khutab aljumaa3

المواكب العزائية ووجوب المحافظة عليها

الجمعة 3 محرم 1416هـ المصادف 2 حزيران 1995م

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي ألهمنا معرفته, ولولا فضله لكنا من الجاهلين, ووفَّقنا لحمده فأصبحنا لأياديه من الشاكرين وأفاض على قلوبنا رشحات سلسبيل هدايته, وغذَّى أرواح بصائرنا بسُبحات أنوار عزَّته, وأحيا بساتين الإيمان في نفوسنا بعد أن كانت ميتةً دارسة, وأشاد أعلامها بعد أن كانت متلاشيةً طامسة, فأصبحت تسبِّح بحمد بارئها شاهدةً له بالتنزُّه عن وصمة الإمكان, والتعالي عن الحلول في المكان, والتقدُّس عن التغيُّر بمرور الدهور والأزمان.

نحمده سبحانه على تلك النعم التي لا حصر لها ولا عدد, ولا غاية لها ولا أمد, ونشكره تعالى على استمرار الرفد بالمدد, والتوفيق لما فيه خير الأبد, ونلتجأ إلى حمايته من بغي أهل الحقد والحسد, ونعوذ به من شر كل نافثٍ في العقد.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, رافع السماء بغير عمد, وساطح الأرض من ماءٍ قد جمد, ذو القوة التي طأطأت لها الجبابرة, والقدرة التي أبادت القياصرة والأكاسرة, والجبروت التي خضعت لها الجباه ذاخرة.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده المنتجب, من بين العجم والعرب, ورسوله المنتخب, من آل عبد منافٍ في أعلى المنازل والرتب, وأن الخليفة من بعده هو علي بن أبي طالبٍ لمن طلب, شريكه في الخَلْق والخُلُق والشرف والنسب.

صلى الله عليهما, وعلى آلهما, المتحمِّلين أثقالهما, صلاةً تُرفع لنا بها المقامات والرتب, ما تزينت بذكرهم المنابر والخطب.

عباد الله, أوصيكم ونفسي الجانية الآثمة قبلكم بتقوى الله سبحانه في جميع الحالات, وألالتزام بأمره ونهيه ما دمتم على قيد الحياة, وتجنُّب المعاصي والآثام مدى الليالي والأيام, وتكرار التوبة في كل صبحٍ وعشيَّة, فإنكم لا تدرون متى تُدعون من قِبَل داعي المنية, ولا تعرفون وقت مفارقة هذه الدنية, التي قد لعبت خمورها برؤوسكم, فألهتكم عما هو مطلوبٌ منكم, وزيَّنت لكم ما يضركم ولا ينفعكم, وأبعدتكم عن ربكم, فأصبحتم على خسيس عيشها تتنافسون, ومن جامات سمومها تكرعون, وعلى بساط أُنسها تتسامرون, لاهيةً قلوبكم عما ينتظركم, مغمضةً أبصاركم عما هو محدقٌ بكم, فدعوا ما بقي من فُتات سفرتها, وأفيقوا من سكرة صبوتها, ولا تفتتنوا بما تزوِّقه لكم من محاسنها, ولا تغتروا بها, فإنها لا تدوم لمن وثق بها, وصدَّق دعوتها.

عباد الله إنكم في أيام المحرَّم التي تذكركم بما أصاب أهل بيت نبيكم من فعل أبناء هذه الغدارة من الويلات, وكيف صبَّت عليهم من المصائب والنكبات, حتى جعلتهم مشردين في الفلوات, فهل ترجون أن تصفو لكم بعد غدرها بهؤلاء الأئمة الهدات.

عباد الله توجهوا إلى الله في هذه الأيام بالدعاء لكشف محنتكم, وتقربوا إليه بإقامة التعازي والنياحة على أهل بيت نبيكم, وأخلصوا له سبحانه وتعالى في موالاة من افترض طاعته عليكم, وحافظوا على هذه الشعائر من كل ما لا يتناسب معها من المكروهات والمحرَّمات, فإن أهل بيت النبوة عليهم الصلاة والسلام, إنما أُريقت دماؤهم, واستُبيحت حرماتهم بسبب المحافظة على أوامر الله سبحانه, والإصرار على النصح لخلقه, فلا تجعلوا مواسم ذكراهم تتنافى ورسالتهم التي نذروا لها أنفسهم.

عباد الله, إن كثيراً من الشيعة في البلدان المحيطة بكم, يتمنون أن تكون لهم الحرية في إقامة شعائر عاشوراء, وسائر مناسبات أهل البيت عليهم السلام كما هو متوفر لكم, فإنكم هنا في البحرين تتميَّزون على سائر بلدان المنطقة, فإن أقصى ما وصل إليه بعضهم من الحرية أن يقيم التعزية واللطم داخل المأتم, وأنتم هنا في البحرين تعطِّل البلاد بكامل قطاعتها يومين من أجلكم, وتخرجون بالمواكب والمسيرات العزائية في الشوارع في أي وقتٍ تختارونه لا يتعرَّض لكم متعرض, فاشكروا الله على هذه النعمة وحافظوا عليها, فإن كثيرا من الدول والجماعات تعمل على أن لا تظل هذه الحرية لكم, فلا تعطوهم الفرصة ليحققوا ما يريدون إيقاعه بكم, ولا تسمحوا للجهلة وأهل الأغراض أن يُخرجوكم عما أنتم فيه من الخير, فتكونوا كالسمكة التي لا تحس بقيمة الماء وأهميته حتى تُخرج منه.

ولقد كان مزمعاً في هذا العام أن تُقيَّد المواكب بتقييداتٍ اقتضتها ضرورة الأمن كما يقول ذوو الاختصاص, ولكن بالتفاهم مع المسئولين في الدولة أمكن أن تُلغى تلك التقييدات, وأن تبقى حرية خروج المواكب العزائية لجميع السكان كما كانت عليه في الأعوام السابقة.

عباد الله, اضربوا على يد الجاهل منكم قبل أن يعجز ذوو الرأي والحِجى أن يدفعوا الأيدي التي تتربص بكم, يقول الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله في حديث له: إنما مثلكم كمثل قوم ركبوا سفينة فاحتل بعضهم أعاليها وبعضهم أسافلها, فلو أن أحداً ممن احتل أسافلها أراد خرقها وقال هذا مكاني وأنا أحق به, فإن تركوه وقالوا هو مكانه وأحق به, غرق وغرقوا, وإن ضربوا على يده ومنعوه نجا ونجوا[1], فلا تظلوا سلبيين تجاه من لا يبالي بالتفريط بمكتسباتكم, من أجل رغبةٍ راودته, أو شهوة استحوذت عليه, فإنكم مسئولون غداً أمام ربكم, وأمام الأجيال الآتية من ذرِّياتكم, عما تُفرِّطون في صيانته من الحرية الدينية التي جاهد أسلافكم وأجدادكم بحكمتهم ودأبهم في توفيرها لكم.

ألهمنا الله وإياكم الحكمة في جميع الأمور, ونجَّانا معكم مما يبيِّته كل جاهلٍ مغرور, ووفَّقنا جميعاً لتتبُّع مراضيه, وتجنُّب معاصيه, إنه سميعٌ مجيب.

إن أبلغ ما وعظ به خطيب, واتَّعظ به لبيب, كلام الله الرقيب الحسيب, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِذَا زُلْزِلَتِ الأرْضُ زِلْزَالَهَا & وَأَخْرَجَتِ الأرْضُ أَثْقَالَهَا & وَقَالَ الأنْسَانُ مَا لَهَا & يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا & بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا & يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتاً لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ & فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ & وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ[[2].

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه غفورٌ رحيم, وتوَّابٌ حليم.


الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي امتحن أولياءه بالصبر على البلاء, وخصَّ الصابرين بجزيل الفضل منه والعطاء, ورفع لديه درجات الصِّدِّيقين والشهداء, جلَّلهم بثياب المصائب, فاتخذوها طريقاً لأعلى المراتب, وشربوا بكؤوس النوائب, ليفوزوا بتلك الرغائب, كشف عن بصائرهم الحُجُب والأستار, فشاهدوا ما أعدَّه للأبرار, فزهدوا في متاع هذه الدار, ولم يبالوا بما ينالهم من الفسقة والفجَّار, واحتسوا جامات المنية, وتجرَّعوا من أعدائه علقم البلية, طمعاً في نيل تلك المنازل العلية, وبلوغ تلك الأمنية.

نحمده سبحانه على ما أنعم علينا من نعمة الولاء, لمحمدٍ وذريَّته النجباء, ونشكره تعالى على ما خصَّنا به من الإصطفاء, بمشايعة أصحاب الكساء, والإلتزام بنجدهم وإن عم البلاء, وضاقت الأرض والسماء, ونسأله تعالى أن يحشرنا معهم في يوم النداء, ويدخلنا مدخلهم فنكون من السعداء.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له, الساقي أولياءه من رحيق الوصال ما أنساهم حرارة النِّصال, والمدير على أحبِّائه من كؤوس الإتصال ما هوَّن عليهم تقطيع الأوصال.

 ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله المتردِّي برداء الأشجان, واللابس ملابس الأحزان مدى الأزمان, المتجرِّع غصص المصائب في نفسه وآله الأطائب.

صلى الله عليه وعليهم صلاةً تُبلغهم أعلى المراتب, وتُظهر فضلهم وإن رغم أنف الناصب, وتقضي لنا بهم المآرب.

عباد الله, اعلموا رحمكم الله إن الدنيا دار ابتلاءٍ وامتحان, لا دار راحةٍ واطمئنان, فمن ركن إلى غرورها باء بالخذلان, ومن اطمأن إلى نعيمها رجع بالنَّصَب والخسران, وكيف يرجو الراحة عندها أحدٌ من أهل الإيمان, وهو يرى ما فعلته بسادات الزمان, وأمناء الملك الديَّان, فقد أخلت منهم المنازل والطلول, وَسَقـَتْهُم بكاسات الخطب المهول, ورفعت عليهم كل جهول, ألا ترون ما رمت به إمامكم الحسين عليه السلام من سهام التعذيب والنكال, ولم ترضَ له بشيءٍ حتى جُدِّل بأبي وأمي على حرِّ الرمال, وذُبح بسيوف البغي والضلال, ورُفع رأسه على الرمح كالهلال, هذا ويزيد العهر يشرب بارد الزلال, ويتَّكأ على سرر اليُمْن والإقبال.

فيا عباد الله إياكم والوثوق بهذه الدار, والركون إلى جنة الأشرار, فالبدار إلى الفرار من مكرها البدار, وكونوا ممن لبى منادي الخير وأجاب, قبل أن تُغلق دونكم الأبواب, وإنْ شئتم النجاة غداً والبشرى والفوز عند الله بالسعادة الكبرى, فهذه أيام المحرم قد لفحتكم بصَبا الأشجان, وسَموم الأحزان على قرناء القرآن, فاغسلوا فيه درن الذنوب والعصيان بالبكاء على الغريب العطشان, النائي عن الأهل والخلان, وتقرَّبوا فيه إلى الملك المنان, بإظهار شعار الحزن على المدفون بلا غسلٍ ولا أكفان, وأخلصوا فيما تفعلونه النيَّات فإنه عند الله من أعظم القربات, ففي حديث الريَّان ابن شبيب عن الصادق عليه السلام أنه قال له:"يا ابن شبيب إن كنت باكياً فابك الحسين بن عليٍ ابن أبي طالبٍ عليهما السلام, فإنه ذبح كما يُذبح الكبش وقُتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلاً ما لهم على وجه الأرض من شبيه, ولقد بكت السماوات لقتله, ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلافٍ ينصرونه فوجدوه قد قُتل فهم عند قبره شعثٌ غُبْر إلى أن يقوم القائم, يا ابن شبيب إن بكيت الحسين عليه السلام حتى تصير دموعك على خدَّيك غفر الله لك كل ذنب أذنبته, صغيراً كان أو كبيرا, قليلاً كان أو كثيرا"[3]. فاتخذوا ياشيعة المختار هذه الأيام مأتما, واجتهدوا أن لا يُرى منكم أحدٌ مازحاً ولا متبسما, فإن هذه المصيبة  قد أحزنت قلب الرسول, وأسالت مدامع الزهراء البتول, وألهبت فؤاد الليث الصؤول.

 فالبسوا رحمكم الله لأجلهم ثياب الهمِّ والحزن, لتفوزوا من الله ومنهم بالمنن, وأكثروا عليهم من الصلوات التي هي مطايا الدعوات, وبها يكون نجاح الطلبات, وقضاء الحاجات.

اللهم صلِّ على على من تشرَّف بوطي نعله بساط الربوبية, واخترق نور الحجب حتى أشرقت عليه النفحات اللاهوتية, ودنا من حضرة القدس مقاماً يرفعه عن حضيض الناسوتية, النبي العربي المؤيَّد والرسول الهاشمي المسدَّد, أبي القاسم المصطفى محمد.

اللهم صلِّ على حلال عويصات المشاكل, ومن ليس له بعد الرسول صلى الله عليه وآله مُشاكلٌ ولا مماثل, منكِّس الفرسان في سوح الطعان, ومردي الأقران إذا التقت حلقتا البِطان, النجم الثاقب من دوحة لوي بن غالب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.

اللهم صلِّ على البتول العذراء, والدرة النوراء, والإنسية الحوراء, أم الحسنين فاطمة الزهراء.

اللهم صلِّ على سيدي الحرمين, وبدري الخافقين, وقطبي الثقلين, صاحب الأيادي والمنن الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن, وأخيه صاحب المحن والبلاء, المقتول ظلماً بأرض كربلاء, تريب الخدين ودامي الودجين, الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.

 اللهم صلِّ على سيد الساجدين ومنهاج المتقرِّبين, ومصباح المتعبِّدين, والد الهداة الراشدين, الإمام بالنص علي بن الحسين زين العابدين.

اللهم صلِّ على الغيث الهامر بالعُلى والمفاخر, والبحر الزاخر بنفائس الجواهر, والكنز الذاخر بالمكارم والمآثر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.

اللهم صلِّ على الفجر الصادق في ديجور الجهل الغاسق, غوَّاص بحار الحقائق, ومنظِّم دوائر الدقائق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.

اللهم صلِّ على بدر سماء المكارم, وعنوان ديوان الأعاظم, العالم بما حوَته العوالم, الإمام بالنص أبي إبراهيم موسى بن جعفرٍ الكاظم.

اللهم صلِّ على منوِّر الأقطار والفضاء بما شعَّ من نوره وأضاء, شفيع يوم الفصل والقضاء, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.

اللهم صلِّ على ناشر سفري الهداية والسداد, ورافع راية الحق والرشاد, وملجأ العباد يوم التناد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.

اللهم صلِّ علي السيدين الأعظمين, والهمامين المعظَّمين, إمامي الحرمين المبرَّئين من وصم الرجس والرَّيْن, الإمامين بالنص أبي الحسن الثالث عليٍ وابنه أبي محمدٍ الحسن العسكريين.

اللهم صلِّ على حافظ بيضة الإسلام, وحامي حوزة الأنام, المؤيَّد بالتوفيق والظفر, الإمام بالنص مولانا أبي القاسم المهدي بن الحسن المنتظر.

نوَّر الله الأرض بطلعته, وأسعدنا برؤيته, والدخول في حياطة دعوته, والشهادة تحت رايته, إنه سميعٌ مجيب.

إن أشرف ما تلاه التالون, وأعظم ما تمسَّك به المهتدون, كلام من يقول للشيء كن فيكون, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[4].

وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين إنه غفورٌ رحيم.

 

 

[1]  "عن النبي ص: أن قوماً ركبوا سفينة في البحر واقتسموا فصار كل واحد منهم موضعه فنقر رجل موضعه بفاس فقالوا: ما تصنع؟ قال: هو مكاني أصنع به ما شئت؛ فإن أخذوا على يديه نجا ونجوا؛ وإن لم يأخذوا على يديه هلك وهلكوا"مجموعة الأمير ورام – ج2 ص294 – أبي الحسين ورّام بن أبي فراس المالكي الأشتري

[2]  سورة الزلزلة

[3]  عيون أخبار الرضاع - ج2 - ص268 - الشيخ الصدوق

[4]  سورة النحل: 90

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 3 محرم 1416
قراءة 750 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.