يوم عاشوراء – مقتل الحسين عليه السلام
الجمعة 9 محرم 1415هـ المصادف 17 حزيران 1994م
الخطبة الأولى:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمدلله منزِّل الآيات، موضح البراهين والدلالات، المنقذ من الهلكات، باعث الرسل بالرحمة والبركات، أزاح بكلماته شبهات الضلالة، وأنقذ برسله وأنبيائه الناس من الفتن والغواية، وشرف نبينا محمداً صلى الله عليه وآله على كافة النبيين، وفضله على من سبقه من المرسلين، بما منحه من عُلو المراتب، وتفضل عليه بتلك المنازل والمناصب، بعد أن امتحن صبره على تحمل الشدائد والمصاعب، وتجرُع كاسات الهموم والمصائب، واستِساغة علقم الرزايا والنوائب، وما ناله من الأذى في نفسه وآله الأطائب، حيث غدوا من بعده عن الأهل والديار مبعدين، وفي البراري والقفار مشردين، وعلى حقوقهم مغلوبين، ولكم قال أوذيت بما لم يؤذَ به أحدٌ من المرسلين.
نحمده سبحانه على أن جعلنا لهم من الموالين، وبأفعالهم ومواقفهم من الراضين، ونشكره تعالى على ما أولانا من نعمة مشاركتهم في أفراحهم ومآتمهم، ووفقنا لاتباعهم في أقوالهم وأفعالهم، ونَجانا من المشاركةِ في استباحة حرمتهم، بالرضا والإغضاء عمن ظلمهم، وعن مناصبهم أزاحهم.
ونشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، رافع درجات الشهداء في أعلى عليين، ومفيضُ شآبيب الخير والرحمة على الصالحين والصديقين، وجاعل الأولياء والمؤمنين من أهل اليمين.
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده الذي حلاه بأفضل الكمالات، ورسوله الذي حباه بالكرامات، وختم ببعثته النبوات، وأتمَّ بشريعته الديانات.
ونصلي عليه وآله الذين تحملوا ما قصد به من التِرات، وورثوا عنه ما وجه إليه من الأحقاد والعداوات، وسُقوا من ضغائن أعدائه المنافقين ما تفيض به القدور الراسيات، فضلاً عن الكاسات، صلاةً تغمِر صاحبها يوم بعثه البشائر والفرحات، وتُنسيه ما لقيه في هذه الدنيا من النكد والإهانات.
أوصيكم عباد الله ونفسي الجانية قبلكم بتقوى الله سبحانه في السر والعلن، وفيما ظهر من الأمور أو بطن، ومراقبته في جميع الأحوال، والإخلاص له في الأقوال والأفعال، فإنه المطَلِع على ما في الضمائر، العليم بما تكنه السرائر، فأخلصوا له النية، ففي الخبر عن سادة البشر: "إن الله عزوجل يحشر الناس على نياتهم يوم القيامة"[1]، واجعلوا قلوبكم معه على الخير مطوية، ففي الكافي عنهم صلوات الله عليهم: "إنما خلد أهل النار في النار لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبدا، وإنما خلد أهل الجنة في الجنة لأن نياتهم كانت في الدنيا أن لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبدا، فبالنيات خلد هؤلاء وهؤلاء، ثم تلا قوله تعالى: ]قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ[[2]"[3]، واعلموا أن من أخلص لله نيته، وصفّى معه سريرته، أعانه على طاعته، وقربه من حضرته، فقد ورد عن الأئمة الأطهار عليهم صلوات الملك الجبار: "على قدر النية تكون من الله العطية"[4]، وعنهم عليهم الصلاة والسلام: من حسنت نيته أمد بالتوفيق[5]، وقالوا عليهم السلام: "إذا علم الله حسن نية من أحد اكتنفه بالعصمة"[6]، وحينئذ تخضع نفسه فتُقْبِل على الطاعة، وتنقادُ جوارحه فتكف عن المعصية، فلا يمد عينه إلى ما حرم الله، ولا يقول بلسانه ما يغضب الله، ولا يبسط يده بظلم عباد الله، وفي الرواية عن الصادقين عليهم الصلاة والسلام: "إنما قدر الله عون العباد على قدر نياتهم فمن صحت نيته تم عون الله له، ومن قصرت نيته قصر عنه العون بقدر الذي قَصَّر"[7]، فالنية هي العمل، لأنها الدافعة له، المحركة للنفس عليه، المقوية للجسم على تحقيقه، فقد روى الصدوق رضوان الله عليه، عن أهل بيت العصمة: "ما ضعف بدن عما قويت عليه النية"[8]، بل النية خيرٌ من العمل، فكم من مؤمنٍ نوى فعل الخير فحالت الظروف والأقدار دون إمكانه منه، فكتب الله له ثواب ذلك العمل وهو لم يقم به، وربما لو تمكن من فعله، لم يستطع المحافظة على الإخلاص لله به حتى يتمه، فضلاً عن المحافظة عليه من نار العجب به بعد كماله، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله: "نية المؤمن خير من عمله"[9]، وروى الثقة القمي في تفسيره عن أبي الحسن الرضا صلوات الله وسلامه عليه قال: "إذا كان يوم القيامة أوقف المؤمن بين يديه – أي الله سبحانه وتعالى – فيكون هو الذي يتولى حسابه فيعرض عليه عمله فينظر في صحيفته، فأول ما يرى سيئاته فيتغير لذلك لونه وترتعش فرائصه وتفزع نفسه، ثم يرى حسناته فتقر عينه وتسر نفسه وتفرح روحه، ثم ينظر إلى ما أعطاه الله من الثواب فيشتد فرحه ثم يقول للملائكة هلموا الصحف التي فيها الأعمال التي لم يعملوها، قال: فيقرؤونها ثم يقولون وعزتك إنك لتعلم أنا لم نعمل منها شيئاً، فيقول: صدقتم نويتموها فكتبناها لكم ثم يثابون عليها"[10]، فاجعلوا لكم في كل شيءٍ نية، وفي كل حركةٍ وسكونٍ نية، وفي كل يقظةٍ ونومٍ في هذه الحياة نية، تثابون عليها وتؤجرون بها، وجاهدوا أنفسكم من قصودِ الشرور والمعاصي، ونيات الظلم والعدوان، وصَفُّوا أنفسكم من البغض والأحقاد على ذوي الإيمان، وجانبوا حب السمعة والرياء، فإنهما يأكُلان الحسنات كما تأكل الحطب النيران، خاصةً فيما تأتونه من صالح الأعمال التي لا يتأتى فعلها إلا في التجمعات والمجتمعات، كالمشاركة في إقامة التعازي والنياحات، على ذوي المجد والكرامات، والخروج في المواكب والمسيرات، لإظهار ظلامة الأئمة الهداة، فإنها بدون الإخلاص لله في إقامتها، لا تنتج شيئاً من الثمرات، بل يعود فاعلها بالندامة والحسرات، فالشاعر الذي يحشي قصيدته بالسخافات، ويملؤها بما لا ربط له بأهل البيت من الموضوعات، ولا يأتي فيها ذكرهم إلا في نهاية الفقرات، ثم يلقيها في موكب العزاء بألحان أهل الخلاعة والمجانات، وكأنه مطربٌ يشدو في الحفلات، ولا يقصد من قصيده إلا أن يقال إنها حلوة النغمات، فتعلق صورته على صدور الفتيات المغرورات، كديدن أهل الفسق من عشاق المغنين والمغنيات، ليس له في القيامة إلا اللعنات، لأنه لم يراعِ أوامر الشرع الحنيف فيما فعل، ولم يقصد ترويج مذهب الحق فيما نظم وقصَّد، وكذلك الخطيب الذي لا يتقيد بأقوال أهل البيت عليهم السلام، فينصح لشيعتهم، ويحثهم على لزوم طريقتهم، ويبصرهم بمواقع الفتن التي تمر بهم فيحذرهم من الوقوع في فخاخِها، ويبصرهم بالطرق المنجية من حبائلها، بل يستغل مَنبر أهل البيت عليهم السلام لترويج دعوةٍ ليست بدعوتهم، ونشر فكرٍ لا علاقة له بأمرهم، ولا يؤول إلى تثبيت شيعتهم على ولايتهم, ولا يبصِّر محبيهم بحقيقة معتقدهم, ليس له غداً أن يقول إني من خدَّامهم, وأستحق كرامتهم.
جعلنا الله وإياكم ممن يُخلص لله في الأعمال والأقوال, وحقَّق لنا ولكم جميع الآمال, وختم لنا بالخير الآجال, إنه سميع الدعاء رؤوفٌ رحيم.
إن أبلغ ما تأمَّله الأديب, وأفضل ما ختم به خطيب, كلام الله الحسيب الرقيب, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]وَالْعَصْر & إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ & إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ[[11].
وأستغفر الله لي ولكم وللمؤمنين إنه غفورٌ رحيم.
الخطبة الثانية:
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الحمد لله الذي سقى أولياءه كأس محبَّته, فهوَّن عليهم ما حل بهم من المصائب في طاعته, وأذاقهم في مجلس أنسه حلاوة الاتصال, ما أبرد عليهم طعنات الرماح ورشق النبال, وأراهم ما أعدَّ لهم من الكرامة في دار القرار, فزهدوا لذلك في دار الأشرار, ورغبوا عن مجاورة اللئام والفجَّار, بل رغبوا في الوصول إلى تلك القصور والأنهار, ومجاورة الملك الجبَّار, فخاضوا حتوف الأخطار, وجاهدوا المنافقين والكفَّار, وتحمَّلوا منهم الضرب بالبتَّار, حتى أمسوا في دار النعيم مع الأبرار.
نحمده سبحانه على ما أولانا من النعم الكبار, التي من أجلِّها وأعظمها موالاة محمدٍ وآله الأطهار, وتأييدهم في العلن والإسرار, وتحمُّل أضغان أعدائهم الأشرار, فأصبحنا بفضله معروفين بمشايعتهم, منسوبين إلى جماعتهم.
ونشهد ألا إله إلا هو ذو المجد والبهاء, والعزة والكبرياء, يرفع مقامات الشهداء, ويُثيب الأولياء على تحمُّل النوائب والبلاء, وهو القائل: ]وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنْكُمْ شُهَدَاءَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ[[12].
ونشهد أن محمداً صلى الله عليه وآله عبده ورسوله المتردي برداء المصائب, المتحمِّل في ذات الله النكبات والمعاطب, الصابر على ما ناله في نفسه وعترته الأطائب, من البلاء والنوائب, حتى غدوا في بيداء كربلاء مصرَّعين, وبالسيوف مبضَّعين, وعن شرب الماء ممنوعين, وغدت بناته ونساؤه في أيدي الأعداء مأسورات, ولجيش البغي والعدوان سبيات, فصلِّ اللهم عليه وآله الذين التزموا بمنهجك, ونافحوا عن شريعتك, وجاهدوا من سعى لتحريف ملَّتك, والإفساد في بريتك, حتى ذاقوا في سبيلك كاسات الحتوف, وتجرَّعوا من أجل رضاك تقطيع الأوصال بالسيوف.
عباد الله, أوصيكم ونفسي قبلكم بتقوى الله سبحانه, وعدم الاغترار بهذه الدار الخوَّانة, فإنها ليست لكم بدار قرار, وإنما هي جنة الأشرار, ومأوى الفسقة والفجَّار, وكيف يطمئن المؤمن إليها وقد غدرت بسادتها ومواليها فسلَّطت عليهم الذئاب, وأطعمت لحومهم الخنازير والكلاب, وأجلبت عليهم كل فاجرٍ كذَّاب, وسدَّت في وجوههم المنافذ والأبواب.
انظروا إلى ما فعلته بسيِّدكم الحسين عليه السلام في بيداء الطفوف, حيث ازدلفت عليه من الأعداء الألوف, وتحلَّقت حوله الصفوف, وجرَّعوه وأصحابه الحتوف, وقطَّعوهم بالخناجر والسيوف, وحزُّوا منهم الرؤوس والكفوف, وأصبحت بنات رسول الله صلى الله عليه وآله في أيدي المجرمين أسارى, يُعرضن في الأسواق كما تعرض سبايا اليهود والنصارى, لم يبق لهنَّ من حماتهنَّ حمي, ولا من ولاتهنَّ ولي, فهنَّ بين نادبةٍ وا أباه, وصائحةٍ واجدَّاه, وصارخةٍ وا محمداه, فهل يلتذ بالماء من يتذكر ما نال سيده الحسين من الظما, حتى حال العطش كالدخان بينه وبين السما؟ وهل يرتاح لسكنى الدور والقصور من يتصور مواليه مطرَّحين بين الجنادل والصخور, مخضبين بفيض النحور, مكسوري الأضلاع والصدور, أكفانهم من سافي الرياح, ورؤوسهم يُدار بها البلدان على الرماح, ويزيد العهر يجلس على سرير الملك ناعم البال, ويتمتَّع في هذه الدنيا بالعز والإقبال, والأبَّهة والإجلال, فواعجباً لنفوسنا كيف لا تتلف لهذه الأحزان, ولقلوبنا كيف لا تتفطر لما جرى على سادات الزمان, من المصائب والأشجان, فيا شيعة المرتضى واسوا سادتكم في هذا المصاب, لتحوزوا من الله جزيل الثواب, وتفوزوا بشفاعتهم يوم المآب, فعن قليلٍ يُكشف عنكم الحجاب, وتظهر لكم ثمرة البكاء عليهم والاكتئاب, فعن مولانا الصادق عليه السلام أنه قال لمسمع بن عبد الملك: أتذكر ما صُنع بالحسين عليه السلام؟ قال: إي والله وأستعبر, قال عليه السلام: رحم الله دمعتك أما إنك ممن يفرحون لفرحنا, ويحزنون لحزننا, أما إنك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك, وما يلقونك به من البشارة، ولملك الموت أرق عليك وأشد رحمةً لك من الأم الشفيق على ولدها. قال: ثم استعبر واستعبرت[13]، وعن أبي جعفرٍ عليه السلام قال: كان علي بن الحسين عليهما السلام يقول: "أيما مؤمن دمعت عيناه لقتل الحسين عليه السلام حتى تسيل على خده, بوَّأه الله تعالى بها في الجنة غُرفاً يسكنها أحقابا"[14]. وعن الصادق عليه السلام قال: "ومن ذُكر الحسين عنده فخرج من عينه من الدموع مقدار جناح ذباب كان ثوابه على الله ولم يرض له بدون الجنة"[15].
فضجُّوا يا شيعة المختار بالبكاء والنحيب, وساعدوا الزهراء في هذا الرزو العصيب.
واعلموا أن من أعظم المثوبات لدى الله ولديهم, وأقرب القربات إلى الله وإليهم, هو إكثار الصلاة والسلام عليهم.
اللهم صلِّ على من فاق في صبره على الخليل إبراهيم, وألقى إليك حبل الرضا والتسليم, لما ابتليته بكل فادحٍ جسيم, حتى قلت له في كتابك الكريم: ]وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ[[16], الشارب بكأس المصاب الأنكد, والمتوشِّح برداء الحزن مدى الأبد, النبي المجتبى أبي القاسم محمد.
اللهم صلِّ على من جعلته من بعده في تلك المراتب, وابتليته بالشرب من حياض الأرزاء والنوائب, وامتحنت شيعته بالصبر على تحمُّل أضغان النواصب, الإمام بالنص أمير المؤمنين علي بن أبي طالب.
اللهم صلِّ على المدنفة العليلة, ذات الأحزان الطويلة, الصابرة على تحمُّل النوائب الثقيلة, البتول العذرا, أم الحسنين فاطمة الزهرا.
اللهم صلِّ على الشارب بعدهم بكأس المصائب والمحن, والمتحمل من أعدائهم البغض والإحن, حتى غدا مقتولاً بسموم الحقد والضغن, الإمام بالنص أبي محمدٍ الحسن.
اللهم صلِّ على من بكته الأنبياء قبل الميلاد, وأُقيمت له المآتم قبل الميعاد, وطبَّق رزؤه السبع الشداد, المضحي في رضاك بكل ما حوت يداه من طارفٍ وتلاد, محزوز الوريدين, ومقطوع الرأس واليدين, الإمام بالنص أبي عبد الله الشهيد الحسين.
اللهم صلِّ على أسير الكربات, المستضعف بأيدي الطغاة, حليف الأحزان والعبرات, الإمام بالنص علي بن الحسين ذي الثفنات.
اللهم صلِّ على المحتسب الصابر على الخطوب الفواقر, ذي المكارم والمفاخر, المسلَّم عليه من رسولك على يد جابر, الإمام بالنص محمد بن عليٍ الباقر.
اللهم صلِّ على بحر العلم الرائق, ولسان الحق الناطق, الضوء البارق في ليل الجهل الغاسق, الإمام بالنص أبي عبد الله جعفر بن محمدٍ الصادق.
اللهم صلِّ على الأوَّاه الحليم, والحبر العليم, ذي المجد الكريم, سمي موسى الكليم, الإمام بالنص موسى بن جعفرٍ المكنَّى بأبي إبراهيم.
اللهم صلِّ على المُبعد عن الأهل والأوطان, والمُفرد عن الأصحاب والإخوان, المُكابد لجور أهل الحسد والأضغان, الإمام بالنص علي بن موسى المدفون بخراسان.
اللهم صلِّ على ناشر ألوية الرشاد, الدائب في هداية العباد, المقتول ظلماً بأيدي ذوي البغي والعناد, الإمام بالنص أبي جعفرٍ الثاني محمد بن عليٍ الجواد.
اللهم صلِّ على ضياء النادي, ومن أقرَّ بفضله الحاضر والبادي, غياث الشيعة يوم ينادي المنادي, الإمام بالنص أبي الحسن الثالث علي بن محمدٍ الهادي.
اللهم صلِّ على رافع أعلام الدين, ومُخرس شقاشق المبطلين بالحجج والبراهين, فإليه المرجع وعليه المعتمد, الإمام بالنص الحسن بن عليٍ المشتهر بأبي محمد.
اللهم صلِّ على صاحب الطلعة القمرية, ذي الصولات الحيدرية, والشهامة الحسينية, وارث الخلافة الأحمدية, المرتجى لكشف البلية عن الشيعة العلوية, مميت البدع ومحيي السنن, الإمام بالنص مولانا المهدي بن الحسن.
اللهم عجل له الفرج, وسهِّل له المخرج, واكشف به اللجج, وأحيِ به ما اندرس من المنهج, واجعلنا ممن يثبت على القول بإمامته, ويجاهد تحت رايته, ويكرَّم في دولته, إنك سميعٌ مجيب.
إن أحلى ما فاح عطره وانتشر شذاه, وأتم ما اقتدى الأنام بهداه, كلام الله الذي لا إله إلاه, أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
]إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ[[17].
وأستغفر الله لي ولكم, إنه غفورٌ رحيم, وتوَّابٌ حليم.
[1] الكافي - ج5 - ص20 - العلامة المجلسي
[2] سورة الإسراء: من الآية84
[3] الكافي - ج2 - ص85 - الشيخ الكليني
[4] ميزان الحكمة - ج4 - ص3416 - محمدي الريشهري
[5] "عن علي ع: من حسنت نيته أمدَّهُ بالتوفيق"، ميزان الحكمة - ج10 – ص4520، طبع دار ضياء التراث العربي باب التوفيق على قدر النية، الحديث الثاني برقم 20983، نقلاً عن غرر الحكم برقم 9186.
[6] بحار الأنوار - ج75 - ص188 - العلامة المجلسي
[7] بحار الأنوار - ج67 - ص211 - العلامة المجلسي
[8] من لا يحضره الفقيه - ج4 - ص400 - الشيخ الصدوق
[9] الكافي - ج2 - ص84 - الشيخ الكليني
[10] تفسير القمي - ج2 - ص26 - علي بن ابراهيم القمي
[11] سورة العصر
[12] سورة آل عمران: من الآية140
[13] "رحم الله دمعتك أما إنك من الذين يُعدُّون في أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا, ويحزنون لحزننا, ويخافون لخوفنا, ويأمنون إذا أمنَّا, أما إنك سترى عند موتك حضور آبائي لك ووصيتهم ملك الموت بك, وما يلقونك به من البشارة: ما تقر به عينك قبل الموت, فملك الموت أرق عليك وأشد رحمةً لك من الأم الشفيقة على ولدها. قال: ثم استعبر واستعبرت" بحار الأنوار - ج44 - ص290 - العلامة المجلسي نقلاً عن كامل الزيارات - ص203 - طبع بيروت – دار السرور – سنة1979م.
[14] ثواب الأعمال - ص83 - الشيخ الصدوق
[15] وسائل الشيعة (الإسلامية) - ج10 - ص396 - الحر العاملي
[16] سورة القلم: 4
[17] سورة النحل: 90
معلومات إضافية
- التاريخ الهجري: 9 محرم 1415
