخرين من نفس الشعب لما تبدلت الأمور إلا بتفاوتٍ يسيرٍ في بداية الولاية, ثم تعود إلى نفس ما كانت عليه الحال قبل ذلك, تبديل الحال إذاً يتوقف على تغيير ما بأنفس الناس, فإذا استطاع الناس أن يغيروا ما بأنفسهم فإن الله سبحانه يغيِّر ما بهم, هذا هو الطريق الصحيح في العمل الاجتماعي وهو يحتاج إلى آمادٍ بعيدة لا إلى سنواتٍ قليلة، ومن أجل ذلك يسقط المستعجلون، ويتهاوى من ليس بعقيدة الانتظار من المؤمنين.

فاتقوا الله عباد الله وجاهدوا أنفسكم فإن جهاد النفس هو الجهاد الأكبر, ولا يغرنَّكم عن أنفسكم من سفه نفسه, واتخذ دينه هواه, فتصدّوا عن سبيل الله, وتُحرِّفوا أحكامه, وتُأوِّلوا كلامه على حسب مشتهياتكم.

جعلنا الله وإياكم ممن تذكر أمر آخرته, وعمل لنجاة مهجته, وأصلح لربه سريرته, وآمننا وإياكم يوم نقدم على الله سبحانه في يومٍ لا ينفع فيه مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

إن أبلغ الكلام كلام الله, وأحكم الخطاب خطاب الله, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ & اللَّهُ الصَّمَدُ & لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ & وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَد[[4].

وأستغفر الله لي ولكم إنه غفورٌ رحيم وتوابٌ حليم.

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله القوي الجبار, العزيز القهار, مكوِّر الليل على النهار, خالق الأكوار, ومقسِّم الأدوار, الذي أعام واردة الأفكار في عباب كبريائه, وأَتَاهَ شاردة الأفهام في شعاب عليائه, عميت أعين العقول عن إدراك لألائه, وعييت ألسن الفحول عن استملاء آلائه, حَمَتْهُ قِدْمَتُهُ مطاولة الزمان, ومنعته عزته مداخلة المكان.

نحمده سبحانه على ما أسبغ من العطاء, وأسبل من الغطاء, ونشكره تعالى على ما هدى من السبيل, وأوضح من الدليل, وذلل السبل, وأيد الرسل, ونهج طريق الإسلام, ودعا إلى دار السلام.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له المتوحد بالربوبية, والمتقدس باللاهوتية, والمتمجد بالتحميد, والمتحمد بالتمجيد.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله المبعوث حين غمت أعلام الهداية, وعمت أوهام العماية, وعبدت الأوثان, وطغى بنو الإنسان, فصدع صلى الله عليه وآله بالإنذار, وأوضح السبيل, وسد فاغرة الأباطيل.

صلى الله عليه وعلى ابن عمه الذي شد جناحه, وأنار مصباحه, وعز به جند الله المنتصر, وفل به الجمع وولوا الدبر, ثم على السبطين وجملة الآل, المتحملين لما خلفوه من الأثقال, وعلى من فاء إليهم بالطاعة وآل.

عباد الله ها أنتم قد شارفتم على نهاية عام, وأشرفتم على بداية عام, ولقد مضى هذا العام يشكوا إلى ربه مما فعله الأنام, وما ارتكبوه فيه من الآثام, فقد استحلوا في أيامه كل حرام, وملئوا آناته بإسالة الدم الحرام, واستباحوا فيه المال الحرام, والعرض الحرام, واحلوا فيه قول الزور, واتبعوا الشيطان الغرور, وأصبح فيه الحق مقهورا, والقرآن مهجورا, والدين موتورا، مضى هذا العام والقلوب فائرة, والنفوس ثائرة, وعين الهدى بالأحزان ساهرة, والألسن بالكذب على الله سبحانه وعلى المؤمنين مثرثرة.

عباد الله إحذروا أن تدخل عليكم هذه السنة الجديدة وأنتم على غيِّكم مصرون، ولربكم عاصون, وعن شريعته متنكبون, وعلى الباطل من القول والفعل مرتكبون, فتكونوا في الآخرة من الخاسرين وفي يوم المعاد من النادمين.

عباد الله هذا شهر الله المحرم قد أقبل عليكم, وهو شهر قد حرمه الله سبحانه كالشهر الذي أنتم فيه, فاستقبلوه بالتوبة النصوح, والرجوع إلى الله سبحانه, بعمل الخيرات, وفعل المبرات, والمحافظة على ما فيه من الشعائر, خاصةً إقامة المآتم الحسينية، التي هي من أهم السنن النبوية, وأكمل مظاهر الولاء للعترة المصطفوية, ففي هذا الشهر العظيم استحلت دماءهم الزمرة الأموية, فأظهرت لهم فيه الأحقاد البدرية, ونادت بالثارات الجاهلية, حتى جعلتهم يعيشون مدى الدهور في حزنٍ دائمٍ من عظم الرزية. عباد الله إحذروا أن تتسببوا في انتهاك حرمة هذا الشهر أو هذه الشعائر بقولٍ أو فعل, فإن المتسبب في انتهاك الحرمات شريكٌ لمن انتهكها, واقتدوا بإمامكم الحسين بن عليٍ عليهما السلام حيث ترك مكة لما علم أن بني أمية قد دسوا له في الحجيج من يغتاله ولو كان متمسكاً بأستار الكعبة, فقال له عبد الله بن الزبير: أتترك مكة وأنت أعز الناس بها، فقال عليه السلام: لقد سمعت من جدي رسول الله صلى الله عليه وآله إن للكعبة سخلاً تستباح به حرمتها ولا أريد أن أكونه, مشيراً بذلك إلى ما ينويه عبد الله بن الزبير من مقارعة بني أمية في مكة المكرمة، الأمر الذي يجعلهم يستحلون حرمة الكعبة الشريفة بسببه, فإن من أعطى المبرر لمن لا يبالي بحرمة المكان في انتهاكه شريكٌ له في نتائج فعله.

فألزموا في أيام هذا الشهر العظيم الهدوء والسكينة، وحافظوا على ما أسسَّه لكم سلفكم الصالح من مظاهر العزاء فإنها قرباتكم إلى ربكم, وصلتكم بأهل بيت نبيكم, ومعلم ولائكم لأئمتكم, اجعلوا هذه الشعائر خالصةً لذكراهم, مذكرةً العالم بما حلَّ بهم ممن يدعي أنه من أمة جدهم, ولا تحولوها متنفسا لما يدور في أنفسكم, ويختلج في قلوبكم, أكثروا في لياليها وأيامها من النوح والعويل، والبكاء والتأسف على ما حلَّ بالسبط الشهيد, وما أصاب العترة من الظلم والامتهان, وأكثروا فيها من اللوعة والأحزان على سادات بني الإنسان.

جعلنا الله وإياكم ممن يثبت على ولايتهم, ويبعث في زمرتهم, ويفوز بشفاعتهم إنه سميعٌ مجيب.

ألا وإنكم في يومٍ هو سيد الأيام، كما ورد عن صفوة الملك العلام, فيه تضاعف الحسنات وتمحى الآثام, وقد جعل الله من أكمل سننه المأثورة, وأعماله المذكورة, إكثار الصلاة والسلام على محمد وآله الأعلام.

اللهم صلِّ على أشرف بني آدم, بل قطب سماء العالم, من لولاه لما خلقت الأفلاك, ولا أسجدت لأبيه آدم الأملاك, صاحب الوقار والسكينة, المدفون بأرض المدينة, يتيمة عقد الأشراف والأعاظم, محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم.

اللهم صلِّ على خليفته المخصوص, المستغني بفضائله عن النصوص, شهاب الله الثاقب, وسيفه الضارب, ونوره المشرق لكل طالب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

اللهم صلِّ على المطهرة من الأرجاس, المعصومة من الأدناس, ذات الكبد الحرا, الحورية النوراء, أم الحسنين فاطمة الزهراء.

اللهم صلِّ على سبطي الرحمة, وشفيعي الأمة, سيدي شباب أهل الجنة, ومن حبهما من العذاب جنة, إمامي الإنس والجنة, شريفي الجدين, كريمي العنصرين, الإمامين بالنص أبي محمدٍ الحسن وأخيه أبي عبد الله الشهيد الحسين.

اللهم صلِّ على مقدام العباد, وسيد أهل الرشاد, وموضح طرق الحق والسداد, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين السجاد.

اللهم صلِّ على بحر العلم الزاخر, المشحون بنفائس الجواهر, وكنز الشرف الفاخر، المتربع على عرش المكارم والمآثر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ محمد بن عليٍ الباقر.

اللهم صلِّ على كاشف أستار الحقائق, ومقتنص الشوارد والدقائق، نور الله في المغارب والمشارق‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎‎, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.

اللهم صلِّ على العالم بما حوته العوالم، مجدد المآثر النبوية والمراسم, ومشيِّد حصون المجد والمكارم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.

اللهم صلِّ على قبس النور الذي أشرق وأضاء, وطبق فضله الخافقين والفضاء، شفيع الأمة يوم الفصل والقضاء, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.

اللهم صلِّ على ناشر راية الهداية والإرشاد, الخيرة من العباد، والذخيرة يوم المعاد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.

اللهم صلِّ على سيد الحضر والبوادي, وناشر الحق في كل محفلِ ونادي, السائرة فضائله في كل وادي، الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.

اللهم صلِّ على السيد السري, والهمام العبقري، وارث المقام الحيدري، الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن بن عليٍ العسكري.

اللهم صلِّ على البقية من العترة المصطفوية, المدخر لإزالة البلية عن الأمة المحمدية, صاحب الأخلاق النبوية, والشجاعة الحيدرية, شريك القرآن, وباهر البرهان، وإمام الإنس والجان, مولانا الإمام بالنص المهدي بن الحسن صاحب العصر والزمان.

عجل الله تعالى فرجه, وسهل مخرجه, وبسط على وسيع الأرض منهجه، وثبتنا على القول بإمامته, ولقانا بركة دعوته, ووفقنا للقيام بنصرته، إنه حميدٌ مجيد.

إن أشرف ما جرت به الأقلام, وأفضل ما وعظ به الأنام في كل مقام, كلام الملك العلام, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[5].

وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفورٌ رحيم وتوابٌ حليم.

 

 

[1]  سورة البقرة: 12

[2]  الرعد: من الآية11

[3]  ميزان الحكمة ج4 - ص3688 - محمدي الريشهري

[4]  سورة الإخلاص

[5]  سورة النحل: 90

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 26 ذو الحجة 1415
قراءة 1784 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.