khutab aljumaa3

عشاق الدنيا – البكاء على الحسين عليه السلام

الجمعة 2 محرم 1421هـ المصادف 7  نيسان 2000م

الخطبة الأولى:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي ألبس أولياءه سرابيل محبته ومصائبه, وسقى أحباءه شراب بلائه ونوائبه, فلبسوا وشربوا, وأنسوا وطربوا, وعدوا ذلك من جميل مواهبه, فخصهم بجزيل الفيض والعطاء, جزاءً على ما صبروا عليه من البلاء, ورضوا به من مُر القضاء, جعل لهم قناطر المصائب سلماً مؤدياً إلى أعلى المراتب, وطريقاً للفوز بأسنى هاتيك الرغائب.

نحمده سبحانه على ما هدانا إليه من الولاء للعترة الطاهرة, وحبانا به من تلك النعم الفاخرة, وابتلانا بالصبر على المصائب بأوصابهم الفاقرة, فأصبحنا بفضله لا نتأثر بشقشقة أشياع بني أمية ومن والاهم من الزمر الفاجرة, ونسأله سبحانه أن يجمعنا مع أهل بيت نبيه في عراص الآخرة.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له الساقي أحبائه من رحيق الاتصال, ما أنساهم حرارة النصال, والمفيض عليهم من سلسبيل الوصال, ما هوَّن عليهم تقطيع الأوصال, وحبَّب إليهم ضرب السيوف ورشق النبال.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله المرتدي حلل الأحزان منذ كان, واللابس دروع الأشجان مدى الأزمان, المتجرع غصص النوائب في نفسه وآله الأطائب, الذين اصطلمتهم من بعده المصائب, وتسلَّط عليهم الأعداء من كل جانب, حتى عادت بيوتهم خرائب, وقامت عليهم النوائح والنوادب.

صلى الله عليهم صلاةً تُبلغهم من لدنه أعلى المراتب, وتقضى لنا بهم المآرب, وننتصر ببركتها على كل جاحدٍ لحقهم وناصب, ومدافعٍ عن بدع آل زيادٍ وعن آل رسول الله ناكب.

عباد الله, أوصيكم ونفسي الجانية قبلكم بتقوى الله سبحانه, وتتبع مراضيه, والالتزام بأوامره ونواهيه, وتجنب محظوراته ومعاصيه, وأحذركم ونفسي من الركون إلى زينة هذه الدنيَّة الماكرة, والاغترار بوعود هذه المحتالة الخاترة, فإن حبها والتعلق بها هو السبب الحقيقي للخسران في الآخرة, ألم تسمعوا قول النبي صلى الله عليه وآله: "حب الدنيا رأس كل خطيئة"[1]؟ فمن أشرب قلبه حبها, قادته إلى ارتكاب الموبقات, وزيَّنت له فعل المحرمات, وهوَّنت عليه ما يأتيه من كبائر السيئات, وهل نبذ شرائع الله وكتبه, وحارب أولياءه, وكذب رسله, إلا عشاق هذه الدنيا, وبغاة نعيمها, المتشوفين إلى الرفعة فيها, أولئك الذين استحوذ عليهم الشيطان, ففتنهم بزينتها, وألهاهم بالتفاخر بها, وشغلهم بالتكالب عليها, حتى خالفت ألسنتهم قلوبهم, وزيَّنت لهم أنفسهم سوء عملهم, فمالوا عن الحق وهم ينظرون, وصدفوا إلى الباطل وهم يعلمون, وتجرؤوا على الله سبحانه, غير ناظرين إلى إحسانه, ولا متقين من نيرانه, فأصبحوا كالأنعام بل هم أضل سبيلا.

انظروا إلى عشاق الدنيا, والعاملين لها وما فعلوه بذرية النبي المختار, كيف أعملوا فيهم السيف البتار, وشردوهم عن الأهل والديار, وصبوا عليهم المصائب والأكدار, ولا سيما ما فعلته الزمرة الأموية, والسلالة الشيطانية, وكلهم لصيق ابن لصيق, وطليق ابن طليق, بريحانة سيد المرسلين, وقرة عين سيدة نساء العالمين, وثمرة فؤاد أمير المؤمنين, يوم جيشوا عليه الجيوش والعساكر, وسدوا في وجهه الدروب والمعابر, ومنعوه من شرب الماء, وضيقوا عليه رحب الفضاء, وهم يعلمون أنه الإمام المفترض عليهم من رب السماء, فحصروه مع أنصاره وأعوانه, وأولاده وإخوانه, في صحراء الاكتئاب, ومنعوهم من الطعام والشراب, وقتلوا تلك النفوس الزكية, ورموا بأجسادهم للنسور والذئاب, وعفَّروا تلك الوجوه النورية في التراب, لكي تصفو الدنيا لسليل آكلة الأكباد, وتتسق الأمور للأوغاد, وينفذ أمر بني أمية على رؤوس العباد, وتبقى بنات الطلقاء في القصور, وبنات رسول الله صلى الله عليه وآله في مهب الصبا والدبور, لاطمات الصدور, داعياتٍ بالويل والثبور, نادباتٍ على تلك البدور.

فهذه يا إخوة الإيمان أحوال عشاق الدنيا وطلابها, وهذه أفعال الساعين للرفعة في هذه الدار التي لا أمان لمن طمح لها, فهل في ذلك عبرةٌ لمعتبر, فيقيد نفسه بزمام الإيمان, قبل أن تلقي برسنها للشيطان, فيوردها موارد الخسران, ودار المذلة والامتهان, ويجعلها وقوداً للنيران.

ثبتنا الله وإياكم على ولاية الأئمة المعصومين, ووفقنا معكم للتمسك بحبله المتين, والعمل بشرعه المبين, ونجانا جميعاً من الانخداع بما توسوسه الشياطين, وحشرنا في زمرة محمدٍ وآله الميامين, إنه على ما يشاء قدير, وهو بالإجابة حريٌ جدير.

إن أبلغ خطاب, كلام الله الملك الوهاب, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]الْقَارِعَةُ & مَا الْقَارِعَة & وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَة & يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ & وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنْفُوشِ & فَأَمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ & فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَة & وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُه & فَأُمُّهُ هَاوِيَة & وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ & نَارٌ حَامِيَةٌ[[2].

وأستغفر الله لي ولكم إنه غفورٌ رحيم, وتوابٌ حليم.

 

 

 

 

الخطبة الثانية:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

الحمد لله الذي جعل الدنيا سجناً لأوليائه, وجنةً وبهجة لأعدائه, جلل فيها أحبته بثياب المحن والمصائب, وكتب عليهم فيها كتاب الحزن والنوائب, صرف أبصارهم عن التطلع إلى مقاماتها, وفتح أنظار بصائرهم على قبحها وحقارتها, فقضوا في سجنها الأيام راضين بقضائه, ولم يتألموا مما نالهم من مكائد أعدائه, لما يرتقبون من الكرامة في مجلس لقائه, وما أعده من النعيم للخلص من أودائه, فاتخذوها طريقاً ومتجراً للآخرة, وذريعةً لنيل تلك الدرجات الفاخرة.

نحمده سبحانه وهو أهل المحامد, ونستهديه لأنجح المقاصد, ونعوذ به من شر كل حاقد, ونلوذ بعزته من بغي كل قاصد, ونلجأ إليه في دفع الشدائد, ونعتمده في الخلاص من المكائد.

ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معاضد, ولا ولد له ولا والد, ولا معين له ولا رافد, شهادةً نعلنها عند كل جاحد, ونلتزم بها وأن رغم المعاند.

ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله, الذي انتجبه وأرسله, وصفَّاه من كل دنسٍ وكمله, وبما امتحنه من البلاء على جميع الأنبياء فضله, شهادةً تُبلغنا عند الله أعلى منزله, وتكون لنواقص أعمالنا مكملة.

صلى الله عليه وعلى الهداة من ذريته وآله, ما دارت الأفلاك السماوية, وسبَّحت الأملاك في العوالم العلوية, صلاةً تدفع عنا كل بلية, وتنقذنا من كل رزية, وتجعلنا من الآمنين في هذه الدنيا وفي الحياة الأخروية.

أيها الإخوان الملتحفون بفرش الأمان, النائمون في سرر الاطمئنان, الماشون مرحاً في أودية الأماني, الساحبون تبختراً ذيول التواني, إلى متى ستظلون تائهين في أودية المنام, معتمدين على أضغاث الأحلام؟ هبوا فقد نزل بكم بازي العذار, وناداكم الشيب بالإنذار, ودعاكم إلى دار القرار, وإن أخفيتموه بالصبغ عن الأصدقاء والأصحاب, وواريتموه بالخضاب عن الخلان والأتراب, فلا يخفى على رب الأرباب, هيئوا الأسباب ليوم الحساب, وكونوا ممن لبى وأجاب, واستعد ليوم المآب, قبل أن يرخى الحجاب, ويغلق الباب, وإن أردتم الفوز غداً والبشرى, وتحصيل السعادة الكبرى, والدخول في من تشفع لهم فاطمة الزهرا, فهذا شهر المحرم قد وافتكم أيامه بالأحزان, ورفع في أنديتكم أعلامه بالأشجان, فاغسلوا فيه درن الذنوب والعصيان, بإقامة التعازي على الغريب العطشان, البعيد عن الأهل والأوطان, والمدفون بلا غسلٍ ولا أكفان, فإن البكاء عليه وإظهار ظلامته من أعظم القربات عند الملك الديان, فقد روى الصدوق رضوان الله عليه عن الريان ابن شبيب قال دخلت على الرضا عليه السلام في أول يومٍ من المحرم فقال لي يابن شبيب أصائم أنت فقلت لا, فقال إن هذا اليوم – أي اليوم الأول من المحرم وليس يوم العاشر كما تدعي الناصبة أتباع بني أمية وأشياعهم – هو الذي دعا فيه زكريا ربه عز وجل فقال رب هب لي من لدنك ذرية طيبة إنك سميع الدعاء فمن صام هذا اليوم ثم دعا ربه استجاب له كما استجاب لزكريا عليه السلام, ثم قال يابن شبيب إن المحرم هو الشهر الذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرمون فيه الظلم والقتال لحرمته, فما عرفت هذه الأمة حرمة شهرها, ولا حرمة نبيها صلوات الله عليه وآله, فلقد قتلوا في هذا الشهر ذريته, وسبوا نساءه, وانتهبوا ثقله, فلا غفر الله لهم ذلك أبدا, يابن شبيب إن كنت باكيا فابك الحسين ابن علي ابن أبي طالب عليهم السلام, فقد ذبح كما يذبح الكبش, وقتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم على وجه الأرض من مثيل, ولقد بكت السماوات لقتله, ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف ينصرونه, فوجدوه قد قتل فهم عند قبره شعث غبر حتى يقوم القائم, يابن شبيب إن بكيت الحسين عليه السلام حتى تصير دموعك على خديك غفر الله لك كل ذنب أذنبته, صغيرا كان أو كبيرا, يابن شبيب إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين (ع) يابن شبيب إن سرك أن تسكن الغرف المبنية مع النبي صلى الله عليه وآله فالعن قتلة الحسين (ع) يابن شبيب إن سرك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين (ع) فقل متى ذكرته يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما, يابن شبيب إن سرك أن تكون معنا في الدرجات العلى فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا"[3]؛ فإن دعوى محبة علي مع رفض لعن أعدائه وقتلة أبناءه لا تدل إلا على النفاق.

فالبسوا أيها المؤمنون الأطياب لهم ثياب الأشجان, وشاركوهم في إظهار الأحزان, لتفوزوا عند الله سبحانه بأعظم الأجر والثواب, وأكثروا عليهم من الصلوات والتحيات, فبذلك تستجاب الدعوات, وتتحقق الطلبات, سيما في هذا اليوم السعيد, والعيد المرجي بالعطاء والمزيد.

اللهم صلِّ على لولب الرسالة, المشرق بأنوار العدالة, وتاج النبوة المحفوف بالمهابة والجلالة, سيد الرسل بلا كذبٍ ومَيْن, أبي القاسم محمد بن عبد الله الصادق الأمين.

اللهم صلِّ على من يوم الغار بنفسه فداه, وفي كل ما عدا النبوة من المجد والفخار ساواه, وفي جهاد الكفار يوم فر القوم من الزحف واساه, فلذا خصه دونهم وآخاه, وفضله عليهم واجتباه, وقال في حقه: "من كنت مولاه فهذا عليٌ مولاه"[4], حبل الله المتين, المشتهر بالأنزع البطين, الإمام بالنص علي بن أبي طالبٍ أمير المؤمنين.

اللهم صلِّ على بضعة الهادي الأمين, ومضغة سيد الأنبياء والمرسلين, المفجوعة بالنفس والبنين, سيدة نساء العالمين, فاطمة الزهراء أم الحسن والحسين.

اللهم صلِّ على معز المؤمنين, وكاشف كذب المنافقين, وحامي حمى الدين, السبط المرتهن, العالم بالفرائض والسنن, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن.

اللهم صلِّ على قتيل الطغاة, العطشان بشط الفرات, البعيد عن الآباء والأمهات, مقطوع الوريدين, ومحزوز الودجين, الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.

اللهم صلِّ على السيد الوجيه, والعالم النبيه, الشارب من المصائب بكأس جده وأبيه, ذي الحلم والسداد, والهداية والرشاد, الإمام بالنص أبي محمدٍ علي بن الحسين السجاد.

اللهم صلِّ على باقر العلوم السبحانية, وناشر الحقائق الربانية, وباني المعاهد الإسلامية, ذي المجد الفاخر, والصيت الطائر, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الأول محمد بن عليٍ الباقر.

اللهم صلِّ على محط الفيوضات القدسية, ومهبط الواردات الإلهية, كشاف أستار الحقائق, ولسانك الناطق إلى كافة الخلائق, الإمام بالنص أبي إسماعيل جعفر بن محمدٍ الصادق.

اللهم صلِّ على البدر المستور, والنور المنقبض عن الظهور, بطغيان ذوي الإفك والفجور, حجة الله على كل جاهلٍ وعالم, الإمام بالنص أبي الحسن الأول موسى بن جعفرٍ الكاظم.

اللهم صلِّ على ممهِّد قواعد الدين, ومؤسس مباني الحق واليقين, ومخرس شقاشق المبطلين, الذي ظهر برهان صدقه وأضاء, وغصت بأخبار فضله فجاج الأرض والفضاء, الإمام بالنص أبي الحسن الثاني علي بن موسى الرضا.

اللهم صلِّ على منبع عين الحياة, وربان سفينة النجاة, حامل راية الإرشاد, وموقد نار الوفاد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.

اللهم صلِّ على متسنِّم ذروة الشرف والمعالي, النازل من قباب المجد بالمنزل العالي, والمقلَّد بتاج المفاخر المرصع بغوالي اللآلي, ضياء النادي, وغياث المنادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.

اللهم صلِّ على مركز الحق واليقين, ونَوْر حديقة المتقين, وباني حصون شريعة سيد المرسلين, الليث الجري, والسيد السري, الإمام بالنص أبي المهدي الحسن بن عليٍ العسكري.

اللهم صلِّ على موضِّح الحجة, والمنقذ من ظلمة هذه اللجة, والقائد إلى أوضح المحجة, النور الذي لا يخبو, والصارم الذي لا ينبو, المؤيَّد بالرعب والذعر, والموعود بالنصر والظفر, الإمام بالنص مولانا المهدي بن الحسن المنتظر.

عجَّل الله له الفرج, وأوضح له المنهج, وأنقذنا به من الشدة والرهج, وجعلنا من القائلين بإمامته, الملتزمين بطاعته, المنتظرين لأوبته, الموفقين لنصرته, إنه سميعٌ مجيب, وفعالٌ لما يريد.

إن أشرف ما جرى به قلم الأديب, واقتدى بهديه المنصف اللبيب, كلام الله الحسيب الرقيب, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[5].

وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين والمؤمنات إنه غفورٌ رحيم.

 

[1]  بحار الأنوار – ج15 ص258 – العلامة المجلسي

[2]  سورة القارعة

[3]  بحار الأنوار – ص192 – الشيخ الصدوق

[4]  الكافي - ج1 - ص420 - الشيخ الكليني

[5]  سورة النحل: 90

معلومات إضافية

  • التاريخ الهجري: 2 محرم 1421هـ
قراءة 906 مرات
قيم الموضوع
(0 أصوات)

مؤسسة إسلامية تُعنى بحفظ تراث العلامة الشيخ سليمان المدني (قده) ونشره، وحفظ المبادئ والقيم والثوابت التي ينتمي إليها سماحته، والتي دافع عنها طول حياته.